محادثات مع الله (8)

نيل دونالد والش

الحوار المتمدن-العدد: 7846 - 2024 / 1 / 4 - 23:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الفصل الرابع

• يا للعجب! أنت مصدر إلهام لي!
حسنًا، إذا كان الله لا يستطيع أن يلهمك، فمن ممن في الجحيم يستطيع أن يلهمك ؟
• هل أنت دائما على هذا الوجه؟
أقصد ذلك ليس على سبيل الهزل. أعد قرائتها.
• أرى.
نعم.
ومع ذلك، سيكون الأمر على ما يرام لو كنت متقلبًا، أليس كذلك؟
• لا أعرف. أنا معتاد على أن يكون إلهي أكثر جدية قليلاً.
حسنًا، اصنع لي معروفًا، ولا تحاول احتوائي في إطار معين. بالمناسبة، افعل لنفسك نفس المعروف.
لقد حدث أن لدي شعور كبير من الفكاهة. أود أن أقول إنك ستضطر إلى ذلك عندما ترى ما فعلته في حياتك، أليس كذلك؟ أعني، في بعض الأحيان يجب أن أضحك عليه.
لا بأس، رغم ذلك، لأنك ترى، أعلم أن كل شيء سيكون على ما يرام في النهاية.
• ماذا تقصد بذلك؟
أعني أنك لا يمكن أن تخسر في هذه اللعبة. لا يمكنك أن تخطئ. انها ليست جزءا من الخطة. لا توجد طريقة لعدم الوصول إلى حيث أنت ذاهب. ليس هناك طريقة لتفويت وجهتك. إذا كان الله هو هدفك، فأنت محظوظ، لأن الله كبير جدًا، ولا يمكنك أن تفقده.
• هذا هو مصدر القلق الكبير، بطبيعة الحال. القلق الكبير هو أننا بطريقة ما سوف نخطئ ولن نتمكن من رؤيتك أو البقاء معك.
هل تقصد "الذهاب إلى الجنة"؟
• نعم. نحن جميعا خائفون من الذهاب إلى الجحيم.
لذا فقد وضعت نفسك هناك لتبدأ لتجنب الذهاب إلى هناك. هممممم. استراتيجية مثيرة للاهتمام.
• ها أنت ذا، يجري الوجه مرة أخرى.
لا أستطيع المساعدة. هذا الأمر الجحيمي يُظهر أسوأ ما فيّ!
• حزن جيد، أنت كوميدي.
لقد استغرق الأمر منك كل هذا الوقت لتكتشف ذلك؟ هل نظرت إلى العالم مؤخرًا؟
• هذا الذي يقودني إلى سؤال آخر. لماذا لا تصلح العالم بدلاً من السماح له بالذهاب إلى الجحيم؟
لماذا لا تفعل ذلك أنت؟
• ليس لدي القوة.
كلام فارغ. لديك القوة والقدرة الآن على القضاء على الجوع في العالم في هذه اللحظة، وعلى علاج الأمراض في هذه اللحظة. ماذا لو أخبرتك أن مهنتك الطبية تعيق العلاج، وترفض الموافقة على الأدوية والإجراءات البديلة لأنها تهدد بنية مهنة "الشفاء" ذاتها؟ ماذا لو قلت لك أن حكومات العالم لا تريد القضاء على الجوع في العالم؟ هل تصدقني؟
• سأواجه صعوبة في ذلك. أعلم أن هذه هي وجهة النظر الشعبوية، لكن لا أستطيع أن أصدق أنها صحيحة بالفعل. لا يوجد طبيب يريد أن ينكر العلاج. لا يوجد مواطن يريد أن يرى شعبه يموت.
لا يوجد طبيب فردي، هذا صحيح. لا يوجد مواطن معين، هذا صحيح. لكن الطب والسياسة قد (تمأسسا)، والمؤسسات هي التي تحارب هذه الأشياء، أحيانًا بمهارة شديدة، وأحيانًا حتى عن غير قصد، ولكن حتمًا, لأن الأمر بالنسبة لهذه المؤسسات هي مسألة صراع من أجل البقاء.
وهكذا، لأعطيك مثالًا واحدًا بسيطًا وواضحًا للغاية، ينكر الأطباء في الغرب الفعالية العلاجية للأطباء في الشرق، لأن قبول هذا يعني الاعتراف بأن بعض الطرق البديلة قد توفر بعض الشفاء فقط، وهذا سيكون بمثابة تمزيق للبنية الأساسية للمؤسسة ذاتها كما قامت بتنظيم نفسها.
وهذا ليس خبيثاً، بل هو غدرا. المهنة لا تفعل ذلك لأنها شريرة، لا.. هي تفعل ذلك لأنه خائفة.
كل هجوم هو دعوة للمساعدة ونداء استغاثة.
• قرأت ذلك في كتاب دورة في المعجزات A Course in Miracles
أنا وضعتها هناك.
• يا اخي عندك جواب لكل شيء
وهذا يذكرني بأننا بدأنا للتو في الرد على أسئلتك. كنا نناقش كيفية إعادة حياتك إلى المسار الصحيح. كيفية الحصول على "الإقلاع". كنت أناقش عملية الخلق.
• نعم، وواصلتُ المقاطعة.
لا بأس، ولكن دعنا نعود، لأننا لا نريد أن نفقد خيطاً مهماً للغااية.
الحياة عملية خلق وليست اكتشافًا.
أنت لا تعيش كل يوم لتكتشف ما يحمله لك، بل لتصنعه. أنت تخلق واقعك في كل دقيقة، ربما دون أن تعرف ذلك. وإليك سبب ذلك، وكيف يعمل:
1. أنا خلقتك على صورة الله ومثاله.
2. الله هو الخالق.
3. أنتم ثلاثة كائنات في واحد. يمكنك أن تسمي هذه الجوانب الثلاثة لكونك أي شيء تريده: الآب والابن والروح القدس؛ العقل والجسد والروح. الوعي الفائق ، الوعي، الوعي الباطن.
4. الخلق هو عملية تنطلق من هذه الأجزاء الثلاثة من جسدك. وبعبارة أخرى، يمكنك الخلق على ثلاثة مستويات. وأدوات الخلق هي: الفكر، والقول، والعمل.
5. كل الخليقة تبدأ بالفكر ("منبثق من الآب"). ثم تنتقل كل الخليقة إلى الكلمة ("اسألوا تعطوا، تكلموا فيكون لكم"). كل الخليقة قد تمت بالعمل ("والكلمة صار جسدًا وحل فينا").
6. إن ما تفكر فيه، ولكنك لا تتحدث عنه بعد ذلك، يخلق على مستوى واحد. ما تفكر فيه وتتحدث عنه يخلق على مستوى آخر. إن ما تفكر فيه، وتتكلم به، وتفعله يصبح واضحًا في واقعك.
7. لا يمكنك التفكير والتحدث والقيام بشيء لا تؤمن به حقًا. ولذلك، فإن عملية الخلق يجب أن تشمل الإيمان، أو المعرفة. هذا هو الإيمان المطلق. وهذا أبعد من مجرد الأمل. هو العلم اليقيني ("بإيمانكم ستشفون"). ولذلك، فإن الجزء العملي من الخلق الذي يتضمن الفعل: يتضمن دائمًا المعرفة. إنه وضوح على مستوى الوعي، ويقين كامل، وقبول كامل كحقيقة لشيء ما.
8. مكان المعرفة هذا هو مكان للامتنان الشديد والرائع. وهو الشكر مقدما. هذا هو المفتاح الأكبر للخلق: أن تكون شاكراً قبل الخلق ومن أجله إن مثل هذا الافتراض ليس مُرحباً به فحسب، بل لابد من تشجيعه أيضًا. إنها العلامة الأكيدة للحكمة. جميع المعلمين يعرفون أن الفعل قد تم مسبقًا.
9. احتفل واستمتع بكل ما قمت بخلقه. إن رفض أي جزء منه يعني رفض جزء منك. أيًا كان ما يقدم نفسه الآن كجزء من خليقتك، امتلكه، كن أنت صانعه، طالب به، باركه، وكن شاكرًا له. لا تسعى إلى إدانته ("لعنة النفس الكلية!")، لأن إدانته هو بمثابة إدانة لنفسك.
10. إذا كان هناك جانب ما من الخلق تجده لا تستمتع به، باركه وقم ببساطة بتغييره. اختر مرة أخرى. اخلق واقعاً جديداً.
فكر بفكر جديد.
قل كلمة جديدة.
افعل شيئًا جديدًا.
افعل هذا بشكل رائع وسيتبعك بقية العالم. اطلب منه. ادعو لذلك. قل "أنا هو الحياة والطريق فاتبعوني"
هذه هي الطريقة لإظهار إرادة الله "كما في السماء على الأرض".
• إذا كان الأمر برمته بهذه البساطة، وإذا كانت هذه الخطوات العشر هي كل ما نحتاجه، فلماذا لا يعمل الأمر بهذه الطريقة بالنسبة للكثير منا؟
إنه يعمل بهذه الطريقة، لكم جميعًا. البعض منكم يستخدم "النظام" بوعي، وبوعي كامل، والبعض منكم يستخدمه دون وعي، حتى دون أن يعرف ما يفعله.
منكم من يمشي في اليقظة، ومنكم من يمشي أثناء النوم. ومع ذلك، فإنكم جميعًا تخلقون واقعكم -تبدعون، وليس تكتشفون- باستخدام القوة التي منحتها لكم، والعملية التي وصفتها للتو.
لذا، لقد سألت متى "ستنطلق" حياتك، وأعطيتك الإجابة.
يمكنك أن "تنطلق" بحياتك من خلال أن تصبح واضحًا جدًا في تفكيرك حول هذا الموضوع. فكر فيما تريد أن تكونه، وتفعله، وتمتلكه. فكر في الأمر كثيرًا حتى تكون واضحًا جدًا بشأن هذا الأمر. وبعد ذلك، عندما تكون واضحًا جدًا، لا تفكر في أي شيء آخر. تخيل عدم وجود احتمالات أخرى.
تخلص من كل الأفكار السلبية من تركيباتك العقلية. تفقد كل التشاؤم. الافراج عن كل الشكوك. رفض كل المخاوف. اضبط عقلك على التمسك بالفكر الخلاق الأصلي.
عندما تصبح أفكارك واضحة وثابتة، ابدأ في التحدث بها كحقائق. قلها بصوت عال. استخدم الأمر العظيم الذي يستدعي قوة الخلق: أنا. الإدلاء ببيانات "أنا" للآخرين. "أنا" هي أقوى عبارة إبداعية في الكون. أيًا كان رأيك، أيًا كان ما تقوله، بعد عبارة "أنا هو" فإنه يحرك تلك التجارب، ويستدعيها، ويجلبها إليك.
لا توجد طريقة أخرى يعرف بها الكون كيف يعمل. لا يوجد طريق آخر يعرف أنه يسلكه. يستجيب الكون لكلمة "أنا" كفانوس علاء الدين.
• تقول "أطلق كل الشكوك، ارفض كل المخاوف، تخلص من كل تشاؤم" وكأنك تقول "خذ لي رغيف خبز". لكن قول هذه الأشياء أسهل من فعلها. "تخلص من كل الأفكار السلبية من تركيباتك العقلية" قد يكون من الأفضل أن تقرأ "تسلق جبل إيفرست - قبل الغداء". إنها بالأحرى مهمة كبيرة.
إن تسخير أفكارك والسيطرة عليها ليس بالأمر الصعب كما قد يبدو. (ومثلها في هذا الصدد، تسلق جبل إيفرست). الأمر كله مسألة انضباط. إنها مسألة نوايا.
الخطوة الأولى هي أن تتعلم مراقبة أفكارك؛ للتفكير في ما تفكر فيه.
عندما تجد نفسك تفكر في أفكار سلبية - أفكار تنفي أعلى أفكارك حول شيء ما - فكر مرة أخرى! أريدك أن تفعل هذا، حرفياً. إذا كنت تعتقد أنك في حالة ركود، في مأزق، ولا يمكن أن يأتي أي خير من هذا، فكر مرة أخرى. إذا كنت تعتقد أن العالم مكان سيء ومليء بالأحداث السلبية، فكر مرة أخرى. إذا كنت تعتقد أن حياتك تنهار، ويبدو أنك لن تتمكن من استعادتها مرة أخرى، فكر مرة أخرى.
يمكنك تدريب نفسك على القيام بذلك. (انظر إلى أي مدى قمت بتدريب نفسك على عدم القيام بذلك!)
• شكرًا لك. لم يسبق لي أن حددت العملية بهذا الوضوح. أتمنى أن يتم الأمر بالسهولة التي قيلت بها، لكنني الآن على الأقل أفهم ذلك بوضوح، على ما أعتقد.
حسنًا، إذا كنت بحاجة إلى مراجعة، فلدينا عدة أعمار.

#نيل_دونالد_والش (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات