أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبدالله عطية شناوة - أمريكا تلعب الروليت الروسي مع روسي














المزيد.....

أمريكا تلعب الروليت الروسي مع روسي


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 7904 - 2024 / 3 / 2 - 00:47
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


جميع من كانت لهم خصومة تأريخية مع روسيا أو هزيمة عسكرية أمامها، أتفقوا على تصفيه الحساب معها، عبر تحويل الخلاف حول حياد أوكرانيا الى سبب لأشعال حرب نووية.

والتأريخ الروسي على تقلباته من قيصري الى بلشفي الى رأسمالي حافل بالأنتصارات على القوى العظمى التي كان كل منها يجد نفسه مؤهلا لأخصاع العالم. من الفرنسي ـ الكورسيكي نابليون إلى الألماني ـ النمساوي هتلر، الى السويدي كارل التاني عشر، الى سلاطين بني عثمان.
كل هؤلاء هزموا أمام روسيا.

نابليون الذي أبيد جيشه على مشارف موسكو، زعم أن (( الجنرال ثلج )) هو من تغلب عليه وليس الروس. أما كارل الثاني عشر الذي خسر فنلندا وبلدان البلطيق ومنطقة نارفا التي شيد بطرس الأكبر عليها مدينة سانبيتروسبورغ الحالية، والذي جرب مهانة العيش في ((ضيافة)) سلاطين بني عثمان، فقد حاول تعويض هزيمته أمام روسيا، بمحاولة أستعادة النرويح التي أقتطعتها الدنمارك، خلال فترة لجوئه في الأستانة, فقتل على حدودها ولم يعرف بعد كل هذه السنين مصدر الإطلاقة التي قتلته. سلاطين الأستانة ذاقوا المرارة بدورهم على يد الروس الذين انتزعوا منهم كامل أقليم البلقان بدوله العديدة الحالية صربيا، كرواتيا، موتنيغرو، سلوفينيا، كوسوفو ، مقدونييا والبوسنة، بالأضافة الى بلغاريا، هتلر لم يجد متسعا من الوقت لتبرير الهزيمة ولا أحد يعلم إن كان قد أنتحر قبل اجتياج الجيش الأحمر لبرلين، أم أثنائه أم بعده،.

كل هذه الجهات ومعها بريطانيا، تحد أن الأوان قد حان لتصفية الحسابات التأريحية مع روسيا، تحت شعار الدفاع عن القانون الدولي والنظام العالمي، مع أن تأريخ كل منها حافل باستعمار البلدان الأخرى واستعباد شعوبها، وفي الحالة الأمريكية الأستعباد بمعناه الحرفي، أي العبودية.

روسيا الحالية الرأسمالية ترى محقة أو مدعية، أنها هدف لمخططات إضعافها وتفتيتها للحيلولة دون ما تراه حقا لها، في أن تكون ندا ضمن أنداد آحرين للإمبراطورية المهيمنة حاليا على العالم، الأمبراطورية الأمريكية، وأن أوكرانيا أحد أدوات تلك المخططات أو هي أداتها الرئيسية. وضمها الذي كان وشيكا الى حلف الناتو، كان سيكون نقطة الشروع في المخططات المذكورة. وتقول روسيا أن مطالبتها، التي أزدريت، بحياد أوكرانيا والأمتناع عن ضمها للناتو، تنطلق من مخاوف تتعلق بمصيرها، بوجودها.

أمريكا من جانبها تنطلق من مخاوف وجودية على مصيرها كقوة ترسم مسار العالم، وتتحكم بكل ركن فيه، ومن أن موقعها هذا لا يحتمل الشراكة، ولهذا فهي على أستعداد للدفاع عنه بكل ما أوتيت من أسباب، خاصة وأن هناك ما يمكن تجنيده، من قوى لها حسابات تأريخية مسبقة مع روسيا، وتخشى من طموحاتها. ومعتمدة أيضا على أمتلاكها وأطراف جبهتها، الساعين الى الأنتقام، تفوقا في السلاج التقليدي، مستبعدة لجوء روسيا إلى خيار ((أقتلني ومالك)) أي الخيار النووي الذي يبيد الأعداء ويبيدها معهم؟

وبذلك فأن أمريكا تلعب مع روسيا ما يعرف بلعبة الروليت الروسي، وهي لعبة تحدي بين شخصين يتناوبان إطلاق النار، من مسدس واحد، تعبأ اسطوانته برصاصة واحدة، لا أحد يعرف ستكون من نصيب من، لحين موت أحدهم، فيأخذ من نجا أموال من قتل برصاصة أطلقها بنفسه على صدغه, غير أن الرصاصة في حال لجأت روسيا الى النووي لن تنطلق نحو صدغ روسيا أو صدغ أمريكا ومن معها من المتعطشين الى الأنتقام، بل الى صدغ العالم كله.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بطولة أحد آباء المسرح العراقي
- عن قاسم في ذكرى اغتياله
- فكرة التفوق العرقي في اللا وعي الأوربي
- الأوربيون ينخرطون في حملة الرياء الأمريكية
- مالنتائج المتوقعة من مأثرة جنوب أفريقيا؟
- تطورات دراماتيكية في السويد
- الأمر لا يتعلق بالنخب الصهيونية بل بتشوه الوعي الجمعي الإسرا ...
- -التقية- النازية الصهيونية تفصح عن حقيقتها
- الفلسطينيون ليسوا بشرا مثلنا!
- تكتيك تقزيم الخصوم وتعظيم الذات
- هل ثمة تحول حقيقي في الوعي الغربي لقضية فلسطين؟
- قواعد النظام العالمي كما كشفها طوفان فلسطين
- هجمة صهيونية مضادة على وعي الرأي العام الأوربي
- مهنية الإعلام الغربي حين يتعلق الأمر بإسرائيل
- لا سبيل لتبرير جرائم الحرب
- إعتذار
- معركة خارج الحسابات العادية
- (( جريمة )) الأحتفاء بالحرية والجمال
- (( ثاني أقوى جيش في أوكرانيا ))
- ثقافة التأسلم وأنتعاش الميول النازية في أوربا


المزيد.....




- -طبيب العطور- بدبي.. رجل يُعيد رائحة الأحبة الغائبين في قارو ...
- -أمر أخلاقي وعادل-.. ترينيداد وتوباغو تقرر الاعتراف رسميا بـ ...
- السيدة الأولى للعراق شاناز إبراهيم أحمد تكتب لـCNN: فرسان ال ...
- السعودية.. تداول فيديو لمواطن يطلق النار من سلاحه بمكان عام. ...
- شاهد: -السحابة الخارقة- تضرب شمال فرنسا وهطول برَد بحجم حبة ...
- رصد طائرة غريبة وغير مألوفة في الولايات المتحدة
- مصر.. من هو إبراهيم العرجاني رئيس اتحاد القبائل العربية في س ...
- مشروبات كحولية لا ينصح بتناولها مع اللحوم المشوية
- أردى أحدها قتيلا.. شرطي أمريكي يخلص رجلا من أنياب كلاب شارد ...
- رئيس الوزراء الهنغاري: أوروبا تلعب بالنار


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبدالله عطية شناوة - أمريكا تلعب الروليت الروسي مع روسي