أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - طلال سيف - إعلام اخرس














المزيد.....

إعلام اخرس


طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.

(Talal Seif)


الحوار المتمدن-العدد: 7470 - 2022 / 12 / 22 - 17:01
المحور: الصحافة والاعلام
    


لماذا لا يثق المصريون فى إعلامهم؟
الثقة فى مضمونها العام تبنى على الاختبار الذي لا يخضع لمقاييس الاحتمالات المتعددة على ستة أوجه للنرد، إما أنك صادق أو كاذب، وبينهما التلبيس الذي يمكن أن يقبله الآخر على سبيل الفشل الخارج عن الذات، والآتي من ظروف طارئة. لكن ذلك الالتباس سريعا ما يعود بنا إلى الوجهين المحددين بمعاير الصدق والكذب. فالجمهور ليس بتلك السذاجة التي يتخيلها صانعوا المحتوى الإعلامي، بل له القدرة الفائقة على الفرز والتجنيب ولا سيما بعدما تعددت مصادر المعلومات والأخبار والمعارف فى عصر ما بعد بعد الحداثة وثورة تكنولوجيا المعلومات. كان الإعلام المصري وتحديدا التليفزيون الوطني بمثابة مخزون القيمة الصادقة عند المتلقي، عندما كانت خرائطه البرامجية منوعة بين الاجتماعي والاقتصادي والرياضي والعلمي والفني والأدبي مع قليل من السياسة، ثم ما لبس أن تقولبت تلك الخرائط التي تأتي الآن تحت فرضيات الحصار الرقابي الأمني، بتوجهات السير فى مسار دعم الرئيس مهما كان فعله وتحت أي ظرف مهما كانت قيمته، فأدرك المشاهد بعد ردح من الخرائط المتعاقبة أن هذا الجهاز الذي أسس لوجدان المصريين زمنا، أصبح وسيلة أمنية لتمرير الخيبات أو التوجهات السياسية، بغض النظر عن آلام واحتياجات وأحلام المواطنين، فأصبح التليفزيون الوطني يغرد فى جهة، يسمعها المتلقي نشازا، وبجانبه ينأى عنها إلى محطات بديلة، لكنه مع المران أدرك أيضا أن القنوات الخاصة أصبحت هي الأخرى مقبرة موازية لوسيلته الوطنية، ذلك الشعور من قبل المسؤولين جعلهم يفكرون فى إنتاج إعلام بديل، يتوسط المسافة بين الوطني والتجاري، فجاء إعلام الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وهي شركة مملوكه لجهاز المخابرات العامة المصرية، وقد بدأت بنجاح باهر عندما أنتجت الجزئين الأول والثاني من مسلسل الاختيار، ذلك المسلسل الذي أتى فى جزئيه رائعا، لم يتوقعوا بأن يكون هو القشة التي ستقسم ظهر ذلك الإعلام الوليد، فبدأ المشاهد فى الأجزاء التالية بإدراك أن الشركة الجديدة مقبرة جديدة تضاف إلى السابقتين، وفى محاولة بائسة لتخسير التليفزيون الوطني المتهالك لوجستيا، سيطرت تلك الشركة على مفاصل الحركة الإعلامية فى مصر، بحصرية اللقاءات مع المسؤولين، لحرية التنقل والتصوير فى أي مكان وبأي زمان. ميزات كانت للتلفزيون الوطني ماسبيرو. تم القضاء عليها تماما. فيجد العاملون صعوبة فى الحصول على تصاريح التصوير والوصول للشخصيات المهمة، التي أصبحت حكرا على المتحدة، ناهيك عن طعن العاملين فى قلوب أرزاقهم بعدم حصولهم على مستحقاتهم المالية منذ سنوات، ولا نعرف من السبب فى الإيعاز لقيادات الهيئة الوطنية للإعلام بالسير فى ذلك المسار، ومما يثير السخرية، أن الشركة التي ولدت لتحل محل ماسبيرو تجد مثلا على رابطها على اليوتيوب فى قناتها الإخبارية ست مشاهدات و إعجابين مقابل مئات الملاين المنصرفة على تلك الشركة والتي لا نعرف تمويلها من أين. من موازنة الدولة أم المخابرات أم الصندوق السيادي... أم...؟
خلاصة القول: أن الإعلام الموجه، أو الموجه المستتر، لم يعد وسيلة يثق بها المتلقي، الذي أصبح الآن ينتج إعلامه الخاص بعيدا عما يراه كاذبا من وجهة نظره، سقط الإعلام المصري فى فخ النظرة الفوقية والقرارات الفوقية التي لا تنتج إلا موادا مصورة لا تقدر فى ميزان النقد العلمي بأي مثقال. إن إعادة النظر فى المنظومة الإعلامية ضرورة للحفاظ على المواطنة التي تهتك سترها بفعل الإعلام الفوقي المثير للشفقة، وقد نبهت من قبل على خطورة تلك المسارات الساذجة فى بناء وجدان وطن عريق، وقد تقدمت بدراسات كثيرة للمسؤولين عن إعلام هذا الوطن، فماسبيرو من وجهة نظري، مخزون القيمة الحقيقة لوجدان مصر والمصريين، لكن فى كل مرة وفى كل لقاء يأتيني جوابا مستتر
اخرس



#طلال_سيف (هاشتاغ)       Talal_Seif#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفرجوا عن صفاء الكوربيجي وهالة فهمي
- جنان الخليل. ريشة العنف والنحت بالصخب
- الأزمات فى الأنظمة المأزومة الهيئة الوطنية للإعلام نموذجا
- مشروع نقابة صناع المحتوى
- خليك ورا الكداب. سد الأحباش وأسطورة أدهم صبري
- إشكالية الأنظمة الأحادية
- عبقرية الأستاذ سعد الحريري..فشر نيتشه وهيهات هيجل
- حينما تموت الألوان
- المسألة العربية ١
- بلاغ إلى الرئيس.. وكأنها قضية دريفوس
- أزمة الفكر العربي من قراءة المشهد إلى توصيف الحالة
- حقوق الإنسان بين ارتعاش الأنظمة الفاشية والخوف المرتقب من با ...
- تواريخ من ذاكرة الصعلكة
- الضباب الأحمر فى أروقة بيوت دعارة المومسات العرب
- ولم يشفع للدجاجات حسن سلوكها
- الشركة المصرية لإصلاح ونفخ إطارات السيارات - المشير السيسي و ...
- أراجوزات اللاوعي بين التلقيف والتلفيق
- جهاز الشرطة المصرية بين تناقض الحماية وحصار الحريات
- محاكمة للنص والعقل معا
- الحفاظ على السلطة والحفاظ على الوطن


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - طلال سيف - إعلام اخرس