أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال سيف - فرض الصراع وخيارات البندقية














المزيد.....

فرض الصراع وخيارات البندقية


طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.

(Talal Seif)


الحوار المتمدن-العدد: 6623 - 2020 / 7 / 19 - 09:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربما تمر بعض الأخبار على كونها من الأخبار العادية. لا تحظى باهتمام القراء، لكن الأمر مختلف تماما عما يمر أمام أعيننا دون رصد وتحليل. فمنذ أيام اتخذ الرئيس السيسي قرارا بتحويل جميع المركبات العاملة بالطاقة النفطية التقليدية إلى مركبات تعمل بالغاز الطبيعي. هذا الخبر يحيلنا مباشرة إلى تلك الأزمات غير الطبيعية والمفتعلة ظاهرا وباطنا، بدأ بأزمة سد النهضة الأثيوبي المزعوم بعلاقته النهضوية للدولة الأثيوبية، رغم أن جميع الدراسات العلمية تؤكد عدم احتياج أثيوبيا لمثل هذا السد على النيل الأزرق، فهي تمتلك ثروات هائلة للاستفادة من مياه الأمطار وتوليد الكهرباء بعيدا عن ذلك البناء الذي خطط له خارج أثيوبيا ومول أيضا خارجها كورقة ضغط على أهم قوة إقليمية فى الشرق الأوسط. لكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن الآن. ورقة الضغط هذه لمصلحة من وما السبب فى وضع مصر فى هذا الخندق ومن ثم ما استفادة الدول أو المنظمات الضاغطة من تلك الأفعال؟ لن نجيب على هذا التساؤل حتى ننتقل إلى اتفاقية السراج أردوغان بشأن اقحام تركيا فى غاز شرق المتوسط والتي خرجت من المعادلة بترسيم مصر لحدودها البحرية مع قبرص واليونان. أصبحت مصر محاصرة من جهاتها الأربعة. أردوغان الحليف الأول للكيان الصهيوني فى فلسطين وأمريكا من ناحية ليبيا رغم يقينه التام بأن ذلك الصراع لن يحسم لصالحه فى حال المواجهة العسكرية بنظام المليشيات والتي ستواجه بحرب غير نظامية من قبل القبائل الليبية المدعومة من أطراف عربية متعددة ومن بينها مصر، أو سواء كانت المواجهة نظامية بين جيشين كبيرين كالمصري والتركي. هناك استحالة لحسم المعركة لصالح أردوغان. لكنها ورقة التوت المقدمة لدودة القز التي ترغب فى دخول كهف ثروات شرق المتوسط وستستمر المعارك إلى أكثر من عقد من الزمان. لا أتخيل أن أول رصاصة ستنطلق من المعتوه التركي ستنتهي خلال أيام أو أسابيع أو شهور، إلا إذا رضخت مصر واستسلمت تماما لكل رغبات الصهاينة بداية بصفقة القرن. مرورا بالقدس عاصمة لإسرائيل بالإضافة إلى التطبيع الثقافي والإجتماعي والاقتصادي والعسكري الشامل، حتى تصبح مصر ولاية من ولايات إسرائيل الكبرى، التي تقف مصر كابوسا تجاه أحلامها. هنا يأتي دور سد الخيانة كورقة ضغط جادة ومؤثرة وقاتلة فى ظهر مصر. قد يستسهل البعض خيار البندقية دون وعي بالمحيط العالمي. فمن السهل أن تدخل الحرب بكل مقدراتك وتنتصر أيضا، لكن من السهل أيضا بعد الانتصار أن تصبح جسدا هزيلا خارت قواه فأصبح مرتعا للدود والفئران ومن ثم عودا على ذي بدئ، ترضخ لرغباتهم دون مقاومة تذكر منك. السيناريوهات المفروضة علينا صعبة للغاية، وبيد أن قرار رئيس الجمهورية بتحويل المركبات إلى العمل بنظام الغاز الطبيعي الوفير فى مصر، يعطى مؤشرا إلى أن الوضع العالمي لا يرغب فى السماح لك بالتنقيب ومد الخطوط وضبط أداء الثروة عندك. لذا فالسيسي يقول ستستمر حرب الغاز لسنوات متعددة وعلينا السير فى كل الخطوط والطرق لتجنب القتال. لكن أيضا يبدو أننا لن نجد مهربا من الدخول فى معارك حربية محتملة بسبب المياه واستعمال أثيوبيا كدولة وظيفية مرتزقة للضغط على مصر. الكثير يتوقع أن حربا لن تكون وأن أثيوبيا أو بالأحرى الصهاينة انتصروا فى معركة الإذلال. لكنني أرى وربما أنا مخطئ أن خيارات البندقية قد تأخذ مسارا متسارعا بأكثر مما نتوقع وعلى أكثر من جبهة. فى هذه اللحظة تأكد تماما أنك ستضحي بكل ما تملك وليس لديك خيارات أخرى سوى تلك التضحية أو الفناء الكامل لمصر وشعبها. ربما تكون البندقية هي الحل أو الخضوع للمتآمرين مقابل شرفنا وكرامتنا ونخوتنا، تلك المفردات التي تحاول العلمانية الشاملة إطلاق كلابها العربية للسخرية منها على أساس أنها مفردات غير حداثية. فاختر لنفسك طريقا بين هذه وتلك، لأنك فى النهاية إذا ما خارت قوة جيشك ستكون أنت الجيش الثاني ومن بعدنا أولادنا الجيش الثالث حتى ننتصر أو نهلك دون الوطن. عليك الاختيار..
أما أنا فقد اخترت كرها البندقية



#طلال_سيف (هاشتاغ)       Talal_Seif#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أضداد ماركس وفلسفة الصراعات
- تعليب التهم وأكلاشيهات السلطة المريضة
- أسطرة الفيروس وكوزموبوليتانية ما قبل الاحتلال
- الأنفاق السرية وشرعنة الإرهاب
- رئيس مجلس إدارة الكرونا الحاج مائير لانسكي وشركاه
- الجيش المصري بين البزنسة وزراعة المصطلح
- السيسي بين إرهاب المتثاقفين وديكتاتورية المتأسلمين
- جلال جمعة يدان من رحمة ، ولسان حال لحلاج جديد
- قصيدة النثر أكذوبة الأدعياء وتشيوء الأفكار
- التناص والتلاص بين الإبداع ومصدرة التراث
- الكفر والفقر والسيد الرئيس
- سيادة الرئيس انتبه قد آن وقت الغرق
- فقد الاحتمال مقدمة الاحتلال 4- ما بعد المصطلح -
- فقد الاحتمال مقدمة الاحتلال-3- احتلال العقل
- فقد الاحتمال مقدمة الاحتلال- 2 - تطبيق الشرع. علمنة الدولة
- فقد الاحتمال مقدمة الاحتلال
- شهرزاد الرواية العربية على فرس ايبرد الجامح
- الإعلام العربي - إكلينيكية الانتظار -
- - شيمان ديه دام - جماليات المعتاد و سطوة التجريب
- يا نعيش عيشه فل . يا نموت إحنا الكل


المزيد.....




- العراق.. السيستاني يشعل تفاعلا ببيان عن استمرار استهداف إيرا ...
- هل ما يحدث في طهران استهداف لتغيير أو تدمير النظام؟.. شاهد ر ...
- أضرار جسيمة داخل مستشفى سوروكا ببئر السبع إثر قصف إيراني واس ...
- إيران تمدد إغلاق مجالها الجوي حتى يوم غد
- جنرال العقوبات والقبضة الحديدية.. من هو محمد كرمي قائد القوا ...
- ياسين بونو.. أسطورة مغربية تتألق في أكبر البطولات العالمية
- الجيش الإسرائيلي يبث مشاهد لاستهدافه مفاعل آراك (فيديو)
- الخارجية الإيرانية: عراقجي سيترأس الوفد الإيراني إلى مفاوضات ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يهدد باغتيال خامنئي (فيديو)
- روسيا تطالب إسرائيل بوقف ضرباتها للمواقع النووية الإيرانية ف ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال سيف - فرض الصراع وخيارات البندقية