أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال سيف - غزة نهاية المعركة. بداية الحرب














المزيد.....

غزة نهاية المعركة. بداية الحرب


طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.

(Talal Seif)


الحوار المتمدن-العدد: 7824 - 2023 / 12 / 13 - 22:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتحدث الكثيرون عن ضرورة إنهاء الحرب على غزة ، من المنظور الأخلاقي . لكن هذا الطرح يبدو مجتزئا من سياقه الأيديولوجي. فالمعركة التي تدور رحاها الآن فى الشريط الضيق، ما هي إلا واحدة من سلسلة معارك فائتة وسلاسل قادمة لن تنتهي إلا بفرض أحد طرفي الصراع قدرته على التحول الديموغرافي واللوجستي، القادر على الإحلال الكلي لأحد طرفي الصراع مكان الآخر، بحيث يكون البقاء الخالص لليهود، أو البقاء المتفرد للفلسطينيين دون نزاع ، وقد أظهرت الدراسات الجديدة استحالة نفاذ حل الدولتين، فعلى المستوى الأيديولوجي الفلسطين، هناك حق منتهك مسلوب منذ عام 1948 وحتى تاريخ كتابة تلك الورقة، يقابل ذلك المعتقد عند الأجيال الجديدة من الصهاينة ، أن ما يسمى بإسرائيل هي دولتهم التاريخية ووعد الرب لهم. لذا فنحن أمام قطبين متنافرين تماما التنافر. هذان القطبان على مدار 75 عاما يعيشان حالة الاشتعال الداخلي ، كل يحاول فرض منظوره على أرض الواقع، وكانت الغلبة دائما للكيان المحتل، من حصار وسجن وقتل بدم بارد ومحاولة إذلال أصحاب الأرض وهزيمتهم معنويا. هذا الطرح على مدار ثمانية عقود، لم يكن سوى مادة شحن للفلسطينيين، الذين على ما بدا فى أحداث 7 أكتوبر، أنهم لم يرضخوا لتلك الممارسات غير الإنسانية، بل زادهم القمع إصرارا على مواصلة الحرب، التي هي سلسلة من المعارك المنفصلة منذ الاحتلال وحتى تاريخ المعركة الدائرة حاليا. فبينما كان العرب مشغولون فى التهافت على عملية التطبيع، كانت هناك مسارات مغايرة لقوى الرفض الفلسطيني، من استعداد لبدء معارك مع الكيان المغتصب، فالفرضية الآن أصبحت واضحة لكلا القطبين الفلسطيني والصهيوني- الوجود مقابل الفناء – يتحدث أمراء الحرب والمفكرون داخل الكيان عن ضرورة محو محور المقاومة تماما، بينما مسارات الحرب واضحة للعيان، وهي الفرضية الإحلالية بضرورة تهجير الفلسطينيين عن أرضهم، فى المقابل تأتي تصريحات قادة المقاومة وعلى رأسهم عراب المقاومة يحي السنوار، عن ضرورة إنهاء الاحتلال قسرا وجبرا تحت أغطية النار، لذا ومن ذلك المنطلق العقائدي عند الطرفين، فالهجوم على غزة ومحاولة محوها ببشرها وحجرها، هي عقيدة وليست مخطط مستحدث لشرق أوسط جديد، وفى المقابل، لن يتنازل الفلسطينيون عن شبر واحد من أرضهم المسلوبة منذ 1948 وليس بعد نكبة 1967 .
غزة معركة وليست حربا. فالمعركة و إن انتهت الآن ستشتعل مرة أخرى ما لم يتم التوصل لاتفاق عادل يمنح الفلسطينيين حقهم المشروع. لكن هذا الاتفاق المزعوم بحل الدولتين فى ظل قناعات عقائدية راسخة، ما هو إلا درب من دروب اليوتوبيا، أو أطروحات لذر الرماد فى العيون، أما من يسجل موقفا تاريخيا أمثال الفيلسوف الألماني الشهير هيبرماس، وإن كان موقفه بشعا ومناقضا لتشدقه بالأخلاق التي صدعنا بها فى كتاباته، فيرى من الباب الخلفي رؤية الصهاينة فى الوجود الإحلالي بفلسطين، وهذا ما صرح به عن حق الكيان فى الدفاع عن نفسه، متناسيا ومتغاضيا عن بشاعة الجرائم المنتهكة فى حق المدنيين.
أصبحت القضية واضحة الآن أكثر من ذي قبل. لا مفاوضات على الحقوق، هذه الرؤية الراسخة عند محور المقاومة، وسترسخ معركة غزة تلك الفكرة فى ضمير أجيال قادمة، رأت بأعينها بشاعة و إجرام الصهاينة، مما يعني تعظيم قيم المقاومة والثأر الذي هو غريزة بشرية عامة وليست خاصة بالفلسطينيين وحدهم. القضية الآن أصبحت حل الدولة الواحدة، وستستمر الحرب ولو انتهت معركة غزة، على تلك الفرضية ، وسيحسم الزمن وحده تلك القضية ، فترقبوا مزيدا من الدماء فى السنوات القادمة ، ما لم ...؟!!!



#طلال_سيف (هاشتاغ)       Talal_Seif#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رفقا يا إشعياء
- معركة غزة بين الانتقام ونهاية الأخلاق
- الحرية فى زمن السيسي ( نائلة فاروق وحسين زين نموذجا)
- الإعلام المصري وسياسة الأذرع المبتورة
- على وشك الإفلاس
- لماذا لا يتقدم السيسي باستقالته؟
- إعلام اخرس
- أفرجوا عن صفاء الكوربيجي وهالة فهمي
- جنان الخليل. ريشة العنف والنحت بالصخب
- الأزمات فى الأنظمة المأزومة الهيئة الوطنية للإعلام نموذجا
- مشروع نقابة صناع المحتوى
- خليك ورا الكداب. سد الأحباش وأسطورة أدهم صبري
- إشكالية الأنظمة الأحادية
- عبقرية الأستاذ سعد الحريري..فشر نيتشه وهيهات هيجل
- حينما تموت الألوان
- المسألة العربية ١
- بلاغ إلى الرئيس.. وكأنها قضية دريفوس
- أزمة الفكر العربي من قراءة المشهد إلى توصيف الحالة
- حقوق الإنسان بين ارتعاش الأنظمة الفاشية والخوف المرتقب من با ...
- تواريخ من ذاكرة الصعلكة


المزيد.....




- مقطورات مغمورة ومركبات عالقة.. شاهد نتائج الفيضانات الخطيرة ...
- بايدن يُحذر: أمريكا تواجه -أياما مظلمة- في عهد ترامب
- مصر.. تداول فيديو لشخص يدعي أنه ضابط شرطة -مختف قسريا- والدا ...
- -هذا موت وليس مساعدة أو طعامًا-.. شاهد ردود فعل سكان غزة على ...
- -مصالح مشتركة-.. أيّ دور لعبته حرب غزة في تقارب السيسي وأردو ...
- البرلمان السلفادوري يمنح الرئيس بوكيلي قابلية الترشح إلى ما ...
- قوافل المساعدات تدخل السويداء وسط هدوء حذر
- خطة سحب سلاح المخيمات.. حسابات ما بعد -دبور-
- دمشق تشكل لجنة تحقيق في أحداث السويداء
- بعد وفاة شاب وإصابة 6 بحفلة محمد رمضان يزعم: كانت محاولة اغت ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال سيف - غزة نهاية المعركة. بداية الحرب