أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياءالدين محمود عبدالرحيم - نصرة المستضعفين، والمظلومين والدفاع عنهم في الشريعة الاسلامية - بحث فقهي















المزيد.....

نصرة المستضعفين، والمظلومين والدفاع عنهم في الشريعة الاسلامية - بحث فقهي


ضياءالدين محمود عبدالرحيم
مفكر اسلامي و اقتصادي، محاضر، مطور نظم، مدرب معتمد وشاعر مصري

(Diaaeldin Mahmoud Abdel Moaty Abdel Raheem)


الحوار المتمدن-العدد: 7910 - 2024 / 3 / 8 - 10:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بسم الله والحمد لله والصلاة على سيدنا محمد رسول الله، يقول الله -تبارك وتعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [سورة البقرة:174]
اما بعد:
ان نصرة المستضعفين والمظلومين والدفاع عنهم واجب شرعي على كل مستطيع وقال البعض انه فرض كفائي أي ان قام به البعض سقط عن الكل وان لم يقم به احد أثم كل قادر لم يفعل

قال تعالى: (وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا) النساء (75)

وما شرع الجهاد في الشريعة الاسلامية الا للدفاع عن الحق والعدل، ونصرة المظلومين والمستضعفين بنص الآية الكريمة في صدر المقالة

لمن تكون النصرة؟
لا يشترط أن يكون المستضعفين او المظلومين مسلمين فتجب النصرة عامة لعموم المظلومين والمستضعفين بنص الآية القرآنية الكريمة :
قال الله تعالى: ﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ (سورة التوبة: آية 6).

وروى الإمام أحمد في مسنده عن عبدالرحمن بن عوف عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((شهدت حلف المطيَّبين مع عمومتي وأنا غلام، فما أحب أن لي حمر النعم وأني أنكثه). أحمد (1567)
ويقصد بالحلف حلف الفضول حيث شارك فيه رسولنا الكريم قبل الدعوة بعشرين عاما ،وهو حلف أنشئ في مكة لنصرة المظلومين والدفاع عن المستضعفين ويعلن سيدنا محمد (ص) في الحديث السابق عن اعتزازه بالاشتراك في هذا الحلف.

ولنقرأ سويا موقف الرسول صلى الله عليه وسلم من مظلوم استغاث به لإنقاذ حقِّه، ولنتأمل في الظروف الصعبة التي كانت تحيط بالرسول صلى الله عليه وسلم يومها.
حيث كان في بداية الجهر بالدعوة وقريش في أشد حالات العداء له ولأتباعه فهل منعه ذلك من نصرة مظلوم ظلمه عبد الحكم بن هشام (أبو جهل)؟

تأملوا هذا الموقف من موسوعة البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله تعالى حيث يقول:
"قدم رجل من أراش بإبل له إلى مكَّة، فابتاعها منه أبو جهل بن هشام، فمطله بأثمانها، فأقبل الأراشي حتى وقف على نادي قريش، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في ناحية المسجد، فقال: يا معشر قريش، مَن رجلٌ يعديني على أبي الحكم بن هشام، فإني غريب، وابن سبيل، وقد غلَبني على حقي، فقال أهل المجلس: ترى ذلك - يهمزون به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لما يعلمون ما بينه وبين أبي جهل من العداوة - اذهب إليه، فهو يعديك عليه.
فأقبل الأراشي حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، فقام معه، فلما رأوه قام معه، قالوا لمن معهم: اتبعه؛ فانظر ما يصنع؟ فخرج إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاءه فضرب عليه بابه، فقال: مَن هذا؟ قال: محمد، فاخرج، فخرج إليه، وما في وجهه قطرة دم، وقد امتقع لونه، فقال: أعطِ هذا الرجل حقَّه، قال: لا يبرح حتى أعطيه الذي له، قال: فدخل، فخرج إليه بحقه، فدفعَه إليه، ثمَّ انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال للأراشي: ((الْحَقْ لشأنك)).

فأقبل الأراشي حتى وقف على المجلس، فقال: جزاه الله خيرًا، فقد أخذ الذي لي.."
انظر البداية والنهاية لابن كثير (2 / 388 - 389)..

كيف تكون النصرة؟
والنصرة تكون بالكلمة وبالمال وبالنفس وبالسلاح وبالدعاء كل حسب استطاعته

هل هناك خصوصية لنصرة المسلم؟
اتفقنا أن نصرة المظلومين والدفاع عن المستضعفين يكون لعامة الناس بنص الآية في صدر المقال، أما في حالة أن يكون المستضعف أو المظلوم مسلما فنصرته من الحقوق الواجبة شرعا تأمل معي حديث البراء بن عازب رضي الله عنه: حيث قال: "أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع: أمرنا بعيادة المريض، واتباع الجنازة، وتشميت العاطس، وإجابة الداعي، وإفشاء السلام، ونصر المظلوم، وإبرار المقسم"
(رواه البخاري ومسلم) .

كذلك من نصر مسلما مستضعفا أو مظلوما نصره الله تعالى ومن خذله خذله الله تعالى
جاءَ في الحديثِ عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (ما منِ امرئٍ يخذلُ امرأً مسلماً في موضعٍ تنتهكُ فيه حرمتُه وينتقصُ فيه من عرضِه إلا خذلهُ الله في موطنٍ يحبُّ فيه نصرتُه وما من امرئٍ ينصرُ مسلماً في موضعٍ ينتقصُ فيه من عرضِه وينتهكُ فيه من حرمتِه إلا نصرَه الله في موطنٍ يحبُّ نصرته) ( رواه أبو داود وهو حسن).

وعن سهل بن حنيف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أُذِلّ عنده مؤمن فلم ينصره وهو يقدر على أن ينصره أذلّه الله على رؤوس الأشهاد يوم القيامة» (رواه أحمد بسندٍ حسن)

والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف و لتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم» (حسنه الألباني في صحيح الترمذي) [1762. [

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة» (رواه البخاري في صحيحه )[2310.[

والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز: ”وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ * وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ “

ولمن يرددون آية (عليكم أنفسكم) نقول لهم روي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: "يا أيها الناس إنكم لتقرؤون هذه الآية وتضعونها على غير موضعها {يٰأَيُّهَا ٱلذين امنوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَّن ضَلَّ إِذَا ٱهتديتم} [المائدة:105]، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه، أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه» (صححه الألباني في صحيح أبي داود) [3644.[

ولمن يرددون مقولة (للبيت رب يحميه)، ويقصدون منها تكفل الله تعالى بحماية بيته، وتكفله بما دون ذلك من نصرة المستضعفين والمظلومين نقول لهم؛ أن ذلك كان في العصر الجاهلي وقبل نزول الوحى و التكليف، أما بعد نزول الرسالة فإن الشريعة الاسلامية الغراء ألزمت الافراد والدول ممن يندرجوا تحت ظل الشريعة الاسلامية الغراء بتحمل مسئولياتهم تجاه كل أمور و مناحي الحياة والأخذ بالأسباب كلها (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7)) (سورة محمد آية 7)

على من تجب النصرة وبم؟
قد تملك الشعوب الكلمة والمال فيجب عليهم بذلها ابتغاء مرضاة الله تعالى وعدم التقصير في ذلك
أما الانظمة والدول فإنها وبلا شك تملك كل انواع النصرة (الكلمة والمال والسلاح والنفس والشكوى في المؤسسات الدولية والطرق الدبلوماسية والمقاطعات وغيرها)

ولا أعذار تقبل، ولا هروب من المسئولية أمام الله تعالى كلٌ حسب دوره الذى أقامه الله فيه فالكاتب يكتب و الاعلامي ينقل و المستطيع ماليا ينفق و الجندى ينصر والدبلوماسي يتخذ كافة الاجراءات القادر عليها للنصرة أما الرؤساء والزعماء بلا شك مسئوليتهم أعظم إذا لم يتخذوا كافة الاجراءات التي من شأنها نصرة المستضعفين والمظلومين والدفاع عنهم بما فيها تحريك الجيوش وهذا واجب شرعا.
وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) سورة الحج

فعلى كل منا أداء دوره المنوط به فان كنت لا تملك فضل مال، و لا تستطيع أن تؤدى أي دور فتوجه معي بالدعاء التالي وانت مخلص في نيتك عسى الله ان يتقبل دعائنا ويغفر تقصيرنا:
دعاء
اللهم انصر اخواننا المستضعفين والمظلومين في كل مكان يا رب العالمين اللهم انصرهم ولا تنصر عليهم وخذل عنهم ولا تخذلهم و اغفر اللهم لنا تقصيرنا نحوهم.
نشرت صيف ٢٠١٧م على الفيسبوك واعيد النشر لاهمية الموضوع
والسؤال الذي أوجهه لرجال الدين : الا يعتبر التخاذل عن نصرة المستضعفين والمظلومين من السبع الموبقات (تولى يوم الزحف) ؟!
#غزة
#المستضعفين في كل مكان



#ضياءالدين_محمود_عبدالرحيم (هاشتاغ)       Diaaeldin_Mahmoud_Abdel_Moaty_Abdel_Raheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطن اللى كان
- الاستعلام الأمنى والتخلف الأممي
- الاستثمار الأجنبي، والفخ الخفى
- خارطة طريق للتعامل مع أزمة غزة
- رسالة إلي رؤساء العالم
- نظام جديد لإدارة التمويل لتعزيز كفاءة النشاط الاقتصادي
- التنمية، والقضاء على التضخم
- النظام الاقتصادي الجديد وحقوق العمال
- فكر اقتصادي جديد
- كل يوم يندبح واحد مننا
- قلت وقالت
- في ليلة القدر انسيستور
- مترتباله
- الدرس الأخير و العشاء الأخير
- ليلةٌ بدون ليلى
- ثَغركِ البَسَّام
- ضمان عدالة الإختبارات الإلكترونية (١)
- تجديد الخطاب الديني (٢)
- تجديد الخطاب الديني
- الرقابة وتقييم الأداء الكترونيا (1)


المزيد.....




- إبادة جماعية على الطريقة اليهودية
- المبادرة المصرية تحمِّل الجهات الأمنية مسؤولية الاعتداءات ال ...
- الجزائر.. اليوم المريمي الإسلامي المسيحي
- يهود متشددون يفحصون حطام صاروخ أرض-أرض إيراني
- “متع أطفالك ونمي أفكارهم” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ب ...
- لولو يا لولو ” اظبطي تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد ...
- أمين عام -الجماعة الإسلامية- في لبنان: غزة لن تبقى وحدها توا ...
- وزيرة الداخلية الألمانية: الخطوط الحمراء واضحة.. لا دعاية لد ...
- لجنة وزارية عربية إسلامية تشدد على فرض عقوبات فاعلة على إسرا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياءالدين محمود عبدالرحيم - نصرة المستضعفين، والمظلومين والدفاع عنهم في الشريعة الاسلامية - بحث فقهي