أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 32 ــ















المزيد.....

هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 32 ــ


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 7865 - 2024 / 1 / 23 - 16:12
المحور: الادب والفن
    


الله
اكتشاف الإنسان لله، لم يكن حبًا به، أنما حبًا بنفسه.
كان لديه رغبة عميقة في تقديس نفسه. ولم لم يستطع، لجأ إلى صنع الرموز، واعطاءه بعدًا ما بعد طبيعي.
هكذا حمى جسده ونفسه من الزوال، ليبقى ويتمتع بالحياة الدنيا والأخرة.
جميع الحروب المقدسة التي قام بها تدور حول تقديسه لنفسه.

المتمرد والمعاناة
معاناة الإنسان المتمرد، الصراع بين القيم والمثل الذي يحملها في داخله ويؤمن بها، والواقع الثقيل بحمله وحركته وتحولاته.
إن المتمرد يدرك في قرارة نفسه، أن هناك طلاق بين الحلم والأمل من جهة وقسوة وثقل الصراع، وثقل الإرادة، وأن هذا الصدام سيفضي لا محالة إلى انكشاف الحلم، ثم الوصول إلى طريق مفتوح على احتمالات كثيرة بين الغاية وجدار الواقع.
الحلم، طريقه طويل طويل. سبينوزا طرح فلسفته، بيد أنه نبذ من الواقع الاجتماعي السياسي، وعاش فقيرا معدما، منبوذا من الدولة والمجتمع، وما زال طريقه مفتوحا على عدة مسارات، مع أنه من كبار الفلاسفة، بيد أن الحلم بقي حلمًا
الإنسان يعشق حلمه الخاص، أما الحلم العام فيتركه يتطاير مع الريح.
هل وصل الإنسان إلى فكر سينوزا؟

السابق الرئاسي الأمريكي
يشعر المرء أمام السباق الرئاسي الأمريكي كل أربع سنوات أنه أمام خيول أو كلاب مدربة تدريبًا عاليًا.
في هذا الصراع كل شيء مسموح، الشتائم، السباب، الهزال، السخرة.
لا فكر، لا قيم، لا مبادئ، لا سياسة، لا أخلاق.
صراع بين مجرمين يريدان الاستحواذ على قرار السيطرة على العالم وتركيعه.
أنهم يشيران إلى تفاهة عالمنا المعاصر، إلى عراء عالمنا الوسخ.

الخوف
خوفي لم يكن من الخارج أو من الأخر.
هذا الخوف كان ولا يزال يخرج من داخلي، من الأعماق، إنه قابع فيه منذ جذور الأزمنة الأولى، والزمن الأول، ومنذ نشأة الكون والمكان والزمن.
إنه كامن في صدري، في مكان ما مني، ربما في مخي أو تلافيف أعصابي، يراقب المجهول ككائن قائم بذاته في ذاكرتي، ويريد أن يسترجعه ويعيده إلى حقيقته.
ففي اختراقنا للمجهول كنت أسمع صوت السماء والليل والضوء، والنجوم البعيدة في الليل البعيد، القادم من الكون البعيد، يدلف إلى أعماقي ويناجي روحي.
تلك الإيقونة النائمة بعيدة عن المدارك لا تزال باقية ومستمرة.
هذه الأنا ما زالت هائجة في خلودها الخالد.

المبدع والإبداع
إن التوتر والانفعال الذي يعاني منه الفنان أو الأديب أو المفكر، سببه رغبة دفينة، ليبيدو، أو طاقة جنسية عالية جدًا لم تتحقق على أرض الواقع.
ووراء كل مبدع عظيم، ليبيدو عظيم، فاعل جدًا ونشيط جدًا.
رغبة المبدع لن تتحقق على الاطلاق، الليبيدو لديه عائم.
الإبداع ذات غير متكملة.

صناعة الإله
إن تصنع إلهك بيدك وتعشقه، تدخل في محرابة، في ذلك الحنين الأبدي إلى الأبد.
تجلس في حضرته في خشوع، تسبح في موجودات ذاتك الهائمة لتربطه بالوجود.
وتغرق في اللاشعور لتتوحد بالذات البعيدة التي هي ليست ذاتك بالرغم من أنها ذاتك ومنفصلة عنك.
إن الاستغراق في اللاشعور يخفف عنك عبء الشعور والانتماء الثقيل لحمولات الواقع وهياجه.
كن إلهًا أو أصنع لنفسك إلهًا لتتوحد بالوجود.
لترتقي وتطير.

القتال
عندما يتقاتل طرفان دون رافعة سياسية أو اجتماعية، فهما عصابة أو مسخ سياسة أو قوى تحت سياسة أو أقل، ولا يعتد بهما سياسيًا واجتماعيًا.
هذا يجب أن يؤخذ به، ويوضع في الحسبان.
خلال سنوات القتال العبثي دون سياسة أو هدف سياسي أو برنامج سياسي، تأكلا، المعارضة والنظام السورية، وتحولا إلى مسخ، عراة تمامًا، دون ثياب تستر عريهما المتأكل، بل تحولا إلى مجرد واجهة قميئة، لا حمولة سياسة أو اجتماعية لهما.
كلاهما، المعارضة والنظام، فقدا رمزيتهما، عما كانا عليه قبل الثورة. وكل واحد من موقعه.
لم يعد لهما مكانة ترفع من شأن بقاءهما سوى رعاية مسخ أخر، مريض أخر، روسيا وتركيا وإيران والولايات المتحدة وقطر والسعودية.
إنهم يتكئون على بعضهم لإنتاج مولود مشوه، مسخ على مقاسهما.
رمزية النظام إنه كان حاكم سوريا المطلق، يخافه الصغار والكبار. المعارضين والموالين. وعلاقاته الدولية كانت قوية. الأن، ماذا بقي له؟ أصبح مجرد جثة متفسحة يسيرها الصغار كإيران وحزب الله والجماعات المسلحة الموالين له، بالإضافة لروسيا.
ورمزية المعارضة أنهم محسوبين علينا سواء بإرادتنا أو فرضوا علينا، إلا أنهم العائمين على المشهد السياسي، ويتم التعامل معهم دوليًا، الشاعد الزور.
كلاهما، وحلفاءهما قذارة ما بعدها قذارة، إنهم جميعًا يلعبون خارج مصالح الناس والمجتمع في سوريا المسروقة من شعبها.

السلطة تلك اللعوب
السلطة, تلك العاهرة اللعوب, الجميع يتصارعون من أجل الوصول إلى جسدها, لنيل قطعة منه. هذا هو حال التاريخ وما يزال.

انكيدوا والمرأة في ملحمة جلجامش
في ملحمة جلجامش، جرى تحليل الرواية ظلمًا، عندما قالوا، أن المرأة هي السبب في أنسنة الإنسان.
أرى أن هذا التحليل فيه الكثير من التضليل، لأن الملحمة حولت المرأة إلى أداة، موضوع لغاية، عمليًا تم توظيف جسدها لخدمة الرجل، توظيف خارج، الجسد وسيلة للوصول إلى غاية، للعمل عليه والوصول إلى الهدف.
المرأة، عاهرة المعبد، جاءت إلى أنكيدو، بإشارات مدنية، قدمت خدمات، ثم اختفت من الملحمة، بمعنى لم نعد نرى لها وجود أخر.
المرأة جلبت انكيدو من الغابة، جلبت الصياد البري البريء، الكائن الطبيعي، الذي كان يعيش مع الكائنات البريئة كالغزلان والأرانب والأسود، ونقلته مباشرة إلى أوروك، المدينة، بيد أننا لم نر الدهشة على وجهه وملامحه، لم نر رفضه أو قبوله، كأنه كان يعرفها سابقًا، وتأقلم معها بسرعة.
هل تأقلمنا مع هذه المدينة، المدنية إلى اليوم، هل نحن راضون عن أنفسنا؟
ما هي ضريبة هذه المدنية، أليس كان هذا تأسيسًا لطبقة الأغنياء والمرفهين، ونخبة الفن والأدب والموسيقا، كجزء حيوي ومهم من القائمين في أعلى التراتبية الاجتماعية؟
لمن هذه الحضارة، من صاغها، وبنى أسسها، ووضع حجر الأساس لها؟
أليس فائض الإنتاج، كان السبب الأول في الانتقال من الصيد إلى التدجين والحروب وتأسيس الدولة، والمدن والسلطة والممالك؟
انتصر جلجامش المسلح بالمدنية، بالأسلحة والخبث والمراوغة والتورية على أنكيدو، على البراءة والطبيعة الخيرة.
لنعري هذا التاريخ، ولنقف أمام أنفسنا قبل أن نقدس عبوديتنا بكل رحابة صدر.
قلت مرات كثيرة، لاتنجبوا المزيد من العبيد، قلتم، أنه الخصب، خصب ماذا؟

تعتقد
تعتقد أنك مهم جدًا، وتتصرف على هذا الاساس. هذا رأيك بنفسك. ومن حقك. بيد أن الأخرين يرونك إنسانا عاديا، بل أقل من عادي.
وتستحق الشفقة.

الخداع والمثقف
احيانًا كثيرة يتوحد المثقف، القارئ النهم للثقافات الأخرى، مع الشخصيات الرئيسية أو الهامشية التي تمر معه في الكتب، ينفصل عن ذاته الحقيقية ويتقمص الأخر.
ما زلنا ظل لم نرق إلى مستوى التوحد بين الذات، الكينونة الذاتية وظلنا. ودائما ظلنا يسبقنا، ونحن نركض وراءه كمجرد ظل.
ففي النضال أو فعل الخير لا نعرف من هو البطل الحقيقي، هل هو نحن أم الظل، ومن يسيطر على من، ومن هو الأصل ومن هو المزيف؟
إنها مأساة كبيرة، بل معقدة، فيه تواطأ بين أثنين الفرد وظله، يصلان إلى مرحلة الاندماج تارة والانفصال تارة أخرى، حسب التطورات.
في هذا التغير يصبح لنا شخصيتان، نخلق واحدة منّا وفينّا ودون شعور منّا، وأخرى قابعة في داخلنا تتحول إلى خارج، منفصل عنّا وعن نفسها وزمانها وهي معنا وفينا.

الامتثالي
إن خلق الكائن الامتثالي أشد خطرًا على المستقبل والحياة.
إنه المقدمة الأولى للعبودية
الكائن الامتثالي سلبي وافر الهزيمة الداخلية، يخضع دون شروط، خاضع قبل الخضوع، كائن منفصل عن الحضور النفسي لنفسه، أنه خارج ذاته.
عملت السلطة على إنتاج هذا النموذج من البشر لعزله عن واقعه وتحويله إلى كائن غير مدرك ما تفعله السلطة به.
فهو تحت الرقابة على مدار الساعة بالرغم من أنه مجرد مجسم يتحرك غريزيًا وفق متطلبات السلطة.
الممتثل ينام مل جفونه بينما السلطة ساهرة على أمنها وبقاءها وبقءه ممتثلًا خاضعًا، بعد أن تشبعه بكم هائل من الأوامر المشككة بتصرفه وسلوكه



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس في الثقافة مقتطفات 31
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 30 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 29 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 28
- هواحس في الثقافة مقتطفات ــ 27 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 26
- هواجس ثقافية مقتطفات ــ 25 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 24
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 23 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 22
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 21 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 20
- هواجس في الثقافة مقتطفات 19
- هواجس في الثقافة مقتطفات 18
- هواجس في الثقافة مقتطفات 17
- هواجس في الثقافة مقتطفات 16
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 15 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 14
- هواجس في الثقافة مقتطفات 13
- هواجس في الثقافة مقتطفات 12


المزيد.....




- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين
- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...
- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...
- تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- ليبيا.. إطلاق فعاليات بنغازي -عاصمة الثقافة الإسلامية- عام 2 ...
- حقق إيرادات عالية… مشاهدة فيلم السرب 2024 كامل بطولة أحمد ال ...
- بالكوفية.. مغن سويدي يتحدى قوانين أشهر مسابقة غناء
- الحكم بالسجن على المخرج الإيراني محمد رسولوف
- نقيب صحفيي مصر: حرية الصحافة هي المخرج من الأزمة التي نعيشها ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 32 ــ