أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد عبد الكريم يوسف - قصة حبي مع بلانش دو بوا (الخشب الأبيض)- الحلقة التاسعة ، محمد عبد الكريم يوسف














المزيد.....

قصة حبي مع بلانش دو بوا (الخشب الأبيض)- الحلقة التاسعة ، محمد عبد الكريم يوسف


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 7847 - 2024 / 1 / 5 - 16:49
المحور: كتابات ساخرة
    


قصة حبي مع بلانش دو بوا (الخشب الأبيض)- الحلقة التاسعة


قصة حبي مع بلانش دو بوا، اسم يحمل في قلبي أهمية وجمالا خاصا. قصة حبنا هي قصة تتجاوز الزمن وتترك بصمة لا تمحى في أعمق أجزاء روحي. إنها قصة شغف ومأساة ومودة لا تنتهي والتي سوف يتردد صداها بداخلي إلى الأبد.

التقت مساراتنا لأول مرة في أمسية مظلمة في مدينة نيو أورليانز الأمريكية الساحرة. لقد أسرت بلانش، بحضورها الأثيري، انتباهي على الفور. بشرتها الخزفية، وملامحها الرقيقة، وهالة غامضة خلقت جوا من المؤامرات التي جعلتني في وضع أقرب منها. شاء القدر أن وجدنا أنفسنا منخرطين في محادثة امتدت لساعات، نناقش فيها الأدب والفن وتعقيدات الحياة. في هذه اللحظات ازدهرت العلاقة التي لا يمكن إنكارها.

أصبحت بلانش، بطبيعتها الشعرية وروحها المعذبة، مصدر الإلهام الذي ألهمني في كل لحظة من لحظات صحوتي. لقد جلبت النور إلى ظلام وجودي، وأنا بدوري قدمت لها العزاء وسط الفوضى التي غالبًا ما كانت تختبئ خلفها. ضحكنا وبكينا ورقصنا معا في شوارع نيو أورليانز، واستمتعنا بكل لحظة كما لو كانت الأخيرة.

ولكن كما هو الحال مع أي قصة حب، بدأت الظلال تلقي بحضورها على اتحادنا المثالي. تكافح بلانش، التي يطاردها ماضيها، للعثور على العزاء في الحاضر. لقد آلمني أن أراها تعاني، وأن أشاهدها وهي تتجه نحو الظلام الذي كانت تخشى ألا تتمكن من الهروب منه. حاولت أن أكون نورها المرشد، ومرساتها وسط العاصفة، لكن للأسف، أصبحت شياطينها أقوى.

في لحظات اليأس هذه أدركت هشاشة الحب. تجلت شياطين بلانش الداخلية بطرق دفعتني بعيدا أكثر، مما تسبب في حدوث انقسامات داخل رابطتنا المتناغمة ذات يوم. ومع ذلك، حتى في خضم صراعاتنا، ظل قلبي ثابتا، مشتاقا إلى الأبد إلى حب بلانش وقبولها.

على الرغم من جهودنا لإنقاذ ما تبقى من حبنا، إلا أن قصتنا انتهت قبل الأوان. بلانش، التي استهلكها ماضيها وثقل أوهامها، انفصلت عن حياتي، ولم تترك لي سوى ذكريات عما كان في السابق. الغياب الذي تركته في قلبي لم يلتئم أبدا.

وفي السنوات التي تلت ذلك، وجدت نفسي في كثير من الأحيان ضائعا في أعماق الندم والحنين. ظل جوهر بلانش باقيا في كل ركن من أركاني، وهو تذكير دائم بالحب الذي شاركناه ذات يوم. ومن خلال هذا الألم أدركت الجمال المتأصل في قصة حبنا - الطريقة التي حولتني بها وعلمتني وتركت بصمة أبدية في روحي.

اليوم، وأنا أتذكر قصة حبنا، أشعر بالحنين الحلو والمر. ستظل بلانش إلى الأبد مثالا للحب المفقود، ورمزا لظلال الحياة التي لا يمكننا فهمها تماما. حكايتنا بمثابة تذكير بهشاشة القلب البشري، والقوة التي يمارسها الحب على وجودنا ذاته.

على الرغم من أن قصتنا اتخذت منعطفا مأساويا، إلا أن الوقت الذي قضيته مع بلانش دو بوا سيظل محفورا إلى الأبد في أعماق شغاف قلبي وهي في حقيقتها اسم على مسمى ، الخشب الأبيض. كان حبنا تحفة فنية مرسومة بضربات ريشة نابضة بالحياة و العاطفة والحنان والشوق. وعلى الرغم من أن مساراتنا قد تباعدت، إلا أن الحب الذي تبادلناه لا يزال يتردد صداه في سجلات وجودي، وهو دليل على التأثير العميق الذي أحدثته على روحي.

وفي الختام، كانت قصة حبي مع بلانش دو بوا بمثابة شهادة على جمال وتعقيد ومأساة الحب. لقد اختبرنا معًا ذروة العاطفة وأعماق اليأس. في النهاية، قصة حبنا جعلتني الشخص الذي أنا عليه اليوم، وتذكرني إلى الأبد بقوة الحب التحويلية والحضور المستمر للحب المفقود في حياتنا. ستحتفظ بلانش، بكل مجدها الغامض، بمكانة خاصة في قلبي إلى الأبد. وكما خرجت من بين سطور مسرحية تينسي وليمز"سيارة شارع اسمها الرغبة الجنسية" عادت ودخلت بين السطور واختفت من حياتي، وهي حاليا تقيم على رفوف مكتبتي العامرة و تعشعش في خيالات شاعر يحب الحياة والمرح.



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة حبي مع الملكة بلقيس - الحلقة السابعة -محمد عبد الكريم يو ...
- قصة حبي مع السيدة جوديفا- الحلقة الثامنة- محمد عبد الكريم يو ...
- قصة حبي مع الإلهة السورية-أتارغاتيس- الحلقة الأولى بقلم محمد ...
- قصة حبي مع هيلين طروادة- الحلقة السادسة ، محمد عبد الكريم يو ...
- هل ينجو أدب الأطفال من السياسة؟ محمد عبد الكريم يوسف
- هذا العام كما أحلم به ، محمد عبد الكريم يوسف
- لقاء في الليل مع فاوست، محمد عبد الكريم يوسف
- لقائي الصحفي الافتراضي مع المفكر والكاتب الإغريقي سوفوكليس، ...
- قصة حبي مع حواء في الجنة والشجرة المحرمة- الحلقة الثالثة، مح ...
- قصة حبي مع أفروديت- الحلقة الثانية، محمد عبد الكريم يوسف
- قصة حبي مع سافو- الحلقة الخامسة، محمد عبد الكريم يوسف
- قصة حبي مع الملكة زنوبيا- الحلقة الرابعة، محمد عبد الكريم يو ...
- أمنيات شخصية لعام جديد، محمد عبد الكريم يوسف
- مستقبل الصحافة الورقية في عصر الذكاء الاصطناعي، محمد عبد الك ...
- المرأة في شعر بابلو نيرودا، محمد عبد الكريم يوسف
- الأسطورة في الماضي والأسطورة في المستقبل، محمد عبد الكريم يو ...
- دور المرأة في النزاعات المسلحة،
- تأثير الحرب على السحاقية الأنثوية محمد عبد الكريم يوسف
- كلمات حب ليست لأحد بقلم إن آر هارت
- قصيدة حب ليست لأحد على وجه الخصوص بقلم مارك أوبراين


المزيد.....




- أسعدى وضحكي أطفالك على القط والفار..تردد قناة توم وجيري 2024 ...
- منصة إلكترونية أردنية لدحض الرواية الإسرائيلية في الغرب.. تع ...
- “نزلها الان” تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 2024 لمشاه ...
- مشاهير الموضة والموسيقى والسينما.. في مهرجان ميت غالا حمل عن ...
- متحف -للنساء فقط- يتحول إلى مرحاض لـ-إبعاد الرجال-
- إيران تقيم مهرجان -أسبوع اللغة الروسية-
- مِنَ الخَاصِرَة -
- ماذا قالت الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز بشهادتها ضد ترامب؟ ...
- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد عبد الكريم يوسف - قصة حبي مع بلانش دو بوا (الخشب الأبيض)- الحلقة التاسعة ، محمد عبد الكريم يوسف