أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - مائة يوم في بطن الحوت














المزيد.....

مائة يوم في بطن الحوت


عائد زقوت

الحوار المتمدن-العدد: 7859 - 2024 / 1 / 17 - 16:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين التفاقم والمحاولات لِلَجم الكارثة الإنسانية، والسياسيّة التي حلَّت بالقضية الفلسطينيّة وأهل غزة وكأنّها التقَمها الحوت، وفي ضوء الاحتلال المؤقت أو ما أطلقت عليه إسرائيل المرحلة الثالثة للحرْب، الذي من الممكن أن يتحول إلى احتلال دائم إذا ما تمكنّت إسرائيل من إعادة احتلال محور صلاح الدين فيلادلفيا، وبعد دخول الحرب إلى المئويّة الثانية من التعداد اليومي، لا زالت جغرافية غزة وديموغرافيتها تُمثّلان المخزون الاستراتيجي والمادة الأساس التي يراهن عليها طرفا الحرب، لتحقيق أهدافهما السياسيّة، وفي تقديري أنّ أيّ ادّعاءات أو رؤى مناقِضة لذلك ماهي إلا سَراب رُؤيوي يستند على التخاريف الأسطورية، ودرب من الهَرطقات السياسية التي تعيش في شرنقة أفكار مُروّجِيها.
من نافلة القول الحديث عن فشل المجتمع الدّولي، ومؤسساته من إنصاف الشعب الفلسطيني بعد مرور مائة يوم من القتل والإرهاب الدموي فحسب، وإنما عبر سبعة عقود من الاحتلال والتهجير والتشريد، والسّعي الدؤوب لفرض وقائع ومرجعيّات ينسف بعضها بعضًا إلى أن أدخلَتْنا في غياهب الجُبّ، فمِن قرار التقسيم كمرجعيّة لحل الصراع، ثم استبداله بالقرارين 242, 338 بعد حرب حزيران 1967، ثم مرجعية أخرى مختلفة عمّا سبقها، تمثّلت بمبادئ اتفاقية أوسلو وما تَلاها من خارطة الطريق وانتهاءً بالحديث المتواتر من سَدَنة البيت الأبيض بوضع استراتيجية جديدة تعتمد على مبادئ صفقة القرن التي ترمي من خلالها إلى التطبيع مع المملكة السعودية برمزيتها العروبية والدينية، والقضاء على حركة الاستقلال الفلسطيني بتكريس كيان انفصالي في غزة يمتد إلى إمارات انفصاليّة في الضفة الغربيّة.
يرى التحالف الإسرو أميركي أن ما يشهدُه العالم من حراكٍ متسارعٍ نحو إحداث توازن في النظام العالمي بحاجة إلى جراحة غير نمطيّة خارج القانون الدولي لاستمرار فرض الهيمنة الغربيّة على العالم، وفي سياق هذا الحراك والنزاع تخلَّت القوى العالمية الكبرى عن القوانين الناظمة للعلاقات بين الدول، وجعلوا من شريعة الغاب ناظمًا ومرجعًا لتحقيق مصالحهم، ودفعت بكل أوراقها لحسم المعركة، فكانت أوكرانيا قربانًا للنزاع بين الناتو وروسيا الاتحادية، و مرورًا بموجة الانقلابات التي اجتاحت افريقيا وبثّ الفوضى غير المنظّمة في بلدانها ودُولها، والنّزاع حول تايوان مع الصّين، ولم يكن الشرق الأوسط بما يحمل من متناقضات أيدولوجية وقوميّة ببعيد عن هذا الصراع، وإذا ما أخذنا بعيْن الاعتبار المحاولات الأميركية المحمومة لإقصاء الدّول القومية وأنظمتها الحاكمة التي اتّهمتها أميركا بالفشل لعدم قدرتهم على منع وتفريخ وتصدير ما يسمّونه الإرهاب وعناصره الإرهابية إلى الخارج، ومن ثمّ فتحت المجال أمام الأيدولوجيات الدينية لتبوْء الحكم فيها عملًا بنظرية توظيف الدين لقيادة القطيع الجماهيري.
الفشل الذي لازَم المحاولات الصهيوأميركية في المنطقة والقائم على أدْيَنة الصراع كوسيلة لبناء شرق أوسط جديد، والذي يستهدف اجتذاب نظام الإسلام السياسي بشقّيْه الشيعي والسني الرسمي منه وغير الرسمي للاعتراف بالصهيونية واسرائيل، أحدَث هذا الفشل تحولًّا تكتيكيًّا في السياسة الخارجية الأميركية لجهة التحالف مع تلك الأيدولوجيات.
لا يجانب الصواب القول أنّ ساسة وقادة ومفكّروا هذا النظام لم يُسلِّموا بعد، بأنّ مشروعهم السياسي طبقًا لنواميس الكون والتجربة الحضارية والإنسانية بات في دورته الأخيرة، بل يعتبرون مشروعهم الذي شقّ طريقه عبر قرن من العمل والمناورات والاحتواء والاقصاء ما زال يصلح لأنْ يكون معيارًا وتعييرًا لكافّة المشاريع المطروحة لحلّ الصراعات في المنطقة بل وفي العالم بأسره، وأن ما لاقاه ويلاقيه مشروعهم في هذه المرحلة من إخفاقات وتراجعات وعقبات سيتم تجاوزها لأن مجمل العقبات أوجدتها قوى مناوِئة تهدف إلى إحباط مشروعها في المنطقة.
من هذا المُنطلق فإن دخول غزة إلى بطن الحوت والحرب الدائرة فيها تُمثّل حلقة ضمن حلقات هذا المشروع، فَقُدِر لغزة أن تُذبح قربانًا على معبد المحاور والمشاريع الأيدولوجية، عبر تكرار نموذج الأنظمة الدكتاتورية الاقصائية التي ترى ببقائها في المعادلة السياسية الإقليمية أولوية تفوق أيّ حل سياسي يتجاوزها لمصلحة الحفاظ على بقاء شعبها وصموده، وإخراجه من آتون العتمة الغارقة في بطن الحوت.

كلام في السر : الشعب الفلسطيني ليس بيدقًا في سوق النخاسة السياسيّة، وليس بحاجة إلى العقل التبريري التسويغي المُستَعبد المرهون بالعاطفة، والمرتهن على الإرادة الانتمائية.

شوية عقل : التصريحات الصادرة عن أقطاب حركة حماس في الآونة الأخيرة التي تؤشر للاستعداد للاعتراف بإسرائيل سواء حين قيام دولة فلسطينية، أو بدخول منظمة التحرير والعمل ببرنامجها السياسي، فالعقل يقول بلى من هكذا مماحكات، وفَجِّروا هالقنبلة وبلاش المشي على حافة الهاوية الوطنية.



#عائد_زقوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرحلة الثالثة من الحرب جزء من الرؤيا الأميركية للمنطقة
- حرب الاستنزاف على الشعب الفلسطيني
- اليوم التالي للحرب في غزة
- دائرة الدم أليس لها من نهاية
- مؤتمر القاهرة للسلام وهولوكست غزة
- الراقصون حول النار
- أكتوبر المجيد المنعطف الخطير
- جنين لا تفهم الرطن والترانيم
- قبل أنْ يُقَرع الجرس
- ثيوقراطية الاحتلال والخطوط الحمراء
- فتح في مهمة اقتحام العقبة
- الخطاب النَّصري في ميزان الشرق الأطلسي
- زلزال الاسكندرون وتداعياته السياسية
- فوضى خلاقة من سلوان إلى أصفهان
- الشّعب الفلسطيني يرفض الاحتلال بكلّ أشكالِه
- فيتو اسرائيلي
- مَنْ يُديرُ عجلةَ النارِ
- بن غفير لن ينتظر أحد
- القوة المشتركة 153 والسُعار الإيراني
- مَنْ يطلق الرصاصة الفضية


المزيد.....




- قيادي حوثي يوجه رسالة للسعودية بعد -تباطؤ- مسار المفاوضات
- رياض منصور لـCNN: تغمرنا السعادة بمظاهرات الجامعات الأمريكية ...
- جونسون: الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين داخل الجامعات الأمريكية ن ...
- فيضانات كينيا: بين معاناة إنسانية وسوء تخطيط رغم تطوير العاص ...
- شاهد: طلاّب يرفعون اسم الطفلة الفلسطينية -هند- على مبنى تاري ...
- -الصواريخ أصابتها وانفجرت فيها-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استه ...
- -انطلقت ووصلت إلى هدفها-..الحوثيون يعرضون مشاهد من استهداف س ...
- أمير قطر يبحث في اتصال هاتفي مع الرئيس المصري تطورات الوضع ب ...
- مدينة أسترالية يعيش سكانها تحت الأرض!!
- غزة : هل تتوفر ضمانات الهدنة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - مائة يوم في بطن الحوت