أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الصادق - المشروع الحضاري والخطيئة الأصلية: ربع قرن علي الإنقلاب علي العرّاب!!














المزيد.....

المشروع الحضاري والخطيئة الأصلية: ربع قرن علي الإنقلاب علي العرّاب!!


محمد الصادق

الحوار المتمدن-العدد: 7916 - 2024 / 3 / 14 - 09:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قرارات ٤ رمضان كانت مفاجأة للجميع، وربما حتي الآن وبعد مضي ربع قرن لا يزال كثير من الاسلاميين بالداخل والخارج غير مصدقين تنحية الترابي من المشهد بتلك السهولة، لأن الرجل كان عراب المشروع الحضاري، وكان هو المرجع الفكري ومصدر الالهام الروحي لذلك المشروع، وحتي بعد خروجه من الحكومة ظل ممسكا بزمام المبادرة وسط تباينات فكرية وسياسية واسعة، وضغوط اقليمية ودولية، وتنازعات داخلية وطموحات للكثيرين بإزاحة السلطة القائمة والاحلال مكانها.
خصوم الترابي سخروا من ابعاده وقالوا ان الأنقاذ اكلت اباها، وقالوا ان الترابي ذاق من نفس الكأس التي سقاهم منها في ٨٩.

الترابي ارجع سبب ابعاده لخيانة البعض، وتخليهم عن المبادئ والثوابت المتفق عليها.
أعقب خروج العرّاب انشقاقات كثيرة، ونشأت تكوينات تطالب بالسلطة والثروة وتحقيق العدالة، وقد وجه المنشقون انتقادات خطيرة للحكومة واتهموا المؤتمر الوطني بأنه اصبح يدير البلاد بعقلية امنية، وان الحزب اصبح حزب مصالح وبه تيارات متصارعة، ولذلك افتقد القدرة والاهلية في صناعة المبادرات والقرارات، حيث لم تعد هناك مؤسسات تتخذ القرار.

وعندما برزت الضغوط الاقتصادية والضغوط الدولية عقب نشوء التحالف الدولي والاقليمي لمكافحة الارهاب، طرحت الحكومة حوار الوثبة عقب هبة الجماهير في سبتمبر ٢٠١٣، وقد ركز الحوار علي قضايا الحريات والعدالة الاجتماعية وتحقيق السلام عبر مشاركة جميع القوي السياسية، وهذا هو الخط الذي كان ينتهجه الترابي حتي قبل الإطاحة به، فقد كان يدعو الي بسط الحريات وتطبيق نظام فيدرالي يتيح مزيدا من السلطة والمال للولايات.
لقي الحوار دعم دولي من امريكا واوروبا ودول الخليج والاتحاد الافريقي، وفعلا نجح الحوار واكد بعض الخبراء ان المخرجات جاءت اقوي من المتوقع، وان التوصيات كانت شاملة وكفيلة بتجنيب البلاد الانزلاق في مهاوي الفتنة التي انزلقت اليها بعض بلدان المنطقة، لكن لم تجد المخرجات سبيلا للتنفيذ، بسبب وجود معارضة من المتشددين داخل المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية. لقد كان الترابي ينتمي الي المدرسة الوسطية، بل كان يتهم بأنه ليبرالي، وقد أدي خروجه الي تمدد الفكر المتشدد، واصبحت التيارات السلفية تغطي مساحة واسعة جدا من الحياة العامة، وهي التي كانت في خصومة مع الترابي، فكلنا يذكر الخطاب الشديد اللهجة الذي وجهه ابن باز للترابي بسبب فتاويه عن المرأة وحكم الردة، وكذلك نذكر محاولة بعض العلماء تقديم الترابي لمحاكمته بالردة في ٢٠٠٦.
لم يمض عامان علي رحيل الترابي حتي بدأت ثورة عارمة علي السلطة القائمة، فلم يشهد الترابي ثورة الشباب علي النظام الذي ارسي قواعده، والذي كان في آخر حياته متخوفا مما سيحل بالبلاد بعده.

الترابي كان يردد دائما انه تاب من الانقلابات، وفعلا كان امرا مستغربا ان يدبر انقلابا علي نظام ديمقراطي كان مشاركا فيه، وكان حزبه ذا ثقل جاهيري متنامي، حيث كان الناس يدخلون فيه افواجا. ولكن لسخرية الاقدار لم يتعظ ابناؤه من ذلك الخطأ الإستراتيجي، فاستعجلوا النتائج وارتكبوا نفس الخطأ، فانقلبوا علي مخرجات الحوار، مما ارجع الناس خطوات عديدة الي الوراء، وادخل البلاد في نفق مظلم.



#محمد_الصادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سبيل الخلاص: هكذا ندعو علي من ظلمونا
- رمضان من غير (أغاني وأغاني).. انتصر التطرف وانهزمت الوسطية!!
- بهذا القرار.. مجلس الأمن يصب الزيت علي النار!!
- الفقه فهما: بطلان اختلاف المطالع وحرمة صوم المتمم لرمضان
- دعوة اسلامية لهؤلاء بعدم صوم رمضان !!
- الفقه فهما: (٢) مدلول كلمة (البكر) واللخبطة في فقه الزو ...
- الختان مذكور في القرآن والا كان الرسول مفترياً
- الملاحقات القانونية حماقة.. فالأولوية وقف الحرب
- الفقه فهماً: (١) يصومون (المتمم) ويعصون ابا القاسم!!!
- الحركات الإسلامية اهملت الأخلاق وقدمت الإسلام: كمية صلاة وصو ...
- كما أورد القرآن: شفاعة عيسي اكبر من شفاعة محمد
- لم يكونوا انتحاريين: الصحابة في مؤتة انسحبوا، وفي بدر لم ينت ...
- سنخاطب جهات (أعلي) من مجلس الأمن الدولي !!!
- لا قتال في سبيل الأرض، بل القرآن يحث علي السياحة والهجرة!!
- الحركة الإسلامية (استلفت) منذ زمن، وشيوخها (بارحوا) أماكنهم
- مسألة (رجولة): اخرجونا من ديارنا لأننا نخاف، وهم لا يخافون ! ...
- رسوب فظيع (في الدِّين) والمعلمان عيسي و أحمد في موقف صعب جدا
- قصة خيالية: سدّ النهضة والسدّ العالي .. البقاء لله !!
- تجربة 60 سنة: الجيش الواحد ماسورة الانقلابات .. ومكانه الحدو ...
- جنون العظمة: تسليك ود حمدان ام وصاية دول الجوار ؟؟!!


المزيد.....




- الشرطة الفرنسية تقتل مسلحا حاول إضرام النار بكنيس يهودي
- فرنسا.. الشرطة تقتل رجلا حاول إضرام النار بكنيس يهودي
- وزير الداخلية الفرنسي: الشرطة قتلت مسلحا حاول إشعال النار في ...
- قتلى وجرحى لجنود الاحتلال بهجومٍ للمقاومة الاسلامية على -جعت ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف هدف حيوي صهيوني ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن قصفها هدفا حيويا في إيلات ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف هدف حيوي إسرائيل ...
- استقالة -مدوّية- لموظفة يهودية بإدراة بايدن لدعمه إسرائيل
- المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان: منع الرموز الدينية بالمدارس ...
- -إف بي آي- يستجوب -مؤرخا يهوديا-!


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الصادق - المشروع الحضاري والخطيئة الأصلية: ربع قرن علي الإنقلاب علي العرّاب!!