تحية الاكبار والاجلال للقائد البروليتاري الفذ الراحل فهد

شوكت خزندار

الحوار المتمدن-العدد: 1507 - 2006 / 4 / 1 - 12:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

في 31 من آذار 2006 ، يحتفل الشيوعيون الوطنيون بذكرى ميلاد حزبهم المجيد ... كل في طريقته الخاصة وتجربته النضالية الطويلة ويستذكرون تاريخ حزبهم الشيوعي المقدام والغالبية الساحقة منهم ، هم خارج الحزب الحالي ، وأنا أحدهم أحتفل بطريقتي الخاصة أيضاً . من خلال :

في الأول من كانون الثاني عام 1974 قرر المكتب السياسي كتابة تاريخ الحزب في وثيقة رسمية صادرة عن الحزب ... وفي نهاية عام 1974 أستلم الحزب قرابة ألف من التقارير والرسائل ... كان هناك تقرير مفصل كتبه أحد قادة الحزب السابقين وهو ( عزيز عبدالهادي ) وتقريره مرفق بتقرير ( مالك سيف ) وما جاء في تقرير مالك :

( ان فهد كان قائداً بروليتارياً فذاً ... لو بقي على قيد الحياة ، لكان الشيوعيون على دفة القيادة السياسية للسلطة ، لأكثر من بلد عربي . ويضيف : ان الشيوعيين العراقيين ، لم يدركوا ماهية فهد وقدراته النضالية ، لقد سبق الشيوعيين العراقيين ( جهاز المخابرات البريطانية والمخابرات المركزية الأمريكية بسنوات وأدركت تلك الأجهزة خطورة فهد وبقائه حياً ، وبتوجيه منهما ، البريطانية والأمريكية أعيدت المحاكمة وأعدم ) ؟!

لقد قاربت التقارير والرسائل الألف واجمالي صفحاتها ( 3000 ) صفحة. في اواسط كانون الثاني لعام 1975 كتبت تقريراً لخصت الأفكار الرئيسية لكل تلك التقارير والرسائل الوردة الى قيادة الحزب . جاء في تقريري النقاط الأساسية التالية :

ـ فشل القيادات الحزبية تاريخياً بعد اعدام فهد في تحقيق أهداف وطموح الطبقة العاملة العراقية . عدا قيادة فهد .

ـ فشل الحزب التام في السياسات والتوجهات التي لم تول الأهتمام اللازم للقضية القومية الكردية وكانت سياسات الحزب في هذه القضية الخطيرة تترواح بين المد والجزر ، وبصورة انتهازية وفق مصالح حزبية ضيقة لكل مرحلة من مراحل النضال الحزبي وأوردوا شواهد ملموسة في هذا المجال .

ـ فشل الحزب في عدم الأهتمام اللازم للقضية القومية العربية ومسألة الوحدة العربية .

ـ فشل الحزب في عدم الربط الجدلي بين الوطنية والاممية وفق النظرية الماركسية ـ اللينينية فكانت تخضع المسألة الوطنية الى المسألة الأممية وذوبان الخاص في العام .

ـ ادانة كاملة لسياسات الحزب بعد ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 واضاعة الفرصة التاريخية امام الحزب في استلام السلطة حيث جاء في التقارير والدراسات لعدد كبير من القادة القدامى ... الفكرة اللينينية التالية : عند توفر الظروف الموضوعية والذاتية امام الحزب وعدم الاقدام لأخذ السلطة السياسية فان الحزب لا يستحق حتى ان يقال عنه حزباً ... وكان لينين قد ذكر هذه الفكرة عشية ثورة اكتوبر 1917 . حيث كانت اللجنة المركزية للحزب ( البلشفي ) بالكامل ضد فكرة لينين والقيام بالثورة قال : ( اليوم وليس غداً ) و ( الفرصة لن تتكرر مرة أخرى ) . وكنت قد ارفقت في تقريري العديد من التقارير والرسائل الواردة الى الحزب حول جمع المعلومات التاريخية بصدد كتابة تاريخ الحزب .

قرار المكتب السياسي :

كان أعضاء سكرتارية اللجنة المركزية وأعضاء المكتب السياسي يطلعون على كثير من التقارير والرسائل الحزبية ، وبعد اطلاعهم على تقريري كما نوهت اعلاه ، قرر المكتب السياسي ، حرق كل ما جمع لدى الحزب تحت حجة واهية ، وهي لو بقيت كل تلك المعلومات الوافية وفي حالة وصولها الى يد السلطات الرسمية ، لكانت بمثابة ضربة قاضية للحزب . ؟! أعضاء المكتب السياسي المؤقرين ، كانوا محقين جداً في رأيهم ، ولكن حرفوا حجتهم ووضوعوها بالمقلوب ، كان الأجدر بهم ان يقولوا :

لو كتب تاريخ الحزب على ضوء تلك المعلومات التاريخية في وثيقة حزبية رسمية تحت عنوان ( تاريخ حزبنا الشيوعي العراقي ) لكانت بمثابة ضربة قاضية لقيادتهم أولاً . ومن ثم محاسبة قيادات سابقة كما حدث لكثير من الحركات الثورية العالمية ، وفي المقدمة التحريفية السوفيتية ولكن الجرأة كانت تنقصهم لقول الحقيقة .

هكذا ووفق قرار المكتب السياسي تم حرق كل ما وصل من التقارير والرسائل في برميل الحرق في باحة مقر اللجنة المركزية ، وبأمر من المكتب السياسي وقفنا أنا والسيد ( عيسى ) عضو اللجنة المركزية نراقب أثنين من حراس المقر وهم يحرقون في برميل الحرق الكنز التاريخي للحزب .

اثناء الحرب العالمية الثانية ، وعلى يد النازية الألمانية والفاشية الايطالية تم حرق ملايين النسخ من المؤلفات الماركسية ـ اللينينية والأدب الماركسي أعتبرت تلك الجريمة ب ( جريمة العصر ) في الوقت الذي كان هناك ملايين النسخ في المكتبات العالمية وفي الاتحاد السوفياتي ودول رأسمالية أخرى ... أما من قرروا حرق تاريخنا ، لا يعتبرون قرارهم ب ( جريمة العصر ) ؟ فلا يمكن ان تجمع كل تلك المعلومات الهائلة ، مرة أخرى وفي العراق . انها حقاً جريمة بشعة اقترفتموها كدليل قاطع على تخلفكم ايها السادة .

أما الشيوعيين العراقيين ، الذين عملوا بكل جهد واخلاص ، في جمع تلك المعلومات ... كانوا ينتظرون بشوق وأمل ، كي يروا تاريخ حزبهم في وثيقة حزبية رسمية ... لكن آمالهم وجهودهم حرقت بعبارتين فقط ، نطقها السكرتير العام للحزب آنذاك ... نعم عبارتين ليس إلا : احرقوا الحزب ؟! احرقوا تاريخ الحزب وقد حرقها فعلاً ... ونراه اليوم يحترق في الوطن . ! ... وأنا بهذه الطريقة أحتفل بميلاد حزب فهد العتيد .

وبهذه المناسبة الجليلة أبعث بأحر التحيات القلبية إلى الشيوعي الذي لا يلين الأستاذ حسقيل قوجمان ودوره البارز في توضيح الكثير من القضايا النظرية للماركسية اللينينية وتشخيصه الدقيق حول الانحرافات السوفيتية والقيادات الشيوعية العراقية المتعاقبة بعد فهد .

#شوكت_خزندار (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات