أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2006 - أهمية مشاركة المرأة في العملية السياسية ودورها في صياغة القوانين وإصدار القرارات - شوكت خزندار - تلبية حقوق المرأة والمساواة هي مرآة تقدم الحضارة للمجتمعات البشرية















المزيد.....


تلبية حقوق المرأة والمساواة هي مرآة تقدم الحضارة للمجتمعات البشرية


شوكت خزندار

الحوار المتمدن-العدد: 1483 - 2006 / 3 / 8 - 11:19
المحور: ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2006 - أهمية مشاركة المرأة في العملية السياسية ودورها في صياغة القوانين وإصدار القرارات
    


عندما يكون نصف المجتمع معطل ولا يتمتع بالحقوق الأساسية وينظر إلى المرأة نظرة دونية وسلب حقوقها الأساسية في المشاركة الفعالة مع الرجل في كافة الواجبات الحقوقية والإنسانية المتعلقة بحياة الإنسان الاقتصادية والسياسية الاجتماعية والقانونية ، عند ذاك يبقى الحديث عن تقدم مجتمع ما ، هراء في هراء .
وقد أثبتت المرأة في تحمل الواجبات الملقاة على عاتقها بجدارة عندما يتم تلبية حقوقها وتنظر اليها نظرة المساواة التامة بما للرجل من قدرة وإمكانيات المتاحة أمامه ، فللأمرأة أيضاً قدرات تفوق عن الرجل في كثير من مجالات الحياة دون أدنى شك .
والمرأة أثبتت في المجتمعات المتحضرة أن تكون عالمة وطبيبة ومهندسة وباحثة ودارسة وقاضية وكاتبة وشاعرة وأديبة في كل ما تعني من معاني لهذه المفردات ، وهي عاملة في المصنع وفي مختلف المهن وأحياناً يصعب على الرجل أدائها بصورة كاملة قياساً على قدرات إمرأة وتحملها ... فالمرأة وهي الأم وألأخت وصديقة وفية وحبيبة مخلصة نقية ، وتقوم بإنجاز أشد أعمال الأسرة وقسوتها عند إدارة الأسرة وتنشئة الأطفال وتربي أجيال قادرة على أداء واجبات المجتمع والمرأة تفوق الرجل في حنانها وعواطفها وحبها اللامتناهي تجاه الوطن والمساهمة الفعالة في بناء الوطن عند أقسى الظروف الحياتية وعند حالات الشدة .
ولقد رائينا وقرائنا عن المرأة كثيراً عند الحروب كمقاتلة تتسم بالبسالة والجبروت وحازت وتقلدت أرفع وسام الشجاعة ومداليات الشرف لأداء واجباتها على أكمل الوجه وشاركت الرجل في غزو الفضاء الخارجي ، ورئايناها لا تبخل بغال ورخيص في معارك الشعوب وتحررها ، يصعب في هذه السطور القليلة حصرها وتبيانها كمساهمتها الفعالة في مشاركة الرجل عند أصعب المهام ... وبرزت المرأة في حالات عدة كمحاربة وقائدة للوحدات العسكرية في الحروب النظامية وغير النظامية ( معارك التحرير والحروب الثورية) وهي تتقدم في التظاهرات الاحتجاجية وساهمت في الانتفاضات الشعبية . وهكذا انتزعت المرأة اعتراف الجميع بدورها وحقها في المساهمة الفعالة في المجتمعات البشرية وهي جديرة في المشاركة لاتخاذ القرارات السياسية والقانونية والتشريعية .
في الحرب العالمية الثانية ، ضد النازية الالمانية والفاشية الإيطالية شاركت المرأة بفاعلية ضمن معسكر الشعوب ، وتاريخ المرأة السوفيتية وكثير من الشعوب العربية المناضلة وغيرها ، خير دليل على ما ذهبنا إليه .

الواجبات الملقاة على عاتق المرأة !

فإلى جانب ما ذكرناها من بطولات ومساهمات جادة من قبل المرأة ، لا يصح أبداً مطالبة المرأة الاعتراف بحقوقها من الآخرين ، فالحق يؤخذ بالنضال ومقاومة الظلم الاجتماعي والسياسي. ولا يصح مطالبة المرأة كما نسمع أو نقرأ أحياناً، الرجل في إعطاء حقوقها والاعتراف بدورها، وإني أرى هذه المطالبة إن وجدت ، وهي موجودة في كثير من الاحيان ، إنها تشبه ببكاء الطفل عند مغادرة الأم لأداء عملها وواجباتها الوظيفية ؟!
على المرأة المساهمة وأن تتصدر بكفاءة عالية في المشاركة الفعالة داخل المنظمات المهنية والنقابية والإعلامية وتخوض نضالاً دون توقف أو ملل ، وعلى المرأة الواعية بل ومن واجبها توعية الزوج وبقية أفراد العائلة وتعميق وعيهم للاعتراف بحقها ، ومن أجل تغيير الثقافات البالية المكتسبة تاريخياً لدى الرجل المتخلف والمجتمع ، عندما يتنكر الرجل أو الزوج لحقوق المرأة ومساواتها ، وهذه الحالات ليست قليلة داخل الأغلبية الساحقة لعوائلنا في العالم الثالث .
والتقدميون ينظرون ويقرون بحقوق المرأة كاملة ولها الحق في المشاركة واتخاذ القرارات السياسية وسن القوانين . لذا نرى لزاماً على المرأة أن تشارك بفاعلية في مجمل العملية السياسية وفي كافة مجالات الحياة ، خاصة في مقارعة الرجعية المتخلفة المتمثلة بسطوة الاسلام السياسي ونظرتها القاصرة في الحياة السياسية . ان الصراع الدائر في عراق اليوم هو بين نظرتين مختلفتين جذرياً ، بين القوى والأحزاب الاسلامية ومحاولاتها الحثيثة في إقامة الدولة الاسلامية السلفية من جهة ، وبين القوى التقدمية والحضارية في إقامة الدولة العلمانية، دولة القانون والتعددية السياسية بعيدة عن المحاصصة العرقية والطائفية والمذهبية البغيضة .

في مجال التعليم !

وعلى سبيل المثال ، وفي مجال التعليم نرى إن نسبة المرأة كمعلمة ومدرسة لا تقل عن الرجل ، إلا انه من الملاحظ لم تنعكس هذه النسبة في الهيئات القيادية لنقابة المعلمين وفي كافة الهيئات الأخرى الفاعلة في مجال التعليم ، أخترت مجال التعليم ، لأنه أساس تطور المجتمع وتنمية الإنسان ، والمرأة تعاني من ضعف كبير في مجال العمل النقابي ؟ وهناك من يقلل دور العمل النقابي أساساً ، ولا يمكن عزل نضال المرأة في نيل حقوقها كاملة في المجتمع ودورها الريادي، عن النضال والصراع الطبقي.. قد يقال بأن الرجل هو المعيق لتحقيق تلكك الأهداف المنشودة بالنسبة للمرأة، وهذا فيه جانب من الصواب ، ولكن ليس كل الصواب ! فمن واجب المرأة أن تطالب بحقها بكل السبل النضالية وهي تستطيع انتزاع حقها وعليها أن تثبت جدارتها في مشاركة الرجل جنباً إلى جنب ، لذا فالمرأة ، تتحمل أيضاً قسطاً وافراً في هذا التلكؤ ، عندما يتلكاء الرجل عن دور المرأة في المجتمع . ؟
لقد جاء في التقرير التنظيمي العام للحزب الشيوعي العراقي، عند عز الجبهة والتحالف ، حتى نهاية عام 1975 وبعد التوسع الكبير في القاعدة الحزبية حيث بلغت العضوية في الحزب 25856 عضواً بين الجنسين ، بلغت نسبة النساء في الحزب 10% فقط . ؟ وهذه النسبة الضئيلة تعكس خللاً ملحوظاً في انخراط المرأة ، مجال العمل السياسي والنضال الطبقي . والشيوعيون كانوا من أشد مناصري المرأة في نيل حقوقها كاملة ، وهم من أصحاب الدعوة في المساواة بين الرجل والمرأة .
والشيوعيون تعرضوا إلى حملات ظالمة ومحاولات تشويه سمعتهم من قبل الرجعية والقوى المتخلفة لأنهم من مناصري حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين .
وأشير إلى جانب آخر في هذا المجال ، وهو عدم انخراط المرأة في العمل السياسي المباشر بكثافة وعدم مشاركة المرأة بصورة واسعة ميادين النضال السياسي ، بسبب قسوة الأنظمة العراقية المتعاقبة الدكتاتورية الرجعية والمستبدة...وفي فترة النظام الدكتاتوري السابق ، عند الحرب العراقية ـ الإيرانية على سبيل المثال ، عندما كان النظام يسوق أزواجهن وإخوانهن وآباهن وأولادهن إلى ساحات المحرقة ، لم يسمح النظام ليرتفع أي صوت نسائي ناقد تجاه تلك الحرب المجنونة، وكان النظام يقمع بقوة الحديد والنار أي نشاط نسائي فعال ضد توجهات النظام السابق .
بل وبالضد من ذلك ، كان النظام يزج بالمرأة في تظاهرات التأييد واستقبال جثث الشهداء بالهلائل والفرح وتقديم كل ما يملكن من حلي الذهبية والمال تحت شعاره المهلهل ، وهو المساهمة في المجهود الحربي .
وفي التسعينات من القرن الماضي ، أقدم النظام السابق على خطأ قاتل تجاه نضال المرأة والمجتمع على حد سواء ، وأعني بذلك بما عرفت " بالحملة الإيمانية " ، ورغم الشعار المغري والجميل عند تسمية المرأة شكلياً : بـ " ماجدات عراقية " كانت خطوة النظام صفعة مميتة بالنسبة للمرأة ، حيث أطلقت تلك الخطوة عنان الرجعية المتخلفة وأدعياء الاسلام السياسي في سلب ما حققتها المرأة العراقية من مكاسب وحقوق في نضالها الشاق والطويل لسنين طويلة مضت .
ومن الجدير بالذكر، أن نذكر هنا ، لما كان يقوم به المرحوم ( خيرالله طلفاح ) وهو كان جزء مكمل للنظام السياسي آنذاك، عندما كان يتولى منصب " أمين العاصمة " يطلق العنان لأتباعه يصولون ويجولون شوارع بغداد ويلوثون الوجوه وسيقان الفتيات بالاصباغ الزيتية ، لأنها غير محجبة أو تلبس فستان قصير .. الخ . وإننا ندين ونستنكر بشدة أعمال وأفعال القوى الاسلامية الظلامية في تحويل المجتمع كافة إلى المحجبات ؟ كما نشجب ونستنكر ممارسة النفاق السياسي والاجتماعي تحت شعار تماسك المجتمع وإلتزام العراقيين بقيم وشعائر الدين ، والدين براء منهم ولأعمالهم .
في احدى المواقع الألكترونية الجادة ( ثوابت ) رأيت صورة بطابور طويل من النساء بملابس سوداء من قمة الرأس حتى أخمس القدمين، كتب الموقع التعليق القصير التالي : ( عراق اليوم بعد التحرير)،الصورة والتعليق كانت أفضل تعبير لما يجري في العراق اليوم . ؟!
كما وتحت شعار الحملة الإيمانية ، أنصرفت دولة صدام حسين إلى بناء مئات من الجوامع ، وكلفت الدولة والمجتمع عشرات المليارات من الدنانير العراقية ، في الوقت الذي كانت البناية الواحدة تضم : أثنتين أو ثلاثة مدارس بالتناوب، والأطفال يفترشون الأرض دون توفير الرحلات الدراسية ... ولا يمكن عزل خطوات النظام السابق تلك عن ما يجري في العراق اليوم من تطاحن والصراع الدامي بين القوى والفصائل الاسلامية وادعياء الاسلام السياسي . كما جاءت خطوات قوات الاحتلال في إذكاء النعرة الطائفية بين المذاهب والطوائف، لتضييف صعوبات وعقبات جمة أمام نضال المرأة العراقية لنيل حقوقها إلى آجل غير مسمى .
وطالما نحن بصدد يوم المرأة العالمي /8/ آذار لهذا العام ، علينا أن نستذكر كل ما رافق لإعاقة نضال المرأة وما تعرضت لها من مظالم وهدر كرامة الانسان العراقي وفي المقدمة المرأة العراقية . إن كنا ننظر للأمور بصورة واقعية دون محاباة هذه الجهة السياسية أو تلك من الأنظمة العراقية المتعاقبة ... ففي الوقت الذي ندين ونستنكر ونرفض احتلال العراق ، علينا أن لا نهمل دور الأنظمة الدكتاتورية وسياساتها الخرقاء لما أوصلتنا إلى هذا الوضع المأساوي في عراق اليوم ، وبصورة خاصة نظام صدام حسين السابق .

حول صلاة الجمعة !

ففي مجال ترسيخ وزرع بذور الطائفية السياسية ، وتصرفات هذه القوى أو تلك في عراق اليوم ، والدعوات الصادرة من قبل البعض ، كالمظلومية التي طالت طائفة معينة في النسيج العراقي لابد من الإشارة إلى :
أيام الجمعة ، كان التلفزيون العراقي يقوم بنقل صلاة الجمعة بالنسبة للطائفة السنية .
في احدى المرات حدثني الدكتور الفاضل ، (وميض نظمي) وهو من السنة قائلاً : أنظر أبو جلال ، هذه طائفية صارخة فهناك أيضاً صلاة بالنسبة للطائفة الشيعية وهناك صلاة في الكنيسة أيام الأحد ... فنقل صلاة الجمعة للسنة فقط هو تجريح لمشاعر الآخرين .
وعنما أستفسرت عن تصوره فيما يجري ؟ قال من الأفضل عدم نقل صلاة الجمعة على شاشات التلفزة حيث من غير الممكن نقل ثلاثة أنواع من الصلات وهذا أضعف الايمان. وكان الحديث جاري بصورة ملحوظة بين أوساط المثقفين والمتنورين العراقيين ، عندما حول النظام السابق ، منظمة نساء العراق إلى واجهة رسمية للدولة تقيم الندوات والاحتفالات والتظاهرات وترديد الشعارات المؤيدة لقائد الضرورة صدام حسين ، بدل أن تنغمر منظمة نساء العراق إلى الدفاع عن حقوق المرأة وإنتزاع حقوقها من الدولة والنظام ... بل أصبحت منظمة نساء العراق وكأنها دائرة من دوائر الدولة ، وأصبح لزاماً على المرأة للانتماء إلى منظمة نساء العراق ، كما كان لزاماً لأي طالب ثانوي أو جامعي كي يستمر في الدراسة ، لابد من تزكية حزب البعث أو الانتماء إلى البعث ... هكذا كانت منظمة نساء العراق . وهذا بالضبط ما تفعله القوى الاسلامية السياسية المتحكمة على مقدرات العراق اليوم .
وأشير أيضاً بقدر معلوماتي المتواضعة ، امتنعت نسبة غير قليلة لنساء كردستان ، العراق ، عن التصويت لصالح دستورهم الدائم . وعند نقل الندوات التلفزيونية ، تلفزيزن أوك وتلفزيون حدك ، عند التوعية وحث الأكراد للتصويت بجانب مسودة الدستور، كانت المرأة الكردية تنتقد بصورة صارخة البرلمان الكردي والحزبين الرئيسين في السليمانية وأربيل في تجاوز وعدم تطبيق قراراتهم هم في مجال حقوق المرأة .

قبل بدء حرب الخليج الثانية !

عندما شد الطغاة الأمريكان الحبل على خناق رأس النظام ، عند تحضير الحرب والعدوان ، بعد اجتياح القوات العراقية دولة الكويت ، أقدم النظام على خطوات أكثر جنونية من الحرب ومن أجل كسب ود القادة الإيرانيين ، تنازل النظام عن كل ما أطلقته من شعارات وأهداف منذ بدء الحرب عام 1980 وحتى عام 1988 ، ختم صدام حسين في آخر رسالة له إلى القادة الإيرانيين قائلاً لهم :
(( أليس هذا كل ما أردتموه )) .

أما مئات الألوف من الامهات الثكلى ، ومن فقدن الأزواج والأبناء والأباء والأخوة ... وقوافل شهداء العراق كلها ، ذهب أدراج الرياح؟ كي يكسب صدام حسين رضا القادة الإيرانيين . وحافظ النظام وأركانه وبصورة لجوجة على تسمية الـ " ماجدة العراقية " في خطاباتهم السياسية بمناسبة أو دونها .؟!

المقارنات !

كثيراً، ما نحاول جاهداً مقارنة أوضاع بلداننا مع بلدان المتقدمة حضارياً في مجال حقوق الإنسان والديمقراطيات في أوربا الغربية، خاصة في مجال حرية المرأة وتمتعها بالحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية ودورها الفعال في المجتمع ومشاركتها في إتخاذ القرار السياسي ، فنكثر الحديث عن تقدم شعوب أوربا الغربية والدول الأسكندنافية على سبيل المثال ، وننسى ان هذه الحقوق والممارسات الديمقراطية ، لم تكن منحة أو هبة من أنظمتها الحاكمة ... بل كانت نتيجة النضالات الدامية والتضحيات الجسام من جانب شعوب أوربا الغربية بما فيها المشاركة الفعالة من جانب المرأة على حد سواء ؟.
رغم ذلك ، وبعد أن قطعت دول أوربا الشمالية الأكثر تطوراً كالبلدان الاسكندنافية شوطاً كبيراً في مجال حقوق الإنسان والديمقراطية ، نرى إنه لازال هناك الشيئ غير القليل ينتظر الحل ، خاصة في مجال الأسرة وحقوق المرأة ، وهناك فارق ملحوظ بين أجرة المرأة العاملة أو الموظفة قياساً إلى ما يتقاضاه الرجل ، وكثيراً ما تلجأ المراة إلى النقابات أو الدوائر القانونية لحل المشاكل القائمة بين الجنسين فيما يتعلق بأجور ساعات العمل .
وإذا كانت المرأة لازالت تعاني من هذه المشاكل في أوربا، فأرى إن المرأة في العراق بأمس الحاجة إلى منظمات نسوية فعالة والانخراط في النقابات المهنية والمنظمات الاجتماعية ( هناك الكثير من المعامل المتوسطة والصغيرة والورش عمالها من النساء فقط ، كما الحال في الجمهرة الواسعة من النساء كالطبيبات والممرضات وغيرها من العاملات في المستشفيات والمستوصفات وفي مجال الصيدلة والصيدلانية تفتقر إلى منظمات نسوية خاصة تدافع عن المرأة وحقوقها ). ففي حال وجود مثل هذه المنظمات الاجتماعية والنقابية فالمرأة بحاجة إلى تكثيف نشاطاتها السياسية والانضمام إلى الأحزاب والقوى الوطنية المؤمنة بحقوق المرأة ومساوتها مع الرجل ، فهي بحاجة ماسة لمثل هذه النشاطات قبل غيرها.
وفي حال عدم وجود تلك المنظمات كما أشرت ، فمن واجب المرأة إيجادها وابتكار أساليب نضالية سياسية جادة خاصة بالمرأة ، ففي عراقنا المحتل ، جراء القتل وتدمير وتعطيل الحياة بكاملها، السياسية والاقتصادية والاجتماعها ، فالمرأة قادرة على إيجاد وأبتكار حركة نسائية ناشظة لتقود النضال ، فلا قوات الاحتلال تستطيع ولا حكومة الجعفري أو غير الجعفري ، في أن تضع مئات الألوف من المرأة الغاضبة في سجونها .
الآن وفي العراق تتواجد منظمات وروابط نسائية عديدة منها تأسست من خلال الأحزاب العراقية المتواجدة ، لمكاسب حزبية ضيقة ومنها منظمات نسوية شبه مستقلة ، على المرأة الواعية سياسياً الانخراط داخل تلك المنظمات والمساهمة في تطوير االبرامج الطروحة لها والعمل الجاد لتوحيد المنظمات النسوية المتناثرة ، وصولاً إلى خلق منظمة نسائية واحدة ، ان الوقوف سلباً وتحت ذرائع شتى لا تخدم قضية المرأة نفسها .
وطالما وطننا محتل من قبل القوات الأمريكية الغازية ، علينا الأكثار في كتابة المقالات الجادة واعداد الدراسات الموثقة عن المجتمع الأمريكي صاحبة شعارات نشر الحرية والديمقراطية والثقافية ، فعلينا، بل ونستطيع أن نفند ونتعرض إلى واقع المجتمع الأمريكي البائس والذي يفتقر إلى الكثير في مجال حقوق الانسان والحريات العامة والديمقراطية. الإدارة الأمريكية ، بأمس الحاجة لتحقيق شعاراتها الديماكوكية قبل غيرها وهنا أشير إلى بعضها :

ــ لازال نصف المجتمع في الولايات المتحدة الأمريكية أو أقل تحديداً، دون الحصول على بطاقات الصحية والمعالجات الطبية .

ــ في مجال حقوق المرأة هناك الكثير تنتظر الحل ولسنا بحاجة إلى التذكير ونطيل الحديث وهي معروفة .. ففي الانتخابات الرئاسية ، يشتد الصراع بين الحزبين ، الجمهوري والديمقراطي ، في طرح برامج انتخابية تتعلق بحقوق المرأة كقضية الاجهاض ودور الحضانة ورياض الاطفال والتعليم .. الخ . وفي حال حصول الفرد الأمريكي أو العائلة الأمريكية على بطاقات الصحية ، تستقطع مبالغ غير قليلة من راتب العائلة أو الفرد الأمريكي ، خلافاً لما هو موجود في بلدان أوربا الغربية ؟

ــ أما في مجال التعليم الجامعي بعد الثانوية ، فالشبيبة الأمريكية تضطر الانضمام في الجيش الأمريكي ويرسلون إلى ساحات الحروب العدوانية فيما وراء البحار، وإن لم يقتلوا عند ذاك وعادوا أحياءً إلى وطنهم سيحصولون على مقاعد مجانية في الجامعات الأمريكية .

أدعياء الاسلام والاسلام السياسي !

قادة الاسلام السياسي في مجتمعنا العراقي بما في ذلك المنطقة الكردية ( حزب الاتحاد الاسلامي الكردستاني وحركة أنصار الاسلام) إن كانوا من هم على دفة قيادة السلطة السياسية أو قادة لأحزاب الاسلامية المرادفة للسلطة أو أحزاب سياسية اسلامية معارضة للسلطة، يكثرون الحديث دون ملل عن حقوق المرأة من الناحية الدينية والإسلام ، وتريد تلك المجموعات الاسلامية المتحكمة على المجتمع والدولة ، العودة بنا إلى ما قبل 14 قرناً إلى الوراء .
فالزواج عندما تكون برغبة الفتاة فهو تفسخ ... وأختلاط المدارس بين الجنسين مخالف للشريعة الاسلامية. وتوزيع الميراث للمرأة نصف الرجل ... وفي المحاكم ، أثنتان مقابل رجل واحد ... ويحق للمسلم الزواج من أربعة... والكصة بكصة عند زواج الأقارب أو العشيرة ... وكثيراً بين أولاد العم والعمومة يتم الزواج منذ الطفولة أو النهي لبنت العم أو الخال أو الخالة .. الخ هي سائدة في الكثير من المحافظات أو بين العشائر ... وكأن المرأة سلعة تباع وتشرى ... أما قتل الفتاة عند الزواج دون إرادة العائلة تعتبر مسألة شرف وغسلاً للعار ؟... أما زواج المتعة عند طائفة معينة سائدة ومباحة ... إلى الكثير من العادات والتقاليد البالية والمعيقة لتطور المجتمع وخاصة في مجال حقوق المرأة ... والحجاب تفرض بقوة ... والجامعات تحولت إلى ما يشبه بالحسينيات وإن خالف أحد أساتذة الجامعات تلك التصرفات ، مصيره القمع أوالضرب أويهان .
إن هذه الأعمال والتصرفات الشاذة والخرقاء ، بعيدة كل البعد عن الدين الاسلامي الحنيف ، والاسلام الحقيقي برئ من أدعياء الاسلام السياسي كما أشرت أعلاه .
والطامة الكبرى من كل ذلك تحدث تلك الأمور المهينة تحت رعاية الكاوبوي الامريكي المتغطرس ، صاحب شعارات الحرية والديمقراطية الأمريكية ؟ في مجمل القول تحاول أو تريد استعباداً بدلاً للتحرير والديمقراطية ؟ فتباً لكل متجاوز على حقوق الانسان والمرأة ، إن كانوا من أصحاب أدعياء الاسلام ، أو من يسمون أنفسهم باليسارية أو الليبرالية المنسجمة مع الاحتلال ... فكلهم في خدمة المحتل أولاً وآخراً.

نوع آخر من أدعياء الاسلام زوراً وبهتاناً !

مقابلة في التلفزيون الدنمركي : ـ

في الثلث الأول لشهر شباط عام 2006 ، استضافت القناة الأولى للتلفزيون الدنمركي في نشرتها الاخبارية الرئيسية أحد الأطباء وهو برتبة ضابط كبير كان مع القوات الدنمركية في السعودية عند حرب الخليج الثانية ( اجتياح القوات العراقية إلى الكويت ) سؤل الرجل عن رأيه في الصور الكاريكاتيرية التي سبق وأن نشرت في صحيفة ( Jyllnds Posten) المسيئة للرسول الكريم ، إلا ان الطبيب الضيف ربط الموضوع بما حدث له عندما كان في السعودية قال :
كنت طبيب معالج في احدى المستشفيات السعودية ، الضابط السعودي( لم يذكر اسمه ) وهو برتبة عقيد كان مديرالمستشفى الذي كنت أعالج فيه الجرحى ، التفت اليّ العقيد السعودي وقال : كيف تعالج هؤلاء الجنود العراقيين وهم أعدائنا ، وهم أثنين من الجنود العراقيين وكانوا من الجرحى ؟
أجبت : مهنتنا مهنة إنسانية ، وليست سياسية ثم إن هؤلاء الجنود العراقيين هم من المسلمين ، وأنتم تقولون المسلم أخ المسلم . ؟! أصر العقيد السعودي على ترك الجرحى العراقيين.
فما كان بيّ إلا أن أترك المستشفى وأجبت لن أعالج غيرهم إن لم أعالج هؤلاء الجرحى العراقيين .
هكذا تركت المستشفى لأن سيادة العقيد السعودي الذي يدعي بأنه مسلم أصر على عدم معالجة الجرحى العراقيين .
ثم لاحقاً استدعاني ولي العهد السعودي الأمير عبدالله ( صاحب الجلالة حالياً ) وقدم ليّ وسام الشجاعة ... وقال انك رجل شجاع ، ولكن عليك أن تتمسك بعاداتنا وتقاليدنا هنا في السعودية ، هؤلاء الجنود العراقيين هم أعداؤنا لا نعالجهم.؟
أجبت صاحب الجلالة وقلت : في الحرب العالمية الثانية وفي المستشفيات الأوربية كان يتم معالجة الجنود النازيين وهذه هي مهنة الطب . ! أجاب ولي العهد الأمير عبدالله : تلك عاداتكم ولنا عادتنا .؟
ثم قال: فما كان عليّ إلا إعادة وسام الشجاعة والعودة إلى الدنمرك . ثم أضاف في لقاءه التلفزيوني قائلاً :
لم أرى وجهاً للمرأة خلال وجودي في السعودية ، سوى هياكل سوداء والمرأة السعودية ممنوع من قيادة السيارة ؟
وأخيراً ، خاطب الطبيب الدنمركي المسلمين في العالم الاسلامي والمسلمين في الدنمرك قال : لست متعصباً ولا من المتعصبين ، وعندي الكثير من الاصداقاء الاطباء من العرب والمسلمين وأكن لهم كل الإحترام والمودة .

فتصور يا أخي الكريم ، كيف يكون وضع العراقيين وليس المرأة وحدها ، لو ثـُبت وأستمر الملالي من أصحاب العمائم الحكم في العراق ، أدعياء حملة راية الاسلام ، والدين الاسلامي الحنيف يأمر بالرحمة والشفقة تجاه المرضى والجرحى ... وان هؤلاء الادعياء بأسم الاسلام وبتلك الافعال الشنيعة ، انما يسيئون إلى الاسلام أكثر من أعداء الاسلام .
28 / 2 / 2006



#شوكت_خزندار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني- الحلقة 1 ...
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني - الحلقة ...
- Jyllands Postenحول كاريكاتيرلصحيفة
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني - الحلقة ...
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني - الحلقة ...
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني الحلقة 13
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني - الحلقة ...
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني - الحلقة ...
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني - الحلقة ...
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني - ما أشبه ...
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني
- بحث عن حزب - هيوا - الباحث الدكتور مكرم الطالباني-4
- بحث عن حزب - هيوا - الباحث الدكتور مكرم الطالباني-3
- بحث عن حزب - هيوا - الباحث الدكتور مكرم الطالباني
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني
- جلال الطالباني يفكر بالرئاسة مجدداً
- ! هل للعصفور لبن شجب وإستنكار لقرار حكومة ( المشيخة الاقطاعي ...
- لتترتفع الأصوات الحرة من أجل انقاذ كمال سيد قادر !


المزيد.....




- سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك ...
- شاب يبلغ من العمر 18 عامًا يحاول أن يصبح أصغر شخص يطير حول ا ...
- مصر.. أحمد موسى يكشف تفاصيل بمخطط اغتياله ومحاكمة متهمين.. و ...
- خبير يوضح سبب سحب الجيش الأوكراني دبابات أبرامز من خط المواج ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف أهدافا لـ-حزب الله- في جنوب لبنان (فيد ...
- مسؤول قطري كبير يكشف كواليس مفاوضات حرب غزة والجهة التي تعطل ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع ومظاهرات في إسرائيل ضد حكومة ن ...
- كبح العطس: هل هو خطير حقا أم أنه مجرد قصة رعب من نسج الخيال؟ ...
- الرئيس يعد والحكومة تتهرب.. البرتغال ترفض دفع تعويضات العبود ...
- الجيش البريطاني يخطط للتسلح بصواريخ فرط صوتية محلية الصنع


المزيد.....

- من اجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الثاني / محمد الحنفي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2006 - أهمية مشاركة المرأة في العملية السياسية ودورها في صياغة القوانين وإصدار القرارات - شوكت خزندار - تلبية حقوق المرأة والمساواة هي مرآة تقدم الحضارة للمجتمعات البشرية