أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلف الناصر - ((طوفان الأقصى/1)) ؟!........ نظرية: ((الكبار يموتون .. والصغار سينسون!!))














المزيد.....

((طوفان الأقصى/1)) ؟!........ نظرية: ((الكبار يموتون .. والصغار سينسون!!))


خلف الناصر
(Khalaf Anasser)


الحوار المتمدن-العدد: 7904 - 2024 / 3 / 2 - 12:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في المداولات والتحضيرات التمهيدية لإنشاء "وطن قومي لليهود" على أرض فلسطين العربية، بناء على الوعد ـ أي، وعد بلفور ـ الذي قطعه وزير خارجية بريطانيا أنذك (آرثر جيمس بلفور)، للقطب المالي اليهودي "روتشليد" عام 1917. في حينها دارت مناقشات طويلة بين أطراف ذلك المشروع الاستعماري قلبته على كل الوجوه، وعلى الأخص منها مبررات قيام مثل هذا الكيان الغريب في المنطقة وعن موقف اهل أرض فلسطين الاصليين ـ أي العرب الفلسطينيون ـ من هذا الكيان الغريب الذي سيزرع في أرضهم. وحاولت تلك الاطراف ايجاد مبررات دينية واخلاقية لمشروعهم المعد، لسلب أرض شعب ومنحها لـ (مجموعة بشرية دينية) غريبة ـ اليهود ليسوا شعباً بل دين سماوي كما تقول الحقيقة وكما يقول مؤرخون كثيرون، ومنهم المؤرخ "الاسرائيلي" (إيلان بابي) ـ كما حاولت تلك الاطراف استشراف المآلات، التي سيأول إليها مشروعهم هذا في النهاية ؟
وقد خلصت تلك المناقشات باختلاق جملة خرافات بعضها دينية كـ: "أرض المعاد" و "هيكل سليمان"...الخ، ومبررات اخلاقية مثل: ((أن فلسطين أرض بلا شعب.. لشعب بلا أرض/ أي اليهود))، وهذا يعني أن (فلسطين ـ كما يزعمون ـ كانت أرض خالية وليس فيها شعب!!)).. وكثير من المبررات المشابهة لهذه!!
وكان اختلاقهم لكل تلك المبررات الدينية والاخلاقية على حد سواء لغرض تسويق مشروعهم، وتهيأت الارض لإخراجه إلى العلن، وتطبيقه عملياً على أرض فلسطين العربية.. وكانت كل مبرراتهم في حقيقتها عبارة عن محاولة لتبرير جريمتهم هذه، ولعقلنة ولتسويق ذلك المشروع الامبريالي الاستعماري في المنطقة والعالم، وتبيض وجهه الأسود ووجه اصحابه الأشد سواداً، وبطريقة خداع للنفس لتطمينها وخداع الآخرين أيضاً.. فخداع النفس تم بنظرية سخيفة حول الفلسطينيين .... تقول:
 إن ((كــبــارهــم يــمــوتـــون .. وصــغــارهــم ســيــنــســـون!!)) أي، كبار وصغار الفلسطينيين!!
****
وبعد احتلال بريطانيا لفلسطين اثناء الحرب (الأوربية) العالمية الأولى، بدأت هذه الدولة الاستعمارية العريقة بتفصيل وتفاصيل إنشاء ذلك "الوطن القومي المزعوم/ لليهود" في فلسطين العربية وبدأت الهجرات اليهودية إليها تترى، وبدأت معها وفي الوقت ذاته مقاومة الشعب العربي الفلسطيني لذلك المشروع الاستعماري، أي، منذ أكثر من قرن من الزمان وليس منذ عام 1948 فقط!
وكانت المقاومة الفلسطينية في بدايتها كأية مقاومة شعبية أخرى تبدأ صغيرة، ثم تنمو وتكبر وتتبلور مع مرور الأزمان وتعاقب الاجيال.. وببدأ المقاومة الفلسطينية المدنية والمسلحة ضعفت أو تضعضعت نظرية: ((الكبار يموتون .. والصغار سينسون!!)) وأخذت تفقد بريقها ومصداقيتها!
صحيح أن النصف الأول من النظرية أخذ يتحقق.. فكبار السن من الفلسطينيين أخذوا يموتون فعلاً ويتلاشون الواحد تلو الآخر، وقلوبهم معلقة بفلسطين وعيونهم ترنو إليها، إلا أن النصف الثاني من النظرية مزقته الاجيال الفلسطينية المتعاقبة وذرته ادراج الرياح، بعد أن اصبح كل جيل فلسطيني يأتي إلى الدنيا يتعلق بفلسطين أكثر وأكثر، ويضحي بحياته ودمه من أجلها أكثر وأكثر، فتعاقبت الاجيال الفلسطينية المقاومة والمضحية، حتى وصلت إلى جيل "طــوفــان الأقــصــى" والــقــتــال من "مسافة صـــفـــر" !!!

وبين صفر وصفر تتلخص قضية فلسطين وحكاية أمة بكاملها.. بين صفر خيالي: تصورته تلك النظرية البائسة ـ أي انعدام مقاومة شعب فلسطين لمشروعهم ـ وصفر واقعي جسده القتال من "مسافة صفر"، الذي جسده شعب فلسطين على أرض فلسطين بصموده الاسطوري وقتاله الاعجازي في هذه المعركة، التي تعد أطول حرب عربية مع الصهاينة دامت لخمسة أشهر لحد الآن، وبتضحيات جسيمة فاقت حدود التصور والمعقول، وهذا راجع في جزء منه إلى طبيعة المشروع الصهيوني الفاشي الدموي وعدم احترامه لحياة الانسان، وفي جزئه الآخر يعود إلى أن حروب التحرير الشعبية وحروب الاستقلال، لا يتحقق النصر فيها على القوى الغاشمة من الاستعماريين الغزاة إلا بتضحيات الجسيمة :
 فالاتحاد السوفيتي السابق: دفع عشرة ملاين شهيد للانتصار على النازي والنازية!!
 وفيتنام : قدمت أربعة ملاين ضحية لتحرير البلاد من الاستعمار الامبريالي الأمريكي!!
 والجزائر العربية: دفعت مليون ونصف المليون من الشهداء حتى حققت النصر وحررت نفسها من الاستعمار الفرنسي البغيض!!
 أما في فلسطين : فلا يعرف بالضبط كم دفعت من الشهداء لحد الآن على طريق حريتها الطويل هذا، لكنها في غزة وحدها قدمت لحد الآن ما أكثر من الثلاثين ألفاً من الشهداء وما يقارب الثمانين ألفاً من المصابين واعداد لا تعرف من المفقودين تحت الانقاض، كما أن معظم أراضي غزة نفسها قد سويت بالأراض وضاعت معالمها الرئيسية!!
ومع أن التضحيات الفلسطينية، وعلى مدى قرنٍ كامل من الزمان حتى وصلت إلى الجيل الذي حقق معجزة "طوفان الأقصى" لا تعرف بالضبط،، إلا أن مما لا شك أن الجيل الذي حقق معجزة طوفان الأقصى، ستعقبه حتماً أجيال متعددة حتى تصل حتماً إلى جيل التحرير الكامل لأرض فلسطين، من "البحر إلى النهر"!!!
وعلى طريق التحرير هذا لا يعرف كم ستدفع فلسطين من الشهداء والدماء للغرب الامبريالي ولصنيعتهم "إسرائيل" وقادتها العنصريين الفاشيين القتلة، كي تحرر وطنها وتستعيد حريتها المصادرة وشخصيتها المحصنة ضد الـــفـــنـــــاء الذي يعد لها في جهات الأرض الأربع!!

فكل ما جرى وكل ما يجري الآن أو سيجري في المستقبل كذب ويكذب نظرية:
أن "الــصــغـــار ســـيـــنــــســــــــــــون" ....
بل هم الذين سيحررون فلسطين "من البحر إلى النهر" ..
وسيخرجون للعدو من حطام غزة ومن أرواح شهدائها وأنين ثكلاها، وبالتحديد من ايتامها أبناء الشهداء الذين بلغوا عشرات الألاف!!!



#خلف_الناصر (هاشتاغ)       Khalaf_Anasser#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ((هولوكوست غزة))..هل يضع المنطقة على حافات ((معركة هرمجدون)) ...
- ((هولوكوست غزة)).. هل يضع المنطقة على حافات ((معركة هرمجدون) ...
- هل عرفتم الآن: بأن -إسرائيل- ليست هي هذا الكيان الصغير القائ ...
- هل كان محمد بن سلمان ضرورة للدولة والمجتمع السعودي؟؟!!..... ...
- هل كان محمد بن سلمان ضرورة للدولة والمجتمع السعودي؟؟!!..... ...
- هل كان محمد بن سلمان ضرورة للدولة والمجتمع السعودي؟؟!!...... ...
- المليشيات: إذا نفعت بلد ما في يوم .. فأضرارها له ستدوم لألف ...
- اضطرابات ((اسرائيل)) و -هاجس الزوال-؟؟!!.... (ج1) اضطرابات ن ...
- لوكنت ((إسرائيلياً)) لكنت أشد تطرفاً ويمينية من نتنياهو وبن ...
- المذاهب الدينية : هي احزاب العصور القديمة؟! ..... (1).الوجه ...
- السودان بلد اللاءات الثلاث والعساكر المنحرفة؟!
- خليجي البصرة25 كان استفتاءً!! .. لكن على ماذا؟؟
- هل أن الرأسمالية مؤمنة؟؟ .. وأن الشيوعية وحدها الملحدة؟؟
- البيت الابراهيمي .. أم البيت الصهيوأمريكي؟؟
- مونديال قطر : ظواهر ودلالات؟!
- إيران والصدر:.. و (وشركة المنتفعين؟!
- (نبش) الماضي وفتح دفاتره القديمة: دفتر(حركة الاحياء والتنوير ...
- (نبش) الماضي وفتح دفاتره العتيقة: دفتر (حركة الاحياء والتنوي ...
- (نبش) الماضي وفتح دفاتره العتيقة: (1) دفتر((حركة الاحياء وال ...
- ذكريات وتذكر.. وأين قرارات الشعب بــ ((تجريم التطبيع))؟؟


المزيد.....




- مزاعم روسية بالسيطرة على قرية بشرق أوكرانيا.. وزيلينسكي: ننت ...
- شغف الراحل الشيخ زايد بالصقارة يستمر في تعاون جديد بين الإما ...
- حمير وحشية هاربة تتجول على طريق سريع بين السيارات.. شاهد رد ...
- وزير الخارجية السعودي: حل الدولتين هو الطريق الوحيد المعقول ...
- صحفيون وصناع محتوى عرب يزورون روسيا
- شي جين بينغ يزور أوروبا في مايو-أيار ويلتقي ماكرون في باريس ...
- بدء أول محاكمة لجماعة يمينية متطرفة تسعى لإطاحة الدولة الألم ...
- مصنعو سيارات: الاتحاد الأوروبي بحاجة لمزيد من محطات شحن
- انتخابات البرلمان الأوروبي: ماذا أنجز المشرعون منذ 2019؟
- باكستان.. فيضانات وسيول عارمة تودي بحياة عشرات الأشخاص


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلف الناصر - ((طوفان الأقصى/1)) ؟!........ نظرية: ((الكبار يموتون .. والصغار سينسون!!))