أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - ماذا وراء التلويح باجتياح رفح؟














المزيد.....

ماذا وراء التلويح باجتياح رفح؟


هاني الروسان
(Hani Alroussen)


الحوار المتمدن-العدد: 7887 - 2024 / 2 / 14 - 16:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في تعقيدات تحليل المشهد السياسي او رسم صورة نهائية لحدث ما، هناك ما يشبه لعبة البازل حيث يلعب حجم الصورة وعدد ألوانها والتقارب بينها وعدد قطعها وخاصة منها تلك التي تسمى بالمستعصية التي لا قيمة لها في تحديد ملامح الصورة ولا يعرف مكانها أصلاً ولكنها ضرورية لاكتمال تركيب اللوحة. بل ان في مشهد الحدث السياسي كثيرا من القطع التي لا علاقة لها بالصورة النهائية للحدث ووظيفتها فقط هي التضليل للحيلولة دون التمكن من رسم الصورة الدقيقة لذلك الحدث واهدافه.
تماما هذا ما تُحاط به ما تسمى معركة رفح التي تحف بسياقاتها كثير من الاسئلة، فرغم تحذيرات الأمم المتحدة التي قالت إن أقدام إسرائيل عليها يدخل في عداد جرائم الحرب، وتخوفات الإتحاد الاوروبي من تدهور الوضع العسكري في سيناء كما عبر عنها جوزيب بوريل والموقف الامريكي الذي لم يكتف بالاشتراطات والرفض المعلن لعموم النهج الاسرائيلي كما وصفته مجموعة المستشارين في البيت الأبيض للناخبين العرب في ولاية ميشيغان حسب ما نقلته نيويورك تايمز، بل ان الرئيس بايدن قرر وفقا اكسيوس إيفاد وليم بيرنز مدير وكالة المخابرات المركزية ومهندس وثيقة باريس للقاهرة لاتمام صفقة تبادل الأسرى مع حماس ووضع ملامح خطة سلام أشمل. وبالرغم ايضا من رفض الخارجية السعودية للاجتياح وتهديدات ولي العهد التي اوردتها الوول ستريت وقالت انه ابلغها للوزير بلينكن وفحواها، ان لم يتم عقد صفقة سلام مع الفلسطينيين خلال أسابيع محدودة فإنه لن يكون هناك تطبيع خلال هذا العام في إشارة لا تخلو من تهديد بترحيل ذلك إلى الإدارة القادمة والتي قد يكون على رأسها ترامب.
وفوق ذلك كله وبالرغم من الغضب المصري من احتمالات الهجوم الذي قد يصل الرد عليه عسكريا وفقا لموقع عربي 21 الذي قال ان ذلك كان رأي القيادات العسكرية وقادة المخابرات العسكرية، فيما أبدى الرئيس السيسي واللواء عباس كامل خلال اجتماع دعا له هذا الاخير رغبة في الاكتفاء بالرد الدبلوماسي، الذي تم تفعيل قنواته مباشرة حيث نقلت "نيويورك تايمز" ان مسؤولين مصريين حثوا نظرائهم الغربيين على إبلاغ إسرائيل بأنهم يعتبرون أي تحرك لإجبار سكان غزة على العبور إلى سيناء بمثابة انتهاك من شأنه أن يؤدي إلى تعليق معاهدة السلام لعام 1979.
والحقيقة ان القاهرة وفي اطار وضع رفضها للتهجير موضع التهديد واتساقا مع طروحات القادة العسكريين فانها أرسلت نحو 40 دبابة وناقلة جند مدرعة إلى شمال شرق سينا في إطار سلسلة تدابير لتعزيز الأمن على حدودها مع قطاع غزة، ومنع إسرائيل من تجاوز بنود اتفاقية السلام في المنطقة د التي لا يتجاوز عمقها 4كم ولا يسمح بأن يتواجد بها أكثر من 4 آلاف جندي إسرائيلي بأسلحة قوات المشاة الميكانيكي فقط، دون مدرعات ومدفعية أو طيران. وان دخول أي من هذه الانواع يعد خرقا لمعاهدتي السلام، وكامب ديفيد.
وبالرغم من كل الذي ذكر وأكثر منه فان نتنياهو قد امر جيشه بوضع الخطط اللازمة لتنفيذ اجتياح رفح التي زعم ان بها 4 كتائب لحماس بكامل عتادها بالإضافة إلى وجود نحو 12 نفقا متصلة بمنطقة سيناء، وانه وفقا لصحيفة تايمز أوف اسرائيل فان على الجيش إنجاز هذه المهمة قبل حلول رمضان تحسبا لردود فعل غاضبة يمكن ان تشهدها المنطقة.
واللافت هنا ان نتنياهو الذي يرغب في تحقيق هذه المهمة المستحيلة في غضون شهر مع تجنب إيقاع خسائر في صفوف المدنيين كما زعمت صحيفة هآرتس التي قالت إنه سيتم اجلاؤهم من منطقة رفح إلى مناطق آمنة، دون ان تذكر كيف سيتم نقل حوالي مليون ونصف المليون نازح في مثل هذه الفترة الوجيزة والى اي منطقة تحديدا حيث لم تعد هناك مناطق يمكن لها استيعاب هذه الاعداد بعد أن دُمرت ابسط مقومات الحياة في أكثر من 80% من مساحة غزة.
ولاستحالة إمكانية من هذا القبيل فان الجيش الإسرائيلي، ان نفذ عمليته هذه فانها ستكون في مساحة لا تتجاوز 55 كم مربع، يعني أن كل كم مربع سيكون فيه 27272 فلسطيني ما يجعلها أعلى كثافة سكانية في الكون، حيث أن كل متر مربع يقطنه 27.272 نسمة، ما يعني أن أي رصاصة يتم إطلاقها ستكون لها تداعيات إنسانية فضيعة فما بالك بقصف جوي وصاروخي ارضي وبحري.
لكن وفي الوقت نفسه الذي يبلغ فيه نتنياهو مصر بقرار اقتحام رفح ويستدعي احتياطه، يرسل وفدا إلى القاهرة لمفاوضات اتمام صفقة التبادل، وكأن كل الذي يدور الحديث حوله ليس أكثر من مناورة دبلوماسية إلى جانب المناورة البرية والضغط العسكري الذي دخل شهره الخامس من اجل تحقيق صورة نصر، ترمم كارثة الهزيمة الاستراتيجية وخاصة الأخلاقية التي منيت بها إسرائيل.
الحقيقة ان إجابات قاطعة عن الاسئلة التي تحف بالتلويح باجتياح رفح ستبقى معلقة ورهينة لحقيقة الموقف الأمريكي- المختطف الان من قبل نتنياهو على حد تقدير عبد الله اللهيان وزير الخارجية الايرانية- الذي نرجوا ان لا يكون غطاء لتمرير مؤامرة التهجير من غزة اولا قبل الالتفات إلى الضفة الغربية لتنال قسطها لاحقا.
هاني الروسان/ استاذ الاعلام في جامعة منوبة



#هاني_الروسان (هاشتاغ)       Hani_Alroussen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انقاذ الدور الاسرائيلي على حسب الدور السعودي
- البعد السياسي في قرارت لاهاي
- هل تعني السعودية ما تقول؟
- إسرائيل أصغر حجما من دورها
- ايران والحرب على غزة: الدولة بين واقعها وخيال حكامها
- حتى لا نبدد فرصة اكتوبر
- ليس تحليلا للخطاب ولكن: ماذا قال الشيخ نصر الله ؟؟
- هل يدفع اختراق اكتوبر واشنطن لمراجعة استراتيجتها الشرق اوسطي ...
- الامتحان الأصعب وربما المصيري
- لن تفرط السعودية بقيادة النظام العربي من اجل التطبيع
- قمة الجزائر: قمة التغيير
- الفخ الاوكراني وحسابات الحقل والبيدر
- الاستعداد الفلسطيني لاحتمالات تحريك عملية السلام
- دولة للحمقى والمجانين
- العرب يفكون ارتباطهم بفلسطين
- هل هو تمهيد فلسطيني للخروج من المقاربة الاخلاقية؟
- هل ينهار مشروع الامارات لتسييد اسرائيل
- التطبيع الاماراتي: تحالف ضرورات البقاء
- لكي لا تواصل اسرائيل تجاهل الممكن والبحث عن المستحيل
- بناء شراكة استراتيجية فلسطينية اردنية لمواجة الضم


المزيد.....




- حسام زملط لـCNN: هل استشارتنا أمريكا عندما اعترفت بإسرائيل؟ ...
- الخارجية الروسية: الهجوم الأوكراني الإرهابي على بيلغورود هو ...
- دعوة لوقف التواطؤ في الجرائم الدولية عن طريق فرض حظر شامل عل ...
- المبادرة في شهر: نوفمبر 2023
- دراسة: الصوم عن منصات التواصل يعزز احترام الذات ويحمي الصحة ...
- قتلى وجرحى جراء انهيار بناء سكني في مدينة بيلغورود عقب هجوم ...
- مصر تعمل على إقناع شركة -آبل- بتصنيع هواتفها في مصر
- مصر تهدد إسرائيل بإنهاء اتفاقيات كامب ديفيد
- سلطان البهرة يشكر مصر على منح طائفته فرصة تطوير أشهر مساجد ا ...
- الإعلام العبري: مصر وقطر رفضتا عرضا إسرائيليا لإدارة مشتركة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - ماذا وراء التلويح باجتياح رفح؟