أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - المرحلة الثالثة من الحرب جزء من الرؤيا الأميركية للمنطقة














المزيد.....

المرحلة الثالثة من الحرب جزء من الرؤيا الأميركية للمنطقة


عائد زقوت

الحوار المتمدن-العدد: 7851 - 2024 / 1 / 9 - 14:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شك أن الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب يؤشر إلى بدء العد التنازلي لنهاية الحرب الكارثية على غزة، ولكنه ليس واردًا في المنظور القريب، وفي هذا الصدد يكثر الحديث عن آلية تحوّل الحرب ودلالاتها وأهدافها، وحساباتها الداخلية والخارجية اسرائيليًا، حيث بات واضحًا أن عملية التحوّل قد بدأت تدريجيًا دون انتظار الإعلان الرسمي، وما يهمنا من هذا التحوّل الوقوف على مسار الحركة العسكرية في غزة، فمن خلال التصريحات الأميركية والاسرائيلية أصبح مفهومًا المقصود من الانتقال إلى المرحلة النهائية للحرب الاسرائيلية وهو اعتماد جدول زمني مرن خاضع للاعتبارات السياسية لهذه الحرب على الصعيدين الشخصي لنتنياهو والرسمي لأركان مجلس الحرب، حيث تم وضع إطارًا لهذه المرحلة تتمثل في أولًا إنهاء المناورات العسكرية الواسعة والتموضع داخل القطاع في نقاط مركزية لإخضاع العودة المرتقبة للنازحين من جنوب غزة إلى شماله للمراقبة وفق الشروط المتوقع أن يحددها الجيش ومن بينها ربط العودة بصفقة الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة، وثانيًا إقامة منطقة عازلة على الشريط الحدودي بما يشمل تغيير نمط العمليات العسكرية بما يساهم في تقليص استنزاف القوات البرية، وبما يضمن توفير هامش زمني لاستنزاف مقدرات المقاومة البشرية وذخيرتها العسكرية، وثالثًا تركيز العمليات البرية عبر فرق جوية وبرية بطريقة نوعية وجراحية تستهدف المزيد من اغتيال قادة حماس وبنيتها العسكرية، ورابعًا يشمل التحوّل المتدرج مناطق شمال غزة، مع استمرار المناورات والأنشطة العسكرية الهجومية المكثفة في أواسط القطاع وجنوبه خاصة خان يونس.
بناءً على ما سبق يمكن استقراء الدوافع والمحفزات السياسية والعسكرية التي تقف خلف الانتقال إلى المرحلة الثالثة التي بات الجيش يخوض غمارها عمليًا حيث يسعى الجيش إلى تنفيذ إدارة ذكية للقوات في غزة ، واحتواء الضغط الدولي وخاصة الدعوى القضائية التي تقدمت بها دولة جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في المحكمة الدولية الجنائية، والحفاظ على التماهي مع الإدارة الأميركية في ظل سعي واشنطن لاخضاع الشرق الأوسط لهيمنتها بعد تعرضها للتآكل في العقد الأخير، وقطع الطريق على التحالف الروسي الصيني، وتعزيز أوراق التفاوض على وقف إطلاق النار الذي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية بترسيخ صفقة القرن كمرجعية لحل القضية الفلسطينية وفقًا لرؤيتها الاستراتيجية التي بدأت تشق طريقها نحو التطبيق من خلال الاصرار الأميركي على الانتقال للمرحلة الثالثة من الحرب لاستثماره سياسيًا بتقديمه للأطراف الاقليمية المعنية بوصفه خطوة كبيرة نحو إنهاء الحرب، إضافة إلى شراء المزيد من الوقت لتتمكن من حسم المعارك في جنوب القطاع من جهة ومن جهةٍ أخرى العمل على استمرار الفراغ السياسي والأمني والإداري في غزة، بما يفسح المجال لإحلال الفوضى والعنف العشائري وصولًا إلى تكريس الإدارة المدنية التي تطلع إليها إسرائيل في غزة تحت مسؤولية القوة متعددة الجنسيات المزمع تشكيلها .
التجاذب السياسي الفلسطيني حول متغيرات السياسة العربية والاقليمية والدولية من الحرب على الهوية الفلسطينية وضع غير صحي ويفتح الباب على مصراعيه ليس فقط لاستمرار الانقسام الفلسطيني وإنما يوفر مظلة سياسية لتصفية الوجود الفلسطيني ، في الوقت الذي نحتاج فيه إلى التضامن لأجل دماء أطفالنا وشهداء الحرية والانعتاق من الاحتلال، وفي هذا السياق قد وضعت الحرب على غزة الأطراف الاقليمية وخاصة إيران ودورها في المنطقة أمام اختبارها الأخير لتثبت صدق توجهاتها، وأنها لا تتماهى مع المصالح الأنجلو سكسونية، وأنها لا تستخدم القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية كورقة تتلاعب بها لتحقيق مصالحها، مقابل نجاح السياسة الاسرائيلية القائمة على تفكيك الجبهات لضمان عدم خروج أي مواجهة عن السيطرة، وخير توصيف على ذلك ما يحدث على الجبهة الشمالية مع حزب الله ووضعه أمام خيارين إما انسحاب قواته خلف نهر الليطاني على بعد 30 كيلومتر من الحدود تطبيقًا للقرار 1701 أو استخدام القوة الباطشة لتحقيق ذلك.
بقاء القيادات الفلسطينية تحت سطوة الذات المرآوية، وضبابية المواقف، دون المواءمة بين المعطيات والامكانيات والتطلع إلى التحرير والحفاظ على الكيانية الفلسطينية، في هذه المرحلة البائسة المشينة من تاريخ القضية لا يقل خطورة عن الهجمة الإسرو أميركية لشطب الهوية الوطنية الفلسطينية.
تنويه : دورة التاريخ تقضي بأن القادة الزائفون المزيفون صناعة الصدفة والزمن الغابر سينصرفوا.



#عائد_زقوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب الاستنزاف على الشعب الفلسطيني
- اليوم التالي للحرب في غزة
- دائرة الدم أليس لها من نهاية
- مؤتمر القاهرة للسلام وهولوكست غزة
- الراقصون حول النار
- أكتوبر المجيد المنعطف الخطير
- جنين لا تفهم الرطن والترانيم
- قبل أنْ يُقَرع الجرس
- ثيوقراطية الاحتلال والخطوط الحمراء
- فتح في مهمة اقتحام العقبة
- الخطاب النَّصري في ميزان الشرق الأطلسي
- زلزال الاسكندرون وتداعياته السياسية
- فوضى خلاقة من سلوان إلى أصفهان
- الشّعب الفلسطيني يرفض الاحتلال بكلّ أشكالِه
- فيتو اسرائيلي
- مَنْ يُديرُ عجلةَ النارِ
- بن غفير لن ينتظر أحد
- القوة المشتركة 153 والسُعار الإيراني
- مَنْ يطلق الرصاصة الفضية
- معركة الأردنيين مع أسعار المحروقات شو هالكذبة


المزيد.....




- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...
- السودان.. مقتل وإصابة 35 نازحا في قصف شنته -الدعم السريع- عل ...
- معهد -سيبري-: عصر انخفاض عدد الأسلحة النووية في العالم يقترب ...
- ماكرون يدعو ترامب لاستخدام نفوذه لوقف التصعيد بين إسرائيل و ...
- عراقجي: النار التي أشعلتها إسرائيل قد تخرج عن السيطرة
- ما المنشآت الإيرانية الحيوية التي استهدفتها إسرائيل؟ وما أهم ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - المرحلة الثالثة من الحرب جزء من الرؤيا الأميركية للمنطقة