أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حاتم بن رجيبة - ،،جحافل جائعة لا تترك أخضر ولا يابس!!،، قصة قصيرة














المزيد.....

،،جحافل جائعة لا تترك أخضر ولا يابس!!،، قصة قصيرة


حاتم بن رجيبة

الحوار المتمدن-العدد: 7889 - 2024 / 2 / 16 - 16:10
المحور: الادب والفن
    


(ملاحظة قبل أن تشرع في القراءة : هذه القصة تروي أحداث غزو الجراد لمدينة في شمال إفريقيا من منظار شخصي. لا مجال لمحاولة إسقاطها على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. أو لصراع أي شعب مقهور ضد المستعمر والمحتل!!حق الإسرائيليين في وطن يحميهم مشروع كما ينص على ذلك القانون الدولي ومواثيق الأم المتحدة!!)
***************************




علمنا أنهم قادمون!! جحافل جائعة لا تترك أخضر ولا يابس!! تفرجنا على التلفاز كيف يقاومها الإخوة بالحديد والنار والدواء و العويل و الدخان ، في السماء وعلى الأرض! بكل ما أوتوا من قوة وعزيمة!! بالعصي وأغصان الأشجار ! يريدون طردها من مزارعهم و واحاتهم وبساتينهم.

لكنها لا تتوقف، لا تنهزم!! هذه الجحافل المسعورة، الجائرة والتي لا تشبع!!

سمعنا أنها قادمة من جنوب الصحراء. كيف استطاعوا عبور تلك الفيافي المميتة ، كيف نجوا من نارها المستعرة، من لهيبها، من جفافها، آلاف الكيلومترات؟؟؟ عجيب أمرها!! كم تستطيع الصمود والصبر! لها عزيمة فولاذية!

بدأنا أنا وصديقي كمال نتطلع إلى الأفق، ننتظرها، بفضول، بخوف و رهبة !

من ينتظر جائحة بشوق و ترحاب ، بصدر رحب؟؟؟ جحافل الجراد ، جحافل الموت والفناء!! يريدون زرعنا وخيراتنا، يريدون فناءنا . تبا لهم!

قالوا : هم مساكين يهربون من الموت ، يفرون من المحرقة والمجازر!! كل ما يريدونه هو العيش والسلام. موطنهم القارة السوداء ، لكن السكان طردوهم وأساؤوا معاملتهم وشرعوا ينكلون بهم، يطاردونهم و يعدمونهم ويحرقونهم ، يحشرونهم في سراديب هائلة ثم يخنقونهم بالدخان والسموم. يا للهول!!

لكن لماذا يأتون جحافل وأسراب هائلة، بالملايين والمليارات؟؟؟ ماذا سيتبقى لنا؟ نحن أصحاب الدار؟؟؟

سحاب داكن أسود يتجمع في الأفق، في الغرب. ،،انظر يا كمال أتت العاصفة عوض الجراد !!،، لكن أين البرق وأين الرعد؟؟ أين نسيم ورائحة العاصفة؟؟

لا رياح ولا أمطار وإنما سحب سوداء وداكنة وكثيفة و مهولة، تتقدم ببطء وثبات.

أمر عجيب ومحير.

غابت الشمس، حجبتها جحافل رهيبة لا تحصى ولا تعد . مليارات ومليارات من الجنود المخلصين يحلقون برنين رهيب.

،،هاهم قد حلوا بنا يا سالم! يا للهول، ما أكثرهم!! ،،

تخيلتهم وحوشا قبيحة ومخيفة، لكنهم يا إلاهي قمة الجمال ! بلون الذهب!! ما أحلاهم !! انظر! زين وقد ، ما أبدعهم!!

ليسوا كما جرادنا الذي يشبهنا بلونه الداكن وجسمه الرقيق والصغير و طبيعته القنوعة . هم شقر ذوي أجساد عظيمة وأجنحة طويلة و شاهية منفتحة لا يشبعون ولا يرتوون. يريدون الكل ولأنفسهم فقط. لا يتقاسمون معنا . هم و الفناء !! لماذا لا يعيشون معنا كما نفعل نحن آلاف السنين مع جرادنا الرقيق والنحيف والصغير والقنوع؟؟

نظراتهم باردة، ميتة، لا رحمة و لا شفقة ! لا ينظرون إلينا وإنما إلى زرعنا، إلى أرضنا، إلى خيراتنا. يقفزون فوقنا وكأننا لا شيء! هواء وعدم.

،،أهؤلاء فارون من الفناء والمحرقة؟ إنهم والله الفناء بعينه!!،، صرخ صديقي كمال.

،،لا يريدون العيش معنا ولكن على حسابنا!! يريدون القضاء علينا و نحرنا ، هؤلاء الأوغاد!،،

،، ولكن كم سنقتل؟؟ لقد حجبوا نور الشمس ، إنهم مليارات ومليارات، لا سبيل لنا لهزمهم ودحرهم!! أطلقت زفرة طويلة.

رميت بالشطبة(غصن شجر كثير الأوراق) التي معي والتي أعددتها لمحاربتهم في البحر وكذلك فعل صديقي كمال. استلقينا على رمال الشاطئ الفضية الدافئة والناعمة واستسلمنا إلى نوم عميق وسط الجراد الأشقر الذي يحلق فوقنا و يقفز في كل مكان وحتى أسراب منه تجثو فوق جثث بني جنسها فوق مياه البحر تسترجع أنفاسها قبل مواصلة الغزو والعدوان.
كم تعجبت لحال بني وطني. لماذا يحاربون بدون هوادة هذا العدو الذي لا يقهر. إنها والله مضيعة للجهد والوقت ونطاح أرعن ضد صخور من الغرانيت. لست أبله مثلهم.



#حاتم_بن_رجيبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تتخلص الدول من ديونها ؟؟
- هل ستنجو تونس من الإفلاس ؟
- ،،مجزرة بن طلحة،، قصة قصيرة
- ،، العشرية السوداء،، أو متى خرج العفريت من قمقمه!! حاتم بن ر ...
- ،، زوجتك نفسي،، قصة قصيرة من قصص العشرية السوداء
- ،،أم تركتنا إلى عالم الشيطان!،، قصة قصيرة
- لن نهزم إسرائيل و لم نكن لنهزمها أبدا !!!!
- هل الصهاينة وحوش أم الفلسطينيون خرفان و فريسة سهلة؟؟؟
- الإحتفال ال 75 بإبادة 400 قرية فلسطينية!!!
- راشد الغنوشي: عدو الدولة التونسية رقم واحد!
- فهم معجزة إسرائيل الإقتصادية
- قيس سعيد:زاهد و مصلح أم دكتاتور رهيب؟؟؟
- تونس على حافة الإفلاس: الأسباب!!!
- تونس ومصر : حرب غربية ضروس ضد سعيد والسيسي !!!
- تونس: أزمة اقتصادية مريبة!!
- الشرق الأوسط: مستقبل مظلم ومرعب!!
- صفعة مدوية لقيس سعيد بانتخابات تشريعية فاشلة!!!
- كيف تصبح دولة ما،،مصنعة،،!!
- أفيقوا يا أمازيغ و انتفضوا!
- السياسات النقدية بين الحقيقة والوهم


المزيد.....




- -لم أقتل زوجي-.. مسرحية مستوحاة من الأساطير الصينية تعرض في ...
- المؤسس عثمان الموسم 5.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 باللغة ...
- تردد قناة تنة ورنة الجديد 2024 على النايل سات وتابع أفلام ال ...
- وفاة الكاتب والمخرج الأميركي بول أوستر صاحب -ثلاثية نيويورك- ...
- “عيد الرّعاة” بجبل سمامة: الثقافة آليّة فعّالة في مواجهة الإ ...
- مراكش.. المدينة الحمراء تجمع شعراء العالم وتعبر بهم إلى عالم ...
- حرمان مغني الراب الإيراني المحكوم عليه بالإعدام من الهاتف
- فيلم -العار- يفوز بالجائزة الكبرى في مهرجان موسكو السينمائي ...
- محكمة استئناف تؤيد أمرا للكشف عن نفقات مشاهدة الأفلام وتناول ...
- مصر.. الفنانة دينا الشربيني تحسم الجدل حول ارتباطها بالإعلام ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حاتم بن رجيبة - ،،جحافل جائعة لا تترك أخضر ولا يابس!!،، قصة قصيرة