أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد عبد الكريم يوسف - الأسطورة في الماضي والأسطورة في المستقبل، محمد عبد الكريم يوسف














المزيد.....

الأسطورة في الماضي والأسطورة في المستقبل، محمد عبد الكريم يوسف


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 7840 - 2023 / 12 / 29 - 00:04
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


الأسطورة في الماضي والأسطورة في المستقبل

محمد عبد الكريم يوسف

لقد كانت الأسطورة في الماضي بمثابة قوة توجيهية، وتشكل الثقافات والمعتقدات والسلوكيات عبر التاريخ. وقد قدمت هذه الروايات الأسطورية، التي غالبا ما تكون متجذرة في الحضارات القديمة، تفسيرات للظواهر الطبيعية، وأصول البشرية، والقواعد الأخلاقية للعيش وفقا لها. وبينما نتطلع إلى المستقبل، من الضروري أن نعترف بالأهمية الدائمة لهذه التقاليد الأسطورية مع النظر أيضا في الطرق التي ستتطور بها الأسطورة وتتكيف مع العالم المتغير.

في العالم القديم، كانت الأسطورة بمثابة أداة لفهم المجهول. على سبيل المثال، أوضحت الأسطورة اليونانية لصندوق باندورا وجود الشر في العالم، في حين وضعت أسطورة الخلق الأزتيكية الأساس لممارساتهم الدينية وتنظيمهم الاجتماعي. ساعدت هذه الأساطير المجتمعات على تحديد المعنى والهدف، وتوفير الراحة والإجابات في الأوقات المضطربة. كما أنها نقلت القيم والتعاليم الثقافية، وتوفير بوصلة أخلاقية للأفراد للتنقل في حياتهم.

في حين أن الأساطير في الماضي كانت تنتقل شفهيا في كثير من الأحيان، إلا أن اختراع الكتابة سمح بالحفاظ على هذه الروايات ومشاركتها عبر الأجيال. ومع تقدم المجتمعات، ظهرت أساطير جديدة تعكس القيم والاهتمامات المتغيرة للناس. على سبيل المثال، أدت الثورة الصناعية إلى ظهور أساطير جديدة تتمحور حول التقدم والتكنولوجيا وتأثيرات الحداثة على الحياة الفردية والجماعية. ساعدت هذه الروايات الأسطورية المجتمعات على فهم التغيرات السريعة التي تحدث من حولها.

وبينما نتطلع إلى المستقبل، فمن المحتم أن تستمر الأسطورة في التطور جنبا إلى جنب مع التقدم البشري. لقد بدأ ظهور التكنولوجيا والعولمة بالفعل في إعادة تشكيل الأساليب التقليدية لنقل الأساطير. اليوم، لا تنتقل الأساطير من خلال رواية القصص الشفهية فحسب، بل يتم نشرها أيضًا من خلال أشكال مختلفة من الوسائط، مثل الأفلام والكتب وحتى ألعاب الفيديو. يسلط هذا التحول في وسط إنتاج الأساطير الضوء على الطرق المتغيرة التي تتعامل بها المجتمعات مع أساطيرها وتفهمها.

علاوة على ذلك، فإن طبيعة العالم المعولمة تسمح بمزج ومزج الأساطير التقليدية من الثقافات المختلفة. ومع طمس الحدود وانتشار التبادل الثقافي، ستظهر أساطير جديدة تتضمن عناصر من أنظمة معتقدات مختلفة. قد تكون هذه الأساطير الجديدة بمثابة جسر بين الثقافات المختلفة، مما يعزز التفاهم والتعاطف في عالم مترابط بشكل متزايد.

مع استمرار التقدم التكنولوجي في تشكيل حياتنا، فمن المحتمل أن تظهر أشكال جديدة من الأساطير. ومع ظهور الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي، قد نشهد خلق تجارب أسطورية غامرة، حيث يمكن للأفراد المشاركة بنشاط في السرد الأسطوري. هذا التكامل بين التكنولوجيا والأساطير لديه القدرة على تعميق التأثير العاطفي والتحويلي للأسطورة، مما يوفر للأفراد مشاركة أكثر شخصية وتفاعلية.

ومع ذلك، من المهم توخي الحذر بشأن المخاطر المحتملة لهذه الأشكال الجديدة من الأساطير. يثير انتشار المعلومات الخاطئة والأخبار المزيفة في العصر الرقمي المخاوف بشأن تشويه الروايات الأسطورية والتلاعب بها. نظرا لأن الخط الفاصل بين الحقيقة والخيال أصبح غير واضح، فمن الأهمية بمكان إجراء تقييم نقدي للروايات الأسطورية المقدمة لنا والنظر في آثارها على معتقداتنا وأفعالنا.

في الختام، في حين أن الأسطورة في الماضي قدمت الإرشاد والمعنى للمجتمعات، فإن الأسطورة في المستقبل سوف تستمر في التكيف والتطور جنبا إلى جنب مع العالم المتغير. ومن خلال الوسائط الجديدة والتبادل العالمي، ستعكس الأساطير الطبيعة المتنوعة والمترابطة لمجتمعنا المعاصر. ومع تقدم التكنولوجيا، قد نشهد ظهور تجارب أسطورية غامرة وتفاعلية. ومع ذلك، فمن الأهمية بمكان التعامل مع هذه الأشكال الجديدة من الأسطورة بالتفكير النقدي والتمييز. ومن خلال احتضان الأهمية الدائمة للأسطورة مع البقاء منفتحين على تطورها، يمكننا ضمان استمرارها في تشكيل وإثراء حياتنا في المستقبل.



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور المرأة في النزاعات المسلحة،
- تأثير الحرب على السحاقية الأنثوية محمد عبد الكريم يوسف
- كلمات حب ليست لأحد بقلم إن آر هارت
- قصيدة حب ليست لأحد على وجه الخصوص بقلم مارك أوبراين
- ما هي حدود المعرفة؟ مجلة الفلسفة الأن
- الأسلحة بسرعة الضوء ( ظهور استراتيجية الحضور الأمريكي الرابع ...
- عندما نظرت لأول مرة في عينيك، محمد عبد الكريم يوسف
- الصداقات السامة، كاثي مكوي
- المئة عام القادمة من عمر الكون ( خاتمة قرن من الزمان ) الحلق ...
- ما هي الهدية المثالية؟ إيفا م. كروكو
- المئة عام القادمة من عمر الكون ( العصر الذهبي لسنوات عام 206 ...
- المئة عام القادمة من عمر الكون ( عام 2080 الولايات المتحدة و ...
- الجاسوسة الذي أحبها، ليندا بريسلي
- لمئة عام القادمة من عمر الكون (سيناريو الحرب العالمية) الحلق ...
- المئة عام القادمة من عمر الكون (ظهور عالم جديد) الحلقة التاس ...
- المئة عام القادمة من عمر الكون (الاستعداد للحرب) الحلقة العا ...
- الأسلحة بسرعة الضوء السعي إلى الهيمنة العالمية باستخدام الأس ...
- المئة عام القادمة من عمر الكون (السكان والحواسب وحروب الثقاف ...
- المئة عام القادمة من عمر الكون (السكان والحواسب وحروب الثقاف ...
- تراجع الفلسفة وولادتها من جديد ، دانييل كوفمان


المزيد.....




- مذيعة CNN تواجه بايدن: صور الأطفال في غزة مروعة وتكسر القلب. ...
- أردوغان: تركيا تتابع الوضع في أوكرانيا عن كثب
- وزير التجارة التركي يحسم الجدل بعد تصريحات كاتس عن عودة التج ...
- صحة غزة تعلن الحصيلة اليومية لضحايا الحرب في القطاع
- زيلينسكي يعين رسميا قائد قواته السابق سفيرا لدى بريطانيا
- بعد تهديد بايدن.. رسالة من وزير الدفاع الإسرائيلي إلى -الأصد ...
- بوتين يرأس المراسم في الساحة الحمراء بموسكو للاحتفال بيوم ال ...
- طلاب ليبيا يتضامنون مع نظرائهم الغربيين
- أبو ظبي تحتضن قمة AIM للاستثمار
- أغاني الحرب الوطنية تخلد دحر النازي


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد عبد الكريم يوسف - الأسطورة في الماضي والأسطورة في المستقبل، محمد عبد الكريم يوسف