أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ضياءالدين محمود عبدالرحيم - تجديد الخطاب الديني (٢)















المزيد.....

تجديد الخطاب الديني (٢)


ضياءالدين محمود عبدالرحيم
مفكر اسلامي و اقتصادي، محاضر، مطور نظم، مدرب معتمد وشاعر مصري

(Diaaeldin Mahmoud Abdel Moaty Abdel Raheem)


الحوار المتمدن-العدد: 7129 - 2022 / 1 / 7 - 21:16
المحور: المجتمع المدني
    


مقالي الجديد قبل النشر
تجديد الخطاب الديني (٢)

إرهاصات الكسب الحلال في الإسلام
وهو موضوع هام ويحتاج لعدة مقالات،فأهمية الموضوع تتأتي من ما يترتب علي الكسب الحلال من رضا الرحمن ومن بركة في الصحة والمال والولد ودخول الجنة في الآخرة أما المال الحرام وإن قل ونستعيذ بالعزيز منه فإنه مهلكة للمال والصحة ويمحقه الله تعالي وكما يقول الشاعر:
جمع الحرام علي الحلال ليكثره ، دخل الحرام علي الحلال فبعثره.
هذا في الدنيا اما في الأخرة فما نبت من حرام وما غذي من حرام فهو في النار ما لم يتب صاحبها ويرد الحقوق إلي أصحابها.

و نذكر في هذا السياق حديثا لرسول الله صل الله عليه وسلم لنتدبر بعض ما فيه ، فعندما سئله سائل ان يعطيه مالا (ولم يكن متوفرا عنده صلوات ربي وسلامه عليه في هذا التوقيت ما يعطيه لانه لم يرد سائلا قط طالما توافرت عنده العطايا).

فوجهه لبيع بعض متاع له وشراء طعام لاهله وبالباقي قادوم وشد فيه بيده الشريفة فرعا من شجر، وقال له اذهب واحتطب وبع ولا ارينك الا بعد مدة من الزمن؛
وجاء الرجل بعد إنقاض المدة وقد ظهرت آثار النعمة عليه من العمل الشريف والجهد.
ولي بعض الملاحظات والكمال لله تعالي وحده؛
١ تحديد طرق إكتساب الدخل والثروة الشرعية في الإسلام وهي حصرا :
الميراث الشرعي والوصية والهبة والتبرع والصدقة وأموال الزكاة بمصارفها الشرعية الثمانية و الكسب المشروع من عمل أو تمازج المال بالعمل( بما فيه من ؛ تجارة ، صناعة، زراعة، رعي الخ) وإحياء الارض الموات بضوابطها الشرعية.
فالسماء لا تمطر ذهبا ولا فضة؛

٢ يتعين علي ولاة الامور الشرعيين جمع اموال الزكاة ممن تجب عليهم ( تؤخذ من أغنيائهم وترد علي فقرائهم) وكذا باقي موارد الدولة، وإنفاقها في مصارفها الشرعية؛ ويتضمن ذلك صنفين؛

- صنف قادر علي العمل وعنده حرفة وليس عنده ادوات إنتاج فيتوجب توفير أدوات إنتاج له يتضمن ذلك إعطاء المزارع أرضا ليزرعها و وبناء المصانع بكافة تخصصاتها لمختلف الفئات، وتملك المحلات والورش الإنتاجية الخ.

- صنف غير قادر علي العمل إما للعجز او الإصابة أو لكبر سنه فيصرف له معاش يكفيه شر المسألة، ويتضمن ذلك الأرامل والمطلقات والنساء ممن لا عائل لهم.

وقد يقول قائل هذا في زمن الوفرة فما بالك في زمن العسرة، فأقول له : في حالة عدم توافر أموال في الدولة يحضرني واقعة مروية عن أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب حيث قال:
والله لأكررن عليهم الصدقة ( أموال الزكاة في حالة الوفرة) ولو لاح لأحدهم مائة من الإبل ( ١٠٠ جمل بسعر اليوم)، فإذا تآسينا ( أي حالة العسرة و عدم وجود أموال كافية) تساوينا في الكفاف ( أي يكون الأجر متساويا للكل والتوزيع المتساوي العادل لمقدرات الدول حتي لا يهلك الناس)

وهذا ما طبقه الخليفة الزاهد عمر بن عبدالعزيز حيث قضي علي الفقر في دولة إسلامية مترامية الأطراف في عدة أشهر، لدرجة أنه كانت تعرض أموال الزكاة علي الناس فيرفضون أخذها لغناهم وعدم حاجتهم إليها.

فعل هذا في مساحة شاسعة دونما أجهزة لاسلكي وأبراج تقوية علي بعد كل عمارتين، ودونما مخدرات وخمور يخدر بها الشعوب، ودونما قهر وبدون تجسس ولا كاميرات تراقب وميكروفانات تسجل وهويات تزيف ودونما علو في الارض ودون فساد ولا إفساد وبعزة الأنفس يقول الحق تعالي:
(إنما العزة لله ورسوله وللمؤمنين) الأية

وكان يتوجب علي الدول الإسلامية أن تطبق شرع الله تعالي في الحدود والمعاملات وفي كافة نواحي الحياة.

-وبالنسبة للوظيفة العامة في الدولة الإسلامية فإنه من واجباتها أن توفر لموظفيها سكنا دائما وزوجة و وسيلة إنتقال لحديث رسول الله تعالي من ولي من أمرنا شيئا ولم يكن له دار فليتخذ دار ولم تكن له زوجة فليتزوج ولم تكن له دابة فليتخذ دابة فمن أخذ شيئا غير ذلك فهو غال.

٣ النقطة الهامة الاخري هي عدم إغفال العقل في التصرفات فكل شئ يسير بالمنطق وبالعقل فدع ما يريبك إلي مالا يريبك، للزواج خطوات عقلية مدركة واركان، وللكسب وللتقدم للوظائف وللترقي فيها وللتملك خطوات عقلية وإجراءات ومستندا.

كيف يدعونا الله تعالي إذا تداينا بدين أن نكتبه ونشهد عليه وعلي كافة عقودنا وتعاملاتنا، ثم يظهر مجنون يدعي غير ذلك بحكم الاستناد إلي الغيبيات او إن صح التعبير (المغيبات) فيتملك ويتزوج ويشتري ويأجر دونما سند أو إجراء شرعي يتفق مع كائن عاقل يرى ويسمع ويتكلم ويعقل ويعي.

فتضيع الحقوق فلا يعرف الحلال من الحرام ويختفي الحق من الوجود ويختلط الحابل بالنابل، كما يريد الشيطان واتباعه.

٤ من مقتضيات الكسب الحلال في العمل أن يؤدي الموظف او العامل عمله وهو علي يقين جازم أنه يعمل عند الله تعالي خالقه ومالك الملك ورازقه فبالتالي يستمد أوامره وتعاليمه ولوائحه وقوانينه وإجراءاته منه جل وعلا إن تعارضت مع النظم الوضعية او مع تعليمات بشر.

حدثني أحدهم من أحد دول العالم الثالث أنه في أثناء وجوده في إحدي المعتقلات سأل سجانه لو أعطاك رئيسك في العمل تعليمات وأعطاك رئيس جمهوريتك تعليمات فمن تنفذ قال بكل ثقة رئيس الجمهورية فقال له أتفق معك فماذا لو أمرك الله تعالي أمرا وأعطاك رئيس جمهوريتك تعليمات تخالف ذلك الأمر فمن تتبع قال: (هو برضه) فأنهي الحوار معه في الحال.

كل مخلوق حي علي وجه هذه الأرض مخلوق من ماء مهين بما فيه كاتب تلك السطور وبالتعبير الدارج (شئ أحقر)، ويسميه الحق تعالي بما فيه الإنسان (دابة).

وعلي الجملة كل من التصرفات التالية علي سبيل المثال لا الحصر تفسد الكسب الحلال، وتحيله حراما؛
١ الموظف الذي يعطل المصالح بإذدواجية التوقيع تأشيرة تيسر وأخري تعسر وثالثة تعطل.

٢تنفيذه تعليمات من أي مسئول أيا كان حجمه (طويل - قصير - سمين - رفيع) تخالف الشرع تحت أي مسمي وبأي مبرر.

٣ تنفيذه تعليمات دون معرفة مصدرها كتلقي فاكس ليس به رقم المرسل حتي لو أن المستند ملئ بالتوقيعات والتأشيرات والأختام.

٤ الطبيب الذي يجري عملية جراحية دون مبرر، أخبرني أحدهم أن أغلبية العمليات الجراحية وهمية قطع وخياطة وأحيانا كسر ضلعين وخياطة، وتنتهي أعراض المرض بزوال السبب الذي غالبا ما يكون مادة كيميائية مدسوسة عليه في احد أطعمته او اشربته المفضلة أو أدويته المزمنة.

٥ تزوير المستندات وإستبدال أوراق وإجابات ودرجات الطلبة والطالبات، وبيع الشهادات والدرجات العلمية، وكذا الأعراض، والدماء والأعضاء، والبشر وبقية ما حرم الله تعالي.
وإعطاء من لا يملك لمن لا يستحق او لمن يستحق، والتصرف في ملك الغير بغير إذنه ورضاه، والاكراه في الزواج والغرر والغبن وبيع الحاضر للباد،..الخ

فتلك أشياء لا تشتري ولا تباع ولا تعرض ولا تدخل حتي حيز التفكير؛ فالمال حتي وإن إكتسب من حلال فهو مال الله تعالي ولا يحق لحائزه المؤقت أن يتصرف فيه علي نحو ما لا يرضي الله تعالي صاحب المال الاصلي.

وبدهي أن الكل يعلم أننا سنسأل عن المال مرتين من أين إكتسبناه، وفيم أنفقناه (حلال المورد عذب الإنفاق).

٦ الرزق والكسب في الشريعة ليس بالفهلوة ولا بالاساليب الملتوية والحيل لانه مقدر إبتداء، كل ما هنالك أنك ستأخذ رزقك إما حلالا (هو هو بنفس القدر) أو حراما ، يقول نبينا الكريم
في الحديث الشريف ؛
والذي نفس محمد بيده إن جبريل نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتي تستوفي أجلها ورزقها فأجملوا في الطلب ولا يستحملنكم إستبطاء الرزق علي أن تطلبوه بغير طاعة الله فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته.

وللحديث بقية طويلة تستكمل ما دام في العمر بقية

ضياءالدين محمود عبدالمعطي عبدالرحيم
طنطا في الجمعة ٣ جماد ثان ١٤٤٣من هجرة النبي الخاتم. ٧ يناير ٢٠٢٢ بعد ميلاد السيد المسيح.



#ضياءالدين_محمود_عبدالرحيم (هاشتاغ)       Diaaeldin_Mahmoud_Abdel_Moaty_Abdel_Raheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجديد الخطاب الديني
- الرقابة وتقييم الأداء الكترونيا (1)
- الفرصة الواحدة والأخيرة
- حكاية (الغرقة) رَأَمْ (تلاتين) قصة شعرية
- ضياع الحقوق ما بين اليوم والامس
- الاسلام وسوء الفهم
- نذير
- رسالة الي المليارات الخمسة
- رسالة الي كل رشيد
- الكراسي
- حل نهائي للقضية الفلسطينية في أيام
- مُنَاجَاة
- قول فصل عن تنظيم النسل – بحث فقهي
- أنا و أنتِ
- دَعْوَةٌ للَّمْ الشَّمْلْ
- دُنيا
- يا قِصَّةَ العُمرِ
- الشاي والقهوة
- روان
- لست أنتِ


المزيد.....




- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...
- مسؤولان أمميان يدعوان بريطانيا لإعادة النظر في خطة نقل لاجئي ...
- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...
- الأرجنتين تطلب من الإنتربول اعتقال وزير داخلية إيران
- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...
- الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد ...
- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ضياءالدين محمود عبدالرحيم - تجديد الخطاب الديني (٢)