أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - ديوان (تجريب) مخطوطة















المزيد.....



ديوان (تجريب) مخطوطة


عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم

(Abdulsattar Noorali)


الحوار المتمدن-العدد: 7823 - 2023 / 12 / 12 - 22:12
المحور: الادب والفن
    


تجريب


شعر


عبد الستار نورعلي




المحتويات

نصّ على حافة الهلوسة
كشف حساب غير متأخر
ثرثرة غير فارغة
اختلال
العلامات
برومثيوس حبيساً
في البدء الروح
الانهيار
ابتهال
ليس بالحبّ وحده





نصّ على حافةِ الهلوسة!

اعتذار

قرائي الأعزاء! معذرةً على هذا النصّْ الخارج عن النصّْ، وهذا الكلام اللافُصّ، فالحواسم والعلّاسة لا يستحقون أنْ نجهدَ نفوسَنا ونحرقَ أعصابنا ونعصر أقلامنا شعراً وقصّاً لنكتبَ كلاماً بليغاً فُصّاً، وجُملاً مرصوصةً رصّاً ، حين نقول ما نقول بحقهم هم (خصّْ نصّْ) كما يقول أخواننا الشاميون الأعزاء.

مقدمة

* الحواسم: الاسم الذي أطلقه صدام حسين على معركة احتلال العراق 2003 . وأطلقها العراقيون بعد ذلك على عمليات النهب والسلب العامة للممتلكات العامة التي حصلت أثناءها وفي أعقابها. وقد اصبحت صفة تطلق على النهّابين والسلّابين والحرامية الذين قاموا بتلك الأفعال المشينة؛ ليصبحوا بعدها أثرياء ورجال أعمال واصحاب عمارات وقصور فخمة.

* العلّاسة بتشديد اللام:- هم الذين قاموا ويقومون، أو شاركوا ويشاركون بعمليات خطف وقتل لأناسٍ من أقاربهم أو معارفهم أو أصدقائهم من أجل فدية مالية كبيرة، وصاروا أيضاً من أصحاب المال والجاه والثروة والتأثير في المجتمع. وربما أنّ بعض الحواسم والعلاسةِ أصبحوا من كبار رجال الدولةِ والساسةِ، فيتمنطقون بالوطنية الزائدة والمبادئ الديمقراطية، وحقوق الانسان في الإرهاب والقتل في العباد ، والنهب والسلب وفن الفساد والإفساد.

"فيا أيها الناسُ اسمعوا وعوا ! وإذا وعيتم فانتفعوا!"
خذوا الأمر مثلاً!
احفظوا بلدانكم من الحواسم والعلاسة، ومن الغزو والدلّاسةِ، ومن تجار عرض الأوطانِ في أسواق النخّاسةِ!

عنوان النصّ

نصٌّ على حافة الهَلْوَسَةِ في عصر الحواسم والعَلْوَسَةِ (العلوسة مشتقة من العلّاسة) في بلاد الحضاراتِ والمَفْلَسَةِ (المَفْلَسَة مشتقة من الإفلاس) !! ووادي الحرامية والمَهْرَسَةِ (المهرسة مشتقة من هرس اللحم البشري)

النصّ

ذكرت الأنباء أمس الأحد أنّ المطر حلّ نزيلاً على مدينة البصرةِ، بشكل غير مسبوق في هذا الفصل من السنةِ.

* * * * *

هنا في الشمال الغربي للكرة الأرضية يتساقط المطرُ اليوم رشيقاً رشاقة مشية الراحلة مارلين مونرو ، والرياح باردة برودة أعصاب كونداليسا رايس،

قصدتكِ يا بصرةُ الفيحاءُ في الحلم الذي مرّ مرّورَ السحاب العقيم،
قيلَ أمسِ: مطرْ .... مطرْ ... في حاضرة السياب وبن يوسف الأخضرْ!!!
"وتنشجُ المزاريبُ اذا انهمر" (1)
وتصبحُ العيون خضراءَ مع السَحَرْ
ويرقصُ الشجرْ
مطرْ ... مطرْ....!
اللهُ أكبرْ جاءنا المطرْ !
والنفطُ منهوبٌ لدى الخَفَرْ !
والكهرباءُ صارَ في خبرْ !

السماء ملبدة بالغبار، غبار الرمل والتراب لا غبار طَلْع الأشجار،
شطّ العرب اليومَ أعيدُهُ أم أنه يتجرع النار ذات اللهبْ وقودها الناسُ والحجارةُ والغضبْ؟
هل تمثال السياب قابع في مكانهِ يتغزل بشُبّاك وفيقة؟
أم نهبوا نحاسه كي يباع في سوق الهرج والمرج ؟

هرجْ ... هرجْ ... بغدادُ في سوق الهرجْ،
سوق الهرج في جيوب الساسة وتحت عمائمهم وكراسيهم،

تتدحرج الرؤوس على بلاط الحواسم والعلاسة،
هل بقي شيء لحرامية الزوايا المنسية ؟
وهل في المنهوبات ثمالة للأرملة المرضعة وهي ترفع عباءتها المتهرئة باباً لبيتها الذي يسمونه مجازاً بيتاً؟ (2)

نفط ، شفط ، لفط ،
كوبونات ، بنكنوتات ، بترول ملء شاحنات ، كومبيوترات ، بنوك عامرات ،
مزاد علني ! بيت محروق !
هيّا ! هيّا ! تعالوا ! هلموا ! سراة الساسة مناضلي الأمس حواسم اليوم!
مزاد علني !
وطنٌ يُباعُ ويُشترى! والحارسُ المأمونُ فيه لصُهُ ؟!
كلُّ شيء بقرش ونص حتى نخاع البنك المركزي وعظام بنك الكرادة ولحم وزارة النفط، وعيون الآثار ، ورأس الديار،
كلّ شيء مباح للأخوة المناضلين أصحاب اللسان السوّاح والفم الردّاح،

معارضة، مناهضة، مقايضة، محاصصة ، احتلال مقابل نعيم مقيم،

ـ يولاد الإيهْ! أنتو كنتو مستخبيين فين؟!

صارَ النواطيرُ لصوصَ اليومِ
بالأمسِ كانوا أنبياءَ القومِ

أنبياء مزيفون خرجوا من تحت عباءة مسيلمة الكذاب،

معارضة، مقايضة، مناقصة، محاصصة،

ـ يولاد الأبالسه!! جدعان والله !

الأربعون حرامياً أفرخوا ألوفاً من المريدين بلا حساب ولا كتاب،

لقد فقدنا قدرةَ الحسابِ
فالكلّ في النهب على الأبوابِ،

وسواء عليهم أكتشفتَهم أم لم تكتشفْهم لا يستحون،

قيل الحياء قطرة ، وقومنا قطرتهمُ هباءُ،

امرأة بأسمال بالية تطلُّ من صريفتها التي بلا باب وترفع عينيها ويديها نحو السماء:
- أللهم ارفعْ ...! ارفعْهم!

ثواب في رمضان =
اعلانات ، مزادات، ثلاجات، مجمدات، تلفزيونات، غسالات، مولّدات، طباخات، مراوح كهربائية ، بطانيات ....

ثواب للبيع !
في سوق نخاسة الفضائيات،

"نامي جياع الشعب نامي .... حرستك آلهة الطعامِ" (3)

النومُ راحةُ واستراحةٌ ،
فاقنعوا أيها الجائعونْ!

لكمُ ثوابُ الجنةِ الغّناءِ
من بعدَ طولِ قناعةٍ وعَناءِ
إنّ القناعة كنزها لا ينفدُ
فاصبرْ فإنّ الكنزَ يأتيهِ الغدُ!

قناعة الساسة في البنك المركزي ووزارة النفط ووزارة المالية واغراءات الكرسي،

قالت عمامتُهُ السبيلُ سبيلنا
ولئنْ تميلوا فالعقابُ صهيلنا

وصهيلهم بسيوفهم وجيوبهم
وصهيلنا أشلاؤنا
وجراحنا وبكاؤنا
تنورنا الخاوي على بطوننا

السياسيون = سماسرة ، متاجرة، مصاهرة .. مع الكراسي،

الكرسي والصولجان =
سيارات، عمارات، مصوغات، ألمازات، شركات أمن، قومسيونات، بيع البلاد والعبادْ، الرقص على مسرح الفسادْ ،
قد كان قبلاً واقفاً بباب بيت المال يستجدي الغريبْ
واليوم بيت المال في البلد السليبْ
في جيبه ....

كشخه ونفخه !
"صلواتْ صلواتْ الهَيبهْ فاتْ ،
فاتْ ما سلّم علينهْ، صلواتْ ،
فلوسْ يسطعْ منْ جبينهْ، صلواتْ !" (4)

يقول الحكواتيةُ والرواةْ أنّه قد تشكّلت بعد دخول الغزاةْ في بلاد التناطح بالكراسي والألسنة والقاماتْ (القامات تعني السيوف العريضة جداً) قوى سياسية كثيرة من الثعالب والآفاتْ:
إئتلاف التشبث بالكرسي لو شمايصير!
(ايضاح للأخوة العرب: "لو شمايصير" تعبير عامي عراقي ويعني "لو أيّ شيء ما يصير" وما اسم موصول بمعنى الذي. والمقصود بالتعبير "لو احترقت الدنيا")
ائتلاف الكرسي العراقي ملكنا أباً عن جد
ائتلاف الكرسي الوطني لبنك الزوية والبنك الوطني
تيار الكرسي وحدهْ يكفّينا
تيار اصلاح الكرسي من أجل الكرسي
جبهة الحوار بالكراسي
حزب الكرسي/فرع الكرسي
وشوباش ياحبايب!
دقي يا مزيكا
للكرسي وامريكا!
هلهوله للكرسي الصامد!
هلهوله للكرسي الصامد! (5)



هوامش

1- مستوحاة من قصيدة بدر شاكر السياب (أنشودة المطر)
2- الأرملة المرضعة: اشارة الى قصيدة الشاعر معروف الرصافي
3- مطلع قصيدة لشاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري
4- مطلع أغنية للراحلة المطربة العراقية زهور حسين ، وقد غيّرنا كلمتين فيها وهي (الحلو) الى (الهَيْبَهْ) وبالعراقية تعني المَهيب! و(نور) الى (فلوس)
5- هلهوله: بمعنى زغرودة بالعامية العراقية

(الأثنين 30 آب /أغسطس 2010 )








كشف حساب غير متأخر

أربعون + خمسة =

كتب ، أقلام ، أوراق ، أنامل =

عينان ، صدر ، أضلاع ، قلب =

الكرة الأرضية + كلمات حارقة/ محترقة + صداع + آلام + غربة + احديداب =

كيفَ احتملتَ كلَّ هذا الدُوارْ
والتعبَ المُرَّ وضيقَ الحصارْ ؟

صخرة بحجم الكون ، صعود نزول =

سفح ، غابة ، أشجار متشابكة ، أشواك

طرق ملتوية ، وحل ، جليد ، فيضانات ، انفجارات

هل أيقظكَ العرّاف ؟

نومٌ عميق ، غصن زيتون ، حمامةٌ =

"الكلمة الطيبةُ صدقةٌ؟" =

اتقِ شرَّ مَنْ أحسنتَ اليه !

ما الذي تبغي اليهِ
أيها العابرُ فوقَ العربةْ

=

جوع ، حرمان ، أحذية ضيقة ، خيلٌ متعبة

ليل طويل ، ستائر رمادية ، شمعةٌ محترقةٌ

كأس فارغةٌ ، مائدةٌ خاويةٌ ، كراسٍ بلا اقدام ، بلا ظهر

أوراق مرمية على قارعةِ الطريق ، صدر ضاق على التاريخ

بركان يغلي

عينان متعبتان ، أنامل دامية ، كرسي متصدّع ، لابتوب بحجم الكفّ =

في انتظار جودو

هل تجيد الجودو والكاراتيه؟

جودو وكاراتيه=

بلطجة ، كرسي ، تاج مزيَّف ، لسان ذلاق ، صحف يومية ، فضائيات عربية

هو =
عينان صافيتان ، قلب ينبض بالدم ،
أقلام رصاص ،صوت نقيّ ، يد متعبة =
الطيبة سلاح الضعفاء

نزع فلان ثوبهُ =
تصفيق حادّ ، فضائيات ، مسارح ، دولارات.

هل تستطيع أن تنزع ثوبك؟
عيب !!!

عيب =
إعراض ، كواليس ، رغيف يابس ، صمت مطبق ، موت في رداء حياة.

هل جرّبتَ الفاليوم ؟

الفاليوم =
خدرٌ صناعيّ ، نومة أهل الكهف ، سكون ، موت في رداء موت

اربعون + خمسة + وجه ثابت + أوراق خضر + يد بيضاء +

ثياب غير منزوعة + يقظة + نوم منْ غير فاليوم + الكلمة الطيبة صدقة
=
جدار برلين ، صمت الغابات ، شوارع خلفية ، نجيب سرور.

إنذار:
هل ستتوقف العربة عند الخامسة والأربعين؟

إنْ كان لا يدري =
مصيبة

وإنْ كانَ يدري =
المصيبة العظمى *

دمٌ يجري + قلب ينبض + سطور بيض + كون مضطرب =
تجليات ، حياة ، كشوف ، تحديات ، استمرار

فوق التلة ثلج يلمع تحت الشمس

أناس يتزحلقون في عزّ الظهيرة

هو لايجيد التزحلق

هناك بالجوار تحت الأشجار أناس يشوون لحم دجاجٍ

هل تأكلُ لحمَ الأسد؟

"اقرأ باسم ربّك الذي خلق"

لا يوجد كهف ولا عنكبوت هنا

غابات كثيفة ، جليد ، أرانب برية

لا أحد يصطاد الأرانبَ هنا

هل تأكل لحمَ الأرنب؟

سؤال وجيه ، لا أعني وجيه عباس

ما الذي ذكّرك بوجيه عباس ؟!

لا تدري !

باقلاء بالدهن الحرّ ؟

الحدود السبعينية تقترب ، Stop! ، اشارة حمراء

هل أنت نادم؟

ربما

إنه يومٌ لا ينفع فيهِ الندم

ارمِ طموحَكَ واغفُ بالإصرارِ
الدهرُ للطبّالِ والزمّارِ

مزامير الصحف اليومية ، مزامير شعراء السلطان

هو لايعني مزامير داوود:

اغرسْ نفسَكَ عند مجاري الماء

ورقٌ لا يذبلُ ، ثمرٌ يُفلحُ

واملأ كأسَكَ بنبيذِ النافذةِ ، مُشرَعةً

اكشفْ عورةَ مَنْ في الساحةِ رقّاصاً ، ثمناً بخساً

اكشفْ ما تحتَ ستارِ العورةِ في حقلِ الباطنِ ، ما في جدار الظاهرِ

هدموا جدارَ برلين

ثمّ ماذا ؟ وشنو يعني؟ هل أكلوا الكيكةَ؟

افتحْ !

أنْ تفتحَ بابَ العشق الغافي تحت الجلدِ

أن تفتحَ عينَ النائمِ =
عيون ، قضبان ، تعذيب ، ذبح ، تفجير

مصنع السيارات المفخخةِ في بيت الرئيس القائد
حتى آخر رمق ....

إشارات:
* اشارة الى قول الشاعر:
إنْ كنتَ لا تدري فتلك مصيبةٌ
إنْ كنتَ تدري فالمصيبةُ أعظمُ

الجمعة 23/4/2010






ثرثرة غير فارغة

واحد + واحد = واحد =
توحُّد ، اتقاد ، ذوبان ، انفتاح ، انشراح ، سياحة

سياحة روحية على عربة أبوللو
عربة أبوللو لا المركبة الفضائية

واحد + واحد = اختراق

أحببْتُ فيهِ الحبَّ والسهاما
سهمٌ اخترقَ الفؤاد ، سهمٌ اخترقَ الكلمات ، سهمٌ اخترقَ النوايا

"إنما الأعمالُ بالنيات" ، وليس للانسانِ إلا ما نوى

ماذا نويْتَ؟

اشراق ، احتراق ، انطلاق ، آفاق

واحد + واحد = ثلاثة = مضادات ، ليست حيوية

واحد + واحد = اثنان = غلط في الحساب

واحد × واحد = صراع الديكة

هل حضرْتَ صراعاً للديكة؟

دماءٌ تسيلُ ، متفرجون مهتاجون ، هستيريا خاوية الوفاض ،
غسيل أموال ، خسائر مادية ، تيهٌ في كهوف تورابورا

هو يبغضُ الصراعَ الدمويَّ ، يؤمنُ بالصراع الطبقي

وداعاً صراعَ الطبقات!

أطباقُ الطعام الشرقية شهيةٌ

وما علاقة الأطباق بالطبقاتِ؟

الأطباق: طبقات من الطعامِ، تؤكلُ على مائدة الأنام
ذوي الياقات البيض المكوية،
الطبقات: أطباقٌ يأكلُ سمينُها هزيلَها

سلامُ الروحِ أسلمُ منْ صراعٍ
لوأدِ سلامةِ الكونِ الكبيرِ

حمامةُ السلامِ صارتْ إرثَنا
لا نغتني منها ولا نسمنُ

هل تُحبُّ سلامَ الشجعان؟ 1

ختيارُ سلامِ الشجعان صارَ روايةَ (كانْ ياما كانْ) ...

لكنّهُ مع كلِّ ما قد قيلَ كائنْ
وصراعُهُ في ساحةِ الأضدادِ ساكنْ

هو يعشقُ الكينونةَ الكونيةَ الأحداقِ

ماذا تعني؟

اسألْ مُجرِّباً ولا تسألْ حكيماً!

(حكيمُ الثورةِ) أمسى الماضيَ منَ الأخبارِ

أنتظرُ الحِكمةَ في حمامةِ السلامِ

حمامةُ السلامِ صارتْ خبراً
من تلكمُ الأخبارِ
أمّا الشجاعُ فقد هوى في الرحلةِ
سرّاً منَ الأسرارِ

ما تبتغي في القولِ "سرّاً" ؟

المعنى في قلبِ الشاعرْ
والعارفُ مَنْ كانَ الشاطرْ

واحد ـ واحد = واحد صفر

"ناءٍ عن الأهلِ صفرُ الكفِّ منفردٌ
كالسيفِ عُريَّ متناهُ منَ الخِللِ" 2

حينَ يكونُ واحدٌ ينقصُ منهُ واحدٌ
يغدو لدى السلطانِ صفراً واحداً

الكلُّ في الكلِّ = صفر

حينَ يكونُ الكلُّ في الكلِّ سيغدو الواحدُ
صفراً على الشمالِ دونَ واحدٍ

لا تنتشِ! أصفارُنا كثيرةُ الأرطالِ
على قفا الشيّالِ

صفر = لا طعمَ، لا لونَ، لا رائحةَ، لاصوتَ

هلْ يهجرُ صاحبُنا؟! 3

ثرثرةُ لا تحتوي الفراغا

ما الذي دفعك الى المعادلات الرياضية؟

الرياضةُ

الرياضة مع الواحد = سياحة، وجد، سيلُ عرِمٌ من الاشتياق

الرياضة مع اكثر من واحد = إجهاد، تيهٌ، نهرٌ بلا عودة

الروحُ لو هجُرَتْ لغطّتْ وجهَها بالتعبِ

التعبُ سلاحُ ذو حدين:
تعبٌ مرارتهُ ألدُّ من العَسَلْ
تعبٌ حلاوتُهُ أشدُّ منَ المُهَلْ (4)

تعبٌ مرٌّ + تعبٌ مُرٌّ = نهرُ العطاء

الراحة + الراحة = بساطٌ من الهواء

رماني بلحظِهِ تعباً أصابا
فأورثني التوهُّجَ والعذابا

"نعمْ ، أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعةٌ" (5)

يتوهّجُ المشتاقُ بالحَرْقِ
والنارُ اشراقٌ مع الشوقِ

وقفتُ ببابها فاشتدَّ جوعي
فلم يبقَ السبيلُ الى الرجوعِ

بابُها = محرابها

محرابُ مَنْ؟

عليكَ أنْ تفكَّ الرمزَ بنفسكَ،
عبرَ وسائل إعلام قلبكَ

أقفلتُ وجهي دونَها فشقيتُ
مفتاحُها بابُ الأسى فأسِيْتُ

شقيتُ = أسيتُ = التيهُ الأعظم

سرقْتُ العمرَ أبحثُ عن تلاقي
فما كانَ التلاقي غيرَ ساقي
ومُتعبَةً تسوحُ مع البواقي
منَ الأيامِ ما قرُبَ التلاقي

ألقِ عنْ كاهلكَ الصخرةَ! (6)

لا أستطيعُ

صخرةٌ فوف صخرةٍ = كاهلٌ فوق كاهلٍ =
همومٌ حتى آخر كاهل

كأسٌ مضروبةٌ في كأسٍ = نخب

شربْتُ الكأسَ مضروباً بجرحٍ
فكانَ النخبُ موجوعَ اشتياقي

"الساقُ على الساق في ما هو الفارياق"
لأحمد فارس الشدياق (7)

الساقُ في تسياقِها آفاقُ
والعينُ في تجوالها إرهاقُ

الورق على الورقْ، في ما هو طبقٌ من أرقْ

لماذا كلُ هذا الأرقْ؟

نكأَتْ جراحَكَ هذه الأوراقُ
فتكاثرتْ في روحكَ الأطواقُ

قدّمَ أوراقَ اعتماده الى مملكةِ الصداعْ

وقدّمَ وخزاتِ اعتمادِ ساقِهِ إلى خرائطِ الآفاقْ

أسئلةٌ بحاجة الى ثرثرةٍ بوجهاتِ نظر

الأرق =

حلمُ اليقظةِ على رَجْعِ ليلٍ ساخن ، يوتوبيا هاربةٌ من بين الأصابع ، انكسار ، صراع ضارٍ مع الحيتان ، خرائط متضادة متصادمة

استشرْ طبيبَ النفس والعيون والعظامِ !

الطبيب في مسشفى الأمراض الورقية

"طبيبْ عيونْ أفهمْ في العينْ
وافهمْ كمانْ برموشِ العينْ "

هل تفهمُ أنتَ في العيون؟

أعني عيونَ الورق لا عيونَ المها

عيون الورق =

دُوار ، ضغط مرتفع ، سُكّر ، جلطة دماغية ، هشاشة عظام

يقولون أنّ هشاشة العظام تصيبُ النساء

في هذه الحالة تصيبُ أيضاً أشباهَ الرجال

يقولون أنّ هناك امرأةً = مئة رجل =

مارغريت تاتشر ، مادلين أولبرايت ، كونداليسا رايس ، مدام كلينتون ،

و أحلام وهبي (8)

أين موقع هيفاء وهبي من الاعراب؟

خبر جملة فعلية!

فضائيات، كليبات ، سوبر ستار ، فوازير رمضان ، سيرك ، الليلة الكبيرة

أين المبتدأ؟

المبتدأ محذوف تقديره (فلان)

فلان يتغدا بالحقيقة قبلَ أنْ تتعشى به

واحد دخلَ سوقَ بيع الملابس ....
خرجَ عارياً عن القلبِ والعينِ واللسانِ

واحد دخلَ قنديلَ أم هاشم
خرج يحيى حقي ... وإلى الأبد

واحدٌ تصارعَ مع أولاد حارتنا ... خرج بلا وجه
بلا وجه = سخامٌ في الوجه

صرختْ امرأة : سخام بوجهي!!
سُئلت: ما معنى السخام؟
أجابت: بودرة فضائية

فضائيات عدد النمل والحصى والرمالِ =
تزوير ،كذب ، انطفاء ، انكفاء ، ظلام ، صراخ ، عويل ، أسلحة دمار شامل ، عبوات ناسفة ، سيارات مفخخة ، موت ، أرواح منطفئة ، ألواح منكسرة ، الرجوع القهقرى ، تاريخ يبحث عن وجه ، صراع الحيتان

الكلُّ مضروبٌ بالكلِّ داخلٌ في الكلّ = لا بعضَ هناك

البعضُ أكذوبةُ حرفِ مشاغبِ
والكلُّ أسطورةُ حرفِ مُناصِبِ
مناصبٍ عداءَ صوتِ البعضِ

اللهمَّ احمْني من نفسي! أمّا كلّي فأنا كفيلٌ بهِ

طواحينُ الهواءِ تدورُ كُلاً
وكلُّ القومِ يغرقُ في الهباءِ

واحد بلا زائد أفضل من واحد + واحد

الزيادةُ كالنقصان

في داخلهِ حريقٌ لانهائي

"ذو العقلِ يشقى في النعيمِ بعقلهِ" (9)

وجهات النظر = هلوسات آخر الليل ، وثرثراتُ آخر الكلام

"وليلٍ كموجِ البحرِ أرخى سدولَهُ
عليَّ بأنواع الهموم ليبتلي" (10)

همّ + همّ = ألف همّ

معادلة خارج منطق الرياضيات

رياضة نفسية

طبيبُ النفسِ يدخلُ كلَّ يومٍ
الى الحِصنِ المُكلّلِ بالغيابِ

الغيابْ = إزميلٌ من العذابْ

سؤالٌ باحثٌ عنْ خيط نورِ
أما في النفسِ يومٌ من حبورِ؟!

الحَبْرُ الأعظمُ عند حائطِ المبكى

ثرثراتٌ تفتشُ عن تراضٍ

رضاءُ النفسِ غايةُ كلِّ حيٍّ
"ولكنْ لا حياةَ لمنْ تُراضي"

رضاءُ الناسِ أحلامٌ بعيدةْ
وفيها البحثُ أمنيةٌ شهيدةْ

هل فهمتَني؟

الفهم = النبش في الحجر =
وجعٌ يصيبُ أصابعي ويُعشِّي عيني

ومِنَ الوجعِ ما هو لذيذٌ

أحبُّ أنْ أحتسيَ الأعنابا
والتينَ والزيتونَ والأرطابا

قد تسكر!

إنّي أنا السكرانُ دونَ القدحِ
مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَعِلُنْ

أينَ الفاء في (مستعلن)؟

في خبر أمسى

(أمسى) فعلٌ ماضٍ ناقص بمعنى دخلَ في المساء

هل دخلْتَ في مساءٍ؟

المساء = ذاكرة الوجع والسهر ، وناشرة الكسل والخدَر ، ومشعلةُ الحرائقِ في أجسادِ الجياعِ منَ البشرِ

لماذا تُدخلُ الايقاعَ في نثركَ يا هذا ؟

الايقاعُ =
مدرسةُ البقاءِ في الثباتِ
قارعةُ التحويلِ في اللغاتِ

أنا لم أقارعْ ما رأيتُ صوابا
وسّعْتُ جلداً يخنقُ الإهابا

ولقد رميْتُ لأنْ أكونَ الشاعرا
في الصدرِ أشواقٌ تعودُ القهقرى

وما رميتُ إذْ رميتُ ولكنَّ المعنى رمى (11)

هلْ أنتَ صاحٍ أم غريقُ النومِ؟

الصحوُ أضغاثٌ من الأحلامِ
والنومُ أطباقٌ منَ الأوهامِ

لم تستطعْ أنْ تتخلصَ من مهنتك الماضية التي اصبحتْ في خبر كانَ

اللغة = الذات = الكون في بريقِ (واحد)

وهل استطعْتَ عن الحروفِ فكاكا ؟
الحرفُ طوقٌ بالنصالِ رماكا

ومنَ النصالِ جراحُها شوقُ
وأنينُها بينَ الفضا برقُ

الحروف = اشراقات ، انفتاحات ، انطلاقات ، مزهريات ، كريستالات بارقات ، ألوان زاهيات ، عطور فائحات ، مصابيح مضيئات

وقد = دياجٍ ، لعِب على الحبال ، تزوير قانوني ، غلق المنافذ الحدودية ، بيع وشراء الصحف اليومية ، تغيير الألوان ، استبدال النظارات ، اسدال ستائر رمادية....

هلْ أسدلتَ ستائراً؟

ستائرُهُ هواءٌ لاصناعي

للحكاية بقيةٌ .....

الهوامش
1. (سلام الشجعان) شعار رفعه المرحوم ياسر عرفات.
2. بيت من قصيدة الشاعر الطغرائي والتي مطلعها:
أصالةُ الرأي صانتني عن الخطَلِ
وحليةُ الفضلِ زانتني لدى العَطَلِ
و (صِفْرُ الكفِّ) أي خالي الوفاض مُعدَم ، و (مُنفرِد) أي وحيد
3. (يهجُر) هنا بمعنى يهذي
4. (الدُّ) بالدال وتعني أشدّ وليس (ألذّ) بالذال والتي تعني أطيب، و(المُهَل) من (المُهْل) وهو الصديد والقيح، وقد فتحتُ الهاء على صيغة (فُعَل) للضرورة الشعرية.
5. من قصيدة الشاعر أبي فراس الحمداني:
أراكَ عصيَّ الدمعِ شيمتك الصبرُ
أما للهوى نهيٌ عليكَ ولا أمرُ
نعم، أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعةٌ
ولكنَّ مثلي لا يُذاعُ لهُ سرُّ
6. (ألْقِ): فعل أمر من (ألقى ـ يُلقي) مبني على حذف حرف العلة وهي الياء
7. "الساق على الساق فيما هو الفارياق": كتاب في أدب الرحلات، وفي اللغة والأدب عموماً، للكاتب اللبناني أحمد فار س الشدياق الذي عاش في القرن التاسع عشر
8. أحلام وهبي: أحد أبرز مغنيات العراق، ظهرت في خمسينات القرن العشرين واشتهرت بأغنياتها الشعبية الخفيفة
9. من شعر المتنبي:
ذو العقل يشقى في النعيمِ بعقلِهِ
وأخو الجهالةِ في الشقاوةِ ينعمُ
10. من معلقة امرئ القيس
11. اقتباس من الآية الكريمة:
"وما رميْتَ إذ رميتَ ولكنَّ اللهَ رمى" سورة الأنفال

2010












اختـلال

القلب + العقل = اختلال في التوازن

القلب + القلب = توازن عاشق

العقل + العقل = اختلال في الروح

أنا موزونٌ
وإنْ قالوا بغير الوزن نرقى
أنا موجودٌ
وقد قالوا بوخز الوجدِ نصفى
أنا نبضٌ من قلوبٍ
أنا برقٌ من عقولٍ
فأنا المُحتَلُّ حين القلبُ يهوى
وأنا المُختَلُّ حين العقلُ أسرى

أنا بعضٌ
برضابِ الكلِّ أشفى
أنا كلٌّ
بنزيفِ البعضِ أصفى
منْ مياهِ النبعِ مابينَ الصخورْ
فاشربوني !

أنا مقسومٌ على مائدةِ الضوءِ
على مائدةِ النزفِ
على مائدةِ الخوفِ
على مائدةِ الخطفِ
على مائدةِ الحرفِ
فإنَّ الحرفَ قنديلُ الدياجي
حين تشتدُّ رياحُ الصدرِ
في ساحةِ أصداءِ الصدورْ

القرنان – قرن =
اختلال في توازن الكرة الأرضية

فكّوا وثاقي ،
فأنا المُختَلُّ !
سيفي منْ مناقير العصافيرِ،
فؤادي وردةٌ،
والفمُ مزمارٌ،
وهذا الكونُ ثورٌ هائجٌ
قرناهُ في الشرقِ وفي الغربِ
وفي لحمي أنا هذا المهاجرْ
فضعوني
فوق ذاك المذبحِ المرفوع
صوبَ القمةِ العليا
وما بينَ سحابِ الضوعِ
مِـنْ فردوسِنا المفقودِ
منْ ايامِ : فاخصفْ!

قد خصفْنا الريحَ
لا أوراقَ ذاك الشجرِ القُدسيِّ
إنّا قد بقينا في العراءِ الصورةَ المثلى
لسيفِ الأمرِ والنهي
حفاةً وعراةً
غيرَ أنّ الصوتَ عالٍ

قدري أنَّ ثيابي
منْ شفيفِ الضوءِ
كفايَ حمامٌ
من حقولِ القمرِ الغافي
على عينيَّ
والنبعُ نبيذٌ
عسلٌ
لا يقتفيهِ الفمُ
والعينانِ خلفَ الوهمِ
والواحةُ في الصحراءِ ظمأى

أَسَرابٌ كلُّ هذا الماءِ
وهمٌ وخيالٌ
وجناحٌ دونَ طائرْ ؟

اختلالٌ ... اختلالٌ ... اختلالْ ...
واحتلالٌ ... احتلالٌ ... احتلالْ ...
فهلِ الساقي لكأسي
وقناديلي وضلعي
هو ضربٌ منْ محالْ ؟

الأحد 27/5/2012





العلامات

تمهيد:
جرّني الكأسُ من الصدرِ فأسكرْتُ غليلي
وكسرْتُ الغِلَّ عنْ سطري
نصبْتُ الخيمَ في بيداءِ فتحي
ورياحي رفعتْ ساريةَ الجلدِ وذرَّتْـني
على خارطةِ الضمِّ ضممْتُ السِفرَ علّي
ألتقيكِ رغبةً تشهقُ في جزْمِ السكونْ

إعراب:
مجرورٌ منصوبٌ مرفوعٌ مجزوم

علامات الإعراب:
مجرورٌ بالكسرِ
ضلعي مكسورٌ مجرورٌ
في ذيلِ الريحِ وعصفِ العشق

منصوبٌ بالفتحِ
قلبي منصوبٌ مفتوحٌ لهواءِ الكونِ
وومضِ البرق

مرفوعٌ بالضمِّ
صدري مضمومٌ مرفوعٌ فوق القمةِ
في بركانِ الشوق
مجزومٌ بسكونِ الحرفِ فهلْ ترضى
جُمَلُ الصفحةِ أنْ تسكنَ في عمقِ الطوق

الشروح:
شرحْتُ الصدرَ حتى فاحَ شرحي
فأطلقْتُ العنانَ لشرحِ جُرحي

نزفْتُ ولم يُطقْ وطنٌ نزيفي
لأفتحَ، ضامداً نزفي، حروفي

أفتحُ دنَّ العطرِ لأسكبهُ فوق العشبِ
كي يخضرَّ ويورقَ أشجاراً منْ ناي الفجر

الخضرةُ =
لونُ الكلمةِ حين ترتدي القلبَ سندساً
يشفُّ عن جسدِ البوح

جسدي =
جلدٌ فوق العمر وبين مساماتِ الجذر
وصيحاتِ الريح وبين غبارِ الأيام

الجذر في الأرض = علامة انصهار

انصهار = لذة حتى آخر قطرة ماء

اشربْني ـ أنا الهاطلَ ـ مطراً
منْ حبٍّ لا ينضب

الحبُّ = الزلزالُ المتفجّرُ حِمماً
في الماضي في الحاضر
في القادمِ مع قافلةِ الشمس

القادم = حادي العاصفةِ الراحلةِ
عبر بريقِ الشُهُبِ المارقةِ
تمرقُ منْ أيامِ سلالاتِ تواريخِ الرغبةِ

الرغبة + الرعشة =
جسدٌ من شجر الفردوسِ المفقود

خاتمة المطاف:

أسوحُ في الجرِّ
وفي النصبِ
وفي الرفعِ
وفي الجزم

أنا مرفوعٌ فوق الضمّةِ
صوبَ مجرّاتِ القمةِ
ألتقطُ المشهدَ
من أعلى
من أسفلَ
وعند الجزمِ أكونُ سكوناً
ينتظرُ الفتحَ
ودفءَ الضمّ

أنا مبنيٌّ منْ تربةِ ذاك الوادي المرفوع
فوقَ النطعِ وبين السيفِ وبينَ يد الجلادِ
أنا المُعرَبُ أعربني الأخوانُ
يومَ فتحْتُ النافذةَ على النهرينِ شربْتُ الماءَ
مع الطينِ وُلدْتُ بوجهينِ جميلينِ:
وجهٍ منْ بين شعابِ الجبلِ الصامدِ
ووجهٍ منْ بين سهولِ الوادي الظمآن
والنهرانِ: رفعٌ نصبٌ جرٌّ جزم
والمصدرُ مبنيٌّ بالضمّ

صدّرني النهرانِ مع العنقاءِ جناحينِ
من نارٍ
عينينِ من النورْ
وفمٍ بلسانٍ مسحورْ

فقطفْتُ الشمسَ رحلْتُ
بكاني ترابُ الوجهينِ بكيتُ
فاثقلني الحِملُ سكوناً
صلّيْتُ إلى الربِّ:
إنّي النازلُ في وادي الزرعِ ووادي الضرعِ
قدّيساً بشهابِ الفتحِ فألهِـمْني
كي أصبحَ ضمّـتَكَ الصغرى وأكونَ التنوين:
نوناً في القلمِ ونوناً في السطر
فأسلِـمْني للسطرين:
سطركَ فوق العرشِ
وسطرِ الشمسِ الساطعةِ
فأنا مشتاقٌ للضمّةِ
وسكونِ الفردوسْ

الإثنين 20/5/2013









برومثيوس حبيساً *

الحِملُ فيما يحملُ الموجودُ
ألماً يُريقُ فؤادُهُ الموجودُ

أنا إنْ أجبتكَ ما استطعتُ تحمُّلاً
ما قد يقولُ فؤاديَ المعمودُ

سرُّ الوجودِ جراحُنا ونزيفُنا
وكؤوسُها بينَ الشفاهِ تزيدُ

لا سُكرَ يحسُنُ أنْ نميطَ لثامَهُ
فالأمنُ في خطواتنا مفقودُ

حتى الثمالةِ يُستباحُ طريقُنا
والبابُ في جدراننا مسدودُ

كأسٌ ، خمرٌ ، كلمةٌ ، كبد ، نسر = وجعٌ بحجم الكون

هل تستطيع أنْ تنزعَ ثوبَ الجراحْ؟

كبدي يُجرِّحُني
ويفرضُ سطوةَ الألم المُباحْ
والنزفِ في عينِ الصباحْ

ها إنّ سكيناً من اللعناتِ ترقصُ في مسارحنا المعاقةْ

عَوَقٌ في النصِّ ، عوقٌ في الاخراج ،
عَوقٌ في الخشبةِ ، عوق خلف الكواليس

أرحْ رأسكَ فوق مخدةِ الألم

لا شيءَ يفتح الأبوابَ مثلُ الألم

لا شيءَ يُنقّي الأحلامَ مثلُ وخزاتِ الجراح

لا شيءَ يفتحُ نافذةَ النزيفِ إلا رأسُكَ

كلماتٌ ، أصابع ، عيون ، صراع الأضداد =

فيضِ من نارِ الاشتياق

هل أوقفتك خمرةُ التوحُّد في قدحِ الوحدةِ
عند شارع الضباب؟

اللغةُ مستطيل الدائرةِ في مثلث أنا ، انتَ ، هو

نقطة المركز مركزُ ثقل أنا

لا أفهمُ الحرفَ إلا من خلال مثلث الدائرة

منْ أنا؟ من أنتَ؟ من هو؟

ثالوثُ الخمرة في خمّارةِ العجالةِ عند حافاتِ الغريب

تصاعُدٌ في صخرة الجبل المغطى بغابات الدخان

عند السفحِ ذئبٌ ، بعينين شرقيتين

عينا الذئبِ هنا زرقاوان بلونِ سماءٍ بين الغيوم

عينا الذئب هناك حمراوان بلون دماء الضحايا

الذئبُ = نسرٌ بعينين ثاقبتين وأنيابٍ منْ خناجر

كمْ أحبّ أنْ ألقي رحالَ الرأس في رمضاءِ اليقظةِ
عند شواطئ النبيذ

هل تحملني معك في سياحةِ الرأس المتصدّع؟

"أنا في انتظارك مليتْ" (1)

ياذا الأرقِ الدائمِ الزاحفِ منْ أعماقِ بلاد الصحراء الكبرى
الأبيض المتوسطُ مقبرةُ الطيور المهاجرةِ
الى قمة جبل النسر المتعطش لأكباد الرحيل

من فوق جبال الأطلس أحدّقُ فيكَ
صدرٌ عارٍ ، قلبٌ مشقوق نصفين ، عينانِ في الخلف

أمامكَ لوحةٌ = ( أرحْ ركابكَ منْ أينٍ ومنْ عَـثَرِ ) 2

مستشفى الأمراض الصدرية فوق جبال الأطلس
عند حافاتِ مياهِ (اكتبْ حتى آخر كأسٍ)

كأسٌ من الحرائق

حريق في اسبانيا ، برومثيوس يحترق ، يلعقُ نيرانَ الشرق
ويلقي الوجدَ والانتظارَ والتوقَ والشوق
في المثلث ذي الأعمدةٍ الثلاثة المزروعةِ في دائرةِ الصرخة

أنا هو أنا ، وأنتَ هو أنتَ ،
منِ هو العمود الثالث ؟

اسألْ روحك!

الروحُ من علمِ ربّي

أنا أعرفُ مَنْ أنا ، وأنت تعرفُ مَنْ أنتَ ،
لكنْ مَنْ يعرفُ مَنْ هو ؟

العارفُ لا يُعرَّف

ينامُ ملءَ جفونهِ ، لكنّ شواردَها لا تزالُ شاردةً
حتى آخر الرأس ... (3)

"سألني الليل بتسهرْ ليه ؟" (4)
لا يفهمُ السهرَ إلا صاحبُ الأرقِ
وناظرُ الحلمِ محبوساً مع القلقِ
قلق X قلق = كتابة حتى آخر ورق

برومثيوس، أنا كبدُكَ سيزيف!

نهاية مفتوحة .........

الهوامش
* (برمثيوس حبيساً) في مقابل (برومثيوس طليقاً) قصيدة طويلة للشاعر الانجليزي شيلي والتي ترجمها الى العربية المرحوم الدكتور لويس عوض
1. من أغنية لأم كلثوم
2. من بيت الشاعر محمد مهدي الجواهري:
أرِحْ ركابَكَ مِنْ أينٍ ومِنْ عَثَرِ
كفاكَ جيلانِ محمولاً على خطرِ
و(أين) هنا بمعنى تعب
3. اقتباس من قول المتنبي:
أنامُ ملءَ جفوني عن شواردها
ويسهرُ الخلقُ جرّاها ويختصمُ
4. منْ أغنية لفريد الأطرش

الأحد 23/5/2010








في البدء الروح

في البدء الروحُ، الكلمةُ =
ظلام ، نور ، سماء ، ، قمرٌ ونجومٌ ساطعة ،
شمس ، ماء ، أرض خضراء،
وخلائقُ ترفل في الجنةِ ،
الجسدُ اللعنةُ = أفعىً تتلوى ، تخصف أوراق الأشجار ستاراً
لم يحفظ عورةَ أمّارٍ بالسوءِ ، وزليخا ، وسكاكين حريم السلطان،
قتلُ أخٍ لأخيهِ،
* * * * * *

في زحمةِ الكلام المباح وغير المباح
تتعرى خاصرتي من ريح فسادِ الحرف
أشدّ الوسطَ بحبال الجُمَلٍ
ترقى قمةَ ذاك الجبلِ
طُوى،

أنا أسكن داخل شرنقةِ تُدعى روحي
أفكّ رموز ولاداتي المتعددة الرؤوس،

أنا مولود من رحم امٍ عانت ضيقَ ذات اليد
وضيقَ ذات الحرية ،
لم أرَها يومأ تتزيّا بثوب أحمر أو أبيض أو أخضر
ظلت بسواد ثيابٍ أبدَ العمر
ظلّتْ بنقاء سريرتها وحرارة خبز العباس،
ماتتْ في حضني
في سيارة أجرةِ مستشفى
غريبةَ دارٍ ، شامخةً
مثل النخلة في وادي الآلام،

أنا مولود من تاريخٍ يحمل منشوراتٍ سرية
طُبعت في سرداب الدار
بـ(باب الشيخِ)
تحمل شارة حمرة أزهار
وحماماتِ سلامٍ ، وتاريخاً أحمر
لعشرة أيام قد هزّتْ كلَّ العالمْ
في زمنٍ كان غذاء العالمْ
الشِعر الناضج على نارٍ هادئةٍ
ثائرةٍ
وروحِ نزيفِ العالمْ،
كانتْ أجسادُ الناس، وفيهِ،
تسرعُ صوبَ ضياء الكون.

أنا مولود في ذاكرة الكلمة مصباحاً،
فأبي كان المولودَ بأزمنة القديسين
وكلام الله، فعمّدني
بالحبّ ، بعطر الطيبةِ ، بالإيمان
بصفاء الروحِ ، بحلم العالمْ،
ومنْ يضربني على خدي الأيسر ...

أنا مولود عارٍ عن أسماء كبرى
غضبٌ زادي،
فرحٌ زُوّادي،
وشرابي أنّي لا أرضى
أن يحملَ هذا الإنسانُ لسانين
وفماً مفتوحاً على الآخر ،

أنا مولود بين أمانِ المستضعفين وأمانيهمْ
وكفاحٍ لم يعرفْ يوماً أنْ يرخي زمامَ الكلماتْ
أو يخفتَ صوت الأرواح ،
مولودٌ وسط زقاق لا يتجاوز مترين،
وبيوتٍ تعرفُ معنى حُـبّين:
حبِّ اللهِ، وحبِّ نظيري في الخَلْق ،
لعب ، ضحك ، عيد يأتي .. عيد يمضي ..
ورداء واحدُ يكسوني،

أنا مولودٌ من زهوةِ عشقِ مُعتّق، أحببتُ
النبض القادمَ عبر أثير كلام الشجعان،
وليس سلام الشجعان،
أحببت كلامَ اللهِ ، كلامَ القديسين ،
كلامَ الفقراءْ ،
وقصائدَ شعراءِ النهضةِ
وشعراء الغضبة
وشعراءَ هدوء الأعصابْ،

أنا مولود من روح أبي ذرٍّ،
وأبي الشهداء،
ونداءِ مسيح الصُلبانِ ،
عشقتُ القديسة رابعةَ، والقديسةَ تيريزا،
أنا روحٌ ، ريحانٌ ، ورياحٌ لا تسكتُ عن فوضى
تعصفُ بالدنيا ، بالزمنِ ،
فوضي رأس المال
يوم اقامَ مشانقَهُ
لجمال حروفِ الفرسانْ
وحروب الشجعانْ
وقناديل الروح ، ونداء شعراء الأصواتْ ،
أحببت حلاوةَ أصواتْ:
فيروز ، أم كلثوم ، فايزة ، بنت الرومي، ونجاةْ،
وأمينةَ بنتِ الفاختِ صادحةً:
"طير الحمام مجروحْ
ناوي علينه يروحْ
يهلِ الوفا والجودْ
طير الحمام مطرودْ
هاجر بلدنا وراحْ
خلي الحمام يعودْ"

أنا مولود يعشقُ هواءَ الحرية
لا ريحَ مشانقهم، ومزاعمهم، ومزايفهم، ومضايفهم،
في الخيمةِ جوارٍ ، خصيانٌ ، شعراءُ المدحِ ، وكُـتّابُ الردحِ ،
وسيوفٌ مشرعةٌ، في وجهِ العدل وفي وجهِ الفرحِ ،

هل تدرين بأنَّ الشيخَ على أبواب (الأخضرِ)
لاعقُ أحذيةٍ
جسدٌ عارٍ وبلا روح؟

أنا مولودٌ جسدي ملكي ، ملكُ اللهِ ،
لا اعلانٌ في الصحف اليومية،

الروحُ شعارٌ أحملهُ فوق الغيمةِ
أمطرُ برداً وسلاماً
أمطرُ حرّاً وهياماً
أمطرُ كلماتٍ أحلاماً
أمطرُ .. لا أمطرُ ،

روحي ملكُ العالمِ كلّه ،

أنا مولودٌ من هذا الكون
أعشقُ ودعاءَ الخَلقِ بناة الكون
فهمو مَنْ يرثُ الأرضَ وما فيها،
أما هيرودوتسُ ، وقارونُ، وفرعونُ
وسدنة البيت الأسودِ
فلهم نار اللعنةِ حتى الساعةِ،

لن أقبلَ أن تتعرى كلماتي
عن روح نجومِ الأفلاكْ
أو يتعرّى جسدي إعلاناً
مجانياً،

أنا مولودٌ إنسيٌّ
يحملُ جيناتِ الإنسانِ،
فتراني أخطئُ وأصيبُ،
أجملُ ، أقبحُ ، أبردُ ، أتدفأُ ، وأطلُّ
من نافذةٍ مشرعةٍ في روحي ....

الإثنين 6 أيلول/سبتمبر 2010

الانهيـار

هواءٌ أسودُ قانٍ يهتزُّ بذراتِ ترابٍ متعفِّنْ
أغلقَ منخريهِ
تسلّل الغبارُ مندفعاً يتدفّقُ عبرَ الستارِ الهشّ
احتسى الرئتين
علّق العيونَ بأرجوانِ الألم
مرآةٌ تعكسُ ظلَّ رداءٍ أبيضَ ،
لم تعكسْ يوماً ظلّ القار .
مرآةٌ انفطرتْ
تدحرجَ رأسهُ مثقلاً فوق أرضِ الرماد
نامَ طويلاً ... طويلاً ...
على ضفافِ النخيلِ والتينِ والزيتونِ والأعناب
ساقيةً من رياض الفؤادْ
داومَ الحصادْ
رحيلٌ .... رحيلٌ ....
فوق كفِّ المُشتهَى والمُنتهَى
ارتقاءٌ في السماءِ السابعة
سقوطٌ .... سقوطٌ....
في الأخدودِ ذاتِ النارِ والوقود
ثمّةَ وجهٌ يُسدِلُ ضحكةً
سلاماً ، كلاماً، قدحاً من خمور الشوارع المدلهمّةِ العاهرة
مرارةٌ وانسدادْ
ظلام ، ظلام، في المحاجر المُعلّقة في الحجرةِ الزانية
تحت ضوء المصابيح تُفتضُّ البراءةُ
شفرات الخناجر ، رماح العيون الذئبية ، كلام من نار الحريق
في القرية المقفلة على عروشها
اصفرار .. احمرار ..خفقان ..وجوم .. دهشة مستحيلة !
هو يومٌ لا مردّ فيه ولا ارتدادْ
سُدّ وجهُ البلادْ
وانتحى العبادُ جانباً رحلةً عابرة
تناهى الصدى من بعيدٍ ... بعيد ...
أيتها القمةُ الهاويةُ ، ثقبٌ في جدار السور ،
انشطارٌ في المدى ، موجةٌ سافرة
تنحسرُ الشفةُ الفاغرةُ عن قناعِ الحريرِ
ستارِ الطيبةِ الماكرة
يمارسونها عبرَ قضبانِ الحديد
ينامون تحتَ قضبانِ المساجينِ في الزوايا المظلمةِ الخاوية
سيرجي باريسوف
رقصاتٌ في باريسَ ، حفلاتُ نهايةِ الأسبوع ، سفراتٌ مدفوعةُ الأجر
غوانٍ عارياتٌ يرتدينَ أزياءَ حراسِ بواباتِ المدنِ والمحلاتِ الرأسماليةِ العاهرة
تنتعلُ البراءةَ خلف ورقةِ التوت
في العوراتِ ، في جيوبِ الباراتِ ،
في الحشيشِ ، في الرقيقِ الأبيض
إذا رأيتَ عيونَ الذئبةِ الجائعةِ وأنيابَها:
افتراسٌ ... افتراس ...
يصرخُ الوردُ في سلالِ المقابر:
احترسوا البسمةَ العابرة!
عراةٌ ... عراةٌ ...في زمن التوابيتِ والنوابيت
قطعةً ... قطعةً...
نزعَ ملابسَه الخارجية والداخلية،
نعليه ، رقاعَه ، عمامتَه الصاخبة،
لم يستوِ فوق عرش الجنائز قمةً ثاقبة
تاهتْ قدماه في مستنقع اللحظة
ألبسوه جلدَ امرأةٍ حاسرة
عراةٌ ....توابيتُ ....جثةٌ تهبطُ من علياءِ تابوتها
جثةٌ لم تعاشرْ كفناً ، لم تصاحبِ الفئةَ الباغية
تُدفَن اليوم تحت بلاط الأمم المشرئبةِ الراقية
ثمّةَ وجهٌ طفلٌ ، رقصةٌ ، غانية ،
أدارَ وجهَهُ بين المسرحِ الهازلِ والمسرحيةِ الدامية
ترتفعُ الستارةُ:
صعقة !
نقطةٌ بين الجبين وبينَ العين هشّةٌ في المدن البائدة
ثمّةَ وجهٌ طفلٌ يسوقُ العرايا صوبَ النوافذ
يميطُ اللثامَ عن الزجاج
ويغزو الحقولَ رياحاً ، هزيماً ، تجفُّ ثمارُ الجنةِ المقبلة
سكوت ...سكوت !
تعرّوا قطعةً ... قطعةً ...وناموا على قفاكم
نرى الذي تحت سُرّة القافلة
نزوحٌ من الشاطئ الغريق إلى الغابةِ المقفلة
تُفَـكُّ رموزُ الأساطير في الأمم التي أنجبَتْ براقشَ
اُلقتْها في غيايةِ الجُبِّ
لم تحتضنْ صدرَها ،
وفكّتْ رباطَ العصافيرِ في الأعاصيرِ
في فصول الكتبِ المانعة
هي افعىً تتلوى بثيابِ الناسك
تزحفُ من زمن الماموتِ الى زمن الموت
تنثر المواعظَ في رهانِ لعبةِ الصلاةِ
قصةً ، رؤيةً حالمة.
فحيح ... فحيح ... في ثيابِ المصلين
يحرقُ زفراتٍ ، همساتٍ ،
صلواتٍ على الأرصفة
مَنْ ذا يعيدُ اللونَ الأبيضَ الى الثياب؟
مَنْ يعيدُ القصةَ الآفلة؟
يقول المغني:
ايا ليتني أغني، فتشدو العناقيدُ في السدرةِ الغافية
وترفلُ تحت ظلّها العصافيرُ، ترقصُ سبعين عاماً
تشقّ العبابَ ، تنوشُ أعشاشُها الربيعَ والنجمةَ الثاقبة
انصهار ... صرخةٌ في هديل البلابل
استروا عريَكم في عصورِ الرمال المتحركةِ والهجرة الزاحفة!
أغلقوا الحدقاتِ في البراري !
في المدنِ الآيلة يزحفُ النملُ حثيثاً ... أراها
استروا عُريَ نسائكم ، انتخوا!
سقوط ... سقوط ... سقوط ...
ثمة وجهٌ طفلٌ ، لغةٌ نائيةٌ تلمُّ الشظايا
تشدُّ الرحالَ ثانيةً .....

7/6/2000



ابتهال

يشاغلني الليلُ وصريرُ القُفلِ
أنْ أصلَ إليكِ
قدمايَ في وحل الصورةِ في السفحِ
معَ أنّ ولعي الطافحَ
أنْ أنظرَ منْ بُعدي إليكِ
أمدَّ يدي
خذيها منْ بين الوهجِ الطالعِ
منْ تحت ردائكِ المتوقّد
ولْتغزلي منْ أناملي ريشةً
خطّي اسمكِ فوق النجمةِ
وعلى القلبِ

حضنٌ وبلادٌ منْ دفءٍ
والنغمُ الحارقُ يحرقني

قلبي المُتيَّمُ في هواكِ أسيرُهُ
يقفزُ منْ أرجوحةٍ في قفصِ
إلى شِباكِ القفصِ

فوق حصان النجمةِ
روايةٌ عاشقةٌ
ونيّةٌ صادقةٌ
تلقى فراغَ القصةِ

هذا أنا
وحدي هنا
خابيةٌ في الرؤيةِ

هلاّ رفعتِ جبهتي نوراً
وينبوعَ بكاء
حيثُ هواءُ اللوحةِ نارٌ
وبُقيا جسدٍ مكدودْ

أوردتي أفرعُ أشجارٍ
وماءٌ راكدٌ

أنا بعضٌ
أنا كلٌّ
من عشقٍ ذابَ مع النومِ
فاستلي رائحةَ اليقظةِ
منْ أحداقي

صمتكِ وسكونكِ أنفاسٌ
في منتصف الليلةِ هذي
فأزقتنا وشوارعنا ثرثرةُ المارّةِ
وأنينُ السكارى

بردٌ ...

أرقودٌ يعقبهُ أمنٌ ؟
أصيامٌ يعقبهُ عيدٌ؟

يعقوبٌ يبحثُ عنْ يوسف

صمتُكِ جلجلةُ كلامٍ
تطرق قضبانَ الليلِ

الأجسادُ الخاويةُ شموساً
ترقدُ فوق فراش الثلج
ووسادتها شوكُ قتاد

الجذورُ استراقُ السمعِ في المدينةِ
بحثاً عن أمنٍ في تاريخ الميلاد

نقِّيني من اللاأمن
اغسليني بعطر وجهكِ الوضّاحِ
كي تريني عارياً عنْ جسدي
احضنيني في رحاب ينبوعكِ
في الأعالي
أنا الذي أذنبْتُ حين سكنتُ الجسدَ
ورضيْتُ باللاأمن
فاحتسيتُ اللذةَ الهباء كؤوساً مترعاتٍ
وألقيتُ جسدي في مواقد نارها الأزليةِ
كلاماً زَبَداً
حروفاً منْ رصاص
أنا العاجزُ الفقيرُ إليكِ
اغفري نزوتي واغترابي وغربتي
كسرةٌ من رغيف لسانكِ
من ضيائكِ
وكوزٌ من الحرفِ
كفايتي في الطريقِ إليكِ
دثّريني بنقائكِ ورحيقك والتصاقكِ
خذيني إليكِ عارياً عنْ دمي المتخثّر
ذوّبيني في نار عشقكِ
كي أراكِ فيَّ وأراني فيكِ
صورةً منْ رماد ....

الأربعاء 22 /9/2010












ليس بالحبِّ وحدهُ ...

"ليس بالحبِّ وحدَهُ يحيا الانسان"
عبد الستار

حوار:

ـ كمْ أحببْتَ؟
ـ واحد ، اثنين ، ثلاثة ... مئة ... ألف ... مليون ...
مليار ... ثلاثة مليارات ....
ـ كيف استطعْتَ العدَّ؟
ـ من غوغل ، ليس الروسيَّ غوغولَ، بل الأمريكيَّ Google !
ـ هل أحببْتَ الأمريكانْ ؟
ـ أحببْتُ گاري كوبر ، جون وين ، كلين فورد ، لا الكاوبوي ريغانْ.
ـ هل توقّفَ حبُّكَ عند الساعةِ صفر؟
ـ شجرةُ الجنةِ تسّاقطُ أغصاناً،
فاستُرْ عريَكَ !
فما بالحبِّ وحدَهُ يحيا الانسانْ !

المتن:

أحببْتُ،
أقالوني،
مِنْ سطح النجم الساخنِ ألقوني،
في بطن صفيحٍ بارد.

أحببْتُ،
أضاعوني.

وأيَّ الحبِّ أضاعوا
في مملكةِ العُقمِ البارد!

الضوءُ النادرُ
خلفَ الشُبّاكِ المقفولِ
صريرُ سريرٍ مِنْ خوفْ.

رقصَ العصفورُ،
داخلَ أسوارِ القفصِ الذهبيّ،
يقفزُ منْ ركنٍ
صوب الركنِ الثاني....
منْ ركنٍ
صوب الركن الثالثِ....
من ركنٍ
صوب الركنِ الرابعِ!

عينانِ منْ حبٍّ أعمى
خارجَ أحداقِ العصفور.

الحبُّ الأعمى قضبانٌ
في سجنِ القلب، ومِنْ
دارَ ... يدور ...

هذا العصفور،
لحظةَ أنْ فتحَتْ أمّي
بابَ القفصِ،
فرَّ ....
لم يلوِ على حبّ!

أمي غذّتْهُ،
روتْهُ
ماءَ العينين وماءَ البئرِ،
ولّى الأدبارَ،
ولم يقربْ منْ ماء القلبْ.

أحببْتُ، رموني
ما بين شِباكِ خديعتهمْ
وسوادِ القلبْ،

فسقيْتُ الوردةَ،
حمراءَ وبيضاءَ وخضراءَ،
ذبلَتْ منْ شدّة ماء الحبّْ.

كفَّيَّ مددْتُ:
هل منْ أمطارٍ ونجومْ ؟!

سقطتْ صخرةُ آلامِ الخصرِ
على ضلعي.

أفهمْتَ اللعبةَ،
أم أنّ اللغزَ عميقٌ مهدورٌ
في قارعةِ الحبّْ ؟

الأربعاء 24 أغسطس 2011

(انتهى)



#عبد_الستار_نورعلي (هاشتاغ)       Abdulsattar_Noorali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديوان (لوركا، انهضْ) مخطوطة
- ديوان (سجّلْ أنا كردي) مخطوطة
- ديوان (قالت الشمس) مخطوطة
- ديوان (قالت الشمس) للشاعر عبد الستار نورعلي/ مخطوطة
- قراءات نقدية في شعر عبد الستار نورعلي (كتاب)
- التناص ووظائف العنوان في قصائد عبد الستار نورعلي (كتاب)
- صمت للشاعر السويدي توماس ترانسترومر
- حرب المسافات
- عندما يُحبُّ الشاعرُ...
- الشاعر المستهام
- ماذا فعلتِ بشاعرٍ يهواكِ؟
- مسرحية (جلجامش) للشاعر السويدي أبه لينده
- شعراء سويديون - دراسات ونصوص
- ديوان ثلاث روايات
- سعدي عبد الكريم و-الملائكة تهبط في بغداد-
- لا أنام...
- الخارطة...
- خَبوْنا، أيُّها النائي...
- ديوان (ثلاث روايات)
- ديوان (مزامير آل الملا نزار)


المزيد.....




- فيلم -العار- يفوز بالجائزة الكبرى في مهرجان موسكو السينمائي ...
- محكمة استئناف تؤيد أمرا للكشف عن نفقات مشاهدة الأفلام وتناول ...
- مصر.. الفنانة دينا الشربيني تحسم الجدل حول ارتباطها بالإعلام ...
- -مرّوكِية حارة-لهشام العسري في القاعات السينمائية المغربية ب ...
- أحزان أكبر مدينة عربية.. سردية تحولات -القاهرة المتنازع عليه ...
- سلطنة عمان تستضيف الدورة الـ15 لمهرجان المسرح العربي
- “لولو بتعيط الحرامي سرقها” .. تردد قناة وناسة الجديد لمشاهدة ...
- معرض -بث حي-.. لوحات فنية تجسد -كل أنواع الموت- في حرب إسرائ ...
- فرقة بريطانية تجعل المسرح منبرا للاجئين يتيح لهم التعبير عن ...
- أول حكم على ترامب في قضية -الممثلة الإباحية-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - ديوان (تجريب) مخطوطة