أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطية شناوة - تطورات دراماتيكية في السويد














المزيد.....

تطورات دراماتيكية في السويد


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 7857 - 2024 / 1 / 15 - 00:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لجوء أولف كريسترشون رئيس الحكومة اليمينية في السويد الى صرف الأهتمام عن المشاكل العميقة التي تعيشها البلاد، والهروب الى قضايا خارجية تزج البلاد في نزاعات غير معروفة العواقب على الصعيد الدولي، وأتفاقة السريع مع واشنطن على منحها حق استخدام 17 قاعدة عسكرية سويدية، ووضع قوات سويدية تحت قيادة كندية على الحدود بين لاتيفيا وروسيا، وإطلاقه سلسلة تلميحات إلى أن بعض حاملي الجنسية السويدية لا يستحقونها، بزعم عدم توافقهم مع ما يسمى بالقيم السويدية، وليس القيم الإنسانية العامة، في بناء على الهجمة التي يشنها حزب ديمقراطيي السويد الداعم لحكومة الأقلية، الذي يضع السويديين المسلمين، في مربع التعارض مع ما يصفه بـ ((طريقة الحياة السويدية))، كل ذلك لم يكن غريبا على حكومة اليمين.

الغريب هو موقف الحزب الذي عرف نفسه على مدى يقارب المئة عام، كحزب يساري، الحزب الذي بني ما كان يعرف بالنموذج السويدي لدولة الرفاه الأجتماعي، حزب الديمقراطيين الأجتماعيين الذي تبنى سريعا مواقف حكومة اليمين، لتعلن رئيسته ماغدلينا أنديرشون دعمها لقيام السويد بما يلزم لضمان أنتصار أوكرانيا على روسيا. بما يعني تبني توجه حكومة اليمين الرامي الى زج السويد في صراعات حربية دولية، والتخلي عن الدور التقليدي الذي نهضت به السويد تحت قيادة الديمقراطيين الأجتماعيين على مدى عقود طويلة في السعي إلى حل النزاعات الدولية بالطرق السلمية، والنأي عن الأحلاف العسكرية.

توجه الديمقراطيين الأجتماعيين يمينا باتجاه العسكرة والتورط في نزاعات كارثية تحمل في طياتها خطر الفناء الشامل في حرب نووية، يشكل لطمة لتأريخ حزبهم، وخذلانا لقاعدتهم الأنتخابية التي منحتهم أصواتها على خلفية ذلك التأريخ، وخيانة لأرث القائد الديمقراطي الأجتماعي البارز أولف بالمه، الذي أغتيل في ظروف غامضة لم يكشف عن خفاياها حتى الآن بعد ثمانية وثلاثين عاما على جريمة الإغتيال.

بالمه كان قاد السويد إلى موقف معارض للحرب الأمريكية في فيتنام، وفتح أبواب اللجوء السياسي أمام العسكريين الأمريكان الذين رفضوا المشاركة في تلك الحرب، وكان يقود المظاهرات المناهضة في شوارع ستوكهولم، وقام بالمة بدور الوساطة بين العراق وإيران في حرب الثمان سنوات بينهما، وبعد إغتياله أكمل دوره في الوساطة أحد أبرز دوبلوماسييه يان إلياسون.

وحرصت السويد على الدوام، على القيام دور حمامة السلام في النزاعات الدولية والمحلية، بدءا من فولكه برنادوت الذي أغتالته العصابات الصهيونية بزعامة الأرهابيين مناحيم بيغن وإيتسحاق شامير، خلال قيامه بالعمل كوسيط أممي في فلسطين تحت الحكم البريطاني.
كما توفي في حادث تحطم طائرته الدبلوماسي السويدي داغ هامرشولد، خلال شغله منصب الأمانة العامة للأمم المتحدة، وأثناء مهمة سلام كان يقوم بها في الكونغو عقب قيام سلطات الأستعمار البلجيكي باخنطاف وقتل باتريس لومومبا أول رئيس للكونغو المستقلة عن بلجيكا,
وبين الدبلوماسيين السويديين الذي قاموا بمهام حل النزاعات الدولية، غونار يارنغ صاحب المبادرة الشهيرة لأنهاء النزاع بين إسرائيل ومصر، تلك المبادرة التي حظيت بموافقة الرئيس المصري جمال عبدالناضر، ورفضتها إسرائيل.

وقام وزير خارجية السويد الأسبق في حكومة بالمه، ستين أنديرشون، بدور مهم في التوصل إلى أتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل. ذلك الأتفاق الذي قبره أغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي إيتسحاق رابين، ثم أغتيال عرفات مسموما في مقره المحاصر من قوات الحكومة الإسرائيلية برئاسة المجرم إيرييل شارون.

أغلب وسطاء السلام السويديين تعرضوا للإغتيال، لكن ذلك لم يعق السويد بقيادة الديمقراطيين الأجتماعيين عن مواصلة السعي إلى أنسنة الحياة الدولية وحل النزاعات وإطفاء بؤر التوتر في مختلف أنحاء العالم، وهذا ما منح جائزة نوبل للسلام قيمة عالمية، لم ينتقض منها منحها إحيانا إلى أشخاص لا يستحقونها، بعضهم أرتكب جرائم وقوض السلام في هذه البقعة أو تلك من العالم. ورفع كل ذلك من مكانة السويد العالمية.

وما يجري حاليا من توافق بين البمين السويدي والورثة غير الأوفياء لأولف بالمه ولتأريخ السويد السلمي، يسلب السويد تلك المكانة، ويحولها إلى مجرد واحدة من الدول الدائرة في فلك الولايات المتحدة. كما أن النهج الحالي يهدد بنمو خطير للتوجهات العنصرية، وما يترتب عليها من مخاطر الأنقسامات المجتمعية بين شرائح المجتمع السويدي، التي يراد القضاء على تنوعها، وإعلاء شأن بعضها على البعض الآخر بزعم عدم أيفائه بالشروط الجديدة للمواطنة، والتي تقوم على أن الجنسية السويدية التي يحصل عليها المواطن السويدي من أصول غير أوربية ليست حقا، بل هدية يمكن سحبها متى ما أعتبر بانه لا يتفق مع معايير المواطنة الجديدة التي تلغي التنوع.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمر لا يتعلق بالنخب الصهيونية بل بتشوه الوعي الجمعي الإسرا ...
- -التقية- النازية الصهيونية تفصح عن حقيقتها
- الفلسطينيون ليسوا بشرا مثلنا!
- تكتيك تقزيم الخصوم وتعظيم الذات
- هل ثمة تحول حقيقي في الوعي الغربي لقضية فلسطين؟
- قواعد النظام العالمي كما كشفها طوفان فلسطين
- هجمة صهيونية مضادة على وعي الرأي العام الأوربي
- مهنية الإعلام الغربي حين يتعلق الأمر بإسرائيل
- لا سبيل لتبرير جرائم الحرب
- إعتذار
- معركة خارج الحسابات العادية
- (( جريمة )) الأحتفاء بالحرية والجمال
- (( ثاني أقوى جيش في أوكرانيا ))
- ثقافة التأسلم وأنتعاش الميول النازية في أوربا
- حكم الشيوخ
- نبتهج أم نقلق من الأضطرابات في إيران؟
- نخب الغرب وخيانة المبادئ الانسانية
- المشهد العراقي .. صراع التحاصص
- وهم العودة الى ماض تبخر
- العربية والعبرية وإمكانيات التطور


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن ينتقد 4 دول إحداها حليف قوي لأمريك ...
- هل تنقذ البذور المقاومة للجفاف الزراعة في المغرب من التدهور؟ ...
- كيم دوتكوم: إن أرسل الناتو قوات إلى أوكرانيا فالحرب النووية ...
- -مراسلون بلا حدود-: اسرائيل قتلت 100 صحفي فلسطيني ومهنة الصح ...
- تفاصيل غرق -شيفيلد- البريطانية..
- -ترينيداد وتوباغو- تقرر الاعتراف رسميا بدولة فلسطين
- -نيويورك تايمز-: كلام بايدن الفظ حول -الدول الكارهة للأجانب- ...
- الجيش الإسرائيلي ينفذ غارات ليلية ويلقي قنابل على قرى جنوب ل ...
- مصرع 20 شخصا على الأقل جراء حادث حافلة في باكستان
- مصر.. أب يذبح طفلته ذات الـ3 أعوام


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطية شناوة - تطورات دراماتيكية في السويد