أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد عبد الكريم يوسف - قصة حبي مع سافو- الحلقة الخامسة، محمد عبد الكريم يوسف














المزيد.....

قصة حبي مع سافو- الحلقة الخامسة، محمد عبد الكريم يوسف


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 7842 - 2023 / 12 / 31 - 18:02
المحور: كتابات ساخرة
    


قصة حبي مع سافو- الحلقة الخامسة


بدأت قصة حبي مع سافو منذ سنوات، عندما عثرت على أبياتها الشعرية في مكتبة مغبرة. كان الأمر كما لو أن كلماتها امتدت ولمست أعمق أركان روحي، وأيقظت شغفا لم أكن أعلم بوجوده من قبل. لقد خاطبت كلمات سافو قلبي مباشرة، وأثارت مشاعر وأحاسيس بدت وكأنها تتجاوز الزمان والمكان.

منذ اللحظة التي قرأت فيها سطرها الأول، "يبدو لي مساويا للآلهة،" أسرني الجمال المطلق وشدة حبها. كانت كلمات سافو فظة وغير اعتذارية، معبرة بلا خجل عن رغباتها وعشقها لحبيبها. في الوقت الذي كانت فيه هذه المشاعر مخفية أو إسكات في كثير من الأحيان، احتضنت سافو حبها ورغبتها بلا خوف، وجسدت روح الحرية والأصالة التي تردد صداها بعمق بداخلي.

عندما تعمقت في شعر سافو، اكتشفت قدرتها الفريدة على التقاط جوهر الحب والرغبة بهذه البساطة والوضوح. عبارات مثل "أنا أحبك ليس بسبب هويتك، ولكن بسبب هويتي عندما أكون معك"، تظل محفورة في ذاكرتي، وتذكرني بقوة الحب في التغيير والإلهام.

كشفت كلمات سافو أيضًا عن ارتباط عميق بالطبيعة، مستحضرة جمال العالم الطبيعي كاستعارة للحب. إن وصفها للزهور المتفتحة وغناء الطيور يعكس ازدهار شغفها والنشوة التي تعيشها في حضور حبيبها. من خلال شعرها، جمعت سافو بشكل جميل بين الأثيري والأرضي، مما يذكرني بالترابط بين كل الأشياء.

أحد جوانب عمل سافو الذي أذهلني بشكل خاص هو استكشافها لتعقيدات الحب. لقد أبحرت بين الفروق الدقيقة في الرغبة والغيرة والشوق بفهم عميق أن الحب ليس دائمًا بسيطا أو مباشرا. علمتني قصائد سافو أن أحتضن العديد من المشاعر التي يجلبها الحب وأن أنظر إليها كجزء لا يتجزأ من التجربة الإنسانية.

بالإضافة إلى موهبتها الشعرية، أذهلتني قصة سافو الشخصية. عاشت في اليونان القديمة، وتجرأت على تحدي الأعراف المجتمعية وتحدي الأدوار التقليدية المخصصة للمرأة. أنشأت سافو مدرسة للشابات، مما أدى إلى تهيئة بيئة للتعبير الفكري والفني. كانت شجاعتها وتصميمها بمثابة مصدر إلهام، وأشعلت النار بداخلي لأقول الحقيقة وأشق طريقي الخاص.

في السنوات التي تلت التعرف على أعمال سافو لأول مرة، أصبحت كلماتها رفيقًا دائمًا، يرشدني خلال رحلة الحب المضطربة. لقد علموني قوة الحب المتسامية، وأهمية الأصالة، وجمال الضعف. لقد أصبح شعر سافو ملاذًا، مكانًا يمكنني فيه الانغماس في أعماق المشاعر والعثور على العزاء في شدة الحب.

قصة حبي مع سافو لا تقتصر على صفحات الكتاب. إنها قصة تتجاوز الزمان والمكان، وتتجاوز حدود حياتنا الفردية. لقد نسجت كلمات سافو نفسها في نسيج كياني، وأصبحت جزءا من روايتي الشخصية. لقد أصبح شعرها منارة للضوء، ترشدني خلال الظلام و تذكرني باحتضان جمال الحب بجميع أشكاله.

لقد أعجبت بها و بشعرها كثيرا. وترجمت لها العديد من القصائد التي تمس شغاف القلب . صحيح أن قصة حبنا حدثت قبل ألفي عام في بلاد الاغريق ثم انتقلنا إلى انطاكية وصور لكن كلمات قصائدها تأسر قلوب العاشقين والمحبين حتى العصر الحالي عصر الانترنت . اتذكر حواف الغابات التي كنا نجلس بجوارها و ضفاف الينابيع تشهد وقائع كتابة سطورها و جذوة نار حبنا الذي لم ينضب يوما وكلما رأيت عاشقا أتذكر أجيال عمري السابقة و ابتسم لأنني لو شرحت لأحد قصة حبيبتي لما فهم ما أعنيه.

في الختام، قصة حبي مع سافو هي قصة إلهام وتحرر وارتباط عميق. لقد علمتني من خلال كلماتها أن أحب بلا خوف، وأن أتقبل تعقيدات الحب، وأن أحترم حقيقتي. لقد أصبح شعر سافو جزءا لا يتجزأ من هويتي، و يذكرني بقوة الحب اللامحدودة في التغيير والشفاء والإلهام.



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة حبي مع الملكة زنوبيا- الحلقة الرابعة، محمد عبد الكريم يو ...
- أمنيات شخصية لعام جديد، محمد عبد الكريم يوسف
- مستقبل الصحافة الورقية في عصر الذكاء الاصطناعي، محمد عبد الك ...
- المرأة في شعر بابلو نيرودا، محمد عبد الكريم يوسف
- الأسطورة في الماضي والأسطورة في المستقبل، محمد عبد الكريم يو ...
- دور المرأة في النزاعات المسلحة،
- تأثير الحرب على السحاقية الأنثوية محمد عبد الكريم يوسف
- كلمات حب ليست لأحد بقلم إن آر هارت
- قصيدة حب ليست لأحد على وجه الخصوص بقلم مارك أوبراين
- ما هي حدود المعرفة؟ مجلة الفلسفة الأن
- الأسلحة بسرعة الضوء ( ظهور استراتيجية الحضور الأمريكي الرابع ...
- عندما نظرت لأول مرة في عينيك، محمد عبد الكريم يوسف
- الصداقات السامة، كاثي مكوي
- المئة عام القادمة من عمر الكون ( خاتمة قرن من الزمان ) الحلق ...
- ما هي الهدية المثالية؟ إيفا م. كروكو
- المئة عام القادمة من عمر الكون ( العصر الذهبي لسنوات عام 206 ...
- المئة عام القادمة من عمر الكون ( عام 2080 الولايات المتحدة و ...
- الجاسوسة الذي أحبها، ليندا بريسلي
- لمئة عام القادمة من عمر الكون (سيناريو الحرب العالمية) الحلق ...
- المئة عام القادمة من عمر الكون (ظهور عالم جديد) الحلقة التاس ...


المزيد.....




- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...
- بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو ...
- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين
- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...
- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...
- تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- ليبيا.. إطلاق فعاليات بنغازي -عاصمة الثقافة الإسلامية- عام 2 ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد عبد الكريم يوسف - قصة حبي مع سافو- الحلقة الخامسة، محمد عبد الكريم يوسف