أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صفوت سابا - أمي ماتت مرتين














المزيد.....

أمي ماتت مرتين


صفوت سابا

الحوار المتمدن-العدد: 7835 - 2023 / 12 / 24 - 20:41
المحور: الادب والفن
    


في السنة الماضية رحل عن عالمي أربع شخصيات، ندمت على فراق الأولى، وارتحت بالبعاد عن الثانية، وبكيت على رحيل الثالثة، أما الرابعة فقد جرحت بموتها فؤادي.
لهم جميعاً كتبت هذه الأبيات:

يا للي ناوي ع الرحيل
مش كنت قبل الرحلة تقول
أن النوبة دي بُعَاد طويل
إياب مفيش وذهاب يطول
وكأن ما في الصبر فرج ولا آخْرِته لازم تنول

يا للي ناوي ع الرحيل
رحلتك ماكنتش فَجأة
بس أنت كان دمك تقيل
ولا عمرها كانت مُفاجَأة
دا الخلاف في عينيك عداوة والحياة صَبَحِت مسابقة

يا للي ناوي ع الرحيل
الرحلة كانت من زمان
من سنين مش من قليل
القمحة مخنوقة بزَوَان
والعودة كانت مستحيل بعد ما فات الأوان

يا للي ناوي ع الرحيل
الرحيل م الباب بيُمْرُق
والْجِوَار مبقاش بيفرق بالكثير أو بالقليل
الذهب معدش يبرق
والشمس غابت بعدما كانت يوماتي تشرق

يا للي ناوي ع الرحيل
الرحيل مبينتهيش
بالفراق، ولا مرة فَكَّرْ يستقيل
والوجود لازم يعيش
واللي عاش مبيختشيش

***
يا للي ناوي ع الرحيل
الرحيل عُمْرُه ما كان للفُرْقَة حَلّ
أقرب له منه المستحيل
واللي عدى البحر ما ينبل
واللي ما ياخد من التلال تختل

يا للي ناوي ع الرحيل
الرحيل يزيد في كَسْرِة القلوب
فَتْفَتّها بسيوف الحروب والسلام صار مستحيل
والملح في السكر يدوب
والنَّفَس في الريح بيزهق، ينتهي بعد الهبوب

يا للي ناوي ع الرحيل
الرحيل حَفَّ حَتَّة من قلبي معاه
خللى قلبه قبل قلبي مات عليل
اتخنق بكمامة بمبي يوم بلاه
والنخلة كانت قبل ما تطرح نواة

يا للي ناوي ع الرحيل
الرحيل خلاني ناقص
بالحروف مش بالقرينة والدليل
والقرب ميجيش بالمسافة بيبقى ناقص
والمياتم بالرحيل اتحولت لعموم مراقص

***
يا للي ناوي ع الرحيل
هجر الرحيل نابه أزرق
تَنْهش نيابه في قلب جيل
يا سفينة مسيرها تغرق
ذي ريشة وسط بحر مياهه تحرق

يا للي ناوي ع الرحيل
لون الرحيل زنجي أسود
وبياض نهاره أسمر كحيل
مادد سواد جداره يَفْرَد
فوق شِيلان الضّي يَسْرَد

يا للي ناوي ع الرحيل
حلق الرحيل شبعان مرار
والقلب همه تقيل
بلغ لفرحه فرار
ناصب خيام الصحاري بعد معاش في العَمَار

يا للي ناوي ع الرحيل
غَدْر الرحيل أصله قاسي
ورِيحُه تصرخ عويل
ذنوبه فوق أم راسي
وقلبه نبضه ثواني للغدر عمره ما ناسي

***
يا للي ناوي ع الرحيل
الوطن برحيله غربة
قنديل في ضلمة بدون فتيل
الوطن يلزم له قُرْبَه
يا حَيّ مدفون في مدافن ألف تربة

يا للي ناوي ع الرحيل
ليه بترحل ناس معاك
ليه بتاخد لك زميل
شاب تفرح به القلوب تقول ملاك
هان عليك تاخد في وشك حد مش ماشي وراك

يا للي ناوي ع الرحيل
أيدُه قَابِضَةٌ بِعَقِبِ عِيسُو
والسكنى كانت في الخيام ذي النزيل
وحب رِفْقَةُ مستحيل تقدر تقيسه
أم رحلت لما دفنت حلم غيثه

يا للي ناوي ع الرحيل
عارف أن مقدرتش تسيبها
ذي أيام الطفولة في يوم وليل
ماشي تتشعبط في أيدها
وهي راضية، ماشيه حافيه بتْجَرْجَرْ صليبها

ياللي ناوي ع الرحيل
الرحيل عَطَّشْ عينيا
حَرَّض دموعي تثور، تسيل
فوق خدودي، ع الشفايف، وفي أيديا
والذكرى نَعْمَة بَتْهَوَّن عليّ

يا للي ناوي ع الرحيل
ليه بترحل … لسه بدري
مش كفاية بموت رحيل
ضخت العتمة في فجري
أمي ماتت مرتين: بعد ابويا وقبل قَدَرِي



#صفوت_سابا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من مذكرات طفل الملجأ ...
- لم أُولَد في أَزْمِنة الفَقْرِ
- فيلم- ريش- : عندما يزن الريش أطناناً
- في فَقْه الدورة الشهرية في الكنيسة القبطية
- قبل ما اشوفك
- إعدام راهب: قراءة في تقرير مجلس حقوق الإنسان
- الفن: بيان الجمعية المصرية للتنوير
- الحُزْن الحَزِين
- - زَارَتْنِي أُمِّي بالأمْسِ -
- البابا والإصلاح
- رأس البابا وأُذُن فان جوخ
- البابا والصحفية والجيوش الإلكترونية
- بابا الإِسْكَنْدَرِيَّةُ والأساقفة
- مَجْهُولٌ أَخْرَق
- أُورْشَلِيمَ تأكل أَفْرَخها
- آخِر وصَايَا إمرأة مَهْزُومَة
- وَحْيٌ يُضْحِك الثَّكْلَى
- يا صاحبي: لا تنس أيامًا قَضَيْناها - ديسمبر 1986
- مِلْءُ الزَّمَانِ
- كَلَّا لَنْ يَحْدُث شيئٌ إنْ مُتَّ


المزيد.....




- رحيل -الترجمان الثقافي-.. أبرز إصدارات الناشر السعودي يوسف ا ...
- “فرح عيالك ونزلها خليهم يزقططوا” .. تردد قناة طيور الجنة بيب ...
- إنتفاضة طلاب جامعات-أمريكا والعالم-تهدم الرواية الإسرائيلية ...
- في مهرجان بردية السينمائي.. تقدير من الفنانين للدعم الروسي ل ...
- أوبرا زرقاء اليمامة.. -الأولى- سعوديا و-الأكبر- باللغة العرب ...
- ابنة رئيس جمهورية الشيشان توجه رسالة -بالليزر- إلى المجتمع ا ...
- موسيقى الراب في إيران: -قد تتحول إلى هدف في اللحظة التي تتجا ...
- فتاة بيلاروسية تتعرض للضرب في وارسو لتحدثها باللغة الروسية ( ...
- الموسم الخامس من المؤسس عثمان الحلقة 158 قصة عشق  وقناة الفج ...
- يونيفرسال ميوزيك تعيد محتواها الموسيقي إلى منصة تيك توك


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صفوت سابا - أمي ماتت مرتين