أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله عطية شناوة - بطولة أحد آباء المسرح العراقي














المزيد.....

بطولة أحد آباء المسرح العراقي


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 7897 - 2024 / 2 / 24 - 04:50
المحور: الادب والفن
    


جعفر السعدي فنان رائد، واحد من عمالقة الفن في العراق، رافق المسيرة الفنية العراقية منذ بداياتها المتواضعة حتى نضجها الذي جهدت كل الدكتاتوريات المتعاقبة على البلد على كبحه وتعطيله.
بدأ جعفر السعدي مسرحيا، لكنه كان أيضا من رواد السينما، حيث مثل في أول فلم عراقي خالص هو فيلم ((عليا وعصام)) الذي عرض عام 1948. والى جانب مساهمته في تخريج أجيال من الفنانين العراقيين من معهد وأكاديمية الفنون الجميلة، لم يتوقف عن العمل المسرحي والسينمائي والتلفزيوني.
وسجل جعفر السعدي أسمه بأحرف من نور في موقف بطولي دفاعا عن أبنائه الفنانين، ففي عام 1987 كان السعدي يرأس فرقة المسرح الشعبي غير التابعة للدولة، واختارت الفرقة أن تقدم عملا مسرحيا تجريبا، على هامش مهرجان المسرحي العربي المقام في بغداد ذلك العام، كان العمل بعنوان ((ترنيمة الكرسي الهزاز))، ويمكن تلخيصه بانه حوار شعري مطول بين بطلتيه، اللتين كانتا تنتظران أحبتهما الغائبين.
المسرحية التي أخرجها عوني كرومي، وكتب نصها فاروق محمد، وكتب أشعارها عريان السيد خلف قدمت على خلفية ما كان يعيشة المجتمع العراقي من كوارث الدكتاتورية وحرب الثمان سنوات، حيث كانت كل أسرة عراقية تفتقد غائيا، أما قتيل في زنازين التعذيب أو جبهات القتال، أو سجين، أو مفقود في الحرب، أو معارض أحتفى أو أخفي قسرا، أو أضطر الى مغادرة الوطن المنفى، تخلصا من مطاردة لا ترحم، أو جندي رافض للحرب كرها لها وعدم قناعة بها وبأسبابها، أو ببساطة لأنه غير مهيئ لسفك دمه أو دماء الآخرين.
المسرحية حظيت بنجاح فاق النجاح الذي سجلته مشاركة الفرقة الرسمية في المهرجان العربي. أمر أثار حفيظة السلطات الأمنية قبل السلطات الثقافية، ووجهت حينها مذكرة استدعاء لمخرجها عوني كرومي، ومعروف مدى الرعب الذي تثيره مثل تلك الإستدعاءات، هنا قام الأب جعفر السعدي بدوره البطولي، فأخد المذكرة وتوجه هو شخصيا الى الجهاز الأمني بدلا من عوني كرومي. حيث قال للمحققين: أنا رئيس فرقة المسرح الشعبي وصاحب المسؤولية الكاملة عن كل أعمالها، ولا أحد سواي يتحمل أية مسؤولية، عن أي عمل تنتجه. وبذلك جنب كرومي وكل طاقم العمل أية مخاطر في حينها.
لكن العداء المكين بين الدكتاتورية والحريات العامة، وحرية الفن على نحو خاص، كان أعتى من أن يمكن أباء الفن من توفير الأمن لأبنائهم الفنانين الى ما لا نهاية، وأضطر عوني كرومي في النهاية الى اللجوء للمنفى.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن قاسم في ذكرى اغتياله
- فكرة التفوق العرقي في اللا وعي الأوربي
- الأوربيون ينخرطون في حملة الرياء الأمريكية
- مالنتائج المتوقعة من مأثرة جنوب أفريقيا؟
- تطورات دراماتيكية في السويد
- الأمر لا يتعلق بالنخب الصهيونية بل بتشوه الوعي الجمعي الإسرا ...
- -التقية- النازية الصهيونية تفصح عن حقيقتها
- الفلسطينيون ليسوا بشرا مثلنا!
- تكتيك تقزيم الخصوم وتعظيم الذات
- هل ثمة تحول حقيقي في الوعي الغربي لقضية فلسطين؟
- قواعد النظام العالمي كما كشفها طوفان فلسطين
- هجمة صهيونية مضادة على وعي الرأي العام الأوربي
- مهنية الإعلام الغربي حين يتعلق الأمر بإسرائيل
- لا سبيل لتبرير جرائم الحرب
- إعتذار
- معركة خارج الحسابات العادية
- (( جريمة )) الأحتفاء بالحرية والجمال
- (( ثاني أقوى جيش في أوكرانيا ))
- ثقافة التأسلم وأنتعاش الميول النازية في أوربا
- حكم الشيوخ


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله عطية شناوة - بطولة أحد آباء المسرح العراقي