أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل الدلفي - قصتان قصيرتان جدا :دعاء النملة السوداء & العشق بصوت عال














المزيد.....

قصتان قصيرتان جدا :دعاء النملة السوداء & العشق بصوت عال


كامل الدلفي

الحوار المتمدن-العدد: 7885 - 2024 / 2 / 12 - 04:48
المحور: الادب والفن
    


(1)
دعاء النملة السوداء
قصة قصيرة جدا
رمت حبة السكر البلورية عن ظهرها ، قرفصت على الارض ، مدت رجليها كأية مفجوعةبباب ثقب الارض الذي عاشت فيه و قبيلتها من النمل بسعادة وأستقرار منذ أمد ، رمقتني بانكسار و جودي ، ادركت غريزتها انا الذي اصببت القطران الى داخله وفعلت مجزرتي ببني جلدتها..قرأت بعناية مشاعرها الناقمة ، وما يدور بخلدها من ردود أفعال نحوي،الحق انه لم يدر بخلدي ما يوحي لي بان النمل يمارس الشتم والسباب والكلمات النابية، الى ان عاتبتني روح ابي في ليلة حلم، متسائلة عن سر اللعنات السوداء التي اخذت تتساقط عليهم من دار الدنيا الى الدار الاخرة ..؟

(2)
عشق بصوت عال
قصة قصيرة

ثلاثة أيام من البحث المضني في أوراق، ومسودات كتبتها في غضون العشرة أعوام الماضية .. ذاكرتي حفزتني للبحث بينها، فهي لم تنقطع أن تشير إلى وجود معلومات أكيدة بين هذا الركام، تتعلق تماما بالوضع الجديد الذي نحياه أنا وأنت، الذي اصطلحنا عليه مجازا بالعشق الحي، أو بيولوجيا بصوت عال .. في اليوم الرابع وجدت أسماء أنثوية تتضمن ثلاثة أو أربعة من حروف أسمك .. تتكرر تلك الأسماء في قوائم متعددة، مثل قائمة أسماء زوجات الإسكندر في بابل، وقائمة باسماء نبيات قيد الإشارة، وقائمة محضيات سرجون و و .
في اليوم الذي أحسست فيه بهلاك حقيقي، انتابني شبه قرار بقبول الأمور كما هي عليه من دون لمسات سريالية أو اضفاء مسحة روحية على مجريات الحدث.. هذا النفي الداخلي سمح لي بان أتذكر بوضوح نبوءة قديمة ترتبط مع الأسبوع الأول من ولادتي قالت بها جدتي فاطمة حين رأت دجاجتها العربية السوداء تترك محلها المألوف في وضع البيض، وتبيض على رأسي، وأنا ابن يومين ملقى كقطعة لحم غضة حمراء في
" كاروكي" ..حين رأت السعادة التي تكتنف دجاجتها السوداء ضحكت، ووشمت صدغي بإبرتها مولولة في وجه أمي التي انتبذت منهم مكانا قصيا : جئتِ لنا ببلاء، ابنك هذا يخرم سُنة جده، ويعق أباه. فسمتني من وقتها بالأبلس .. ودلعتني مرة أو مرتين بإبليس ..كانت جدتي فاطمة تحكم الناحية، وصلتني رسائلها الممهورة بمهرها المعدني وبماء الزعفران بعد وفاة أبي ..دون أن تكون لي رغبة في قراءتها..في اليوم السابع من البحث .. وقعت عيني على رسالتها الإبليسية أي خاصتي، والتي كتبتها إلى والدي : بني إن إبليسك (أنا) لن يموت بداء الحصبة ولا الجدري الذي طفح بوجهه شيء منه، ولو انه مات بهما لكان ارحم لنا، إنه يشب ويكبر ويحرق ذكرنا بشهوات قلبه حتى يصاب بهوا غانية من البربر، فيلتحق معهم ويضيع أثره.. فهو مبلس لا ينال شفاعة ولي يوم نقف مهطعين أمام مالك الملك..وفي الرسالة سرد يخص تفاصيلاً كثيرة من حياتي ..
الغريب أن جدتي وضعت في كل زاوية من الورقة نجمة في وسطها حرف مرسوم بعناية، ووضعت في الوسط نجمة خامسة كبيرة وفيها حرف كبير.. دهشت وأنا اربط الحروف، بدأت بالحرف الكبير واتجهت بعكس عقرب الساعة(يسارا)، فتشكل اسمك .. ضممتها إلى يقينياتي وبصواب رحلتي..ا تصل بي مكتب السفر يبلغني موعد الرحلة.تقول جدتي انه سيلعنني الرب على يديك ..اعتقد إن هذا أقل ما سيحصل لي، ازدحم رأسي بخرائط افتراضية لتوزيع لحظات اللقاء الجنوني معك. هناك رسوم توضيحية لأكثر من ألف نوع من القبل والاحتضان والتحليق ونفي النوم ..
يقول حفيد لي بعد مائة عام من موتي :علينا أن ننقل رفات جدنا إلى البلاد، فقد وضع لبناتٍ لعلم العشق بصوت عال..



#كامل_الدلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاربة نقدية في خميرة حلم بقلم الناقد عبد الجبار خضير عباس
- رسالة في آخر السنة- قصة قصيرة
- بُرنص محترق- قصة قصيرة جدا
- قراءة نقدية في القصة القصيرة ( كميلة) للقاص العراقي على حداد
- اطوار-الكرسي قصتان قصيرتان جداً
- الباء،طائرة ورقية-قصص قصيرة جداً
- يوميات قميص -قصة قصيرة جدا
- لحظة أخيرة
- احاديث أم حمزة- قصة قصيرة
- العراق ، محو الوطن والغاء المواطنة هدف عالمي يديره وكلاء الن ...
- ملامح تنويرية في الفكر الديني المعاصر
- 50 مليار دولار فائض صادرات النفط العراقي - الشحمة والبزون -
- التمييز في الرؤية والاستبصار قي الرؤيا ، اجراء لافكاك عنه.
- القناعة بالمقسوم وحاجتها الى التدقيق والمراجعة
- احاديث العام الجديد - الوباء واللقاح في ثنائية الفقر والغنى.
- صراع الأضداد أم وحدتهم في المؤسسة الاميركية..
- اللغة العربية سلاح للوحدة العراقية.
- العام الجديد : قيح وأورام في رئتي العراق
- ما اعتقده في العملية السياسية
- الثعلب الماكر


المزيد.....




- اغنية دبدوبة التخينة على تردد تردد قناة بطوط كيدز الجديد 202 ...
- الشعر في أفغانستان.. ما تريده طالبان
- أكثر من 300 لوحة.. ليس معرضا بل شهادة على فنانين من غزة رحلو ...
- RT العربية توقع اتفاقات تعاون مع وكالتي -بترا- و-عمون- في ال ...
- جامع دجينغاربير.. تحفة تمبكتو ذات السبعة قرون
- حملة ترامب تطالب بوقف عرض فيلم -ذي أبرنتيس- وتتهم صانعيه بال ...
- ذكريات يسرا في مهرجان كان السينمائي
- فنانو مسرح ماريوبول يتلقون دورات تدريبية في موسكو
- محاكمة ترامب.. -الجلسة سرية- في قضية شراء صمت الممثلة الإباح ...
- دائرة الثقافة والإعلام الحزبي تعقد ندوة سياسية في ذكرى النكب ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل الدلفي - قصتان قصيرتان جدا :دعاء النملة السوداء & العشق بصوت عال