معركة غزة بين الانتقام ونهاية الأخلاق

طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.
(Talal Seif)

الحوار المتمدن-العدد: 7786 - 2023 / 11 / 5 - 04:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ما يحدث فى غزة مجرد بداية لقادم لن يرضخ للأنظمة الدولية المتعارف عليها بعد الآن ولن يكون داخل منظومة العلاقات القديمة بين الدول، فسواء انتصرت حماس فى تلك المعركة أو خسرتها، لن تغير فى كون تلك المعركة خلقت نوعا جديدا من أشكال التحكم فى الواقع بعيدا عن الحكام وأنظمتهم وحساباتهم التي تنظر إليها التنظيمات المسلحة نظرة دونية، على اعتبار أن حكام العرب مجرد عرائس ماريونت، تحركها أمريكا وقوى الغرب حسب رغباتهم ، وقد أثبتت معركة غزة صحة تلك الرؤيا. إن قتل الآلاف من المدنيين سيخلق جيلا محملا بالكراهية مضمرا لفكرة الانتقام مهما طال الزمن وامتد، فالقارئ للمرحلة العربية فى اللحظة الراهنة، يرى الطول للتنظيمات المسلحة فى بعض الدول العربية كلبنان والعراق واليمن، وكأن راديكالية أمريكا والغرب المتآمر لتحقيق مصالحه فى المنطقة كان الشجرة المثمرة لتلك التنظيمات التي حملت السلاح لمحاربة المشروع الغربي الصهيوني، وقد وجدت تلك التنظيمات الحاضنة الشعبية بعد دخولها على خط معركة غزة والكيان المحتل دون النظر لهويتها الدينية وتوجهاتهاالعقائدية. القادم سيغير أفكار الجماعات المسلحة التي لم تعد تأبه بوصمها بشارة الإرهاب وستكون البندقية مقابل البندقية والمدني مقابل المدني وسيخرج من رحم تلك المعركة أجيال لا تعنيها ما يسمى بالقيم الإنسانية فى المعارك . تلك القيم التي اتضح أنها مجرد شعارات زائفة فضحتها جثث الأطفال والنساء والعجائز. معركة غزة بداية جديدة لحرب لن تنتهي إلا بحل الدولة الواحدة لا حل الدولتين وأسلو خير شاهد على موت الفكرة. فترقبوا العالم بعد المعركة

#طلال_سيف (هاشتاغ)       Talal_Seif#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل