أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - شوكت خزندار - بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني - الحلقة 16















المزيد.....


بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني - الحلقة 16


شوكت خزندار

الحوار المتمدن-العدد: 1454 - 2006 / 2 / 7 - 10:54
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


ما أشبه اليوم بالبارحة .!
في هذا الظرف التأريخي الهام والحاسم ، بالنسبة لشعبنا العراقي عامة ولشعبنا الكردي خاصة . أقدم إلى القراء عرباً وأكراداً كتاب الدكتور مكرم الطالباني تحت عنوان ( حزب هيوا ) على شكل حلقات متسلسلة بصورة يومية قدر المستطاع . ان البحث القيم الذي قدمه مكرم الطالباني ودراسته التحليليه للحركة القومية الكردية ولتاريخها النضالي المرتبط بنضال شعبنا العراقي من اجل التحرر والانعتاق ومن أجل نيل شعبنا الكردي لحقوقه القومية ، يعطينا درساً بليغاً لتجارب حركتنا القومية الكردية المليئة بالمآسي والمعاناة والتراجعات والانكسارات ، والتي كان لليمين السياسي والعشائرية المتعصبة ، كان عاملاً حاسماً لضياع الحقوق القومية بمختلف منابعه داخل حركتنا القومية الكردية وامتداداته الاقطاعية المشروعة والتسبب بماسي شعبنا لعقود طويلة .

وبما ان هذا البحث يمتد بنظرته لعقود خلت ، فهو يستحضر ذهن ووعي القوميين والوطنيين من ابناء شعبنا بتجارب حركتنا القومية الكردية وعلاقتها التاريخية المغيبة حاليا بالحركة الوطنية العراقية عموما ، والدور الذي يقوم به ورثة القيادات العشائرية والاقطاعية في عراق ما بعد الاحتلال، باقامة كياناتهم الخاصة وقد نسوا بفعل نشوة ما يحققون انه لايمكن ان يستمر من يعضدهم الان ويستخدمهم لمصالحه ، بالاستمرار والوجود ، مع جملة المتغيرات الحاصلة والقادمة ، والتي سيدفع فيها شعبنا ثمنا باهظآ.
( شوكت )

**************************

الحلقة 16

بدء الصدام المسلح

بدء الصدام المسلح في 25/8/1945، عندما تقدم اللواء الثالث بقيادة العقيد الركن حسيب الربيعي ومعه فوج من قوة الشرطة نحو مرتفعات بادينان بهدف احتلال جبل قلندر . فتصدت له القوات الكردية المسلحة المتمركزة في هذه المنطقة وأجبرته على التراجع،
والحقت به خسائر كبيرة ، بينها آمر الفوج المقدم هرمز قيصر ، فتوقف الهجوم حتى يوم 5/9/ 1945 .
وفي محور راوندوز ، قامت القوات الحكومية بقيادة العميد الركن اسماعيل صفوت بهجوم يوم 5/9/1945 بهدف السيطرة على منطقة برادوست وجبل قلندر . وتقدمت هذه القوة عن طريق هاوديان ـ مازنه ، وعند بدء الظلام هاجم الثوار هذه القوة من جهات عديدة ، فساد الفوضى في صفوف القوة العسكرية ، واستولى الثوار على العديد من المدافع والأسلحة الرشاشة وكميات كبيرة من الاعتدة والتجهيزات العسكرية ، كما أسروا 80 جندياً ، وترك الجيش 480 قتيلاً في ميدان المعركة وقتل من الثوار خمسة أشخاص .
وحاول لواء من قوة الشرطة السيارة ( درك ) معه قوات من عشيرة البريفكانيين الكردية الذين تركوا صفوف االثورة والتحقوا بالقوات الحكومية . وكان اللواء بقيادة مزاحم ماهر الكنعاني ، لعبور نهر الزاب الكبير نحو بارزان ، إلا ان الثوار منعوهم من ذلك.
وفي محور عقرة ، حاول الجيش المؤلف من اللوائين الأول والخامس وقوة من الشرطة السيارة بقيادة العميد ياسين حسن ، احتلال وادي نهلة وكان الثوار بقيادة مصطفى البارزاني نفسه يعاونه عدد من الضباط من قيادة لجنة الحرية ، فتصدوا للجيش في 4/9/1945 وتمكنوا من تطويق اللواء الخامس من الفرقة الثانية بالقرب من ( دينارته ) وأوقعوا فيها خسائر كبيرة قدرت بخمسمائة بين قتيل وجريج ، واستولى الثوار على مدفع صالح للأستعمال وعلى مئات من البنادق والرشاشات والاعتدة والتجهيزات العسكرية الاخرى، فأضطرت القيادة العسكرية الى استدعاء اللواء الخامس عشر من جبهة راوندوز الى عقرة في 8/9/1945. ونظراً لحراجة الموقف العسكري للحكومة ، حضر المفتش العام العسكري البريطاني في الجيش العراقي الجنرال رنتن بنفسه عندما علم باستسلام حامية ( بله ) الى الثوار .
وفي 12/9/1945، نظم الجنرال رنتن بالتعاون مع القادة العراقيين خطة للهجوم من ثلاثة محاور ، اللواء الخامس عشر من عقرة الى مضيق ( زنطة ـ دينارته ) واللواء الخامس من دينارته للألتقاء باللواء الخامس عشر . واللواء الأول من جبل سد عقرة نحو وادي نهلة . إلا ان الهجوم قد فشل تماماً وتكبد الجيش خسائر فادحة وتم أسر 50 جندياً والاستيلاء على كميات من الأسلحة والأعتدة الحربية ,

الضغط على القيادة اليمينية لحزب هيوا
لفتح جبهة أخرى .

تعرضت قيادة حزب هيوا لضغوط قيادة الثورة المسلحة والجماهير الحزبية للقيام بعمل يخفف الضغط العسكري على منطقة بارزان ، بفتح جبهة أخرى ضد الحكومة والعمل من أجل توسيع رقعة الثورة لتشمل مناطق أخرى من كردستان .
وقد سبق للجنة الحرية ان طلبت في رسالتها المؤرخة في 3/3/1945 من رئيس الحزب رفيق حلمي القيام باصدار بيانات لتأييد الثورة والقيام بمظاهرات في سائر مدن كردستان وتقديم مذكرات الى ممثلي الدول الأجنبية لشرح قضية الشعب الكردي ، وفتح جبهة أخرى باحتلال كركوك .
وقد خول رئيس الحزب اللجنة المركزية في بغداد باصدار بيان بأسمه بعد وضع الخطوط الرئيسية له ، فكان ينم عن الغرور والمكابرة لتأييد الثورة والطلب من الجيش التمرد والعصيان وعدم مقاتلة الاكراد ، وقد تبين فيما بعد ان مسودة البيان كتبها المرحوم كاكه حمه خانقاه . وقد استهل البيان بالعبارة الآتية :
" نحن الزعيم الأعلى للشعب الكردي أمرنا بما هو آت . ان الملا مصطفى البارزاني هو أحد رجالاتنا .. الخ " وحال توزيع البيان في بغداد ، القت الحكومة القبض على كل من كاكه حمه خانقاه ومكرم الطالباني وجليل هوشيار وعبدالقادر قزاز والشيخ علاء الدين سجادي وجوهر دزه ي وكانبي دزه ي ، وجرى احالتهم الى المجلس العرفي العسكري لمحاكمتهم بتهمة تحريض الجيش على التمرد والعصيان وعقوبتها الاعدام . وجرى اعتقال عشرات من الضباط الاكراد .
كما قام الحزب بتقديم مذكرة الى سفارات الدول الخمس الكبرى في بغداد يشرح فيها حقيقة المشكلة الكردية والغبن الذي أصاب الاكراد جراء المساومات التي جرت من وراء ظهرهم لاقتسام كردستان من قبل تركيا وإيران والعراق . وطالبت المذكرة باحياء البنود الواردة في معاهدة سيفر بشأن مستقبل كردستان . فكان موقف الدول الكبرى من المسألة الكردية ومن المذكرة التي قدمها حزب هيوا كالآتي :

موقف بريطانيا

كانت لبريطانيا مطامع استعمارية في كردستان منذ القرن التاسع عشر وقد وقفت ضد أماني الشعب الكردي في مؤتمر الصلح وشاركت في اقتسام كردستان بموجب معاهدة سايكس بيكو ، ومن خلال مساومات طويلة جرت اقتسام كردستان بموجب معاهدة لوزان فحولت القضية الكردية من قضية قومية تنتظر الحل الى مجرد تخطيط الحدود بين تركيا والعراق ، لضمان مصالحها الاستعمارية . واستمرت بريطانيا في سياستها المناهضة للحقوق القومية للشعب الكردي في الحرب العالمية الثانية أيضاً ، وعندما نهض الاكراد للمطالبة بحقوقهم القومية كباقي شعوب العالم ابان الحرب ، وقفت بريطانيا ضد أماني الشعب عندما أنذرت قيادة الثورة الكردية على لسان سفيرها في بغداد عام 1945 بوجوب اطاعة أوامر الحكومة العراقية العميلة لها والسماح للقوات الحكومية باحتلال المنطقة وتصفية قيادة الحركة المتمثلة في لجنة الحرية . وقام الجنرال الانكليزي ( رنتن ) بقيادة العمليات العسكرية بنفسه ضد الثورة الى ان تم القضاء عليها .

موقف الولايات المتحدة الأمريكية

لم يكن موقف الولايات المتحدة الأمريكية بأحسن من شريكاتها الاستعمارية الأخرى حيال القضية الكردية ، ولم يكن اهتمامها بهذه المسألة سوى للأشتراك في الحصول على حصتها من الاسلاب . وساهمت بهذه المسألة الولايات المتحدة في اسقاط جمهورية كردستان الشعبية في مهاباد بعد ان مارست الضغوط على الاتحاد السوفياتي للأنسحاب منها .
وفيما يتعلق بموضوع القضية الكردية ابان الحرب العالمية الثانية وعل أثر تقديم مذكرة حزب هيوا الى سفارات الدول الكبرى في بغداد ، طلبت السفارة اللقاء مع ممثلي الحزب للتعرف على أهدافه وعلى حقيقة المسألة الكردية . فتم هذا اللقاء بين مستشار السفارة وعدد من قياديي الحزب في بغداد ، تم فيه شرح أبعاد المسألة القومية الكردية وأهداف مذكرة حزب هيوا في تحقيق الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي ولم يتعد اللقاء ذلك ، ولم تجر لقاءات أخرى حسب علمي .
أما موقف فرنسا فقد كانت فرنسا محتلة من قبل المانيا النازية ولها حكومتان ، واحدة في ( فيشي ) برئاسة المارشال بيتان ، وهي عميلة لألمانيا ، وأخرى في المهجر في بريطانيا برئاسة الجنرال ديغول ، والحكومتان عاجزتان عن القيام بأي شئ حيال المسألة الكردية .
وكانت الصين منشغلة في محاربة المحتلين اليابانيين الذين احتلوا منشوريا من جهة وفي الحرب الأهلية القائمة بين الشيوعيين والكومنتانغ من جهة أخرى .

موقف الاتحاد السوفياتي

فضح الاتحاد السوفياتي المعاهدات اللصوصية الاستعمارية التي عقدتها الحكومة القيصرية مع الدول الاستعمارية الأخرى ، كمعاهدة سايكس ـ بيكو التي تقاسمت تلك الدول بموجبها كردستان .
وابان احتلال الحلفاء لايران في الحرب العالمية الثانية ، ساعدت القوات السوفياتية في اذربيجان وكردستان الشعبين على تنظيم انفسهما في أحزاب ومنظمات ديمقراطية ، واقامة ادارة شعبية ( جمهورية كردستان الشعبية ـ جمهوريه تي ميللي كردستان ) في القسم الذي كان تحت هيمنتهم في كردستان الشرقية .
وعند اتصال البارزاني ولجنة الحرية بالسلطات السوفياتية في ايران وعرض المخطط البريطاني في تصفية الحركة الكردية ، وعد السوفيات ـ رغم الصعوبات التي كانوا يعانون منها ـ بتقديم ما يمكن من العون للحركة الكردية للتصدي للهجوم العراقي ـ البريطاني ، وعند عدم التمكن من التصدي للهجوم ، الانسحاب بقواتها المسلحة الى كردستان الشرقية لدعم الحركة القومية الكردية هناك .

موقف قيادة حزب هيوا من طلب لجنة
الحرية لاحتلال كركوك
كانت إحدى النقاط التي طالبت بها لجنة الحرية من قيادة حزب هيوا هي احتلال كركوك . كان لواء كركوك يمتد من نهر سيروان وجلولاء ( قرة خان ) جنوباً وحتى بلدة آلتون كوبري ( بردي ) على نهر الزاب الصغير شمالاً ، ومن مضيق دربندخان شرقاً حتى سلسلة جبال حمرين ونهر دجلة غرباً . وكان التركيب السكاني لهذا اللواء مكّون من أكثرية كردية ، يليها التركمان في مدن آلتون كوبري وكركوك وداقوق وطوز وكفري وناحية سليمان بك وفي بلدة قره تبة.
والعرب ، وهم في قضاء حويجة وناحية قره تبة . وفي كركوك منابع وآبار النفط ومؤسسات متكاملة لاستخراج البترول وعزل الغاز عنها وضخها عبر الأنابيب الى موانئ البحر الأبيض المتوسط في سوريا ولبنان وفلسطين .
وكان في كركوك ، بالاضافة الى وجود معظم وحدات الفرقة الثانية ومطار القوة الجوية ، مقر الجيش العاشر البريطاني المتمركز بالقرب من بلدة كفري ، فلم يكن احتلال كركوك بالأمر الهين كما تصورته لجنة الحرية في برزان ، ناهيك عن استماتة الأنكليز لحماية مصالحهم البترولية لشركة P.C.I .
وفي كركوك نفسها عقدت لجنة الحرية عدة اجتماعات للضباط الاكراد المنتمين الى حزب هيوا والمتعاطفين مع لجنة الحرية في بارزان في دار الملازم الأول فاتح داوود الجباري لتدراس طلب لجنة الحرية في احتلال كركوك . فكانت آراء الشباب المتحمس من ذوى الرتب الصغيرة من الضباط هو تحريك الوحدات العسكرية المرابطة في ضاحية المدينة واحتلال المؤسسات الحكومية ومنشآت النفط دون التعرض لأعمال شركة P.C.I ، إلا ان الضباط من ذوي الرتب الكبيرة ، بينهم آمر الفوج العقيد عزيز قزاز وآمر الفوج المقدم أمين الراوندوزي ، كانوا يعتبرون هذا العمل مغامرة طائشة بمثابة الانتحار للتنظيمات العسكرية للحزب ، ناهيك عن ان معظم الضباط من أعضاء ومؤيدي الحزب قد أبعدوا عن الوحدات العسكرية أو اعتقلوا ، ولم يتمخض الاجتماع عن اتخاذ قرار للقيام بعمل عسكري لاحتلال كركوك، فعادت فكرة فتح جبهة ثانية ضد الحكومة بالاستعانة برؤساء العشائر المتعاطفين مع الحركة في منطقتي كفري وخانقين ، كعشائر الجاف والطالباني والزنكنة ودلو وباجلان وشرفبياني ... الخ ، يلتحق بهم عدد كبير من الضباط والجنود لاحتلال ما يمكن احتلالها من مناطق لواء كركوك . ومن غير المعروف عما اذا كشف رئيس الحزب السيد رفيق حلمي فحوى الرسالة الواردة إليه من البارزاني أو الهدف الاساسي لعقد مؤتمر العشائر في قرية كلار ، حيث يتمتع الحزب بتأييد من لدن رؤساء عشيرة الجاف وقد كان رئيس العشيرة كريم بك الجاف وشقيقه داوود بك الجاف عضوين بارزين في الحزب.

مؤتمر ( كلار ) والنتائج المتوخاة منه

طلبت لجنة الحرية من الحزب فتح جبهة ثانية في لواء كركوك لتخفيف الضغط على منطقة بارزان من حهة وتهيئة الظروف لاحتلال كركوك نفسها من حهة أخرى . وكان نفوذ الحزب يتمركز في قضائي كفري وخانقين ، حيث انضم اليه معظم رؤساء عشائر الجاف والطالباني والزنكنة ودلو وباجلان وشرفبياني وغيرها . ولعب رجل الدين والعضو البارز في الحزب ( الملا سيد عبدالحكيم ) الدور الأساسي في عقد اجتماع عشائري موسع ( كونفرانس ) لرؤساء العشائر والكوادر الحزبية من المثقفين في قضائي كفري وخانقين ، حضره رئيس الحزب السيد رفيق حلمي ورؤساء العشائر في منطقتي كفري وخانقين كما حضره عدد كبير من كوادر الحزب في القضائين المذكورين ،وأوفدت لجنة الحرية أثنين من ضباطها ، هما رئيس أول ( رائد ) محمود شيخ طه والرئيس ( نقيب ) عبد المجيد علي للأشتراك فيه .

الآراء المتباينة حول الهدف من عقد كونفرانس كلار

يظهر من الآراء المتباينة التي نشرت في العدد 88 لسنة 1996 لمجلة ( ره نكين )، ان رئيس الحزب لم يكشف الرسالة التي وردت إليه من رئيس لجنة الحرية السيد الملا مصطفى البارزاني حول الاعمال التي يقتضي القيام بها لمساندة الثورة في حالة اندلاعها . وقد تحاشى وصول المعلومات الى الجهات الحكومية عن وجود علاقة له بالحركة المسلحة القائمة في منطقة بارزان .
يقول السيد عزيز بشتوان ، وكان مسؤولاً عن تنظيمات الحزب في قضاء خانقين " كان الاجتماع الأول في قرية كلار عام 1944 لازالة الخلافات بين الضباط المثقفين في الحزب مع رئيس الحزب . كما أتذكر ان كريم بك الجاف قد توسط بينهما فتمت إزالة الخلافات ولم يبق بينهم أي خلاف ولكنني لم أكن في الاجتماع الثاني . وحسبما أتذكر ، صدر الأمر بالقبض على الملا سيد عبدالحكيم بعد ضرب المراكز الحكومية في المنطقة . وقد اختفيت أنل أيضاً وفرضت غرامة على منطقة خانقين . "
ويقول المرحوم محمد سعيد بك الجاف : " على الرغم من إنني لم أكن عضواً في حزب هيوا ، ولكن كان مصطفى بك الجاف أحد الأعضاء البارزين فيه . وقد كنت أحضر بعض الاجتماعات لآن أعمال الحزب كانت علنية . "
ثم يقول : " لم يكن لهذا الاجتماع علاقة بفتح جبهة أخرى ضد الحكومة . بل لمعالجة الخلافات الداخلية للحزب . وقد حدثت انشقاقات في الحزب ، لأن أكثرية المثقفين في الحزب كانوا يعتبرون مسلك وبرنامج حزب هيوا شبه عشائري ولهذا انفصلوا عن حزب هيوا وانضم قسم منهم الى الحزب الشيوعي . "
ويكـّذب المرحوم محمد سعيد الجاف قيام بعض رؤساء العشائر المشاركين في مؤتمر كلار بأستشارة المشاور السياسي البريطاني في كركوك كورنيل لاين . ويتحدث عن الاجتماع الثاني الذي جرى فيه البحث حول فتح جبهة ثانية ضد الحكومة في قرية قريبة من قرية كلار برئاسة الملا سيد عبدالحكيم وحضور عدد من رؤساء العشائر هناك . ويتساءل المرء ان اجتماعاً هاماً لهذا الاجتماع الذي يتقرر فيه فتح جبهة ثانية ضد الحكومة ، لم يحضره رئيس الحزب والشخصيات البارزة من رؤساء العشائر الأعضاء في حزب هيوا أمثال كريم بك وداوود بك الجاف وفتح الله بك دلو وآخرن ؟ اما هؤلاء أبدوا عدم استعدادهم للمشاركة في مثل هذا العمل عندما علموا بالعلاقات الخارجية للجنة الحرية واصرار البريطانيين على ضرب الثورة التي تقودها هذه المجموعة من الضباط التقدميين .
ويتفق الاستاذ رشيد باجلان مع السيد عزيز بشتيواني والمرحوم محمد سعيد الجاف حول الهدف من عقد مؤتمر كلار ويقول ان الهدف كان لأجراء مصالحة بين رئيس الحزب ومجموعة من الضباط الذين اختلفوا معه ، وتوسط المرحوم كريم بك الجاف لازالة الخلافات بين الطرفين .
ويتساءل المرء لماذا حدثت الخلافات بين تلك المجموعة من الضباط المؤيدين للجنة الحرية ورئيس الحزب السيد رفيق حلمي ؟
يقول الدكتور عزيز شمزيني ، ( 45 ) ان احدى النقاط التي اختلف الجناح اليميني برئاسة السيد رفيق حلمي مع الجناح اليساري الذي يضم معضم المثقفين والضباط هي حول مسألة : هل يجب على حزب هيوا ان يشترك اشتراكاً فعالاً وبجميع الوسائل وبكل قواه في الثورة الكردية في منطقة بارزان ويتحمل قيادتها ويوجهها ، أم يجب عليه ان يقف موقفاً متفرجاً وسلبياً من الثورة ولا يشترك فيها اشتراكاً فعالاً اللهم إلا بمساعدة سرية طفيفة لا تلفت نظر الطبقة الحاكمة العراقية ولا تغضب حكومة بريطانيا . "
ويقول الدكتور شمزيني :
" وكان يترأس الجناح اليميني في الحزب رئيس الحزب نفسه رفيق حلمي . " ويتحدث عن الخلاف حول الموقف من الثورة في بارزان فيقول :
" أما فيما يتعلق بموقفه من الخلاف الثاني ( ويقصد موقف حزب هيوا من الثورة ـ المؤلف ) فقد كان يطالب الحزب بالوقوف على الحياد تجاه الثورة الكردية وعدم مساعدتها أو قيادتها مدعياً ان ذلك قد يؤدي الى اغضاب بريطانيا لأن الثورة انما تحارب حليفتها الحكومة العراقية في الوقت الذي تحارب هذه الحكومة المانيا الهتلرية معها أي في وقت حرج لبريطانيا . "
ويقول عن الجناح الآخر :
" أما الجناح اليساري الذي يضم الأغلبية الساحقة أعضاء الحزب التقدميين الوطنيين ضباطاً وجنوداً وطلاباً ومثقفين ، فقد كان يطالب باشتراك الحزب اشتراكاً فعالاً في الثورة الكردية ومساندتها بكل قدراته ومحاولة قيادتها وتوجيهها . "
ويقول الدكتور شمزيني "
" ورغم ان الخلاف حول مساندة الثورة كان خفيف الوطأة في بداية الثورة وان الجناح اليميني أضطر الى الخضوع للأغلبية الساحقة والأذعان لرغباتها في مساعدة الثورة بالمال ومساندتها بالدعاية ( الخط تحت العبارة من صنعي ـ المؤلف ) إلا ان الخلاف بقي موجوداً ولم يحسم . "
ان حديث الدكتور شمزيني يدور حول الخلافات داخل المؤتمر بالذات . وان وجود الضابطين من لجنة الحرية في كونفرانس كلار لهذه الغاية ، أي دفع الحزب للأشتراك اشتراكاً فعالاً في الثورة ومساندتها بكل قدراته ومحاولة قيادتها وتوجيهها . وان أقوال السادة عزيز بشتيوان ورشيد باجلان ومحمد سعيد الجاف بأن المرحوم كريم بك الجاف تمكن من تسوية الخلافات غير واردة لأن الحزب ، كما قال الدكتور شمزيني ، لم يبادر الى مساعدة ومساندة الثورة إلا بتقديم بعض الاموال المتجمعة من التبرعات واصدار بيان وتقديم عدد من المذكرات الى ممثليات الدول الكبرى في بغداد ، وبقيت الخلافات قائمة الى ان اجبرت لجنة الحرية التي سلكت مسلكاً آخر ، رئيس الحزب على التخلص من قيادة الحزب والتنحي جانباً .
ومن المؤكد ان السيد رفيق حلمي لم يعرض على هذا الاجتماع رسالة الملا مصطفى البارزاني الذي يطلب فيها من الحزب مساندة الثورة بالقيام بالمظاهرات واحتلال كركوك والالتحاق بصفوف الثورة فلم يذكر أحد من الحاضرين في هذا الاجتماع شيئاً عن فحوى تلك الرسالة .
وكان الهدف الاساسي لهذا الكونفرانس الحزبي حسم نقطتي الخلاف بين القيادة اليمينية برئاسة السيد رفيق حلمي وقيادة لجنة الحرية برئاسة البارزاني ، حول النقطتين الاساسيتين ، الجهة التي يجب الاعتماد عليها لمساندة الشعب الكردي ، بريطانيا أم الاتحاد السوفياتي ، ومدى مساهمة الحزب في الثورة .
وقد دب الخلاف بين الحاضرين في اجتماع كلار حول النقطتين وحاول كريم بك الجاف الذي استضاف الحضور التخفيف من حدة النقاشات ، ولكن المسألة كانت حدية لم يتمكن من حلها ، فقد وافق عدد من رؤساء العشائر على الاستجابة لطلب قيادة لجنة الحرية بفتح جبهة ثانية ، منهم عثمان بك شرفبياني والشيخ نجيب عبدالوهاب الطالباني والشيخ عطا جمال الطالباني ومحمد علي آغا وزنكنة وآخرون ، بينما علق الآخرون مشاركتهم في الثورة على موافقة الانكليز ، وهم كريم بك الجاف وداوود بك الجاف وفتح الله بك دلو ( 46 ) وآخرون ، فقد طلبوا امهالهم لبعض الوقت لأستشارة المستشار البريطاني في كركوك ( الكولونيل لاين ) ، لمعرفة موقف بريطانيا من الثورة الكردية التي اندلعت في عدة مناطق من كردستان. وقد حذر الكولونيل لاين هؤلاء من التورط في الاسهام في هذه الحركة التي يسيرها الروس ( حسب تعبيره ) وان الحكومة مصممة على ضربها وتصفيتها . أما الموافقون بالعمل الحكومة ، فقد عقدوا اجتماعاً آخر في قرية قريبة من كلار ( كيزة كان ) حضره بالاضافة الى المذكورين أعلاه ، صالح آغا باجلان ومحمد صالح دلو ومصطفى بك جاف وعدد من رؤساء فرق الجاف انسحب العديد منهم من الاجتماع لخشيتهم من الثورة في عمل مسلح ضد الحكومة وضد الانكليز وقام الآخرون بضرب المراكز الحكومية ( مخافر الشرطة ) في منطقتي كفري . وهذا هو السبب في عدم حضور رئيس الحزب السيد رفيق حلمي والشخصيات البارزة في الحزب هذا الاجتماع الثاني الذي عقد لتنظيم العمليات المسلحة ضد الحكومة لتخفيف الضغط على الثورة في مناطق راوندوز وعقرة وبارزان ... الخ . وبدلاً من رئيس الحزب أو المسؤول الحزبي عن المنطقتين ترأس الأجتماع الملا سيد عبد الكريم ، ذلك الوطني الشجاع المخلص .
وقد فرضت الحكومة غرامات جماعية على جميع عشائر المنطقتين ، كفري وخانقين المشاركة في الحركة وغير المشاركة ، بما فيها عشائر الجاف ودلو وباجلان . أصدرت أومراها بالقبض على القائمين بالحركة وعدد من مختاري القرى الواقعة ضمن منطقة تلك العمليات . وبقيت المسألة معلقة ، كما بقي المشاركون في الحركة بعيدين عن متناول أيدي الحكومة الى ان انتهت الثورة في لوائي أربيل والموصل كما سنبّين ذلك فيما بعد ، ثم صدر عفو عام عن المشاركين بهذه الحركة المسلحة باستثناء أعضاء لجنة الحرية وقادة الثورة ، حيث حكم على ( 105 ) منهم بالاعدام وزج المئات في المعتقلات لعدة سنين .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
هامش
( 45 ) الدكتور عبدالعزيز شمزيني ـ المصدر السابق .
( 46 ) كان فتح الله بك دلو مسؤولاً عن حماية منشآت النفط في خانقين التي كانت تابعة لبريطانيا ، مقابل راتب شهري يتقاضاه هو والحراس الذين عينهم .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
المؤلف
الدكتور مكرم الطالباني
يقع البحث في كتاب صغير الحجم ، عدد الصفحات 184 صفحة .
صادر عن ( مركز خاك للنشر والاعلام ) في السليمانية عام 2002.



#شوكت_خزندار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني - الحلقة ...
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني الحلقة 13
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني - الحلقة ...
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني - الحلقة ...
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني - الحلقة ...
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني - ما أشبه ...
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني
- بحث عن حزب - هيوا - الباحث الدكتور مكرم الطالباني-4
- بحث عن حزب - هيوا - الباحث الدكتور مكرم الطالباني-3
- بحث عن حزب - هيوا - الباحث الدكتور مكرم الطالباني
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني
- جلال الطالباني يفكر بالرئاسة مجدداً
- ! هل للعصفور لبن شجب وإستنكار لقرار حكومة ( المشيخة الاقطاعي ...
- لتترتفع الأصوات الحرة من أجل انقاذ كمال سيد قادر !


المزيد.....




- -جريمة تستوجب العزل-.. تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل يضع بايد ...
- زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة-
- نجل ترامب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري
- بارون ترامب يرفض المشاركة كمندوب للحزب الجمهوري في فلوريدا
- عاصفة شمسية -شديدة- تضرب الأرض للمرة الأولى منذ 2003
- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - شوكت خزندار - بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني - الحلقة 16