أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال سيف - المسألة العربية ١














المزيد.....

المسألة العربية ١


طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.

(Talal Seif)


الحوار المتمدن-العدد: 6842 - 2021 / 3 / 16 - 10:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حينما تريد اختزال شعب وحصره فى فكرة ضيقة، يكون ذلك بدفعه نحو فعل التثوير ومن ثم تغليف ذلك الفعل الراديكالي بغطاء الثورة والاصطلحات الزائفة، لحشد القطيع نحو مسار لا يمكن الفكاك منه، وللأنظمة العربية الديكتاتورية دور فعال فى خلق ذلك المسار الفوضوي، فلو أن هناك تعاطي ديموقراطي حقيقي فى مصر، ما قامت ثورة يناير التي تم تغذيتها من الخارج واللعب على رؤية توريث الحكم وما آلت إليه أوضاع الناس بسبب سياسات نجل مبارك وحاشيته. نفس المسار الذي أدى إلى تدمير سوريا بخلق التثوير وصناعة الورطة، فلا تم التخلص من الأسد ولا تقدمت سوريا شبرا واحدا، بل تم تدمير دولة من أهم دول المنطقة، فى استغلال واضح لمشاعر الجماهير التي أحست بالإهانة من توريث الحكم فى سوريا، وقد يرى المدافعون عن نظام بشار غير ذلك، لكن فعل التوريث قد تم بقراءة آنية ومعاشية للأحداث كما حدث فى مصر، كان الدفع بالجمهور تجاه أوجاعه وآلامه والعزف عليها بنصل حاد، حتى سقطت دولنا وتدمرت اقتصاديا وتحللت اجتماعيا وتعفنت سياسيا، وأصبحت مرتعا لجميع اللاعبين الكبار فى مارثون خارج دولهم لمصلحة الفكرة التوسعية الجديدة وهي فكرة التوسع الرأسي وحاشا لله أن نستثني نظاما عربيا واحدا من تلك الرؤية
من هنا نقرأ المشهد الإيراني وما تبعه من دفاع عبيط من القوميين العرب، الذين يرددون كالببغاوات، مقولة أن إيران ليس لها مشروعا توسعيا فى محيطها. ضاربون بكل أفكار الحداثة عبر الحائط. فلم يعد التوسع أفقيا بأي حال من الأحوال ولم تعد فكرة الامتداد الأفقي بكسب أراض جديدة واردة فى أدبيات الدول الكبرى. فإيران شأنها وحقها المشروع أن تدافع عن وجودها وحقها فى التواجد القوي على الخارطة العالمية، وقد بدأت إيران فى مشروعها التوسعي الرأسي بعمل تحالفات فى المنطقة. مستندون على ذات الفكرة الوجدانية للآخر وقياسنا هنا مع الفارق، أن إيران أتى مشروعها على خط المواجهة الذي التقى مع خط حزب الله، الذي نشأ كغيره من الجماعات المسلحة فى محيط لا يؤمن سوى بالطائفية. فحزب الله ليس جسدا سرطانيا أو بدعا من الجماعات التي تغذيها تلك البيئة ولم يكن سوى جماعة حالمة بتعديل أوضاع الشيعة المزري فى لبنان شأن حركة المحرومين وجماعة أمل، لكن الظروف المحيطة جعلته على خط المقاومة، فكان النتاج صداميا ومشتعلا مع عملاء أمريكا وإسرائيل، فكان استناده على إيران مشروعا، كاستناد الآخر علي الإمبريالية العالمية. لكن ذلك الاستناد ليس من طرف واحد، لكنها المصلحة المشتركة بين إيران والحزب. فالسياسة كما أفضل تعريفها طبقا لمفهوم لازويل: من يحصل على ماذا؟ السياسة لا تعرف الشيعة والسنة والدروز والمسيحيين، لكنها تعرف التقاء المصالح، ومن هنا كانت التحالفات الجديدة فى منطقتنا العربية، ونحن نلعب فى مباراة الاقتتال والتخوين، فلولا غاز شرق المتوسط، ما كان لروسيا مصلحة فى التقارب السوري الإيراني وحزب الله، ولولا أن إيران تدافع عن مشروعها النهضوي سواء اتقفنا أو اختلفنا معه، ما كانت فى صف سوريا، ولولا المكتسبات التي حققها حزب الله فى التواجد كقوة فاعلة فى المشهد العربي والعداء الواضح للكيان الصهيوني، ما كان التقارب بينه وبين إيران وسوريا. المطالبون بنزع سلاح حزب الله يسيرون فى مساراتهم المصلحية كجماعات وظيفية صهيونية وإمبريالية، وسيظلون فى مشهد أقل ما يوصف بالنباح الذي لن يتجاوز إلى العقر والعض. لكن النباح المستفز أكثر، حينما يحاول العنصريون العرب بإيهامك أن بشار الأسد نموذجا للعروبة الصارخة. ذلك الشخص الذي فضل سلطته على مصلحة بلاده، فلو انتصر على كل جيوش العالم لن يغير من كونه مغتصبا للسلطة وديكتاتورا تعاطفنا معه لا لشئ سوى مواجهته للصهاينة، وقد تكون رواية كتيبة سوداء لمحمد المنسي قنديل مفيدة له ولأدعياء العروبة أو العروبيين العنصريين، كي يفهموا معنى فلسفة الورطة دون التشدق الأجوف بمصطلحات لا تغنى من جوع. العروبة الحقيقية هي محاولة إنتاج أفكار تقدمية تجمع شتات المواطن العربي الذي تم تخريب وتجريف هويته الثقافية لصالح الدول المصلحية، فى مشهد بائس. المسألة العربية فى حاجة إلى مراجعات وإنتاجات فلسفية جديدة، وليست منح المبررات لهذا أو لذاك. لن يتخلى حزب الله عن سلاحه، لصالح رجعيات منبطحة، تلك الرجعيات التي إذا ما أرادت أن تنزع سلاح حزب، كان عليها دعم الجيش اللبناني بثمن لوحة المخلص التي اشتراها بن سلمان أو بثمن يخته أو هداياه للشواذ والمثليين، وفى المقابل نقول للقوميين العرب: رفقا بأدمغتنا فقد مللنا قيئكم. إيران لها مشروعها الخاص، أما حزب الله فهو جزء من المشروع العروبي الحقيقي، فلا تمنحوا إيران وساما لا تستحقه ولا تمنحوا أنفسكم لوح الله المحفوظ، فتقسمون الوطنية والعمالة كما تشاؤون، ودعوا عنكم تحليلاتكم التي يجيدها ماسحوا الأحذية وبائعوا الذرة فى الميادين. من لا يؤمن بقدرة الفلسفة وقدرتها وحدها على تجاوز الأزمات، فليوفر غثائه لحلقة تليفزيونية رتيبة، مقدمه لجمهور هش. حقا كما قال مظفر
أكلتنا الردة
إن الواحد منا
يحمل فى الداخل ضدا



#طلال_سيف (هاشتاغ)       Talal_Seif#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلاغ إلى الرئيس.. وكأنها قضية دريفوس
- أزمة الفكر العربي من قراءة المشهد إلى توصيف الحالة
- حقوق الإنسان بين ارتعاش الأنظمة الفاشية والخوف المرتقب من با ...
- تواريخ من ذاكرة الصعلكة
- الضباب الأحمر فى أروقة بيوت دعارة المومسات العرب
- ولم يشفع للدجاجات حسن سلوكها
- الشركة المصرية لإصلاح ونفخ إطارات السيارات - المشير السيسي و ...
- أراجوزات اللاوعي بين التلقيف والتلفيق
- جهاز الشرطة المصرية بين تناقض الحماية وحصار الحريات
- محاكمة للنص والعقل معا
- الحفاظ على السلطة والحفاظ على الوطن
- الغراب وبحر القشدة
- رأيت إذ يرى النائم
- رئيس مجلس إدارة مراجيح مولد النبي
- إنهم يذبحوننا يا أبي
- السيسي والشعب ومصيدة التثوير
- التاريخ الهمسي للنيفوريش
- الثورة لا تعرف القانون
- أنظمة العهر العربي على أسرة لندن المدينة
- فرض الصراع وخيارات البندقية


المزيد.....




- قوات روسية تخترق دفاعات أوكرانية في دونيتسك قبل أيام من قمة ...
- الانتقال إلى إيطاليا قد يكون خطة جيمي كيميل البديلة
- إسرائيل: حرب ردود بين وزير الدفاع ورئيس الأركان.. و-التعيينا ...
- - فلسطين حرّة-.. رسالة من مراقب جوي فرنسي إلى طياري شركة -إل ...
- شركة -البحري- السعودية تنفي نقلها أسلحة لإسرائيل على متن سفي ...
- رونالدو وجورجينا.. خطوبة وقصة حب وقيراطات ألماس ثمنها ملايين ...
- -قبة حرارية فوق أوروبا!-.. جفاف وحر وحرائق وجو يحبس الأنفاس ...
- لماذا اغتالت إسرائيل أنس الشريف؟
- سرايا القدس تبث مشاهد لقصف مستوطنتين إسرائيليتين بغلاف غزة
- نشطاء يشيدون بنباهة طفل يمني أنقذ شقيقته من محاولة اختطاف


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال سيف - المسألة العربية ١