أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوكت خزندار - ليس المهم ! الذكريات مع التوضيح















المزيد.....

ليس المهم ! الذكريات مع التوضيح


شوكت خزندار

الحوار المتمدن-العدد: 1627 - 2006 / 7 / 30 - 09:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ـ ليس المهم أن تكتب بلغة فصيحة متماسكة تشد بعضها البعض كالبنيان المرصوص وتتمسك بقواعد اللغة والنحو... في اوائل الستينات من القرن الماضي قرأت مقالة للمرحوم الوردي تحت عنوان ( آه من الهمزة ) يقول : يصيب المواطن بالحيرة عندما يذهب إلى البنك ويكتب شيكاً هل يكتب عشرون أم عشرين ؟... ثم يقول : كان الزعيم عبدالناصرعندما يخطب ويستمر في الخطابة ساعتين أو ثلاث باللهجة المصرية العامية فيسحر قلوب الملايين من العرب، ولو تمسك بقواعد اللغة وخطب بالفصحى لما تمكن من الاستمرار أكثر من ربع ساعة والاكثرية من الكادحين لا يفهمونه شيئاً . ـ المهم من الكاتب أن يعطي للقارئ معلومة ويناقش فكرة وثم اعطاء القارئ فكرة، أحسن المقال هو المقال القصيرغير المكتمل يبدأ بالسؤال وينتهي بالسؤال بهدف تحريك القراء ، والمهم أن تعكس هموم الناس وتعبر عن جوعهم ومعاناتهم وعن البطالة وأسباب البطالة عن الرعاية الصحية والاجتماعية وعن توفير المقاعد للدراسة وعن الشيخوخة والتقاعد والسكن وحرية التنقل والسفر أي بكلمة مختصرة الاهتمام بهموم الناس كل الناس عن أسباب الفقر والجهل وثم طرح الحلول المجدية والمبسطة وكيف تستطيع خلق حركة جماهيرية واتباع سياسة عقلانية لا عقلانية المهزومين وترديد عبارات خيار السلام الذي يفتقر إلى الحد الادنى للمحافظة على سلام الشجعان ... لا الشجعان كما ردده أنور السادات والجلوس مع ألد أعدائهم في الكنيست الإسرائيلي والانبطاح أمام جبروتهم وآلاتهم العسكرية تحت حجة تحرير سيناء منزوعة السلاح وسلب الحق في إستخدام الأرض الشاسعة لصالح الشعب والوطن وانما إعطاء الحق الكامل لإسرائيل لكل ما تريده وكيفية إستخدام أرض سيناء لصالحهم ... على حد قول الشافعي " شوية رملات ". وترك ثلاثة أو أربعة آلاف جندي مصري أسير وتصفيتهم بالقتل والتمثيل بجثثهم ... ثم قتل ثلاثة جنود مصريين عند المنطقة الحدودية بين مصر وسيناء الفلسطينية ( رفح ) ومن ثم السكوت مدى الدهر عن ضحاياهم لئلا تصيب عمليتهم الانبطاحية تحت شعار المحافظة على سلامهم مع إسرائيل سلام الشجعان حسب تعبير أنور السادت ولاحقاً مبارك أو شريكه مبارك ؟

ـ وفق هذا المنطلق الانهزامي يتم اتهام المقاومة الفلسطينية بالارهاب والارهابيين عندما لجأت المقاومة إلى أسر جندي إسرائيلي بهدف عملية التبادل بعدد من أسراهم عندها قامت القيامة من قبل قادة الأنظمة العربية قبل قادة إسرائيل ويطالبونهم بفك أسر الجندي الإسرائيلي والقول بعدم تخريب عملية السلام ؟ أما الجيش الإسرائيلي يقوم بعملية خطف نصف الحكومة الفلسطينية وأكثر من ربع أعضاء البرلمان تسكت قادة العرب الميامين ولا تسمي العملية الإسرائلية بالارهاب بل أكثر من ذلك يتدخل ويتوسط رئيس أكبر دولة عربية ( مصر ) لدى السلطة الفلسطينية ورئيسها يطالبهم باطلاق سراح الجندي الاسرائيلي فوراً. أما وجود أكثر من ثمانية آلآف أسير من الشيوخ والاطفال والنساء والشباب في السجون الإسرائيلية فلا حديث عنهم البتة من قبل الملوك ورؤساء العرب سوى قولهم ، أصبروار يا أخوتنا الفلسطينيين فالفرج عند رب العالمين وهو العليم الحكيم؟

ـ وعندما تقوم المقاومة اللبنانية بأسر جندين إسرائليين يتهمون المقاومة اللبنانية بعمل متهور غير محسوب النتائج .؟ ودولة إسرائيل تشن حرباً شعواء ضد دولة لبنان مع تدمير الشعب والبنى التحتية تقف الأنظمة العربية بجانب إسرائيل ولا يحركون ساكناً . والكاتبة أو الكاتب التقدمي يتهم المقاومة اللبنانية بالتهور وعدم مراعاة وضع المدنيين ولا كلمة واحدة عن العدوان وأهداف العدوان وهمجية العدوان الإسرائيلي . هكذا هو زمن التقدمية والعقلانية، فتحت شعار العقلانية عليك أن تقدم شعبك وأرضك وحتى كرامة الانسان فدية للطامعين ؟ أوليس هذا النهج ، هو نهج الأنظمة العربية والذوبان في بوتقة الفكر الرجعي العربي ؟ في الوقت الذي نصرخ ونكتب وندين عن تفسخ أنظمة العرب كافة ؟!

ـ ليس المهم ، ترديد المقولات المستهلكة كالقول ان العرب = الاسلام والاسلام = العرب والعودة بشعوبهم إلى ما قبل 14 قرناً إلى الوراء ، إلى عهد الفتوحات الاسلامية واجتياح الدول واحتلالها تحت شعار نشر العقيدة الاسلامية ثم تغيير معالم البلد المحتل الثقافية منها والتراثية مع محو لغتهم وتغييرأشكال عمرانهم وتشيد القبة الاسلامية ونقوشها والقضاء على أدبائهم وشعرائهم وكتابهم وفلسفتهم والبقاء على سبيل المثال قرابة أو أكثر من خمسة قرون ثم الهزيمة النكراء كما حدث في " الاندلس ". ولقد عبر الممثل الكوميدي الساخر ( دريد اللحام ) قائلاً : إذن كنا إستعماريين ومحتلين لا فاتحين ونشرنا ثقافتنا بعد أن حطمنا ثقافتهم . ؟ ومنذ فترة ليست بالقصيرة تتجدد المطالبات وتتردد فكرة إقامة الدولة الاسلامية العالمية ، أي بكلمة مختصرة القضاء على الحضارة الغربية وسحق شعوبها ... وهناك الكثير من أدعياء القومية العربية والاسلامية قائلين : إن الاسلام كان يحكم أكثر من ثلث الكرة الأرضية وثم القول ، ان جميع شعوب العالم من أصول عربية وحتى " آدم " كان عربياً ؟؟؟ إذن أصل الحياة من على كوكبنا الأرض عربي ومن خلال هذا التعصب والتعجرف القومي الاعمى نستنتج انه أقدم الديناصور والذي أنقرض قبل 65 مليون عاماً كان عربياً ، يا للهول ويا لعقم أفكار بعض كتاب العرب ؟ لا أدري هل أنا متشائم عندما أفكر في القول ، لا مستقبل للعرب والمسلمين إن ظلوا على هذه العقلية !

ـ ليس المهم ، أن نقف ضد التخلف الاسلامي ونحارب العمائم وندعو إلى محاربة الحجاب والمرأة المحجبة وطرح البديل المخزي كالقول : في إيران الاسلامي يتم معاقبة المرأة المتزوجة عند إقامتها العلاقات الجنسية مع رجل غير زوجها ووصف تلك الحالة في إيران بانها تخلف صارخ وعبارة عن انكار حقوق المرأة ؟ كما قالت احداهن وهي عضوة بارزة في احدى الحركات التقدمية واليسارية من على شاشات التلفزة . ؟ وليس المهم لو خسرنا جمهور النساء من خلال تلك المقولة ؟ المهم التعبير عن هموم ونشوة هذه المرأة أو تلك بأسم التقدم والتقدمية ؟

ـ ليس المهم ، أن تكون شاعراً أو شاعرة يكتبون قصائدهم ويطبعون دواوينهم الشعرية بعيدة عن طموح الانسان الكادح وبلغة لا يفهمها المواطن العادي وبعيد عن التعبير عن مشاعرهم وطموحاتهم . الشاعر الملهم وصاحب القضية يلخص مرحلة من خلال قصيدة أو أحياناً ببيت واحد من الشعر ... والشاعر الكبير سعدي يوسف عبر بكلمات قصيرة عن مرحلة تاريخية عسيرة (( الشيوعي الأخير يخرج متظاهراً )) . لا كما قالت احداهن: ( نمت ليلتي وحيدة وأتقلب شمالاً ويميينا ) ؟؟ يا لروعة الشعر والعواطف الجياشة ؟

ـ ليس المهم ، أن تكون مثقفاً تستهزء بالآخرين خاصة سواد الشعب الأعظم دون أن تكون قدوة للآخرين وصاحب الفشل الدائم في تعبئة أضيق الجماهير ( لا أوسعها ) وتوجيهها وتجعلها أن تتلمس حركتها السياسية والمطلبية .

ـ ليس المهم أن تحب حزبك أو حركتك بصورة رومانسية وأنت بعيد عنها وعن مفاهيمها رغم ما تمتلكه من الثقافة وأدوات التغيير والتأثير على القيادات الفاشلة وحتى المتفسخة خلقياً ويقودون حزبك إلى حافة الهاوية ، فالمثقف والمثقف الثوري إن لم يستطع في احداث التغيير المطلوب لصالح حزبه أو حركته وتحريك الجماهير الملتفة حول هذا الحزب أو ذاك وعدم ممارسة النقد والنقد الذاتي وتبيان القصور لدى حزبه وقصوره وفشله في احداث التغير المطلوب فهذا هو العجز بعينه.

ـ ليس المهم ، مواصلة كتابة المقالات شبه دورية كأن الكاتب يمارس الكتابة كهواية وكأنه لا يرى ان من أهم واجباته هو ممارسة دوره في التوعية وتشخيص النواقص ووضع الحلول الناجعة لمشاكل الحياة وتنمية الفرد فكرياً وسياسياً واجتماعياً وجعله عضواً نافعاً في المجتمع. المهم ان يكتب ويشتهر ككاتب ؟

ـ ليس المهم ، التغني بشعارات رنانة أو الادعاء في استيعاب مفاهيم ماركس وأنجلس ولينين دون ترجمة مبادئهم ونظرياتهم بصورة خلاقة بما ينسجم مع واقع مجتماعتنا ومن ثم استخدامها لصالح شعبنا وطبقتنا العاملة فان المثقف الثوري إن لم يفعل ذلك لابد أن يضع نفسه على قارعة الطريق وبالتالي لن يكون مؤثراً على محيطه وحتى لنفسه . فالنظرية الماركسية ليست نظرية جامدة تصلح لكل زمان ومكان وبهذ الصدد كتب لينين وقال :

ـ (( لا يمكن ان يقوم حزب اشتراكي صلب إذا لم تكن ثمة نظرية ثورية توحد جميع الاشتراكيين ويستمدون منها جميع معتقداتهم ويطبقونها في أساليب نضالهم وطرائق نشاطهم ... فنحن لا نعتبر أبداً نظرية ماركس شيئاً كاملاً لا يجوز المساس به ، بل إننا مقتنعون ، على العكس ، بأنها لم تفعل غير أن وضعت حجر الزاوية لذلك العلم الذي يترتب على الاشتراكيين أن يدفعون إلى الابعد في جميع الاتجاهات ، إذا شاؤوا الا يتأخروا عن موكب الحياة . ونحن نعتقد انه من الضروري بخاصة أن يدرس الاشتراكيون الروس ويطوروا نظرية ماركس بصورة مستقلة لأن هذه النظرية لا تعطي سوى موضوعات توجيهية عامة تطبق مثلاً في بريطانيا على غير ما تطبق في فرنسا ... ولهذا سوف نخصص بكل طيبة خاطر مكاناً في جريدتنا للمقالات التي تتناول القضايا النظرية وندعو جميع الرفاق إلى مناقشة نقاط الخلاف مناقشة علنية )) ـ برامجنا ـ

ـ هناك مثقفون وشعراء ومناضلون كبار ضلوا متمسكين حتى النهاية دون أن يستوعبوا إحداث التغير المطلوب بل ضلوا متمسكين حتى الرمق الأخير من حياتهم أو الذين على وشك الرحيل ... لا أقصد تجريح أحد بل ربما كنت أحدهم في هذا الطريق لست شاعراً أو أديباً أو كاتباً مرموقاً كما لغيري ولكنني أفنيت زهرة شبابي داخل الحركة الثورية ... عندما لجأت إلى كشف الكثير من الخطايا لتصرفات القيادات الطارئة على حركتنا الثورية علناً وجهراً أمام الناس كل الناس ولم أرحم حتى نفسي ... قيل لي أن خزندار كان متهوراً بعض الشيئ وتسرع في كشف الكثير لمخازي حزبه وقيادته وأيضاً قيل لي من قبل قادتنا الميامين على إنني لجوج ومشاكس وأتدخل في كل صغيرة وكبيرة مع اعطاء الحق لأنفسهم لممارسة هوياتهم والتلاعب بمصير الحزب ورفاقه وكما يشاؤن؟ وآخرون من بعض رفاقي السابقين قالوا لي ، لربما لهم الحق حسب وجهة نظرهم ، بعد كل هذا الخراب والدمار الذي حدث داخل حزبه إلا انه ضل متمسكاً بحزبه ، حزب فهد ولازال يطالب بالعودة إلى حزب فهد وتراثه وتقاليده الخ

ـ ليس المهم ، عندما كتب عني أحدهم وهو الكاتب البارز والباحث والناقد صاحب العشرات من البحوث والدراسات والكتب التاريخية والتراثية والفلسفية والسياسية ، عندما وضعت المسودة النهائية قبل الطبع ، لكتاب ( سفر ومحطات ، الحزب الشيوعي العراقي رؤية من الداخل ، ولقد ساهم الدكتور شعبان في توضيح بعض المعلومات التاريخية عن تجربته النضالية والحزبية وكانت مساهماته قيمة بالنسبة لي وقال عني عندما كتب تحت عنوان :

ـ ( الحديقة السوداء في محطات شوكت خزندار " الشيوعية " قارن وضعي بكتاب وشعراء بمقارنة لا أستحقها ، ولكنه أراد تشبيهي وتمسكي بحزبي كالآخرين وأنا أعتز جداً بهولاء المناضلين يقول الدكتور شعبان :

ـ ( ذكرتني معاناة خزندار بما كان يعانيه الكثير من الحزبيين وبخاصة في أوساط المثقفين ، فقد كانت علاقة أراغون الشاعر الفرنسي ملتبسة هي الأخرى بالحزب . وذات مّرة خاطبه بالقول : أغادره كل يوم في المساء لأعود إليه في الصباح !
ونقل ايضاً ما يلي :

ـ ( الآن هو الآن ... أمس قد كان ) * بابلو نيرودا. ( طبعاً يقصد بطرحي عن حزب فهد والعودة لتراثه ) .
وكتب أيضاً :
( أما المسرحي الالماني بريخت فقد كان يتساءل ولكن من هو الحزب؟ فيقول مخاطباً أياه : لا تذهب بدوننا في الطريق الصحيحة ...
قد تكون مصيباً
ونكون مخطئين
ولذلك لا تبتعد عنا ! )

ـ ثم يقول شعبان : ( ولكنني وجدت ان التوصيف الاقرب إلى مماراسات خزندار وهذا الخراب الداخلي والآلم الشخصي والمعاناة المستمرة هو قصيدة الشاعر سعدي يوسف التي ربما تعكس معاناة أكثر شمولاً وعمقاً فقد قال :
بخرابه أرضى
فكم كان التناسق مرهقاً
بين الشجرة والرياح
ويدي التي دربتها طالت
لتمسك بي ،
أصابعها الطويلة فوق حنجرتي
ويدي تشثبت بالرتاج
وحين ألوذ بكبرياء القائد الأعمى
وحين ألوذ لكلي يكون الصمت تاجي
آه كان يرهقني احتجاجي . )

************

ـ نعم لم انتم إلى الحزب الشيوعي العراقي حباً بهذا القائد أو ذاك ، بل ايماناً مني بالشيوعية ومبادئها الماركسية اللينينية وسوف أظل شيوعياً وأتمسك بتراث فهد حتى النهاية ، لا بالعودة إلى التنظيم الكلاسيكي في الخمسينات من القرن الماضي ، وانما بالأخذ لما طرأت من الحداثة في الحركة الشيوعية العالمية وتجربتها الغنية ولست معنياً أبداً ولن ألجأ إلى تنظيم شيوعي آخر مستقل ، فلابد من عودة الحزب إلى الطريق الصواب ... ولا أفهم الحداثة في اللحاق مع العولمة المتوحشة كما فعل ويفعل الآخرون؟!

ـ والبعض من الرفاق المخلصين من الذين نتواصل معاً منذ سنين طويلة ونخوض كفاحاً فكرياً وسياسياً يقولون بإنني عائق أمام وحدة الحركة الشيوعية العراقية من التجمعات المتعددة وتحت أسماء مختلفة ، رغم احترامي ومحبتي لهؤلاء الرفاق ولنشاطهم ومثابرتهم في طريقهم المشرف ، إلا إنني لا أريد أن أزيد رقماً اضافياً لما هو موجود وأومن إيماناً راسخاً بان التاريخ سوف يأخذ مجراه الطبيعي ولابد أن يعود الحزب إلى تراثه الوطني وتقاليده الثورية وسوف يأخذ مكانته الطبيعية بين جماهير شعبنا مرة أخرى ولابد أن يمارس دوره الوطني على الساحة العراقية ... وها قد أعلن عن تأسيس هذا الحزب ؟ ولكن من هم يا ترى وراء هذا التأسيس ؟ وأنا على علم بالكثير والكثير عن تلك المحاولات منذ عام 1998 ولكن من المهم معرفة هؤلاء الاشباح الذين كانوا وراء هذا التأسيس فالايام بيننا ، يقال ان استطعت إخفاء بعض الشيئ لبعض الوقت ولكن لا يمكن إخفاء كل شيئ لكل الوقت ... ولي الشرف عندما كنت عائقاً ، كما قيل لي منذ السنوات العشر الماضية لنرى وننتظر بعض الوقت ، وإنني أتلمس هذه النتيجة المستقبلية مهما طال الزمن وإنني أراها ليست ببعيدة . فالاحتلال الأمريكي ليس بدائم ولابد من دحر الاحتلال ، عند ذاك يتغير كل شيئ فالقادمون على ظهر الدبابات لابد أن يرحلوا دفعة واحدة ... ولا مكان للدكتاتورية والاستبداد مرة أخرى في العراق المستقبل ؟!

ـ لقد وقفت بكل قوة وعنفوان تجاه الحركة الانشقاقية ( راية الشغيلة ) في أعوام 1953ـ 1956 ، وقطبها البارز عزيزمحمد ومارست دوري في إقناع العديد من كوادرهم بالعودة إلى صفوف الحزب في السليمانية عام 1954 من ضمنهم شقيقي الكبير المرحوم لطيف قبل أن أنتقل إلى بغداد .

ـ عام 1956 عند تصفية الحركة الانشقاقية وفي اجتماع حزبي خاص كنت قد تعرفت لأول مرة على الشهيد سلام عادل وقفت بوجهه وبالجرأة الشيوعية عندما طالبته بضروة عقد المؤتمر الثاني للحزب وعندما رفض مطالبتي بحجج غير مبررة قلت له نصاً : كلكم من طينة واحدة لا تريدون المؤتمر لأنكم تعتقدون بعدم انتخابكم سكرتيراً للحزب مرة أخرى وهذا هو جوهر اليمينية تقللون من شأنكم وتكبرون دور الآخرين ... في اليوم الثاني انتقدني مسؤولي الحزبي قائلاً : كيف تتكلم مع الرفيق هكذا ألا تدري من هو، هو الرفيق سلام عادل السكرتير العام للحزب ... أجبت فليكن انه رفيق من رفاقنا في الحزب وإذا به يقول : كفى المشاكسة يا رفيق ؟!
ولقد ثبت بالدليل القاطع عندما قلت ، انكم لا تريدون المؤتمر ، فبعد ثورة 14 تموز عام 1958 كان بالامكان عقد مؤتمرات حزبية وليس مؤتمراً ، حيث كان مبرر الشهيد سلام عادل هو : عشرات من كوادر وقيادات حزبنا هم خلف أسوار السجون فكيف تطالبنا بعقد المؤتمر الثاني للحزب . ؟ وضياع ثورة 14 تموز 1958 خير دليل على يمينية وتوفيقية الشهيد سلام عادل وعزيزمحمد كان خير تلميذ لسلام عادل ، لقد تحدثت طويلاً عن هذا الموضوع في كتاب ( سفر ومحطات ) .

ـ عند الحركة الانشقاقية ( القيادة المركزية ) في 17 / أيلول / 1967 هربت نصف القادة الحزبية إلى كوردستان أو موسكو وبعد 40 يوما من الانشقاق كنت سابقاً لتوجيه أكبر ضربة تنظيمية وسياسية للحركة الانشقاقية وكانت نتيجة تلك الضربة المميتة هي انهيارها التام عام 1969 وكنت وحيداً دون مساعدة أي كان ... بعد ذلك حضر إلى بيتي جميع أعضاء المكتب السياسي يتقدمهم السكرتير العام وهم سبعة لتقديم الشكر والامتنان لما فعلت ... قلت للسكرتير العام عزيزمحمد : لم أقدم على فعلتي من أجلكم فعلت من أجل حزبي حزب فهد .. واليوم لا أفعل شيئ من أجل القيادة الحالية ، انما من أجل حزب فهد مرة أخرى .

ـ منذ 56 عاماً ، أي بعد أن فقدنا فهد ، والقيادات الحزبية وحتى الحالية يكتبون وفق الكليشة الثابتة " زكت الحياة صحة وصواب سياساتنا " ؟ لنرى ماذا قال لينين بهذا الصدد :
(( في معظم الحالات تقريباً ، يحاول الساسة ، حين يتأكدون من عدم صواب خطهم ، أن ستروا انعطافهم ، ويطمسوه ، يلفقوا ، دوافع متفاوتة البعد عن هذه المسألة . الخ ... ان الأعتراف الصريح ، الصادق ، بالخطأ السياسي هو ، بحد ذاته ، عمل سياسي كبير ... وان الاقرار الصادق بخطأ سياسي هو دائماً على درجة قصوى من الفائدة السياسية بالنسبة للكثيرين من الناس ، حين يكون الخطأ خطأ أحزاب برمتها كان لها في زمنها تأثيرها في الجماهير . ))

هل هناك أصدق من هذا التصور كما أشار إليه لينين فالتمزق والتجمعات والتكتلات والوضع الحالي كما عليه الآن للقيادة الرسمية خير دليل لما كان يعانيه الحزب في مسيرته التاريخية .

وعندما بلغت الاخطاء القاتلة في حزبنا ، بل وتحولت إلى الجريمة تركت الحزب دون رحمة أو شفقة عام 1983 ، ولكنني كنت ولازلت أتمسك بالحزب كعقيدة ومبادئ ... فبهذه النظرة والايمان الراسخ أتمسك بحزبي ، حزب فهد يا رفيقي الدكتورعبد الحسين شعبان .



#شوكت_خزندار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السير بالاتجاه المعاكس لحركة التاريخ(خطاب مفتوح للسيد مقتدى ...
- السير باتجاه المعاكس لحركة التاريخ !
- الثورية تكون هكذا وإلا ؟
- فصل الدين عن الدولة ؟ أم الدولة الاسلامية ؟
- يا شغيلة اليد والفكر اتحدوا
- فهم المخططات الأمريكية بالمقلوب
- تحية الاكبار والاجلال للقائد البروليتاري الفذ الراحل فهد
- التاسع من نيسان / ابريل 2003 يوم أسود في تاريخ العراق والعرا ...
- القسم الثاني لتقييم بحث مكرم
- تقييم عام لبحث مكرم الطالباني عن حزب هيوا
- الحرية لصاحب الكلمة الحرة عبده جميل اللهبي
- تلبية حقوق المرأة والمساواة هي مرآة تقدم الحضارة للمجتمعات ا ...
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني- الحلقة 1 ...
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني - الحلقة ...
- Jyllands Postenحول كاريكاتيرلصحيفة
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني - الحلقة ...
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني - الحلقة ...
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني الحلقة 13
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني - الحلقة ...
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني - الحلقة ...


المزيد.....




- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...
- إسرائيل تؤكد استمرار بناء الميناء العائم بغزة وتنشر صورا له ...
- حزب الله يقصف مستوطنة ميرون ومحيطها بوابل من الصواريخ
- وزير الخارجية الفرنسي يستهل جولته في الشرق الأوسط بزيارة لبن ...
- مفتي سلطنة عمان معلقا على المظاهرات الداعمة لفلسطين في جامعا ...
- -عشرات الصواريخ وهجوم على قوات للواء غولاني-.. -حزب الله- ين ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوكت خزندار - ليس المهم ! الذكريات مع التوضيح