أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم بن رجيبة - تونس: أزمة اقتصادية مريبة!!















المزيد.....

تونس: أزمة اقتصادية مريبة!!


حاتم بن رجيبة

الحوار المتمدن-العدد: 7506 - 2023 / 1 / 29 - 18:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حتى تناقش في السياسة أو في الإقتصاد أو في الأخلاق ألخ لا يجب أن تكون بالضرورة مختصا و صاحب درجة دكتوراه في العلوم السياسية أو الإقتصادية أو الدينية أو الحربية...بدلالة أن جهابذة سياسيين أتوا من اختصاصات بعيدة كل البعد عن السياسة، كما أن الوزراء في العادة غير مختصين في مجال وزاراتهم كما يترأسون وزارات مختلفة أثناء حياتهم السياسية.

حتى نناقش ما تعيشه تونس من أزمة اقتصادية خانقة ليس بالضرورة أن نكون علماء اقتصاد، بل يكفي استعمال ،،المنطق السليم،، لفهم ما يجري.

تونس كجل دول العالم بلد غير مصنع، ينتمي إلى دول العالم الثالث، أي يقبع في فقر مدقع وتخلف اقتصادي رهيب مقارنة بدول العالم الأول. وعلى عكس ما يوحي به أعداء قيس سعيد فتونس لم تعرف أبدا رخاء ولا ازدهارا لا اقتصاديا ولا سياسيا ولا اجتماعيا.

فالجهل والأمية بقيا مرتفعين منذ الإستقلال ومن يدعي عكس ذلك انما يكتفي بقراءة سطحية للإحصائيات. ومن يستشهد بالنمو الإقتصادي في عهد الزين بن علي فإنما يتغاضى عن وضعية العمال و منتجي الثروة المزرية والتي لا تختلف عن وضعية ،،العبيد،، في شيء!!!!

من يطالع المقالات المنشورة حول الأزمة الإقتصادية في تونس يخرج باستنتاجات رئيسية ثلاث. هذه الإستنتاجات غيبها معارضو قيس سعيد كليا لأنهم يعلمون أن نظام قيس سعيد لا يتحمل أي مسؤولية في ما آلت إليه تونس من تدهور رهيب يتسارع نحو إفلاس الدولة.

أول استنتاج هو أن الأزمة الأحد و الأكثر فتكا و الأقوى سما و الأعلى خطورة والأكثر غرابة والأدفع إلى الريبة والشك هو فقدان مواد حياتية وأساسية من السوق. مواد،، تضرب في العظم،، كما يقول المثل، أي أن تأثيرها محوري ويشمل كل مواطن حتى من يعيش في كهف منعزل أو في خيمة شعر في البراري: الطحين والسكر والقهوة والبنزين و قريبا الأدوية .

التونسي يمكنه أن يقتني كل الكماليات من قطاع غيار السيارات والمحركات وكل الأجهزة الميكانيكية والإلكترونية من أدوات طبخ وعمل ومكيفات وآلات ضخمة وصغيرة ومواد استهلاكية لا تحصى ولا تعد جلها مستوردة بالعملة الصعبة مثلها مثل المواد الأساسية كالسكر والطحين. فكيف يغيب السكر والبنزين بينما يتوفر المكيف الكوري و عباد الشمس التركي والسيارة الألمانية...كيف يتوفر الويسكي وأرقى أنواع الكحول والتبغ المستوردة وتختفي الأدوية الأساسية لمعالجة الأمراض المزمنة من سكري وضغط الدم وأمراض التنفس والقلب والكلى ألخ؟؟؟؟

رائحة المؤامر تطبق وتقطع الأنفاس من العفن والنتونة!!! أصابع الأخطبوط تلتف ببطء لكن بثقة وبعزم حول عنق قيس سعيد ومؤيديه لتجهض عليهم و،، تعود حليمة إلى عادتها القديمة،،.

بعض المواد مفقودة أو نادرة في السوق العالمية جراء الحرب الروسية الأكرانية مثل القمح و زيت عباد الشمس. لكن النفط والسكر و القهوة والأدوية متوفرين. فلماذا الندرة في السوق؟؟ إن كانت احتياطاتنا من العملة الصعبة ضعيفة فكيف نسمح لأنفسنا باستيراد التبغ والكحول و المكسرات و العطور والكماليات بينما نعجز عن الإلتحاق بمراكز العمل لشح البنزين ويحرم الرضيع والطفل من الحليب والعامل من اللحم و الباطاطا و نشاهد أعز الناس لدينا يموتون من جراء انعدام الأدوية الأساسية؟؟؟؟

من له المصلحة في نهاية قيس سعيد وبرنامجه؟؟؟؟ أليس من يحاربهم ومن قضى على سلطانهم ونفوذهم؟ أليسوا المحتكرين؟ أليست العائلات القليلة المسيطرة على اقتصاد البلاد، من تخنق كل مسعى لتركيز المنافسة الحرة في الإقتصاد؟؟؟ أليسوا بارونات الإقتصاد الريعي وبارونات التهريب والمنتفعين من الدولة الهشة والضعيفة ومن الفوضى وغياب دولة القانون والمؤسسات؟ أليست حركة الإخوان المسلمين ومشتقاتها من تسعى إلى إرساء دولة الجهل والظلمات وقطع الرؤوس ووأد البنات، إلى إرساء دولة الخلافة و سلطة الدوغما و الجهل؟؟؟ أليست المعارضة التي تسعى فقط للحكم أو لتركيز إيديولوجيا شمولية ودوغمائية مثل الشيوعية ولا تسعى إلى خير تونس، إلى سعادة المواطن التونسي؟؟؟

قيس سعيد ليس إلاها معصوما و إنما يخطئ أخطاء فادحة بانفراده بالقرار مثلا، لكنه أهون ألف مرة من النهضة ودستوره أهون ألفي مرة من دستور 2014.فدستوره جلب الإستقرار السياسي وأعاد هيبة الدولة. بدأت الحكومة في العمل والتخطيط لمستقبل أفضل، بدأت تعمل لإرساء رؤية واستراتيجية محكمة ولأجل بعيد. بدأت الإدارة بالتعافي والتخلص من الدواعش والإرهابيين.


أما الإستنتاج الثاني فهو أن دين تونس الخارجي الذي وجب الإيفاء بخدمته باحتياطاتنا من العملة الصعبة تضاعف زمن العشرية السوداء، زمن دستور 2014 وحكم النهضة و الأحزاب الفاسدة و الخائنة مثل نداء و قلب تونس اللذان تحالفا معها ضد مصلحة تونس.

الدين الخارجي تضاعف من 44% من الناتج القومي سنة 2010 إلى 90% سنة 2021!!

أي أننا إن كنا سندفع 20 مليار دولار مثلا لسداد الدين وفائض الدين سنة 2010 فسندفع 40 مليارا سنة 2021. عشرات المليارات تنقص لتوريد المواد الحياتية الأساسية.10 سنوات من القرارات الشعبوية للبقاء في الحكم كمضاعفة موظفي القطاع العمومي من 300 ألف إلى 600 ألف والرضوخ إلى لوبيات الفساد في القطاعات المصدرة مثل الفسفاط والزيت ألخ كما تقويض قطاع السياحة والقضاء عليه حسب برنامج مسبق من الإخوان المسلمين الذين يرونه قطاع فساد أخلاقي وقطاع الرذيلة. قضوا عليه برعاية الإرهاب و توطيده في تونس بنشر الفكر الأصولي والمدارس والجامعات الداعشية وإقامة الخيمات الدعوية و جلب الدعاة المتطرفين أمثال وجدي غنيم وإنشاء الأجنحة السرية المسلحة للقضاء على المعارضين العلمانيين و اغتيال السياح الأجانب وكنسهم من شواطئنا ونزلنا لاستبدالهم بالسياح الخليجيين والشرقيين الملتحين والمتزمتين.

أما الإستنتاج الثالث فهو أن تونس بقيت دولة ذات اقتصاد ريعي، بلاد مفلسة ومتسولة وعاطلة، دون صناعة و منتجي القيمة الإضافية ، دون منافسة حرة ودون بنية تحتية جيدة أو مقبولة، دون أمل .

بقي شعبها أميا وشبه أمي، دون مؤهلات تعليمية أو مهنية محترمة، تسمح حتى بتصدير شبابه إلى سوق الشغل الأوروبية. أي بلد أوروبي سيقبل شبابا لا يجيد حتى القراءة والكتابة؟؟؟

لم تساهم دولة الإستقلال في رقي تونس وإزالة التخلف!!! 80% من التونسيين يعيشون في أحياء قصديرية في المدن أو في أكواخ في الريف تسبب الأمراض الجسدية والنفسية و تساهم في السلوكيات العدوانية والإدمان على المخدرات والسقوط في عالم الجريمة والرذيلة.

تونس بقيت رغم مزاعم بورقيبة وبن علي والإخوان المسلمين بلد نسبة كبيرة منه بلد متسولين و جياع وجهلة وفاقدي الأمل. بلد المومسات فاللتي لا تبيع جسدها علنا تبيعه لزوج المستقبل الذي يدفع أكثر. بلد اللصوص والمجرمين والحشاشين والمنتحرين(ليس كله طبعا لكن جزء مهم منه ). بقيت تونس سجنا رهيبا ومقبرة ضخمة نموت فيها ،،قطرة قطرة،، .

بلد يسعى كل فرد إلى الهروب منه والهجرة إلى وطن يهديه الأمل والحياة.



#حاتم_بن_رجيبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرق الأوسط: مستقبل مظلم ومرعب!!
- صفعة مدوية لقيس سعيد بانتخابات تشريعية فاشلة!!!
- كيف تصبح دولة ما،،مصنعة،،!!
- أفيقوا يا أمازيغ و انتفضوا!
- السياسات النقدية بين الحقيقة والوهم
- كيف نحارب الرأسمالية المتوحشة
- علي بن أبي طالب، قديس أم مهووس سلطة؟؟
- دروس من الفتنة الكبرى ونهاية الحوكمة الرشيدة
- لماذا كل هذا الخوف من طالبان؟؟؟
- الإقتصاد الريعي
- ماذا يريد قيس سعيد؟؟
- ماذا تريد قطر ؟؟؟ok
- عشر سنوات من حكم التنين الإخواني
- تونس: كابوس انزاح!!
- الإستعمار العربي البشع لشمال إفريقيا
- ،،الطاعون،، لألبار كامي أو الحرب ضد الموت
- رواية ،،الموت السعيد،، لألبار كامي تحليل
- كيف نصنع مجتمعا ثريا؟
- سبل التوزيع العادل للثروة
- مدن الملح ،،بادية الظلمات،، لعبد الرحمان منيف أو تأسيس الممل ...


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم بن رجيبة - تونس: أزمة اقتصادية مريبة!!