أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ثقافة الحوار والاختلاف - ملف 9-12- 2006 بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن - شوكت خزندار - الاحزاب الثورية والحركات الاسلامية الراديكالية















المزيد.....


الاحزاب الثورية والحركات الاسلامية الراديكالية


شوكت خزندار

الحوار المتمدن-العدد: 1759 - 2006 / 12 / 9 - 07:43
المحور: ثقافة الحوار والاختلاف - ملف 9-12- 2006 بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن
    


حسب رغبة ومقترح شبكة الحوار المتمدن كتبت هذه المادة :
بمناسبة الذكرى الخامسة لميلاد شبكة الحوار المتمدن وحصولها على الموقع الرابع في العالم العربي ودورها الريادي في الصحافة اللأكترونية أتقدم بأجمل التمنيات والتبريكات القلبية لهيئة الحوار المتمدن وأخص بالذكر أيضاً كتابها وقراؤها جميعاً من عطاء فكري نير لخدمة شعبنا العراقي والشعوب العربية ومساندة حقوق شعبنا الكوردي في نيل حقوقه القومية والوطنية في اطار الجمهورية العراقية ، ودورها في ترويج الثقافة والفكر التقدمي مع التشجيع والاعتراف مع الاقرار بالرأي والرأي الآخر بين جميع مكونات شعبنا العراقي القومية منها والتيارات الفكرية والسياسية المختلفة لبناء مجتمع خال من القهر والحرمان والاقصاء القسري لرأي الآخر .

لقد قطعت شبكة الحوار المتمدن شوطاً واسعاً في مجال التنوع الفكري والسياسي وتحولت بجدارة إلى منبر حر تجمع بين صفحاتها الكثير من الكتاب والمفكرين أصحاب الرأي الآخر ... أرجو وأتمنى لها المزيد من التقدم والازدهار المتزايد والعمر المديد لها دوماً .

كما أرجو أن يتسع صدر القائمين على شبكة الحوار المتمدن العزيز ة على قلوب الكتاب والقراء معاً ، حيث انها لازلت بحاجة إلى التطور المستمر والابتعاد عن المواقف الشخصية في حدود الالتزام بالنقد والنقد المسؤول وعدم تجاوز هذا الكاتب أو مصادرة هذا الرأي أو ذاك .

وكلنا نعلم ، انه لا يوجد حدود في التطور فيما تتعلق بالثقافة والفكر ونحن جميعاً بحاجة ماسة إلى تجاوز ترسبات الماضي والانفتاح على كل ما هو جديد في الفكر والتطور نحو الأحسن مع الاستفادة القصوى من تجارب الآخرين في هذا المضمار ... فخلق صحافة المواجهة ليس بالأمر الهين ولقد سبقتنا شعوب أوربا الغربية وفي الولايات المتحدة الأمريكة شوطاً واسعاً في هذا المجال ، وهنا أقصد ممارسة النقد والنقد المتبادل دون خوف وهلع كما هو الحال في عالمنا الثالث ... ففي هذه الدول ، أقصد أوربا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية يستطيع أي كاتب أو صحفي أو حتى المواطن العادي أن يوجه نقداً لاذعاً وأحياناً مشينة بحق أكبر رأس في هذه الدول ... وبالمقابل لو تجرأ أحد منا أن ينتقد مسؤولاً من الدرجة الثانية أو الثالثة ، وليس الشخص الآول ، ولو في حدود الواحد بالألف بما يمارسه المواطن الغربي ، فيكون مصيره إن لم يكن المقصلة ، يزج به في غياهب السجون دون حساب أو رقيب ؟ ...

ولو لم تذكر عند مخاطبة المسؤول الأول في عالمنا الثالث إن كان ملكاً فعليك بالضرورة القول : صاحب الجلالة المفدى ، أوعند مخاطبة الرئيس عليك عند المخاطبة كالقول بالقائد الملهم وقائد الضرورة وإلا سوف يسلخون جلدك وأنت حي ترزق ؟ وإن لم تذكر عند تسمية الرئيس الفلاني وأنت في بلاد المهجر دون كلمة السيد عليك أن تتلقى شتى أشكال الشتائم القذرة من قبل أعوان السلطان ؟

ولا يفوتني هنا من ذكر الأمر التالي : فعندما يلجأ الكاتب ، أي كاتب ، أو الصحفي في عالمنا الثالث عليه أولاً ، إرضاء مسؤول الصفحة الفلانية ومن ثم مدير التحرير ومن ثم رئيس التحرير وأخيراً وليس آخراً وزير الثقافة والاعلام وثم رأس الدولة وإلا مهما كنت كاتباً مرموقاً أو صحفياً بليغاً فلن يجد ما كتبته مكاناً في هذه الصحيفة أو تلك وبالتالي افراغك من الفكر والمحتوى لما تريد أن تتناوله وهكذا دواليك .
******
بإختصار شديد أتناول :
لقد ثبت تاريخياً أن أهم الاخطار القاتلة التي تواجه الاحزاب الثورية والحركات الاسلامية الراديكالية عند وصولها إلى دفة السلطة السياسية ( عن طريق الانقلابات العسكرية رغم ارادة الشعب ) تحمل في طياتها أسباب السقوط والموت بالضرورة لا محال .

تحاول تلك الاحزاب ، بشتى السبل ، إن كان عن طريق الاحتواء أو إلغاء القسري مستخدمة شتى أساليب الاكراه أو الترغيب فالكل رعية عليها الذوبان في بوتقة الحزب الحاكم ، ومن ثم تذويب الدولة في بوتقته وفرض مناهجه وأيديولوجيته على المجتمع كافة دون النظر إلى تباين الاراء والافكار داخل المجتمع الواحد كما رأينا وعشنا في ظل الأنظمة الشمولية دون استثناء .

فلكل تلك الاحزاب الثورية أو القومية والحركات الاسلامية الشمولية طرقها وأساليبها غالباً ما تتسم بالقسوة والشراسة مع خنق كل صوت وطني ديمقراطي حر ما لم ينضوي تحت أجنحتها وأيديولوجيتها الشمولية ... فلكل تلك الاحزاب الثورية والحركات الراديكالية الاسلامية حججها وأساليبها التي أكلت عليها الدهر .

فالاحزاب الشيوعية التي اعتبرت وتعتبر نفسها الطليعة الواعية للطبقة العاملة والكادحين بصورة عامة ومطلقة حاولت في السابق ولاتزال على انها الوريث الشرعي لمصالح العمال والفلاحين في إقامة دولة الشعب ، كل الشعب ، المتمثلة في إقامة النظام الاشتراكي المتطور وغير " المتطور " ؟ .. والمثل الحي أمامنا هو محاولة إلغاء كافة الطبقات والفئات الاجتماعية ذو مصالح إقتصادية وسياسية متباينة ومتنافضة قسراً وكثيراً ما نراها متناحرة مع مصالح وتوجهات الطبقة العاملة وحلفائها الطبقيين ناهيك عن محاولات إلغاء الحركات القومية المتكونة تأريخياً لها أصولها وقيمها المتجذرة في المجتمع ، داخل أي مجتمع من المجتمعات البشرية كافة تحت يافطة قانون ( نقض النقيض ) أي محاولة حل المسألة القومية أو هذه الفئة الاجتماعية أو تلك شرط أن تنحصر وتدور في فلك الدولة المركزية شديد الشمولية معتقدة في نهاية المطاف انصهار جميع القوميات والفئات الاجتماعية المختلفة والمتباينة فكرياً وسياسياً مع نهج النظام الشمولي أو نظام الحزب الواحد . والمثل الحي أمامنا كما نوهت أعلاه هو تسمية الشعوب السوفيتية بالشعب السوفيتي ؟ ورأينا كيف انهارت الثورة البلشفية في الاتحاد السوفياتي السابق بعد أن دامت لأكثر من سبعين عاماً فمنذ سقوط التجربة السوفيتية الشمولية ، ظهرت من جديد الحركات القومية والاجتماعية بقوة لا نظير لها ... فهل نتعظ أو تتعظ الحركات القومية والدينية في عالمنا العربي بصورة خاصة من التجربة السوفيتية السابقة؟

وهنا أسرد بصورة مختصر تجربة جمهورية ( بشكيريا ) ذات الحكم الذاتي ، كعينة ملفتة للنظر وتنسحب وتنطبق تلك التجربة على جميع الحكومات المنضوية تحت تسمية: ( الاتحاد السوفياتي السابق ) .

حالفني الحظ حيث كنت ضمن ( كروب ) الشيوعي العراقي زرت جمهورية بشكيريا في الاتحاد السوفياتي السابق في النصف الأخير لعام 1972 ... تقع الجمهورية على جبال الـ ( أورال ) نصفها في أوربا والنصف الآخر في آسيا ... آنذاك كان نفوس الجمهورية تبلغ 5ر4 ملايين ونصف مليون نسمة ، قبل ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى كانت نسبة السكان من الأميين 100% عدا الموظفين الرسميين من الذين كانوا يديرون شؤن بشكيريا وهم من مواطني الروس القياصرة ... في عهد النظام الاشتراكي تم القضاء بصورة تامة على الأمية وفي عام 1972 كان ربع علماء السوفيت من بشكيريا ... وفي بشكيريا اخترعت وأبتكرت محرك سيارة موسكوفيج وكان المصنع الرئيسي في بشكيريا. وبشكيريا موطن البطل عند الحرب الأهلية وهو( جبايف ) .

في بشكيريا وجدنا عائلة اسبانية واحدة ثبت في دستور البلاد على انها قومية قائمة بذاتها ولها الحق دراسة لغتها والتمسك بتراثها في مدارسهم الخاصة ... إلا أن التمسك بالنظام شديد الشمولية ، كانت وراء انهيار النظام السوفيتي السابق .

مثل حي :
عند الوصول إلى بشكيريا كنا على موعد في اليوم الثاني وفي الساعة العاشرة صباحاً القاء مع رئيس الجمهورية للحكم الذاتي وهو( شاكروف ) وهو أيضاً كان عضواً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي. أبلغنا بتأجيل موعد الزيارة لأن شاكروف أقيل من منصبه الرسمي وفي عضويته في اللجنة المركزية للحزب وقيل لنا بعد غد سوف يصل الرئيس الجديد ويتم لقاءكم معه ؟؟؟

هكذا كان النظام الشمولي للحزب والدولة السوفيتية وقرارات المكتب السياسي لا رجعة عنها ... بمجرد الرغبة لدى رئيس الدولة السوفيتية تم اقصاء رئيس الحكم الذاتي المنتخب في انتخابات مباشرة وهو كان من مواطني بشكيريا ... والرئيس الجديد الذي تم تعينه كان من مواطني الروس ؟؟؟! فالنظام الشمولي المستبد يحمل معه فايروس قاتل فلا اشتراكية بدون الديمقراطية ... وهذا ما ينسحب على جميع دول الرئاسية الشمولية، بمجرد إسقاط رأس الدولة تنتهي كل شيئ وتصبح الدولة أو النظام كأساطير في باطن الكتب ليس إلا ؟ ( كان ما كان في قديم الزمان ) ... أليس كذلك يا أعزائي قراء الحوار المتمدن ؟

وفي العراق حيث النظام الشمولي ، بعد بيان الحادي عشر عام 1970 وبعد صدور قانون الحكم الذاتي عام 1974 تم تعيين المجلسين التشريعي والتنفيذي ورئيس الحكم الذاتي لكوردستان العراق من قبل رأس الدولة المركزية ... فلا انتخابات ولا هم يحزنون ؟

طالما نحن بصدد تجربتنا المريرة في العراق وما آل إليه الوضع في العراق ، ليس بعد الاحتلال وما بعده ، بل أحاول أن أبحر قليلاً إلى عمق التاريخ مجبراً وليس مخيراً ... منذ انهيار الدولة العباسية وإلى يومنا هذا تحاول الحركات الاسلامية بمختلف مدارسها وأطيافها السلفية منها والمتنورة كما يحلو للبعض تسميتها تحاول ويحاولون العودة إلى الوراء لأكثر من 14 قرناً من خلال دعوات مظللة وشعارات بالية للعودة إلى النظام الشمولي ك ( كلنا اسلام ) وعلينا أن نتمسك بديننا وعقيدتنا ومن ثم علينا العودة إلى قيمنا السامية ( الدين الاسلامي الحنيف) على اعتبار انه الحل الأمثل لنا جميعاً ولمجتمعنا والتمسك بقيم أسلافنا ؟ أو القول ، كل ما حدث لنا أو يحدث هو بسبب إنسلاخنا عن الدين الاسلامي الحنيف ( إن الاسلام = العرب) وهو " خير أمة أخرجت للناس " ... وإن عارضت قيام الوحدة العربية القسرية دون التكامل الاقتصادي وعلى أسس ديمقراطية وصولاً إلى وحدة العرب والأمة العربية هو تعارض مع قيمنا العربية والاسلامية ... ؟ في الوقت الذي رأينا ومن خلال تجربتنا المريرة أيضاً ، ان جميع الأنظمة العربية وأحزابها القومية العربية كرست القطرية والابتعاد عن شقيقاتها العرب ولم تحقق حتى الحد الادنى من التضامن العربي فيما بينها وعلقت وتعلق فشلها إلى العامل الخارجي ( الاستعمار ) دون النظر ولو للحظة واحدة مراجعة نهجها وإكتشاف أسباب فشلها وبما آلت إليها الأمة العربية في ايامنا هذه؟ وإني أرى ، لو لا وجود القرآن كتراث ولغة لتحولت جميع الدول العربية إلى شعوب وأقوام مختلفة لها تراثها ولغتها الخاصة بها .

ولو نظرنا بشيئ من الانصاف ، رغم تمسك النظام السابق المستبد في سحق الآخر مع إلغاء أو شطب مكونات شعبنا العراقي من خلال أساليب القهر والحرمان والدخول في حروب محلية وخارجية ، لما تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية وحليفاتها في شن الحرب العدوانية ضد وطننا العراق ومن ثم الاحتلال البغيض وإلغاء الدولة العراقية لا اسقاط النظام السابق وحسب مع إغراق الشعب ببحر من الدماء الزكية وصولاً إلى الحرب الأهلية ( والحرب الاهلية قائمة بكل ما تعني هذه الكلمة ولا تحتاج إلا إلى الاعلان الرسمي ) ويتم حرق الأخضر واليابس معاً وصولاً إلى تقسيم البلاد وتكوين دويلات صغيرة احداها شيعية وأخرى سنية وثالثة كوردية والحبل على الجرار كما يقال للوصول إلى كانتونات صغيرة متنوعة كالتركمان والاشوريين والكلدان وهلمجرا .. ؟

أقول ، لو لا تأمر الأنظمة العربية ( عرب اللسان ) غرباً وشرقاً وجنوباً ، لما تمكنت القوات الغازية أن تأتي من وراء البحار واجتياح العراق واحتلاله بتلك السهولة واليسر.. وانطلقت قوات الاحتلال من الأرض العربية بالدرجة الأولى ؟ فيما ظل النظام السابق حتى لحظاته الأخيرة يرفض المصالحة مع الشعب ... فمن منا لا يتذكر طروحاتهم ونهجهم على أن : ( كل العراقيين بعثيين وإن لم ينتموا ) ؟؟ إن مثل هذا النهج التسلطي لم يأت من الفراغ فهناك خزين هائل قد ترسخت داخل عقول قادة البعث وذلك في إلغاء الآخر مع روح التسلط على الآخرين مهما كان الثمن ... ولدلالة على ما أقول لابد من العودة إلى :

الموقف المبدأي لدى حزب البعث العربي الاشتراكي أعود إلى مقررات المؤتمر القومي الحادي عشر للبعث:

(( ان الوطن العربي وطن كبير ، وتاريخ الأمة العربية تاريخ طويل وحافل ، وخلال القرون العديدة من تاريخ الوطن العربي والأمة ، وجد في مراحل زمنية متفاوتة عدد من الاقليات في بعض أجزاء الوطن العربي . )) ؟

ثم القول :
(( ومن الخصائص البارزة في الأمة العربية ، انها أمة كبيرة وعريقة الجذور في التاريخ الانساني ، ويبلغ تاريخها عدة آلاف من السنين . وقد كان لها ، في أكثر من حقبة من التاريخ دول كبرى ضمت بين جناحيها قوميات وأقواماً عديدة . )) ؟!

ولابد لي هنا أن أذكر إن هناك من تجاوز حتى ما في داخل عقول قادة البعث قالوا : ( لقد أشار بعض كتاب العرب ا : نعتقد حتى آدم كان عربياً ؟ وآخر قال : ان الله يتكلم اللغة العربية ؟ واليهود ثبتوا وقالوا : شعب الله المختار ؟ ) إلى آخر من هذه الترهات ؟

ثم القول :
(( ان الحزب لم يشترط ولم يركز على العامل العنصري في الرابطة القومية ، وقد رفض التركيز على العامل العنصري في تكوين الأمة العربية ، لأنه ينطوي على موقف غير علمي ، يتنافى مع ايمان الحزب ومبادئه ، عدا عن كونه تعبيراً عن نظرة ضيقة للأمة ولكيفية تكوينها ولدورها الحضاري القديم والمعاصر في الحياة الأنسانية .))

(( ان الشرط الذي وضعه الحزب للانتماء للأمة العربية ، والذي نص عليه الدستور في مبادئه العامة هو ما يأتي : العربي هو كل من كانت لغته العربية وعاش في الأرض العربية أو تطلع الى الحياة فيها ، وآمن بانتسابه إلى الأمة العربية . )) ؟

(( ان هذا التحديد يعني شمول الهوية العربية لكل الأفراد والمجموعات التي سينطبق عليها هذا الشرط دون اشتراط العامل العنصري ، وهو يفسح المجال واسعاً لتعميق امتزاج الاقليات والاقوام الصغيرة في الأمة العربية . )) ؟

وهنا أود أن أشير ، هناك قرار من مجلس قيادة الثورة يقضي الحكم بالاعدام على كل من يتخلى عن قوميته العربية ، فاذا اراد التركمان الذين اجبروا على التخلي عن قوميتهم وغيروا هويتهم القومية الى العربية العودة الى هويتهم الطبيعية التركمانية ، يعاقبون بالاعدام . (؟!)

وحول تعريب القوميات الاخرى لنرى كيف كانت مقررات المؤتمر القومي الحادي عشر لحزب البعث :

(( ان هذه القوميات التي تمتلك لغات وسمات متميزة عن اللغة والسمات العربية وتعيش في الوطن العربي منذ حقبة طويلة كالقومية الكردية ، قد ارتبطت بالأمة العربية بوشائج عميقة الجذور ، فهي أصلاً تعيش منذ نشأتها وعبر هذه الحقبة في الأرض التي عرفت تأريخياً بالوطن العربي ، وعلى الرغم في اختلاف المسميات بين اجزائه واختلاف أسماء الدول التي قامت عليه ، وهذه مسألة مهمة ، فالأرض التي تعيش عليها هذه القوميات كانت جزءاً من الدول العربية التي نشأت منذ آلاف السنين والتي كانت آخرها الدولة العباسية الكبرى ، وهذه هي ، في الوقت نفسه ، موطن تلك القوميات ، وعلى هذا الاساس فإن الهوية العربية للأرض التي تعيش عليها هذه الاقليات لم تأت عن طريق القهر أو الاستعمار أوالاستلاب ، وانما أتت نتيجة الواقع التاريخي الممتد عبر ألاف السنين . )) ؟؟ ملاحظة : ( المقتبسات بين القويسات المزدوجة هي من آخر كتاب للمؤلف الدكتور مكرم الطالباني تحت عنوان " كردستان و التركمان " ).

أنظر ايها القارئ الكريم ، إلى هذا التعصب الشوفيني الاعمى ؟ أما كيف نزحت القبائل العربية من جزيرة العرب إلى أرض السواد بعد انهيار " سد مأرب " فلا كلمة واحدة عن هذا التاريخ السحيق ؟ ولا كلمة واحدة عن كيفية اعتناق الشعب الكوردي (الاسلام ) بحد السيف ... ولا نجد تفسيراً لتلك الحقبة التاريخية في مقررات المؤتمر القومي الحادي عشر لحزب البعث . ؟

في التأريخ القديم والسحيق ، كانت القبائل العربية تزحف من جزيرة العرب إلى أراضي الغير بحثاً عن المياه والارض الخضراء هم وحيواناتهم ... فيتم نصب الخيم وإن أستطاب المقام لهم في الأرض الجديدة ، يتم بناء البيوت الطينية فتستقر تلك القبائل فتتحول تدريجياً إلى أرض العرب ... فتزحف قبائل أخرى إلى أماكن جديدة وهكذا يتم الزحف المستمر إلى أراضي الغير ، هنا أقصد بالتحديد العراق القديم ... أوليس هذا أيضاً شيئاً من التأريخ السحيق يا ترى ؟

في العراق القديم ، كانت شلة من البشر يستغلون الاراضي الأميرية فيزرعون ما يشاؤون وبعد الاحتلال البريطاني البغيض وفق اتفاقية ( سايكس بيكو ) تم توزيع التركة العثمانية بين فرنسا وبريطانيا ... وبعد أن أستقر المقام للاحتلاليين البريطانيين في العراق سنوا قانون التسوية ، وبموجب قانون التسوية تحول الأراضي الأميرية للمزارعين الكبار ومن ثم تحولت تلك الأراضي ملكاً صرفاً لهؤلاء المزارعين ... أو ليس هذا شيئاً من تاريخ الأقطاع والاقطاعيين أيضاً ؟؟

أشرت إلى هذا الموضوع بهدف المقارنة والمقاربة التأريخية بين زحف القبائل العربية من جزيرة العرب إلى أرض السواد ... إذن قانون التسوية ليس من ابتكار البريطانيين المحتلين ، وانما قانون التسوية ، كان قد سن من قبل القبائل العربية الزاحفة إلى أرض السواد بصورة أوسع وأشمل ؟

ما لنا من هذا التاريخ السحيق فهذا الوضع ينطبق على جميع شعوب العالم ... وهذا هو تأريخ البشرية جمعاء ... إن ما ينطبق علينا ، ينطبق على غيرنا أيضاً ، العرب .

البشرية تعيش في الألفية الثالثة ... الانسان القديم كان يدق الحجر بحجر لإيقاد النار ... والانسان في عصرنا هذا يغزوا الفضاء الخارجي ويحاول الوصول إلى المريخ كمسكن جديد ؟ أوليس من حقنا ، في العالم الثالث أن نلحق بركب البشرية المتقدمة ؟

****
وفي العراق أيضاً :
بخلاف ذلك إني أرى ان أجمل ما في مجتمعنا العراقي هو التنوع القومي والديني والفسيفسات المتنوعة ( قوز قزح ) داخل مجتمعنا بسنتها وشيعيتها مع ضرورة الاحترام والاعتراف بالآخر وذلك في إقامة دولة القانون والتعددية لتزدهر في ظلها جميع مكونات الشعب ... دولة علمانية لا اسلامية شمولية ولا قومية متسلطة ، بل ان الوطن للجميع ويتساوى الجميع في الحقوق والواجبات دون قهر أو حرمان الكل يتمتع بالمواطنة من الدرجة الأولى صغيرها وكبيرها ... دولة تعتمد في الاساس على صندوق الانتخاب الحر والمباشر دون تسلط هذه الفئة أو تلك على مقدرات الشعب والوطن ودون تسلط القومية الكبرى على القوميات الآخرى المتواجدة تأريخياً في العراق ، فالجميع بحاجة على عراق موحد مزدهر ، فعندما تسود مثل هذه الافكار والتوجهات الانسانية في العيش الكريم والمشترك ذلك هو الطريق الصحيح والمجرب لا سواه .

للأسف الشديد نسمع بين حين وآخر دعوات وأصوات ترتفع من قبل عدد من الشيوعيين السابقين أو الوطنيين التقدميين يحاولون عبثاً الانسجام مع الاصوات وتوجهات القوميين العرب المتعصبين أو حتى مع الحركات الاسلامية الشمولية المتمثلة بالاحزاب الدينية أو اطلاق الشعارات على سبيل المثال ( إنقاذ عروبة العراق ـ والعراق جزء من الأمة العربية متجاوزاً حقوق الآخرين ) أحياناً تسبق هذه الدعوات أو الشعارات لإنقاذ العراق من براثن الاحتلال أو متوازية مع تحرير وطننا العراق وطرد الاحتلال ؟ لا أدري إن كانت مثل هذه الدعوات هي محاولة لإرضاء القوميين العرب أو الاسلاميين ؟ أم هو خمول وفشل توجهاتهم السابقة أم هي العودة إلى الوراء ؟ فالشعار المركزي يجب أن يكون أولاً وآخراً هو تحرير الوطن وطرد قوات الاحتلال بجميع اشكالها وألوانها ، فلا شيئ يسمو على هذا الشعار الحيوي والمركزي أبداً .

ولا أدري إن كان هذا التوجه الجديد هو الانسجام مع الشعار المركزي للنظام السابق : (( كل العراقيون بعثيون وإن لم ينتموا )) ؟ وكلنا قوميون واسلاميون ؟ يا ترى هل هو تاكتيك جديد أم هي استراتيجية بعد أن أصبحوا خارج حركة التاريخ ؟

أولم يتحمل أصحاب تلك الشعارات والتي دامت قرابة 35 عاماً جزءاً أساسياً بما لحق بشعبنا ووطننا وصولاً إلى احتلال العراق مع زيادة آلام وأوجاع العراقيين جميعاً ؟

إنني أرى أن التوجه الصائب والمجرب تأريخياً كما لدى الدول والشعوب الآخرى ، هي الدولة الإ تحادية بين العرب والأكراد والأعتراف الكامل بحقوق شعبنا الكوردي وحقوقه الوطنية والقومية المشروعة في ظل عراق فيدرالي موحد لا في الانقسام والتشتد وتكوين الفيدراليات العرقية والطائفية فالعراق يتكون أساساً من القوميتين الرئيسيتين العرب والأكراد ( العرب والأكراد شركاء في هذا الوطن ) لا للأنفصال ولا للتقسيم الطائفي أوالعرقي ... كثيراً ما نسمع ونرى من بعض أخوتنا العرب يزاودون على الاكراد أنفسهم أي انهم ملكيون أكثر من ملك ؟ لا أدري هل مثل هذا التوجه هي كمحاولة لإصلاح لما أقترفوه بحق شعبنا الكوردي عندما وحدوا سلاحهم مع سلاح السلطة أعوام 1974و1975 ودخلوا في الحرب العدوانية ضد أبناء شعبنا الكوردي وانهياره بعد اتفاقية الجزائر ومن ثم تسمية تلك الاتفاقية المشينة بحق العرب والاكراد معاً ، باتفاقية " بريست " أم ماذا ؟ ... إن دولة القانون والتعددية تعتمد على صندوق الانتخاب الحر والمباشر هي صمام الامان لنيل جميع المكونات القومية والعرقية داخل مجتمعنا العراقي وعكس ذلك فالتمزق والافتراق قادم لا محال وهذه هي سنة التاريخ ... حتى الفرد الواحد داخل عائلته يريد سماع صوته ويريد أن يشعر باستقلاليته الذاتية ... فهل نحن جميعاً راغبون في الحفاظ على وحدة العراق أرضاَ وشعباً ؟ وأعتقد جازماً هذا هو السؤال المحوري أمام العراقيين ، فهل نحن فاعلون ؟

علينا إن كنا صادقين مع أنفسنا ومع شعبنا العراقي الأبي ،وإن كنا نريد حقاً أن نبني دولة القانون والتعددية بعد التحرير ، يجب الاعتراف الكامل بالحقوق القومية لكافة الأقليات القومية والطوائف المتواجدة تأريخياً في مجتمعنا العراقي من الناحية الادارية والثقافية كالتركمان والكلدو آشوريين والصابئة .. الخ إن مجتمعاً كهذا هو الطريق السليم والوحيد إن أردنا عراقاً مزدهراً متطوراً ومستقراً فلا طريقاً آخر سوى هذا الطريق ؟

كتبت المادة في 29/11/2006



#شوكت_خزندار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خاطرة !
- وجهة نظر
- (المشكلة تكمن في : (1
- آه ...يا حكومتي - الحبيبة ؟- والسابقة
- صدام حسين وناظم كزار والذكريات الاليمة
- ليس المهم ! الذكريات مع التوضيح
- السير بالاتجاه المعاكس لحركة التاريخ(خطاب مفتوح للسيد مقتدى ...
- السير باتجاه المعاكس لحركة التاريخ !
- الثورية تكون هكذا وإلا ؟
- فصل الدين عن الدولة ؟ أم الدولة الاسلامية ؟
- يا شغيلة اليد والفكر اتحدوا
- فهم المخططات الأمريكية بالمقلوب
- تحية الاكبار والاجلال للقائد البروليتاري الفذ الراحل فهد
- التاسع من نيسان / ابريل 2003 يوم أسود في تاريخ العراق والعرا ...
- القسم الثاني لتقييم بحث مكرم
- تقييم عام لبحث مكرم الطالباني عن حزب هيوا
- الحرية لصاحب الكلمة الحرة عبده جميل اللهبي
- تلبية حقوق المرأة والمساواة هي مرآة تقدم الحضارة للمجتمعات ا ...
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني- الحلقة 1 ...
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني - الحلقة ...


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ثقافة الحوار والاختلاف - ملف 9-12- 2006 بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن - شوكت خزندار - الاحزاب الثورية والحركات الاسلامية الراديكالية