أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال سيف - تواريخ من ذاكرة الصعلكة














المزيد.....

تواريخ من ذاكرة الصعلكة


طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.

(Talal Seif)


الحوار المتمدن-العدد: 6791 - 2021 / 1 / 18 - 02:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما كان لعنترة أن يخوض الغمار تحت تأثير دموع شداد بن قراد وما كان له أن يتأثر بأقوال زهير، بأن عبسا هي مجدهم وشرفهم وتحيا عبس وعبس فى القلب. لكن الدافع كان قول شداد له: كر وأنت حر
فعنترة الذي ذاق مرار العبودية، آثر هزيمة قبيلته، كنتاج وجداني ورد واضح على عبوديته، ولولا عرض الكرامة من شداد، ما فعل لأجلهم ما فعل
فكرامة الإنسان أهم من وطنه بكل مشتملاته، ومن سلطة غاشمة، لا تشعر إلا بنفسها ولا تعنيها سوى مكاسبها الرخيصة، وقد أطلقت كلابها المسعورة والتي تسميها من باب ذر الرماد فى العيون... أمن القبيلة. أو شرطة القبيلة أو أي من المسميات التي تحاول بها شرعنة عماءها وانتهاكاتها لحقوق الإنسان. ذلك القانون الأزلي للتافهين الذين تنصبوا سيف الحكم وكرسيه، والذي أطلق فى وجههم عنترة، صرخته الشهيرة...
حكم سيوفك فى رقاب العزل
وإذا نزلت بدار ذل فارحل
وإذا بليت بظالم.. كن ظالما
وإذا لقيت ذوي الجهالة فاجهل
على نهج كرامته، تمرد عمرو بن الورد. شاعر عبس وفارسها، والذي رفض شيخها زهير. ذلك المتغطرس فى عيني عمرو، الذي انتهج حياة الصعلكة والتمرد والسرقة والنهب لمن يراهم يستحقون ذلك، ورغم تلك السيرة الآثمة من وجهة نظر السلطة التافهة فى ذلك التوقيت، وضباع الجيفة والمال من عرق الفقراء، كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعتبره أنموذجا للشاعر والفارس المثال للدرجة التي كان يتمني الخليفة الثاني أن يلتقيه. أصبح زهير جيفة وألف زهير سيصبح جيفة، لكن رمة عنترة وابن الورد، تفوح شذى العبير والكرامة والحق والعدل. مئات من شعراء العرب كانوا على هذه الشاكلة من التمرد النابع من إحساس الفنان وحاسته تجاه نقيضي الحياة. لصوص الأقوات تحت رايات السلطات العمياء والفقراء والمنبوذين فى عراء القهر، فكان الشنفرى والسليك وتأبط شرا، وكان أمل دنقل والشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم، وكان جيفارا وكنت أنا وأنت وألف الف مستطاع على الصراخ بلا، مقابل من عاشوا نعم انبطاحا وتخاذلا من أجل مغازلة القبيلة الغاشمة مثلهم تماما.
ليس هناك شرف أكثر من أن تكون عمرو السارق أو الشنفرى القاتل، ولا تشم إلا رائحة الوسخ على أكتاف المعاتيه الذين يلقبون أنفسهم سفها بألقاب هزلية، فى مشهد هزلي. مقاطع مجمعة من مشفى للمجانين. أستعير قول مظفر نواب، فى قصيدته
أولاد القحبة
ويا حكام المهزومين
ويا جمهورا مهزوما
ما أوسخنا ما أوسخنا ونكابر ما أوسخنا
لا أستثني أحدا
عش كما تريد ولا تصغ بأذنيك إلا غنجهن ولو قالوا قاتل وسارق وحقير...
لأنهم وبتصريف عن مظفر
أولاد القحبة جمعا فردا
لا نستثني منهم أحدا
إلا قليلا من الشرفاء
وعسانا نجد بينهم أشرافا. هذه حياة الصعاليك، وأنا الصعلوك بلا سيف سوى قلم أمتطيه كما امتطى عمرو بن وهب عراء المقهورين
طوبى للصعاليك



#طلال_سيف (هاشتاغ)       Talal_Seif#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضباب الأحمر فى أروقة بيوت دعارة المومسات العرب
- ولم يشفع للدجاجات حسن سلوكها
- الشركة المصرية لإصلاح ونفخ إطارات السيارات - المشير السيسي و ...
- أراجوزات اللاوعي بين التلقيف والتلفيق
- جهاز الشرطة المصرية بين تناقض الحماية وحصار الحريات
- محاكمة للنص والعقل معا
- الحفاظ على السلطة والحفاظ على الوطن
- الغراب وبحر القشدة
- رأيت إذ يرى النائم
- رئيس مجلس إدارة مراجيح مولد النبي
- إنهم يذبحوننا يا أبي
- السيسي والشعب ومصيدة التثوير
- التاريخ الهمسي للنيفوريش
- الثورة لا تعرف القانون
- أنظمة العهر العربي على أسرة لندن المدينة
- فرض الصراع وخيارات البندقية
- أضداد ماركس وفلسفة الصراعات
- تعليب التهم وأكلاشيهات السلطة المريضة
- أسطرة الفيروس وكوزموبوليتانية ما قبل الاحتلال
- الأنفاق السرية وشرعنة الإرهاب


المزيد.....




- الناس يرتدون قمصان النوم في كل مكان ما عدا السرير!
- ترامب عن ملفات جيفري إبستين: لا أريد إصابة أشخاص غير مذنبين ...
- أنقاض رومانية اعتُقد أنّها لكنيسة قديمة.. لكنّ الأدلّة تروي ...
- فيديو لمطاردة جنونية لرجل يقود شاحنة قمامة في شوارع مدينة أم ...
- ترامب يقيل مفوضة مكتب إحصاءات العمل بعد تراجع توقعات نمو الو ...
- مأساة في الساحل الشرقي للولايات المتحدة: فيضانات مفاجئة تودي ...
- ما هي اتفاقية خور عبد الله التي تلقي بظلالها على العلاقات ال ...
- من يقف وراء التخريب في شبكة السكك الحديدية الألمانية؟
- كابوس يلاحق المسلمين في بريطانيا.. ما الذي يجري؟
- حاكم إقليم دارفور يحذر من خطر تقسيم السودان


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال سيف - تواريخ من ذاكرة الصعلكة