أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطوي الطوالبة - إضاءات على أساطيرهم(5)














المزيد.....

إضاءات على أساطيرهم(5)


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 7860 - 2024 / 1 / 18 - 12:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نتناول في هذه الحلقة ما يُعرف ب"خروج بني اسرائيل من مصر"، ونضعه بين هلالين قاصدين. لماذا؟ لأن ما نحن بصدده، في هذه الحلقة وفي الحلقات كلها، روايات دينية عبرية. والتاريخ الحديث المبني على علم الآثار لا يعترف بالروايات الدينية عموماً، ولا يُقر إلا ما تؤكده الأركيولوجيا، أي علم الآثار الذي يهتم بدراسة البقايا المادية لحياة الإنسان القديم. على هذا الصعيد، يقول البروفيسور خزعل الماجدي، مؤلِّف أكثر من مئة كتاب معظمها في الحضارات القديمة وتاريخ الأديان، أن علماء الأركيولوجيا لم يجدوا أيَّ أثر لموسى وليوسف في مصر... والآن إلى "الخروج"، كما ورد في التلمود.
"أنزل الرب عشر بلايا على مصر مات بسببها تسعة أعشار السكان...وبسببها أطلق فرعون بني اسرائيل وحررهم من العبودية التي ضربت عليهم طويلاً...ولما سمع الكنعانيون أن بني اسرائيل في طريقهم إلى فلسطين، أحرقوا محاصيلهم، وقطعوا أشجارهم ودمروا مبانيهم وطمسوا آبارهم. كل ذلك ليجعلوا العيش في الأرض مستحيلاً(أساطيرهم تعترف بأن فلسطين ليست لهم/ع). وعند ذلك تكلم الرب وقال: لم أعِد آباءهم بأني سأعطي أرضاً خربة لذريتهم، ولكن وعدتهم بأرض مليئة بالخيرات، لذا فسوف أقودهم في البرية أربعين سنة، وأثناء ذلك سيكون الكنعانيون قد أصلحوا ما أفسدوه...عندما أذن فرعون لبني اسرائيل بمغادرة بلاده، كان يظن أنهم سيذهبون إلى البرية ويقيمون بها ثلاثة أيام يؤدون شعائر دينهم ثم يعودون إلى البلاد مرة أخرى. لذا فقد أرسل ضباطه معهم، وكلفهم بإعادتهم بعد انقضاء الأيام الثلاثة...وعندما استحثهم الضباط على الإسراع بالعودة إلى مصر بعد انقضاء الأيام الثلاثة، رد الاسرائيليون بأن فرعون سمح لهم بالخروج ولم ينزعج لمغادرتهم البلاد. لكن الضباط لم يعبأوا بقولهم وأجابوهم: أيها البلهاء، عليكم تنفيذ ما تؤمرون به وحسب. لكن بني اسرائيل لم يذعنوا لهذه الغطرسة وهجموا على الضباط فقتلوا بعضهم وجرحوا آخرين. وهرول الناجون منهم بجراحهم إلى مصر وأخبروا فرعون بتمرد بني اسرائيل عليه. تغير قلب فرعون هو وشعبه على بني اسرائيل...وقال مستشارو فرعون: أن تصيبنا البلايا بسببهم، ثم نضطر إلى السماح لهم بمغادرة البلاد، ثم نقف مكتوفي الأيدي نتفرج عليهم وهم ينهبون ثرواتنا، فإن ذلك فوق ما نحتمل ونطيق...لم ينتظر فرعون حتى يجهز له خدمه عربته الحربية، وإنما أسرع هو بنفسه يعدها للحرب، وحذا أمراؤه حذوه. وانضم اليهم المصريون بحشودهم الكثيفة من العربات الحربية والمحاربين الأشداء، فكانوا ما لا يقل عن ثلاثمئة ألف مقاتل مقابل مئة ألف اسرائيلي...عندما رأي بنو اسرائيل جحافل الجيش المصري تزحف نحوهم...استولى عليهم الرعب. كان الاسرائيليون في موقف لا يحسدون عليه، فالبحر من أمامهم والمصريون من خلفهم والصحراء المترامية عن أيمانهم وشمائلهم...خاطب موسى الرب وألحَّ في الدعاء واجتهد في الاستغاثة بالرب لينجد بني اسرائيل من هذا الموقف الصعب، لكن الرب قاطعه قائلاً: يا موسى، أيكون أولادي في محنة، فالبحر من أماهم وفرعون يسعى خلفهم، بينما تقف أنت هنا تدعوني...وإذا كنتُ قد جمعت الماء معاً في مكان واحد وأظهرت قاع البحر لآدم وهو مجرد إنسان واحد، أفلا أفعل نفس الشيء لهذا الجمع المقدس؟ لأنجينهم، ولو كرامة لإبراهيم فحسب، وهو الذي كان يضحي بابنه اسحاق طاعة لي، ومن أجل وعدي الذي وعدت به يعقوب(اسرائيل/ع)...الرب يأمر موسى: خذ العصا التي أعطيتك اياها وامضِ إلى البحر كما أمرتك وقل: أنا الرسول الذي أرسله خالق العالم، فاكشف طرقك يا بحر، لكي يعبر أولادي على يابستك. ذهب موسى إلى البحر وكلمه بما أمره به الرب، لكن البحر ردَّ قائلاً: لن أفعل ما أمرتني به، فما أنت إلا رجل وإنسان ولدته امرأة من النساء. كما أنني أكبر منك سناً بثلاثة أيام، لأني خُلقت في اليوم الثالث، وأنت لم تُخلق إلا في اليوم السادس...واصل البحر عصيانه لموسى، فلجأ موسى إلى الرب وتوسل اليه أن يأمر هو البحر بنفسه...قال الرب لموسى: لو أمرت أنا البحر بأن ينفلق، فلن يعود إلى حاله الأولى أبداً...سأمنحك شيئاً من قوتي ليصحبك، ولسوف يجبره ذلك على طاعتك...وانقسمت مياه البحر الأحمر، بل لم تنقسم مياه البحر الأحمر وحدها، وإنما حذت حذوها جميع المياه التي في السماء والتي على الأرض...كان الملاك جبريل متلهفاً على إغراق المصريين في الليلة نفسها، ولكن الرب أمره بأن ينتظر حتى تحين ساعة النوبة الصباحية حتى يستعد ابراهيم للإنطلاق إلى التضحية بابنه. ومع ذلك فقد نجح جبريل في حجز حائط المياه الذي كان على اليمين قائلاً: حذارِ ولا تمسسن بني اسرائيل بسوء، وهو الذي سيتلقى الشريعة من يمين الرب في قادم الأيام. ثم التفت إلى حائط المياه الذي كان على اليسار وقال له: حذارِ ولا تمسسن اسرائيل بسوء، وهو الذي سيربط الأحجية والتمائم حول يده اليسرى في قادم الزمان. وحذَّرَ الماء الذي كان خلفه قائلاً: حذارِ ولا تمسسن اسرائيل بسوء، وهو الذي سيدع زيزيت يتدلى على ظهره، في قادم الأيام. وقال للمياه المحلقة من أمام: حذارِ ولا تمسسن اسرائيل بسوء، وهو الذي سيحمل علامة العهد(الختان) على بدنه...قال الرب لموسى: مُر بني اسرائيل فليتقدموا...أما أنت، فارفع عصاك فوق البحر وافرقه. ففعل موسى ما أمره به الرب، فانفلق ماء البحر واجتازه بنو اسرائيل...وكانت التربة من تحت أقدامهم يابسة صلبة. لكن لما خطا المصريون عليها صارت وحلاً، وتحولت حوائط المياه المنقسمة إلى صخور صلبة، فلما مرَّ المصريون من بينها أطبقت عليهم وسحقتهم، وهي التي كانت عذبة روت ظمأ بني اسرائيل".
*****
عزيزنا القارئ، نتمنى أن تكون قد استمتعت خلال رحلتك في صحراء "الخروج" بمسالكها المتشعبة ومفاجآتها المثيرة حقاً !
أما نحن، فكل ما نطلبه منك، أن تتذكر بأن العقل زينة. وجل ما نتمنى عليك، أن تحاكم ما قرأت بالعقل، وبالعقل وحده. ونرى أن من حقك عزيزنا القارئ أن تتساءل: كيف يمكن التفاهم مع من يؤمنون بأن ما قرأته هو كلام "مقدس" لا يأتيه الباطل عن يمين أو شمال؟!!!



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إضاءات على أساطيرهم (4)
- حرب تكسير الأساطير !
- إضاءات على أساطيرهم (3)
- إضاءات على أساطيرهم (2)
- إضاءات على أساطيرهم (1)
- لماذا ألصقت التوراة الخطيئة بالمرأة؟!
- السحر !
- الوصايا العشر...أية أصابع كتبتها؟!
- سؤال بحجم الوطن العربي
- فيها إنَّ !
- الراعي والرعية !
- الإحتجاج بالنص الديني دليل أزمة وجودية !
- لماذا انهزمت الجيوش وتصمد المقاومة؟!


المزيد.....




- -المسلمون في أمريكا-.. كيف تتحدى هذه الصور المفاهيم الخاطئة ...
- سوناك يدعو إلى حماية الطلاب اليهود ويتهم -شرذمة- في الجامعات ...
- بسبب وصف المحرقة بـ-الأسطورة-.. احتجاج يهودي في هنغاريا
- شاهد.. رئيس وزراء العراق يستقبل وفد المجمع العالمي للتقريب ب ...
- عمليات المقاومة الاسلامية ضد مواقع وانتشار جيش الاحتلال
- إضرام النيران في مقام النبي يوشع تمهيدا لاقتحامه في سلفيت
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- إيهود أولمرت: عملية رفح لن تخدم هدف استعادة الأسرى وستؤدي لن ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة 2024 بأعلى ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل المنتخب الوطني لكرة قدم الصالات ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطوي الطوالبة - إضاءات على أساطيرهم(5)