أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - انتهاكات امريكا والردّ العراقي المؤجل














المزيد.....

انتهاكات امريكا والردّ العراقي المؤجل


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 7849 - 2024 / 1 / 7 - 21:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد قصف امريكا لأحد مقرات الحشد الشعبي في بغداد، هي ليست المرة الأولى التي تتعامل معها واشنطن "بلطف ومحبة" واحترام شديد لسيادة العراق. فتضرب متى تشاء وفي اي مكان. دون ان يرف لها جفن ولا تخشى في انتهاك السيادة العراقية لومة لائم. خصوصا اذا كان هذا " اللائم" من فصيلة حكام العراق. اقول بعد أن قصفت قوات واشنطن،(التي يسميها العراق زورا وبهتانا بقوات التحالف الدولي) مقر أحد الفصائل الشيعية المسلحة في بغداد وقتلت بعض القياديين فيه. راحت تتعالى كالعادة تصريحات الإدانة والتنديد والشجب والغضب والزعل. وشارك في جوقة الإدانة والتنديد غالبية أقطاب الحكم في العراق ابتداءا من رئيس الجمهورية وانتهاء برئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، الملقب بعمار "كيكة". ولا مؤاخذة، فهذا اللقب ليس من زلّات خيالي المتوهج ولا من "بنات" أفكار المشاكسات !
وركزت جميع التصريحات، ومن ضمنها التصريحات النارية الغاضبة، على موضوع "سيادة العراق" واعتبار ما قامت به امريكا التي تربطها بالعراق معاهدات استراتيجية ومواثيق امنية وبينهما الكثير من "الزاد والملح" عملا إرهابيا سافرا واعتداءا على سيادة البلد.
لكن الجميع يتجاهلون أن سيادة البلد (شأن بائعات الهوى ايام حي الطرب في البصرة) منتهكة من ثلاث جهات لا تملك الحكومة العراقية القدرة ولا الإرادة ولا الموقف الموحّد لردعها أو لفعل أي شيء يصون ويحفظ سيادة العراق. حتى لو ارتفعت حدة التنديد والشجب ولامست السماء الرابعة!
ما فيش فايدة ياناس..صدقوني !
ففي الشمال تقوم تركيا بشكل شبه يومي بانتهاك سيادة وأراضي العراق مسببة الحرائق والخراب في حقول الفلاحين البسطاء، مما يرغم الكثير منهم على النزوح إلى أماكن اخرى. أما جارة السوء إيران فلا حاجة لها بانتهاك "سيادة العراق" لانها ببساطة تحكمه وتدير شؤونه عبر وكلاء وباتفاق غير مبرم مع امريكا. وهذا الاتفاق يتضمن فصلا خاصا بعدم "التحرش" العسكري وليس الجنسي، من قبل الطرفين. ولكن وكما تبين الأحداث أن داخل كل طرف هناك "أطراف" لا تريد للعراق الّا الشر والسوء وتسعى إلى جر البلاد إلى صراعات وتصفية حسابات هو في غنى عنها.
ومن تتبّع سيل "العنتريات" التي انطلق من أفواه البعض، من رئاسة الدولة إلى وزارة الخارجية وانتهاءا ببعض قادة الفصائل المسلحة نفسها، يجد أن هذا الكلام "الشديد اللهجة" سبق وان قيل عدة مرات وفي عدة مناسبات مماثلة.
أن مشكلة حكّام العراق هي أنهم ناكرون "للجميل الامريكي". وان ذاكرتهم قصيرة جدا. فلقد تناسوا
بعد أن لعبت في رؤوسهم نشوة السلطة والجاه والمال، أن امريكا هي التي جاءت بهم. وان امريكا هي التي أسقطت النظام السابق واحتلّت العراق وليس "نضالهم" في عواصم الدول الكبرى. وان امريكا هي التي تقوم بحماية سلطتهم ونظامهم "الديمقراطي الفيدرالي" المشوّه، وعلى مدى أكثر من عقدين من الزمن. وبالتالي أليس من حق من يحتل بلدك ويحميك من أعداء الداخل والخارج أن يقوم بقصف هذا أو قتل ذاك؟ ويترك لك فقط "حرية" الشجب والتنديد والاستنكار في وسائل الاعلام.
ومهما كانت أهمية ومواقع الضحايا أو انحداراتهم السياسية أو الطائفية. تبقى امريكا وحدها كما تدل أفعالها اليومية من خلال سفارتها في بغداد، هي صاحبة الأمر والنهي في العراق. وبإمكانها أن تقلب أمور العراق رأسا على عقب. وبامكانها أن ترفع من تشاء وان تبهذل من تشاء. فمن يحاسبها؟
أن ردود أفعال الحكومة العراقية والقوى السياسية الداعمة لها لا تتعدى حدود العتب الخجول وذر الرماد في العيون. وهنا تجدر الإشارة إلى أن عيون العراقيين امتلأت بمختلف أنواع الرماد. وان غالبية ابناء الشعب العراقي يدركون بحكم التجارب المريرة أن ما يقال في أو عبر وسائل الاعلام هو النقيض الحقيقي لما يقال في حضرة صاحبة السمو الأمريكي رومانوسكي سفيرة واشنطن في بغداد. وكم سمعنا عن رد مزلزل او ثأر مدمّر ضد القوات الأمريكية. وكم قرانا عن انتقام غير متوقع ينتظر العدو "في الزمان والمكان المناسب الذي نختاره نحن". طبعا كل هذا مع وقف التنفيذ. وربما يحتاج الأمر إلى ضوء أخضر من صاحب الزمان !
والمثير للسخرية ان الجميع في العراق، دولة وحكومة واحزابا، اكتشفوا (ربما لاول مرة !) أن امريكا تحتل العراق. فيا لهول المفاجآة ! وتناسوا أن هذه الحقيقة المرّة واقع حال يعيشه العراقيون منذ عام ٢٠٠٣ ولغاية اليوم. وسوف يستمر إلى ما لا يعرف من السنين. وكاية دولة محتلة فامريكا لا يمكن أن تخرج من العراق "بالعيني وبالاغاتي" كما يتوهّم السيد محمد شياع السوداني رئيس حكومة العراق الذي سارع إلى تشكيل لجنة "لدراسة إجراءات جدولة انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق". وعلى القاريء الكريم أن يضيف هذه اللجنة العديمة الجدوى إلى عشرات اللجان التي شكلتها الحكومات العراقية السابقة حول مختلف القضايا. وكانت الغاية منها، كما سيتضح قريبا، هو ذر الرماد في العيون ومحاولة بائسة لامتصاص نقمة بعض الناقمين...



#محمد_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يفقد الزمن نكهة المفاجآت
- ثلاثة وجوه خلف قناع واحد
- سياسة الضحك المتبادل على الذقون
- متى يصبح العراقي مواطنا بالمعنى العصري للكلمة ؟
- انتخابات أوروبا ديمقراطية وانتخابات العراق ديمقراطية جدا !
- ما انصف القوم ضبّه زيلينسكي واورسولا الطُرطُبة
- من هو المعمّم الذي لا يريد الخير لنفسه ولا لغيره ؟
- اسرائيل واحة النازية في الشرق الأوسط
- اتهموتي بجريمة الانتماء إلى الوطن !
- تمرّدت عليّ خطواتي وهجرتني الطرقات
- العراق دولة تُدار بالتفاهمات وتطييب الخواطر !
- بقايا ملامح مجهولة الوجه
- أرصفة العمر معبّدة بالعراقيل
- نمرود الانبار أصبح مواطنا عاديا !
- هولوكوست فلسطيني تحت أنظار الجميع
- سقطت جميعُ الأقنعة !
- إخفاء الحقيقة تحت خراب الواقع
- كحرفٍ منسيّ في سطرٍ منقولٍ بأناملِ اعمى
- قرارات الأمم المتحدة حبر على ورق شفاف !
- نظرة طائشة افقدتني زمام المغامرة


المزيد.....




- السعودية.. مكتب محمد بن سلمان ينشر فيديو على قارب وينعى بدر ...
- السعودية تقتص من الغامدي بقضية وفاة شعيب متأثرا بطعنة آلة حا ...
- ماكرون يواصل -غموضه الاستراتيجي- تجاه روسيا
- أميت شاه: استراتيجي هادئ، يخشاه الجميع، وكان وراء صعود مودي ...
- عالم روسي يتحدث عن تأثير التوهج الشمسي
- مركبة كيوريوسيتي تكتشف ماضيا شبيها بالأرض على الكوكب الأحمر ...
- أسباب الرغبة الشديدة في تناول الجعة
- أيهما أسوأ، أكاذيب إسرائيل بشأن غزة أم الداعمين الغربيين لتل ...
- البيت الأبيض يعترف بأن المساعدات الأمريكية لن تغير الوضع في ...
- تقارير: لا اتفاق حتى الآن في مفاوضات القاهرة بشأن غزة والمنا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - انتهاكات امريكا والردّ العراقي المؤجل