أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - لماذا هذا الارتباك والتلعثم والخوف؟!














المزيد.....

لماذا هذا الارتباك والتلعثم والخوف؟!


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 7871 - 2024 / 1 / 29 - 12:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا هذا الارتباك
والتلعثم والخوف؟!

أتذكر ومعي من كل لا تزال ذاكرته على قيد الفعل، محاولة اغتيال القيادي الحمساوي، خالد مشعل، في العاصمة عمان، وعلى وجه التحديد في شارع وصفي التل -الجاردنز-. حينها خرج التصريح الحكومي في تقليعة متسرعة أقرب إلى "تفحيطة" عن "طوشة" في شارع الجاردنز. بعد سويعات بدأت تظهر الحقيقة، وإذ بالطوشة محاولة اغتيال خالد مشعل، والتفاصيل معروفة. كان ذلك يوم 25 أيلول 1997، أما اليوم فنحن في عصر الفضاء المفتوح، حيث تلاحقنا المعلومة حتى في غرف نومنا. ومع ذلك، تتمسك الحكومات الأردنية بالغمغمة، وتتصرف بارتباك، وتتكلم بتلعثم، ويبدو عليها الخوف الشديد جدًّا، في كل أمر يتعلق بأميركا واسرائيلها.
مساء أمس حصل هجوم بمسيرة على قاعدة أو موقع عسكري أميركي في الأردن يطلق عليه اسم "برج 22". الفاعل أعلن تحمله المسؤولية، والولايات المتحدة بدءًا برئيسها مرورًا بنائبته، ثم البنتاغون، وصولًا إلى مسؤولين عسكريين أميركيين، يؤكدون أن القاعدة المستهدفة في الأردن، إلا الحكومة الأردنية، كان لها قول آخر، وقد جانبها الصواب ولم تكن موفقة. الخبر سُرعان ما تصَدَّرَ نشرات الأخبار، في صيغة وضعت الحكومة الأردنية في موقف أقل ما يُقال فيه أنه مُحرج. لنتكلم من زاوية المهنية الإعلامية البحت، بخصوص أسلوب صياغة الخبر، كما بثته وسائل الإعلام المرئي والمسموع بخاصة. فضائية "روسيا اليوم"، على سبيل المثال لا الحصر، بثت الخبر على النحو التالي:"أعلنت الولايات المتحدة الأميركية مقتل ثلاثة من جنودها في هجوم بمسيرة على قاعدة أميركية شمال شرق الأردن، والحكومة الأردنية تنفي وقوع الهجوم داخل الأراضي الأردنية". عندما يسمع ملايين المتابعين خبرًا على هذا النحو، لا بد أن يفرض نفسه التساؤل: هل يُعقل أن أميركا لا تعرف أين تتواجد قواعدها، وهل الحكومة الأردنية في موقع المؤهل لدحض الرواية الأميركية بهذا الخصوص تحديدًا؟!!!
النتيجة، التي لا يُتوقع سواها بالمنطق، تكذيب تصريح الحكومة الأردنية بالتأكيد.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، في دليل على الارتباك والتلعثم. في البداية، ظلت الحكومة مصرة على أن الهجوم وقتل الجنود الأميركيين حصلا خارج الحدود الأردنية. بعد سويعة تقريبًا، بوغت المتابعون بتصريح مفاده أن أيًّا من الجنود الأردنيين على الحدود الأردنية السورية لم يُصبب بأذى. وتبع هذا التصريح تصريح آخر يبدو أنه محاولة للتغطية على "تفحيطة" التسرع المُحرج، مؤداه، "أن التعاون بين الأردن وأميركا يتم وفق اتفاقية تعاون بين البلدين"!!!
صباح اليوم، طالعتنا وسائل الإعلام الأردنية بتغطية للحدث، لا تنسف ال"تفحيطة" المومأ اليها فوق وحسب، بل تضع الأردن الرسمي في موقف مُحرج. سنورد تاليًا الفقرة الأولى من التقرير الإخباري المعني، وهي عادة الأهم حسب شروط المهنية الصحفية في صياغة الأخبار، ونترك الحكم لكل من يقرأ سطورنا هذه. فقد بدأ التقرير ب"إدانة الأردن لهجوم ارهابي استهدف موقعًا متقدمًا على الحدود مع سوريا وأدى إلى مقتل جنود أميركيين وجرح آخرين من القوات الأميركية التي تتعاون مع الأردن في مواجهة خطر الإرهاب". نلفت انتباه القارئ إلى تحديد مكان الهجوم "موقع متقدم على الحدود مع سوريا"، يعني داخل الأراضي الأردنية، أي أن هذا التحديد نسف تصريحات الحكومة السابقة كلها. أما الجزء الثاني من فقرة البداية، فليس موفقًا على الإطلاق، ونعني على وجه التحديد الإشارة إلى أن "القوات الأميركية تتعاون مع الأردن في مواجهة خطر الإرهاب". لعل أول ما يخطر ببال قارئ كلام كهذا أن يسأل: منذ متى كانت أميركا جمعية خيرية تتعاون مع ضحايا الإرهاب ضد خطره، وهي الداعم الرئيس للكيان الصهيوني اللقيط؟! أليس الاحتلال هو قمة الإرهاب؟!!! فكيف إذا كان يرتكب يوميًّا عشرات المجازر كما يفعل في غزة جهارًا نهارًا بسلاح وغطاءٍ أميركيين؟!!! أليس داعم الإحتلال والمنحاز لظلمه انحيازًا أعمى، جدير بأن يُدمغ بوصمة "مَصْدَر الإرهاب"؟!!!



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 7 أكتوبر...لماذا القلق الصهيوني؟!
- كذبة تاريخية !
- عبودية العقل !
- إضاءات على أساطيرهم(7)
- إضاءات على أساطيرهم(6)
- إضاءات على أساطيرهم(5)
- إضاءات على أساطيرهم (4)
- حرب تكسير الأساطير !
- إضاءات على أساطيرهم (3)
- إضاءات على أساطيرهم (2)
- إضاءات على أساطيرهم (1)
- لماذا ألصقت التوراة الخطيئة بالمرأة؟!
- السحر !
- الوصايا العشر...أية أصابع كتبتها؟!
- سؤال بحجم الوطن العربي
- فيها إنَّ !
- الراعي والرعية !
- الإحتجاج بالنص الديني دليل أزمة وجودية !
- لماذا انهزمت الجيوش وتصمد المقاومة؟!


المزيد.....




- رغم إعلان ترامب لوقف إطلاق النار.. شاهد كيف كانت الدفاعات ال ...
- وسط إرباك حول توقيته.. وسائل إعلام من إيران وإسرائيل تُعلن س ...
- ترامب يُعلن دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ ويوجه -رجاءً- ...
- إسرائيل.. الكشف عن حصيلة قتلى الهجوم الإيراني على بئر السبع ...
- -فُرض على العدو بعد مهاجمة العُديد-.. شاهد كيف وصف التلفزيون ...
- رضا بهلوي من باريس: أنا مستعد لحكم إيران وعلى خامنئي أن يرحل ...
- ترامب: إسرائيل وإيران وافقتا على وقف لإطلاق النار
- فيما تتصاعد حرب الإبادة في غزة: المهمّات المباشرة لإسناد فلس ...
- حادثة الطفلة غيثة تشعل المغرب.. موجة غضب وتضامن
- ثمرة واحدة قبل النوم تُحسّن جودة نومك بشكل ملحوظ


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - لماذا هذا الارتباك والتلعثم والخوف؟!