أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم بن رجيبة - ،هزيمة روسيا بوتين وشيكة،،














المزيد.....

،هزيمة روسيا بوتين وشيكة،،


حاتم بن رجيبة

الحوار المتمدن-العدد: 7900 - 2024 / 2 / 27 - 17:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لو تأملنا تاريخ روسيا بعيدا إلى الوراء لاستنتجنا أنها أوروبية وغربية حتى النخاع وأن انفصالها عن الغرب لم يكن إلا لفترة محدودة جدا إثر الثورة البلشفية و انتصاب الشيوعية.

حتى أن الثورة البلشفية والتمرد على القيصر فإنهما في الأصل ليس إلا رغبة ملحة للشعب الروسي وخاصة للطبقة البورجوازية في العودة إلى أحضان الغرب و إلى أوروبا .

روسيا، رغم تعنت بوتين وجنرالاته، غربية و أوروبية منذ أن رأت النور: ديانة وثقافة و عرق وتاريخ.

الحكم القيصري لروسيا عطل التطور الإقتصادي لهذه الإمبراطورية باستمرار النظام الفودالي القروسطي ذو الإقتصاد الريعي الكسول المناهض للثورة الإقتصادية والتطور والنمو مما جعل الروس يتدهورون إلى برابرة وجهل ورجال كهوف وأقزام مقارنة بجيرانهم في أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية أين انتصبت طبقة بورجوازية مهولة من أصحاب شركات و صناعيين و منتجين من كل الأحجام و الإختصاصات سمتهم الكبرى : الإبتكار و المنافسة و الرغبة في الثروة و الإزدهار .

نجاح الفكر الشيوعي في افتكاك الحكم من البورجوازية صانعة الثورة سبب قطيعة مفصلية ، لكنها لم تدم إلا ل 45 سنة فقط، لتنهار سنة 1990.

وما يقوم به بوتين حاليا إنما هو محاكاة للقياصرة بمحاولة إعادة نظامهم الفودالي المتخلف والمعادي للتطور ومحاربة محاولة سيطرة البورجوازية الذكية والتقدمية على الإقتصاد والسياسة. محاربة المواطن الروسي المعدم الذي يتوق إلى الثراء ورغد العيش وتسلق السلم الإجتماعي .

ما يقوم به بوتين في ظاهره عزيمة قوية لتحقيق استقلال روسيا وإعادة مجدها كقوة عظمى وفي باطنه محاولة يائسة لجرها إلى غياهب القرون الوسطى المظلمة. محاولة لاستمرار سيطرة طبقة أوليغارشية محدودة العدد على ثروات روسيا الضخمة.

فمن يحارب بوتين في أوكرانيا وجورجيا والشيشان وليتوانيا وغيرها؟ أليست النزعات التحررية للقوى المنتجة والتقدمية؟؟ أليست الأفكار البورجوازية التي تنادي بمنح كل مواطن وخاصة المعدمين الأمل في الثروة والصعود الإجتماعي؟ ألا يحارب حق كل مواطن في تسلق السلم الإجتماعي دون عوائق النسب والعرق واللون والطبقة الإجتماعية؟؟ألا يحارب حق العامل الروسي المعدم في الثراء والحرية والأمل؟

ألا يحارب لأجل الأوليغارش؟ لأجل مصاصي دماء العامل والشعب الروسي؟؟ أليس بوتين قيصرا يحارب لأجل مصالح طبقته الأرستقراطية الظالمة؟

لماذا يمقت الديمقراطية والشفافية والتعددية والرأسمالية والمنافسة الحرة؟؟ أليس لأنها مبادئ ضد مصالح القيصر والنبلاء: الأوليغارشية؟؟

روسيا اليوم نسخة من روسيا القرون الوسطى: طبقة نبلاء قليلة العدد يرأسها ملك ذو حكم مطلق (بوتين) فاحشة الثراء تعيش على الريع: عائدات الموارد الطبيعية من جهة و جحافل هائلة: سواد الشعب يعيشون الحرمان والجوع والفقر المدقع في أحلك مظاهره من جهة أخرى .

كيف لا تستنزف الأرستقراطية الروسية بقيادة بوتين كل قواها لمنع أوكرانيا من الهروب من براثنهم ودحر النزعة الثورية للبورجوازية الأوكرانية التي تريد طمس الإقتصاد الريعي القروسطي و الإلتحاق بركب الغرب: طبقة متوسطة منتجة ومبتكرة هائلة العدد أين يسود التنافس الحر ودولة القانون والتعددية والديمقراطية والدينامكية والتحرر.

بوتين خسر المعركة عندما أجبر على التوقف و التحول من مهاجم يريد كل أوكرانيا إلى متخندق مدافع يحاول بكل قواه المحافظة على القرم وبعض المحافظات في الشرق. تمرد فاغنر وجنوده لم يكن إلا ناقوس خطر و بداية للتمرد الضخم للجنود الروس ولجحافل المعدمين والمقهورين وللتواقين للتحرر .

تمرد وثورة 1917 ستعيد نفسها في القريب العاجل. فكر ثوري سينتشر مثل النار في الهشيم ليبدأ الجنود الروس العصيان ضد مصاصي دمائهم: النبلاء والأوليغارش أملا في رغد العيش والثراء للكل ، للملايين وليس لحفنة معدودة من الروس.

أليس للعامل الروسي الحق في الرفاه: سيارة ومنزل متسع وعائلة وكل ما يتمتع به زملائه في الغرب من مقومات السعادة وأمل في الثروة والصعود له ولأبنائه؟؟



#حاتم_بن_رجيبة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ،،جحافل جائعة لا تترك أخضر ولا يابس!!،، قصة قصيرة
- كيف تتخلص الدول من ديونها ؟؟
- هل ستنجو تونس من الإفلاس ؟
- ،،مجزرة بن طلحة،، قصة قصيرة
- ،، العشرية السوداء،، أو متى خرج العفريت من قمقمه!! حاتم بن ر ...
- ،، زوجتك نفسي،، قصة قصيرة من قصص العشرية السوداء
- ،،أم تركتنا إلى عالم الشيطان!،، قصة قصيرة
- لن نهزم إسرائيل و لم نكن لنهزمها أبدا !!!!
- هل الصهاينة وحوش أم الفلسطينيون خرفان و فريسة سهلة؟؟؟
- الإحتفال ال 75 بإبادة 400 قرية فلسطينية!!!
- راشد الغنوشي: عدو الدولة التونسية رقم واحد!
- فهم معجزة إسرائيل الإقتصادية
- قيس سعيد:زاهد و مصلح أم دكتاتور رهيب؟؟؟
- تونس على حافة الإفلاس: الأسباب!!!
- تونس ومصر : حرب غربية ضروس ضد سعيد والسيسي !!!
- تونس: أزمة اقتصادية مريبة!!
- الشرق الأوسط: مستقبل مظلم ومرعب!!
- صفعة مدوية لقيس سعيد بانتخابات تشريعية فاشلة!!!
- كيف تصبح دولة ما،،مصنعة،،!!
- أفيقوا يا أمازيغ و انتفضوا!


المزيد.....




- احتفالا بعيد النصر..السفارة الروسية تغرس أشجار الزيتون في ال ...
- عون استقبل رئيس لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية الذي قدم خل ...
- مسؤول أميركي أمام -العدل الدولية-: حياد -أونروا- يثير مخاوف ...
- الإمارات تعلن إحباط محاولة تمرير أسلحة للجيش السوداني والأخي ...
- إيران تعدم جاسوسا يعمل لمصلحة -الموساد- الإسرائيلي
- مقتل 14 خنقا في حريق فندق بمدينة كولكاتا الهندية
- توقيف قاصر للاشتباه في قتله 3 أشخاص بالسويد
- إجلاء سكان وإغلاق طرق إثر اندلاع حرائق قرب القدس
- الكويت تلغي المادة 182…نحو تشريع لا يغسل الجريمة بالزواج
- ترمب يستثني الأردن من خفض المنح الأميركية الخارجية


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم بن رجيبة - ،هزيمة روسيا بوتين وشيكة،،