أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جمعة - الجسد في بيت دلال!!














المزيد.....

الجسد في بيت دلال!!


احمد جمعة
روائي

(A.juma)


الحوار المتمدن-العدد: 7883 - 2024 / 2 / 10 - 22:50
المحور: الادب والفن
    


من رواية الغانية والبحر
صدرت حديثًا عن دار اسكرايب للنشر والتوزيع- القاهرة

عاشتْ جوري منذ بَلغتْ الرابعة عشرة بتلك الدار ورَمتْ وراءها كلّ العالم الذي لم تعرف منه سوى اسمها... وخضعتْ كلية لرعاية المرأة الأربعينية البيضاء المدعُوّة دلال التي انقذتها من العمل بالمنازل والتعرض للتحرش وقدمت لها الطعام والشراب واللباس والمنام والحرية! ولكن أخذت منها فقط الجسد...وهذا ليس بالكثير مقابل ما نالتهُ من حياةٍ هانئة، فماذا يعني الجسد وهي التي لا تَذكّر حتى متى وكيف وُلِدتْ...؟
موسمُ الخريف يشبهُ مَوسِم الثلج الذي أضحكها وجعلها تكتمُّ السرّ عن زوجها صالح عندما قدّمَ لها الثلج أول مرّة باعتبارهِ اكتشافهُ السحري...عَرفتْ الثلج قبلهُ بسنواتٍ في بيت دلال، وعرفتْ معهُ مواسِم الصمتْ في بيوتٍ لا يتَخلّلها الهواء وتَعبقُ بدخان السجائر وعدم البوح بكلِّ ما يجري فيها، فشعارها الصمت والعمى، فمن شروط من يحيا ببيتِ دلال ألا يتكلم ولا يرى... شَمِلَ جوري الصمت مثل غيرها من فتيات الدار. اخْتَفتْ كمّا الغيم حين يسبح، غابتْ عن البيوت والخدمة والتسكع... لم يترك غيابها أثرًا في أحدٍ فهي وحيدة، كانت في حياة أخرى زوجة وفي حياة أخرى أيضًا زوجة...! فمن رواية إلى أخرى تَبَدَّلتْ حياة جوري! وهذا غير مفهوم للقارئ! أصبح غياب جوري مُسَوْغاً لعالمٍ آخر يُدِلّ على تناسخ الروايات... رأى فيها البعض ذريعة للفرار من الواقع المُرّ وهو ما لم يفسرُ سرّ اختفائها! لغز جوري سيبقى شاهدًا على عصرٍ بحاجةٍ لقراءة أخرى مختلفة!!

"عندما تُولد بلا اسم ولا بيت ولا أسْرَة...حين تَجدْ نفسك وحيدًا في الدنيا بلا أمَّل ولا عنوان أو مكان... حين تُجَرّدُكَ شدّة الألم من الشعور بهِ عندها تَقْبل بكلّ ما يُعرض عليك...لا تهمك سمعة ولا كرامة ولا أقوال الناس فيك...هذا ما واجهتهُ منذ وَعَيتُ الحياة. اسْتَسْلمتُ لمصيري وجَريتُ وراء رزقي للعيش فقط وليس لأي شيء آخر. لم أفكّرَ بنوع الملابس وقيمتها ولا بمذاقِ الطعام بل بما يَسدّ الرمق... لا يعنيني أن بدَوّتُ جميلة أو قبيحة ولا يهمني إن تزوجت أو تشردت... المهم ألا أنام ليلة بجوعي...كنتُ وحيدة في مدينةٍ ضبابية لا ترحم. تهتُ بين أزقة وأحياء وطرقات، طاردني كلَّ أنواع الرجال وكأن ملامح وجهي تنبئ بأني سَهْلة المنال رغم أنني ظلّلتُ لسنواتٍ محافظة على عفتي حتى بلغتُ الرابعة عشرة، فقدتُ حينها إيماني بأن الله قد ينتشلني من مستنقع فيه كلّ الفطريات التي خلّفتها مدينة المحرق..."



#احمد_جمعة (هاشتاغ)       A.juma#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدينة رمادية باردة تبتلع الحلم!
- متى تسقط أمريكا؟!!
- تموت باليأس أم تحيا بالحظ...
- زمن قطعان البهائم
- عار العرب في كردستان
- خرافة إيران وسط العرب
- الواقع والخيال في دولة الرماد!!
- خرافة الترجمة بزمن الانحطاط الثقافي
- حافة الانقراض الثقافي العربي!
- الخروج عن السرب حرية
- هل الشعب العربي مسكين؟!!
- أيها الروائي الحزين تبًا لأضواء المدينة المارقة!!
- الصورة وتزويرها في حرب غزة
- العالم العربي...فيك، فيك، فيك.
- نزهة في حديقة الجهل وللعقل الرحمة!!
- تمجيد الجهل!
- مخدر اسمه فلسطين...
- الغانية والبحر رواية أحمد جمعة
- حرروا العقول قبل تحرير فلسطين
- حماس والتصفيق الأعمى!


المزيد.....




- -خماسية النهر-.. صراع أفريقيا بين النهب والاستبداد
- لهذا السبب ..استخبارات الاحتلال تجبر قواتها على تعلم اللغة ا ...
- حي باب سريجة الدمشقي.. مصابيح الذاكرة وسروج الجراح المفتوحة ...
- التشكيلية ريم طه محمد تعرض -ذكرياتها- مرة أخرى
- “رابط رسمي” نتيجة الدبلومات الفنية جميع التخصصات برقم الجلوس ...
- الكشف رسميًا عن سبب وفاة الممثل جوليان مكماهون
- أفريقيا تُعزّز حضورها في قائمة التراث العالمي بموقعين جديدين ...
- 75 مجلدا من يافا إلى عمان.. إعادة نشر أرشيف -جريدة فلسطين- ا ...
- قوى الرعب لجوليا كريستيفا.. الأدب السردي على أريكة التحليل ا ...
- نتنياهو يتوقع صفقة قريبة لوقف الحرب في غزة وسط ضغوط في الائت ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جمعة - الجسد في بيت دلال!!