أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - شوكت خزندار - التاسع من نيسان / ابريل 2003 يوم أسود في تاريخ العراق والعراقيين إ















المزيد.....



التاسع من نيسان / ابريل 2003 يوم أسود في تاريخ العراق والعراقيين إ


شوكت خزندار

الحوار المتمدن-العدد: 1504 - 2006 / 3 / 29 - 09:00
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


التسليح غير مسموح للعراقيين !
عام 1993 تعرفتُ على الأستاذ الجامعي في جامعة بغداد الدكتور (... ) وهو بعثي سابق ، تحولت المعرفة بيني وبينه إلى صداقة حميمية كان رجلاً رائعاً وواعياً ومفكراً جيداً وشخصية مرحة ، كاد أن لا يفوت يوماً إلا ويزورني في بيتي ، أحياناً في الحادية عشر أو الثانية عشر ليلاً يتصل معي هاتفياً ويقول ماذا تفعل أرغب في الحديث معك... ، في السابق قبل أن يعود إلى عمله الجامعي كان يعمل في السلك الدبلوماسي اربعة سنوات في فرنسا ومثلها في أفريقيا كان يتحدث بقريحة مفتوحة دون حدود ، سرني في احدى المرات وقال :
في فترة رئاسة المرحوم أحمد حسن البكر ، عند تعين سفير العراق لدى السويد وفي لقاء مع الملك السويدي ، قال الملك للسفير العراقي : أنقل تحياتي لرئيسكم أحمد حسن البكر وقل له على لساني بان الغرب لا يسمح لكم في التصنيع وعسكرة العراق ... لديكم أراضي زراعية خصبة ولديكم نهري دجلة والفرات انشغلوا بالزراعة إن كنتم تريدون البقاء هذه نصحيتي لكم .
وفي لقاء آخر حدثني الدبلوماسي السابق قائلاً :
قال البكر لصدام ، لا تتسرع في تحقيق تصوراتك وطموحاتك خاصة في مجال تكوين الترسانة العسكرية ونظرتك إلى دول الجوار ... اعطني فرصة لأرساء دعائم الحكم وأنا أعلم طموحك على أن تكون رئيساً ؟ أنا رجل كبير في السن والموت يلاحقني وفي النهاية أنت الرئيس . ثم أضاف محدثي قائلاً : يبدو ان الرئيس البكر قد استفاد من نصيحة الملك السويدي ... فكان ما كان في نهاية المطاف والعراقيين يعرفون جيداً بما آل اليه بالنسبة للمرحوم البكر والوضع في العراق المحتل والذي يعتبره البعض على انه باني العراق وأطعم أبناء شعبه الذين كانوا حفاة ؟!. بل علم الشعب العراقي على أكل التفاح والموز ؟ ( من أحاديث الرئيس السابق صدام حسين على شاشة التلفزيون العراقي ) .
وعلى هذا النسق، أقترح أحد قادة الحكم الجديد ( مجلس الحكم ) وهو رجل الدين (بحرالعلوم) عندما قال ان يوم 9/4/2003 (هو يوم العيد الوطني ) وطلب على ان يكون يوماً لتحرير العراق ... فتباً له ولمن تبعه.
ديفيد بنيامين !
بتاريخ 7 /3 / 2006 ، في موقع الحوار المتمدن العدد 1482 ، قرأت مقالاً بقلم ديفيد بنيامين ،( تحت عنوان السيستاني ودوره في سياسة العراق ) يشار بانه كاتب صهيوني بارز في اسرائيل ... الكاتب بنيامين يمتدح السيستاني بصورة رهيبة ، حكمته ودوره في العراق الجديد ... من المعروف إنني رجل أصلع تماماً ، بعد أن قرأت وصف بنيامين وما كتبه عن السيد اليسستاني ، كاد شعر رأسي أن ينبت مجدداً ويتساقط دفعة واحدة مرة أخرى بعد أن اكملت مقالة ديفيد بنيامين .
أدعو مخلصاً من لم يقرأ تلك المقالة ، العودة إلى الحوار المتمدن في العدد والتاريخ أعلاه . ولن أعلق بشيء سوى القول ، ان السيد السيستاني مؤتمن لدى الولايات المتحدة الأمريكية ودولة اسرائيل . !
هذه المقدمة المقتضبة أردتها كمدخل لحديثي عن الذكرى الثالث المشؤم في التاسع من نيسان عام 2003م . وما حدث للعراق قبل الاحتلال وبعد الاحتلال .
وحديث الملك السويدي للسفير العراقي كما أسلفت سالفاً. هو جوهر التفكير وسياسة الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية تجاه الدول العربية حول التسليح، والتسليح لن يسمح في الدول العربية إلا وفق شروط أمريكا كحكام جزيرة نجد والحجاز حيث أمتلكت وتملك أضخم ترسانة للأسلحة المتطورة كألطائرت والدبابات والصورايخ شرط عدم استخدامها ضد اسرائيل ؟ وتلك الترسانة من الأسلحة المتصدئة في مخازنها كان بهدف امتصاص مئات المليارات من الدولارات الأمريكية كعوائد للبترول وتلك الأموال هي ملك شعب نجد والحجاز وحده ، وليس ملك ملكيتهم المتصدئة كمخازنهم للأسلحة .؟!
وفي امارة الكويت على غرار حكام نجد والحجاز حدثت وتحدث ، حيث امتصت الاحتكارت العالمية مئات المليارات من الدولارات من قوت أبناء الكويت وقد زودت الولايات المتحدة الأمريكية حكام الكويت بأحدث الطائرات الحربية تزيد سرعتها سرعة الصوت وفيما لو أقلعت تلك الطائرات في مطاراتها الكويتية لابد أن تدخل أجواء دول الجوار كالعراق أو إيران أو احدى دول الخليج لأن سرعة تلك الطائرات وسعة أراضي الكويت لا تسمح بذلك إلا وأن تدخل تلك الطائرات عند اقلاعها إلى دول الجوار . يا ترى لماذا تزود الادارة الأمريكية حكام الكويت بتلك الأسلحة المتقدمة ؟ أولا تدل ذلك ان أمريكا مطمئنة من عدم استخدام تلك الاسلحة ضد اصدقاء أمريكا ودولة الكويت نفسها من أصدق أصدقاء للولايات المتحدة الأمريكية والغرب عامة ... فالكويت وأرض نجد والحجاز كانتا قاعدة متقدمة دوماً للحرب والعدوان على العراق . أما المسرحية الهزلية بين إيران الملالي هي نفسها كما هو الحال لحكام نجد والحجاز وحكام دولة الكويت فكل ما يقال خارج هذا الاطار هو كذب وتزوير تجاه شعوب المنطقة . وان مقالة ديفيد بنيامين خير دليل على ما أقول .
وبعد فوات الآوان ، تقول الدبلوماسية التابعة لآل السعود وعلى لسان سعود الفيصل : ان الولايات المتحدة الأمريكية قدمت العراق على طبق من ذهب إلى إيران ؟! يا لنباغة آل السعود وهم كانوا الضلع الأساسي لما جرى للعراق بعد أن دعموا الحكم في العراق بالمال وشراء السلاح في الحرب العراقية ـ الإيرنية التي دامت ثماني سنوات ، فقد العراق خيرة شبابه وجنوده بسبب تلك الحرب المجنونة . هذه الأيام فقط أفاقوا عن صدمتهم من خطر الإيراني الداهم وهم لا يخشون عن ما أصاب العراق ، وانما خوفهم من أن تتداعى عروشهم المتهرئة . ؟!
**********
الذكرى الأليمة لاحتلال العراق :
ـ يكون في التاسع من نيسان / أبريل لهذا العام قد مرّ على الشعب العراقي ثلاث سنوات على الاحتلال البغيض في ظل غياب أي مشروع وطني شامل يجمع عليه العراقيين .
ولا نجانب الحقيقة إن قلنا ، إن وقوف جميع القوى المعادية للوطن ولتطلعات الشعب العراقي في الحرية والاستقلال واحترام حرية الانسان كمبدأ سامي يجب تقديسه . نرى ان وحدة القوى الظلامية والعميلة موحدة رغم التناقضات الرئيسية فيما بينها فكرياً وسياسياً ولا تدل ذلك إلا عن الحقد الأسود تجاه الوطن والشعب العراقي لقد كان وما يزال القاسم المشترك فيما بين جميع القوى والاحزاب المتحالفة مع العدوان والاحتلال مهما حاولوا تبرير مواقفهم الخيانية تحت شعار اسقاط النظام الدكتاتوري المستبد لن يستطيعوا اقناع الطفل في الشارع العراقي إلا لمن هم على شاكلتهم ، فكما فشلوا وأظهروا عجزهم في اسقاط النظام السابق، سوف يعجزون في تثبيت دعائم قوى الاحتلال مهما توغلوا على ارتكاب أبشع الجرائم تجاه العراقيين وان لعنة التاريخ ستلاحقهم مدى الدهر . وإلا كيف نفهم التوحد والتحالف بين هذه المجموعات المتناقضة لمصالحها الاقتصادية والسياسية والفكرية أن تتوحد ؟
لو سلمنا بان مجموعة من الأراء و الأفكار والعادات والتقاليد .. الخ تسمى اجمالاً بالأيديولوجية ، فاين الجامع ياترى بين عدد من الأيديولوجيات المتضادة كالاحزاب الاسلامية السلفية والطائفية المقيتة من الذين يريدون العودة بالعراقيين إلى عصور الجاهلية والعبودية وبين القوى التي تدعي الديمقراطية والتقدمية ورفع راية الماركسية الكاذبة عبر تجمعات وشخصيات سبق وان خانوا مبادئهم هم من أجل الجاه والمال الحرام وسرقة ملايين من الدولارات من مالية الحزب ومن اشتراكات والتبرعات للقاعد الحزبية العريضة وبعد أن تم لهم ما أرادوا زادت شهيتهم وصولاً إلى أخذ الرشاوي ببضعة الملايين من الدولارات الامريكية من سيدهم الجديد ومخابراتها المركزية ليتحولوا إلى جنود المارينز بملابسهم المدنية ، فينظرون ويطلقون التصريحات الرنانة في القول ان ماركسيتهم ، هي ماركسية العصر الأمريكي وانهم متجددون وسبق أن قال أحدهم وهو من المتقاعدين وكان عضواً في لجنتهم المركزية في عهد السكرتير السابق عند زيارته لمدينة ماليمو السويدية بعد الاحتلال قوله : ( أريد قراءة الماركسية مجدداً لأستوعب التطوارت الجارية في العراق ) وهو كان من الذين لم يقراوا الماركسية ولا أستوعبوها سابقاً ولن يستوعبوها لا حقاً ... أقول ، ان هذه التجمعات المتناقضة سياسياً وفكرياً لا يجمعها جامع إلا الحقد الأسود تجاه الوطن والشعب . وإلا كيف يمكنهم اقناع الآخرين في الادعاء بانهم طليعة الطبقة العاملة العراقية يتوحدون مع الامبريالية العالمية ، الولايات المتحدة الأمريكية على الصعيد الدولي وعلى صعيد المحلي في الانسجام والتوحد مع أعتى قوى الظلام والرجعية الدينية ، كحزب الدعوة وآل الحكيم وهما عملاء إيران الصفوية المندثرة يريدون احيائها في القرن والواحد والعشرون ، أقول أين الجامع بين مصالح الطبقة العاملة وبين هذه القوى الرجعية والمتخلفة ؟ سوى الحقد تجاه الوطن وسواد الشعب الأعظم ، وفي المقدمة طبقتنا العاملة العراقية الطامحة لبناء دولة القانون والتعددية السياسية واحترام الرأي للآخر والاحتكام إلى الصندوق الانتخابي في ظل تحقيق الاستقلال التام والناجز، وليس انتخاباتهم ( المسخ ) في ظل الاحتلال تحميها جنود المارينز الامريكي الغازي وفي ظل التقسيمات الطائفية والعنصرية والمذهبية من خلال الدعوات الواضحة والصريحة لتقسيم البلاد إلى كانتونات وابتكار فيدراليات شعية وسنية والكوردية تحميها وتدعوا لها الادارة الأمريكية والبريطانية بهدف دق الأسفين بين أبناء الشعب الواحد وفي ظل ممارسة سياسة فرق تسد دمر .
حول التقسيم الاجتماعي والتداعيات التي أصابت البرجوازية :
مجتمعنا كأي مجتمع آخر ، ينقسم إلى طبقات وفئات اجتماعية مختلفة اقتصادياً وسياسياً وغالباً ما يكون الصراع صراعاً تناحرية بين الطبقة العاملة وحيلفها الطبيعي من الفلاحين وبين البرجوازية بمختلف شرائحها وفئاتها الاجتماعية .
فالبرجوازية ليست طبقة اجتماعية متجانسة ومتماسكة لتطلعاتها الاقتصادية والسياسية . فالبرجوازية تنقسم الى فئات اجتماعية مختلفة، وعلى سبيل المثال تنقسم إلى الفئات التالية :
ـ فئة البرجوازية الصناعية ـ البرجوازية العقارية ـ وفئة الصيرفة " البنكنوت " ـ فئة البرجوازية التجارية " كومبرادور " .
فألبرجوازية الصناعية والتي غالباً ما تكون فئة وطنية ، لأن مصالحاها الاقتصادية تلزمها الى تحويل المجتمع الى مجتمع الصناعي ، والفئة البرجوازية العقارية التي تلجأ الى بناء العقارات الضخمة والمجمعات السكنية هي أيضاً تكون وطنية . والبرجوازية التجارية تكون بالضرورة عميلة ، تلك الفئة من البرجوازية التي تسمى بـ ( كومبرادور) ، لأنها بالأساس تعتمد وتستند على الأستيرادات من الأسواق العالمية .
في العهد الملكي المقبور كان من أبرز ممثلي البرجوازية التجارية هو المرحوم المليونير (عبدلله لطفي ) صاحب امتياز ( بنسلين ) في العراق . وكاد أن يكون المليونير الوحيد في العراق حينذاك وجنى الاموال الضخمة عن طريق التجارة الخارجية والاستيرادات وعمالته للغرب .
وفئة البرجوازية الزراعية قد انتهت منذ سنوات طويلة ، كما قضيت على الفئة للبرجوازية للصيرفة (البنكنوت) بسبب تدخل وسيطرة الدولة على النشاط المالي خاصة عند تأميم الشركات والبنوك في القطاع الخاص منذ عهد المرحوم عبدالسلام عارف . وفي عهد النظام السابق لجأت الدولة إلى ابتكار جديد ليؤسس مع ظهور بعض البنوك التجارية والمالية والصيرفة والادعاء بان تلك المصارف هي من نشاط القطاع الخاص وفي واقع الأمر لم تكن تلك المصارف إلا واجهة للدولة ... وإلا كيف ننظر إلى البنك المالي والبورصة للسيد محسن الشيخ راضي العضو السايق في القيادة القطرية . ؟ وكان هناك البنك التجاري تحت واجهة القطاع الخاص ومديره العام هو من أعز أصدقائي منذ الطفولة تعرفت من خلاله على نشاط البنك وعلاقاته التجارية وهناك آخرون كثيرون غير محسن الشيخ راضي معرفون على صعيد الشارع العراقي .
ومنذ أواسط التسعينات من القرن الماضي ، وداخل الأسواق المركزي في بغداد ، المنصور ، افتتح عدد كبير من المكاتب للصيرفة والوحات على صدر تلك المكاتب تقول ( صرف وتبديل العمولات الأجنبية ) كان أصحاب تلك المكاتب من رجالات الدولة وكثير منهم كانوا ضباط كبار متقاعدين للأجهزة الأمنية .
وفق النظام القانوني السائد آنذاك كان من غير المسموح للمسافر العراقي إلى عمان على سبيل المثال أن يحمل معه أكثر من خمسين دولاراً . ! ولكن من خلال تلك المصارف للصيرفة كان بإمكان أي مواطن تحويل آلاف من الدولارات إلى عمان أو غير عمان لقاء 5% من العمولة ... كان صاحب المكتب يزودك بقصاصة ورق بعنوان معين في عمان مع اشارة غير مفهومة للمواطن ، إلا في المكتب المعني في عمان. إني شخصياً عند مغادرتي بغداد متوجهاً إلى عمان سلمت مبلغ إلى احدى تلك المكاتب ( ثلاثة آلاف دولار ) مقابل 5% من العمولة واستلمت تلك القصاصة من الورق ، وكنت قلق جداً لإضاعة نقودي من الدولارات ... وعند وصولي إلى عمان بمجرد تسليم قصاصة الورق استلمتُ نقودي وبالدولارات بالتمام والكمال وخلال لحظات معدودة . هكذا وبتلك الطريقة ، كانت تدر للدولة ملايين من الدولارات تحت أسم مكاتب للصيرفة في القطاع الخاص ؟
البيض !
أحد معارفي ( كاكه محمد ) من سكنة أربيل كان يتاجر بالبيض ، في سنة من تلك السنوات أوائل التسعينات قبل هروب حين كامل إلى عمان ... كان سعر طبق البيض ( 30 بيضة ) ثلاثة آلاف دينار عراقي ... كاكه محمد جاء إلى بغداد ومن خلال أحد وكلاء حسين كامل التقى معه وقال له : أنا على استعداد أن أزود بغداد بالبيض من الحجم الكبير بسعر 1500 دينار بدل ثلاثة آلف دينار .
انتفض حسين كامل وشتم كاكه محمد قائلاً له : كلب أبن الكلب تريد منافستي أنا حسين كامل ، آلا تدري ان تجارة البيض تخصني لولا وأنت برفقة وكيلي الذي أقدره وأحترمه لأعدمتك في الحال .
شيء قليل عن حسين كامل بصور مركزة جداً :
منذ أن كان حسين كامل ، حاجب مكتب المرحوم خيرالله طلفاح أمين عاصمة بغداد اشتهر بنشاطاته المكثفة والواعية وبما انه من أقرب أقرباء صدام حسين لاحظ نشاطاته وقدرته الملوحظة وأعتبره أمين يجب مراعته وقربه إلى نفسه .
بعد أن تطور علاقاته مع الرئيس صدام برز في قدرته الفائقة ، فهو أول من أسس فرق حماية الرئيس ووضع نظاماً صارماً لحماية الرئيس قبل أن يكون صدام رئيساً لجمهورية ... فلكل أربعة من الحماية لهم لغة خاصة ( الشفرة ) ونظام الحماية الذي وضعه حسين كامل بقي حتى النهاية مع بعض التغير كالشفرة بعد هروبه .
وحسين كامل هو صاحب فكرة تأسيس الحرس الجمهوري . وهو أيضاً صاحب فكرة التصنيع العسكري وكان هو أول رئيس للتصنيع العسكري. وحسين كامل كان وراء اندلاع الحرب العراقية ـ الإيرانية . وهو أيضاً صاحب فكرة اجتياح دولة الكويت بعد تأزم العلاقات بين العراق والكويت بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية .
وحسين كامل كان على رأس الحملة العسكرية بعد سقوط 14 محافضة على أيدي المنتفضين في آذار 1991 ... وحسين كامل كلف بإعادة اعمار البلاد وأعتبر بطل الاعمار .
حسين كامل أيام الحرب الإيرانية ـ العراقية كان يذهب إلى جبهات القتال ويقوم باعدام الضباط الكبار بالجملة رمياً بالرصاص تحت حجة ان هؤلاء الضباط متلكئين في أداء واجباتهم العسكرية ويتهمهم بالجبن ... وزير الدفاع عدنان طلفاح في احدى زياراته لجبهات القتال طلب بعض الضباط الكبار للقاء به ، قيل له : سيدي أعدمهم الأستاذ حسين كامل رمياً بالرصاص .
عاد عدنان إلى بغداد وهو متوتر جداً عند مقابلته الرئيس عبر عن استياءه لتصرفات حسين كامل ... قال له الرئيس : كان من واجبك أنت أن تقوم بما قام به حسين ... تركت اجابة الرئيس له أثراً سيئاً لديه وأصبح منطوياً على نفسه بعد تلك الحوادث ... إلى أن فارق الحياة على أثر سقوط طائرته المروحية العسكرية .
الرئيس العراقي في اليوم الذي كان يريد النوم براحة البال يذهب إلى بيت صهره حسين كامل ... باختصار الشديد كان حسين كامل رئيس غير متوج .
كان حسين كامل كثير الزيارات للوحدات العسكرية المنتشر في عرض وطول العراق ... لم يكن يلتقي مع قادة الفرق أو دونهم ، كان يدخل غرف الضباط الصغار ويجاملهم بلطف ويسأل : هل أنت متزوج وتملك دار للسكن ؟... هل لديك سيارة خاصة بك ؟... وهل تعيش على راتبك الشهري بصورة مريحة .. الخ وعند الايجابة بالنفي لأسئلته يحقق لهم كل ما كانوا يفتقدونه ويصرف لهم مكفاءات مريحة ... جميع مراتب الجيش وحتى كبار تجار الشورجة وحتى بعد تصفيته كانوا يقولون المرحوم حسين كامل ويصفون عصره بالعصر الذهبي ، هذه المواصفات كنت أسمعه من العشرات حتى موعد خروجي من العراق .
كان لحسين كامل نشاطاً واسعاً في عمليات المضاربة في العملات الأجنبية ، ومن لم يسمع بأم علي ، أم علي إمرأة أمية وهي دائماً بملابس عربية ريفية مع الفوطة ، أي كانت عبارة عن قطعة سوادء وذو بشرة غامقة ، كانت لها دكان فارغ من أي أثاث في شارع الجمهورية مدخل سوق الشورجة كانت تفترش أرضية الدكان بفراش عربي دوشك ومخدة وفي حضنها كيس خام أسمر مليئة بالعملة الأجنبية والكيس كان يشبه أكياس لبن أربيل !.. كان 10 من الشباب النافعين يشتغلون عند أم علي وكانت تزود باسعار العملات الأجنبية على مدار الأيام في الصعود والنزول بالدولار ، والفرنك الفرنسي والعملات الألمانية واليابانية كأن مخها جهاز كوكبيوتر .
الشباب العاملين لدى أم علي يتجولون بين الكتل البشرية داخل سوق الشورجة والناس المتجمعين في مدخل الشورجة يتصلون بهذا وذاك ويقولون سعر الدولار في هذه الساعة بكذا دينار وكان هناك حراس مختصين تابعين لحسين كامل يقومون بحماية الشباب وأم علي ... أم علي كانت معروفة لدى تجار الشورجة ومن الكسبة الذين كانوا بدورهم يعملون في مجال بيع وشراء العملات الأجنبية وكثير من هؤلاء يتعاملون مع أم علي لأنها مصدر أمان ومحمية .
أكثرية العوائل العراقية من الذين لديهم أبناء أو الأقارب في دول اللجوء عندما كانت تلك العوائل تستلم المساعدات من أبنائها في الخارج ، المرأة الفلانية تقول لمعارفها : ( دادة روحي عند أم علي لصرف الدولار أسعارها زينة دادة وهي صادقة وأمينة )... بدون مبالغة كانت تجارة تبديل العملة الأجنبية تصل يومياً إلى أكثر من خمسين مليون دولار لدى أم علي وغيرها وحسين كامل كان لدية الكثير مثل أم علي .
تمكن حسين كامل ومن خلال شقيقه صدام كامل المرافق الأقدم للرئيس العراقي من اقامة سور فولاذي على كل ما يرد للرئيس قبل أن يطلع صدام على بريده الرئاسي وقبل أن يصل البريد الرئاسي إلى سكرتيره الخاص . حدث في احدى المرات الأمر التالي :
كان الدكتور السبعاوي مدير الأمن العام وهو أخ غير الشقيق لصدام . وبعد جهود استثانية تمكن من الوصول ومقابلة الرئيس ( قد يستغرب البعض ويقول كيف مدير الأمن العام يصل ويلتقي مع الرئيس صدام بعد جهود استثنائية) ؟ وهذا ما كان يحدث في العهد السابق ليس للسبعاوي وانما لأبرز قادة الدولة آنذاك ... عند لقاء الدكتور السبعاوي مع الرئيس صدام قال له : رفعت عدة تقارير لسيادتكم حول نشاطات حسين كامل بالتلاعب في العملات الأجنبية إلا إننا لم نستلم الرد من سيادتكم ؟ وقدم معلومات موثقة بنشاطات حسين كامل في مجال المضاربة والتلاعب في الأسواق العراقية. ونفى صدام انه سبق ان استلم أية رسالة منه ؟! هكذا كان حسين كامل أن يحول دون وصول أي خبر إلا بعد موافقته .
لاحقاً يسأل الرئيس ويقول لحسين كامل : هل لك نشاط ملحوظ في بيع وشراء العملات الأجنبية وبالدولار ؟
يجيب كامل : نعم هذا صحيح ! نحن بحاجة إلى الكثير من المواد في الأسواق العالمية نشتري وندفع بالدولار لهذا السبب نحن بحاجة إلى العملات الأجنبية . !
كان حسين كامل مكلف بإعادة البناء بعد حرب الخليج الثانية ... ولم يمر يوم إلا ويسمع العراقيين برقية مرفوعة للرئيس تبدأ البرقية بـعبارة " بشرى سارة "... والقول لقد تم إعادة وبناء المشروع الفلاني .
بعد إنجاز واعادة بناء الجسر المعلق ، يسأل الرئيس حسين كامل : كم كلف الجسر المعلق واعادة بناءه ؟
حسين كامل : رول واحد من ورق الجريدة . ! أي طبع العملة العراقية . لم يكن يمر أي عقد تجاري أو التهريب بالدرجة الأساسية إلى إيران وبعض دول الخليج الإمارات العربية تحديداً إلا من خلال حسين كامل وتوقيعه ... كان حسين كامل وحده وعن طريق التهريب يصدر إلى إيران آلاف من الاطنان من " يوريا " السماد الزراعي لاصلاح الاراضي الزراعية وكافة الاجراءات التجارة الخارجية تعود لحسين كامل فقط ، وكان الاستيرادات الخاصة بكل انواع السيكارالأجنبية يعود إلى عدي صدام حسين عن طريق كردستان وكان الممول الأساسي من كردستان هو السيد نيجرفان البرزاني مع ضخ البترول العراقي عبر الخط الستراتيجي بين العراق وتركيا لقاء عمولة بين عدى ونيجرفان البارزاني ، وكانت الإدارة الأمريكية على علم بذلك وكانت تقول ، نريد ضمان وصول البترول إلى تركيا .
بعد انتهاء حرب الخليج الثانية ، تولى السيد سعدون حمادي رئاسة مجلس الوزراء وبعد عودة سعدون حمادي من إيران وتوفق حمادي إلى بعض التفاهمات مع قادة إيران ، طلب حسين كامل من سعدون حمادي تقديم استقالته من منصبه وتم ذلك مباشرة بعد موافقة صدام حسين .
بعد سعدون حمادي تولى السيد أحمد حسين رئاسة مجلس الوزراء وفي عام 1993 وصل سعر الدولار الأمريكي إلى 80 دينار عراقي مقابل دولار واحد ... شنت صحيفة بابل هجوماً كاسحاً على رئيس مجلس الوزراء أحمد حسين واتهمه بتخريب الاقتصاد الوطني وفي احدى مقالات صحيفة بابل اتهم أحمد حسين بالخيانة ، فاقيل من منصبه ... وتولى الرئيس بنفسه مجلس الوزراء ، وفي عهده ولفترة قصيرة وصل سعر الدلاور إلى 400 دينار عراقي بدل 80 ديناراً وثم تصاعد سعر الدولا ولفترة قليلة إلى 5000 دينار عراقي وثم استقر سعر الدولار ب 3000 دينار عراقي . لم يتكلم أحد ببنت شفة عند صعود سعر الدولار وإستقراره على 3000 آلالف دينار .
كان صدام حسين يعقد اجتماعت أسبوعية منتظمة لمجلس الوزراء ، كل جهوده كان منصب بالدرجة الأساسية لتسعيرة المواد الغذائية بصورة أساسية على سبيل المثال كان قد استقر سعر طبق من البيض ب 2500 دينار ويتخذ مجلس الوزراء قراراً فيتم تسعيرة طبق البيض بمبلغ 1500 دينار .. وهكذا بالنسب للحوم والطماطم وكافة المواد الغذائية أحياناً يتم نزول التسعيرة بأكثر من 50% قياساً على التسعيرة السائدة في الأسواق .
وبعد كل اجتماع لمجلس الوزراء وبعد التسعيرة الجديدة ، في اليوم الثاني تختفي كل سلعة غذائية تمت تسعيرتها .
استدعى صدام حسين ابنه قصي وقال له : كل أسبوع ونحن نجتمع ونقرر التسعيرة الجديدة لمادة من المواد الغذائية وفي اليوم التالي تخلو الأسواق من تلك المادة المسعرة ، لديك أسبوع واحد لتتحرى عن هذه الأسباب... أنجز قصي صدام مهمته خلال الأسبوع وقدم تقريراً موثقاً إلى الرئيس وكشف ان كل ما يحدث هو بفعل حسين كامل وهو المسؤول الأول والأخير عن فقدان المواد الغذائية في الأسواق والتلاعب بالعملة الأجنبية .
في الأجتماع الأسبوعي اللاحق ، كان حسين كامل يدخل قاعة مجلس الوزراء بعد دخول صدام مباشرة ... بعد أن استلم صدام تقرير قصي وبصورة متوترة طلب من حسين كامل أن لا يدخل إلى قاعة الأجتماع قائلاً له : أخرج برة لاحقاً ليّ الحديث معك . ؟
تصور حسين كامل انه اكتشف بعلاقاته السياسية المريبة لذا قررفي نفس اليوم الهروب وبعد الثانية عشر ليلاً هرب حسين كامل من العراق مع طاقم كبير من مرافقيه وبصحبته شقيقه صدام كامل مع زوجاتهم وأطفالهم تحت ادعاء انه يزور بلغاريا على رأس وفد عسكري .؟
قبل مغادرته بغداد استدعى محافظ البنك المركزي ، سأل : كم خزين البنك من العملة الأجنبية ؟ يجيب محافظ البنك المركزي : سيدي لدينا 31 مليون دولار فقط !
طلب منه احضار المبلغ بالكامل وفوراً ... نفذ المحافظ الطلب ... ثم غادر بغداد . في طربيل المنطقة الحدودية وفي ساعة متأخرة من الليل تم استدعاء كافة العاملين في مكتب الجوازات وأخرجوا كراسيهم وطاولتهم ووضوعوها على الرصيف أمام مكتب الجوازات وبسرعة فائقة تم تأشير الجوازات بختم الخروج .
عند دخول حسين كامل إلى عمان كان باستقباله رئيس المخابرات الأسرائيلية ( الموساد ) وعانقه قائلاً له : حمدالله على السلامة حسين ؟ وتم تصوير اللقاء بين الأثنين بكامرا صحفية ، صوت وصورة ، وقيل ان المصور الصحفي هو أحد الشيوعيين في صفوف الحزب الشيوعي الاردني ... بعد ساعات من تلك المقابلة علم المرحوم جلالة الملك حسين بوصول حسين كامل وهو في عمان .
هذا الخبر الصاعق وصل إلى الرئيس العراقي ، وكانت تلك المعلومة الخطيرة وراء العفو القاطع من الرئيس العراقي لأسترجاعه إلى الوطن وتم تصفيته بتلك الصورة كما تم ... وانه كان يستحق قتله وتصفيته ... الغريب من الأمر ، كنا نسمع ونقرأ خاصة من قبل ما عرف بالمعارضة العراقية التعيسة والهجوم على صدام حسين بانه قتل صهره وهو من أقاربه فلم يرحمه . ؟ ويبدو لي ان كل تلك الأقاويل التي صدرت من بعض أقطاب المعارضة وكما كشف لاحقاً عند الحرب والعدوان هم على علاقة مع الأجهزة المخابراتية الصهيونية وكان ولهذا السبب يتعاطفون مع حسين كامل ، وكشف عن أمر خطير وهو ان حسين كامل كان يريد اسقاط النظام عن طريق الأزمة المالية وافلاس الدولة العراقية دون اللجوء إلى الأنقلاب العسكري وعدم إراقة قطرة من الدم . وهذا ما يوفسر قول حسين كامل وهو في عمان عند اجابته على بعض الصحفيين قائلين له : ( كان بامكانك قتل صدام حسين والاستيلاء على السلطة ؟ قال حسين كامل : أخلاقيات العائلة لا تسمح لنا بذلك ! ) . هكذا تبين ان القدرات الفائقة والامكانيات الكبيرة لدى حسين كامل لم تكن من بنات أفكاره ... بعد اجتياح القوات العراقية دولة الكويت ، قالت سفيرة الولايات المتحدة الامريكية : استخدمنا كامل امكانياتنا المخابراتية ومن خلال الأقمار الصناعية كي نتعرف على كيفية اتخاذ القرارات من قبل صدام حسين ومن هم يشاركونه لأتخاذ القرارات ... ؟ وهي كذابة ستين كذابة فمن خلال حسين كامل كانوا على علم في كل ما يجري داخل القمة للقيادة السياسية العراقية ... فتلك التصريحات ، كانت من أجل المحافضة على حسين كامل ليس إلا ؟
( المعلومات حول حسين كامل من حديث قطب حكومي بارز أحجب عن كشف أسمه لأنه لازال في دائرة الخطر ... وبعد أن أكمل حديثه عن حسين كامل ، ضحكت وسألت بماذا تفسر تلك الصدفة التي كشفت حسين كامل لكم ؟ قال وهو يضحك أيضاً " حضنا حض (...) " ) .
نعم الفساد والخيانة كانت منتشرة في كافة مرافق الحياة في عهد النظام السابق ... ولكن من الانصاف في القول ، ان ما يجري في عراق اليوم لم يكن يتصور أحدنا بما وصلت اليها الأمور في ظل الحرية والديمقراطية برعاية راعي البقر الامريكي جورج بوش ، من إفساد وفساد والخـُلق المتدني عند قادة وأحزاب الأمريكان بصورة خاصة أشير إلى قادة حزب الدعوة ومجموعة آل الحكيم لا يمكن وصفها مهما وصل الانسان من بلاغة في اللغة والوصف ,
وإلا كيف نفهم إن أحدهم وهو عبدالعزيز الحكيم يتبرع بمبلغ 550 مليون دولار إلى احدى المستشفيات التابعة لطائيفته المقيتة . بعد ان كان يتحسر للحصول على بضعة آلاف من الدنانير العراقية ولسنوات طويلة كان يعيش في بلده الأصلي إيران على المساعدات أو فتات ملالي طهران بصورة أدق .
فإذا كان في عهد النظام السابق ، يتواجد عدة آلاف من العراقيين وهم مليونيرية بالدينار العراق ، ( وأستطيع القول دون أية مبالغة ان كل عراقي الذي كان يملك داراً للسكن وهو مليونير بالدينار العراقي ... مسكن خال أولادي ( كاكه محمود ) في منطقة حي العدل تم بناءه عام 1976 ـ 1977 بكلفة ستة آلاف دينار عراقي ، عام 1995 دفع لكاكه محمود 80 مليون دينار عن مسكنه ، هذا مجرد مثال حي ) وهكذا كان الكثير من العراقيين هم مليونيرية بالدينار العراقي وليس بالدولارات الأمريكية. والدولار الواحد كان يساوي ثلاثة آلاف دينار ، فما قيمة الملوينر العراقي بالدينار حينذاك ... أنا عندما غادرت العراق اضطراراً وبعد أن تركت شقتي وكامل أثاث البيت كنت مليونيراً حسب قيمة الدولار ولم أكن أعلم بانني مليونير . ؟!
اليوم وفي ظل الاحتلال قادة الأحزاب العميلة قد أصبحوا مليارديرية وليسوا مليونيرية وبالدولار . ؟ الوزراء ووكلاء الوزراء إن لم يكونوا ملياديرية فهم يملكون ملايين من الدولارات .؟
وهكذا ظهرت الحيتان من الذين سرقوا أموال الشعب وتحولوا إلى الملياردرية بعد ان كانوا يعدون من حثالات المجتمع من الذين ينطبق عليهم المثل الشعبي المعروف كان ( ماكلهم العث ) ؟!
ومن جانب آخر ، تحول مجتمعنا إلى مجتمع عسكرة ، فتكونت المليشيات المسلحة تفتك بابناء العراق أو توسعت المليشيات التي كانت موجودة قبل الاحتلال فأصبحت تسيطر على الوزارات ، كوزارة الداخلية وقطبها المجرم بيان جبر صولاغ الإيراني أو وزارة الدفاع ووزيرها المرتد خائن حزبه ودولته السابقة سعدون الدليمي . أو مليشيات العميل بالفطرة أحمد الجلبي أو العميل القذر موفق الربيعي صاحب فرق الموت . أو مليشيات البعثي المرتد مشعان الجبوري ... أو المليشيات الكردية ، بيشمركة أو أو أو ...
وهكذا أيضاً ينطبق عليهم المثل العراقي المشهور ( ألف رحمة على سارق الأكفان ) ، فإذا كان لدى النظام السابق المقابر الجماعية كما يكثرون الحديث ، فان النظام السابق كان يدفن ضحاياه تحت التراب ... أما أقطاب حزب الدعوة العميل وأقطاب آل الحكيم يتركون ضحاياهم في الطرقات وعلى ضفاف الأنهر أو في أماكن قمامات الزبالة بعد ارتكابهم أبشع الجرائم يندى لها جبين البشرية كاستخدامهم ( الدريل الكهربائي ) عند التعذيب ومن ثم اطلاق راصاة جبانة على جبين الضحية . فلا نستغرب من يردد من العراقيين ويقولون ألف رحمة على سارق الأكفان.؟! أو من يقول نريد عودة الرئيس الشرعي صدام حسين ، يا لسخرية القدر .
وبعد هذا الدمار الشامل في الأرض والعرض والكيان ، آلا تستفيق القوى المناهضة للأحتلال وتتوحد وطرح مشروع وطني شامل يجمع عليه العراقيين الشرفاء ... لا الدعوات الصادرة في القول ، عفالله عما سلف! فإذا كان المطلوب الدخول في العملية السياسية ومصافحة قادة وأحزاب الاحتلال فلماذا التعاون مع الذيل الذليل ؟ فالرأس موجود وهو أمريكا ، اليس هذا أقصر الطرق فيما لوكان لابد من المساومة ، فليساوم من يريد المساومة ولكن الشعب يرفض المساومة ... فالكثير والكثير من الذين كانوا يخشون لمجرد ذكر الاحتلال ... اليوم يقولون بالفم المليان انه احتلال ويجب طرد الغزاة وهم أيضاً مع التحرير .
في الفضائيات العراقية ، الديار والبغدادية والشرقية ، هناك ندوات مستمرة نرى الكثير من الشخصيات العراقية يتحدثون عن الاحتلال ومساويء الاحتلال وينتقدون بشدة حكومة الجعفري وآل الحكيم وأياد علاوي ومن هم على شاكلتهم ، نرى شخصيات معينة قبل عام كانوا يحاولون تلطيف وتخفيف الاحتلال واالمتعاونون مع الاحتلال ، واليوم يصرخون جهراً نهاراً ويطالبون بالتحرير ، ألا تعني كل ذلك بشيء لأصحاب المساومة . ؟! وهناك ممن كانوا يرفضون الاحتلال والدخول في العملية السياسية واليوم نراهم داخل العملية السياسية الأمريكية... فالفرز قائم وسوف يستمر طالما الاحتلال جاثم على صدر العراقيين والزمن وحده كفيل بغلبة كفة الوطنيين الشرفاء ، واليأس لا يعرق مكان لدى المناضلين الحقيقيين ، واليأس سمة الموسميين . ؟!



#شوكت_خزندار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القسم الثاني لتقييم بحث مكرم
- تقييم عام لبحث مكرم الطالباني عن حزب هيوا
- الحرية لصاحب الكلمة الحرة عبده جميل اللهبي
- تلبية حقوق المرأة والمساواة هي مرآة تقدم الحضارة للمجتمعات ا ...
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني- الحلقة 1 ...
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني - الحلقة ...
- Jyllands Postenحول كاريكاتيرلصحيفة
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني - الحلقة ...
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني - الحلقة ...
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني الحلقة 13
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني - الحلقة ...
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني - الحلقة ...
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني - الحلقة ...
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني - ما أشبه ...
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني
- بحث عن حزب - هيوا - الباحث الدكتور مكرم الطالباني-4
- بحث عن حزب - هيوا - الباحث الدكتور مكرم الطالباني-3
- بحث عن حزب - هيوا - الباحث الدكتور مكرم الطالباني
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني
- جلال الطالباني يفكر بالرئاسة مجدداً


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - شوكت خزندار - التاسع من نيسان / ابريل 2003 يوم أسود في تاريخ العراق والعراقيين إ