أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - ديوان (قالت الشمس) للشاعر عبد الستار نورعلي/ مخطوطة















المزيد.....



ديوان (قالت الشمس) للشاعر عبد الستار نورعلي/ مخطوطة


عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم

(Abdulsattar Noorali)


الحوار المتمدن-العدد: 7797 - 2023 / 11 / 16 - 00:37
المحور: الادب والفن
    


قالت الشمس


شعر


عبد الستار نورعلي





المحتويات

أمي
قالت الشمس
والشمس وضحاها
والقمر إذا تلاها
والليل إذا يغشاها
والنهار إذا جلاها
يتبعهم الغاوون
أخرج السيف من الغمد
المنافي
بلغ السيل الزبى
قصيدة تائهة
اهجمْ هجومَ السهم
لافين وصفي اسكندر
الحُلّة
على باب الماء
وجعلنا من الماء
أسوار وأخاديد
المساء
دار الغربة
أمسكْ بالغصن
يا سيدي
وفي صمتٍ
وحدك
حتى الثمالة








أمي...

يومَ تباهَتْ أمّي
ما بينَ باقي النسوانْ
بأنّني الأولُ في الصفِّ
انطلقَتْ
منْ قفصِ الصدرِ
كونشرتو مِنْ ناياتْ

أمي التي
نبتَتْ على شفتيَّ
زاهيةَ الثمارِ
عظيمةَ الرسمِ،

وعلى فؤادي ختمُها
بالماسِ، بالعينينِ، بالشمسِ.

لَكَمِ اشْتهيْتُ..
رغيفَها المعجونَ مِنْ
أضلاعِها
بالحبِّ، بالنفسِ.

لم يبقَ شيءٌ نلتقي
في ظلّهِ الظليلِ بالظلِّ.

2023
قالتِ الشمسُ

قالتِ الشمسُ:" استفِقْ!
ما العمرُ قد طالَ معَ النومِ
وما قصّرَ طولُ السهرِ الساهرِ فيهِ،
فاستفِقْ!"

قلتُ: يا شمسُ،
أنا الساهرُ في مملكةِ العشقِ،
نديمي قمرٌ في كبدِ الليلِ بعيدٌ،
وكؤوسٌ مُترعَاتٌ جمراتِ الشوقِ،
شِـعرٌ باتَ في الصدرِ حريقاً،
فرحي غابَ مع الريحِ التي عانقتِ البحرَ
الى مُثقلةِ الأكتافِ،
لا تأوي سوى الساكنِ في الحرفِ،
فيا شمسُ، استفيقي
بينَ أحداقي وصوتي.
أنتِ مصباحي، دليلي
في دروبِ الكونِ،
فالظلمةُ أرخَتْ منْ سدولِ الوجعِ المسنونِ
أنفاسَ المغيبْ.

شمِّري عنْ ساعدِ المفتاحِ،
بيتي مُقفَلٌ،
والريحُ تعوي،
والزوايا مِنْ سنانِ الرمحِ في الروحِ
تباريحُ الحبيبْ.

ورداءُ الفرحِ المصدوعِ قد مزّقهُ
سرُّ الغريبْ.

قالتِ الشمسُ: استفِقْ
مِنْ خمرةِ العشقِ التي
أنزفَتِ الشِـعرَ، ليروي حُلُماً
حلَّقَ فوق النهرِ مسلوبَ الرشادْ.

قلْتُ: يا شمسُ،
دليلُ الدربِ سكرانٌ
مِنَ الشوقِ، غيابٌ
في دُجى الليلةِ
مقروحَ الفؤادْ.

فاحمليني بينَ أحداقِكَ
خيطاً منْ شعاعٍ،
يكشفُ السترَ عنَ المستورِ
في صمتِ مزاميرِ البلادْ.

الأحد 22 فبراير 2015



"والشمسِ وضحاها"

أرفعُ الريحَ على كفي وأمضي
في شعابِ الشمسِ ،
أقتاتُ منَ الدفءِ أباريقَ النعيمْ

والمُصفّى عسلاً منْ يد حورٍ
ترفعُ الأقداحَ فردوساً مُقيمْ

هو ذا النسرُ يُحلّقْ
فارداً أجنحةَ العشقِ
على قمةِ رأسِ الحرفِ
في أفئدةِ النارِ،
يناديني: تعالْ!
أيُّها الباحثُ عنْ فردوسِهِ
داخلَ أسوارِ البراكينِ
وإعصارِ الفضاءْ.

قالتِ الشمسُ:
امتطِ صهوةَ وجهي!
فأنا في معبدِ العشقِ
سؤالٌ وجوابْ

قلتُ: إنّي جئتُ أصبو
لمواعيدِ شهيدِ العشقِ علّي
قد أداوي الجرحَ بالنارِ،
وإزميلِ النداءْ.

فارتديني كلماتٍ
غابَ عنها لغتي
إلا تباريحَ الدعاءْ.

زارني الليلةَ خيلٌ
وسيوفٌ ورماحٌ،
وأناشيدُ التي أذهلَتِ القلبَ،
فضاعَ العقلُ،
والروحُ استفاقتْ غربةً،
تبحثُ عنْ قطرةِ ماءْ.

فاشهدي، ياشمسُ، أنّي
كنتُ في أوديةِ الرأسِ
وبستانِ فؤادي أزرعُ الوردَ
وأسقيها الغناءْ.

فحصدْتُ الريحَ
والعاصفةَ العمياءَ،
دُرْتُ ...
حيثُ مالتْ،
أجّجَتْ
سِفرَ براكينِ الكلامْ.

فهبطْتُ
منْ ذرى العلياءِ
في رابعةِ العشقِ
إلى حِـبرِ الهُيامْ.

قمرٌ يطلعُ في مرآةِ هذا الليلِ،
يرتاحُ على نافذةِ العينينِ،
يسقيني كؤوساً مِنْ مُدامْ .

ثمَّ يُلقيني غَريداً
في رحابِ العشقِ
مأسورَ الغرامْ.

فاحتسي، يا شمسُ، أهدابي سؤالاً ،
وفمي لحناً،
وقلبي مُستهاماً طالعاً
منْ لغةِ الدهشةِ
محفوفاً بأسنانِ الجراحْ.

أنا في خدرِكِ مَنْ تاهَ يُصلّي
في شذى معيدِكِ القدسيِّ،
يغشاني سؤالٌ، فامنحيني
إرتعاشاتِ الصباحْ!

ولْتكوني قطرةَ الماءِ لمحمومٍ،
وبرداً وسلاماً،
وغناءً في مزاميرِ المِلاحْ!

الأربعاء 21 يناير 2015





"والقمرِ إذا تلاها"

قمرٌ يعزفُ نايَ الحزنِ
في خاصرةِ الليلِ،
أنا فوق سريرِ الشوكِ
أروي الوخزَ نايَ الكلمةْ.

ونديمي مِنْ رحيقِ الألمِ الساكنِ
بينَ القلبِ والروحِ،
وكأسي منْ جراحٍ مُفْعَمَةْ.

قمرٌ يعزفُ،
ليلٌ آسرُ الأنغامِ،
يلتفُّ على الروحِ
شظايا مُلْهِمَةْ.

إيهِ، يا عشقَ القوافي،
كمْ جنينا منْ مَرارٍ
في دروبِ القمرِ العازفِ،
والهائمُ مسحورٌ يناجي حُلُمَهْ!

قمرٌ منْ كوِّةِ الغرفةِ ينسلُّ،
وليلٌ يكفهِرُّ،
ورياحٌ تزْمَـهِرُّ،
يختفي الوجهُ وأوراقي
على وقعِ خطاها المُظلِمةْ.

أتُرى أحضنُ في الأحداقِ،
في الأوراقِ،
هذا القمرَ العاشقَ، مأسوراً أناغيهِ،
وأروي منْ رحيقي أنجمَهْ ؟
(الجمعة 6 فبراير 2015 )


"والليلِ إذا يغشاها"

قالَتِ الشمسُ:
افتحِ النافذةَ الحبلى بأزهارٍ منَ الغابةِ،
كانتْ تستبيحُ العاشقَ الموغلَ في الدربِ،
لعلَّ الشجرَ الصامتَ في الظلمةِ يخضرُّ
منَ النورِ الذي شعَّ على القلبِ،
افتحِ البابَ، فبدرٌ واقفٌ ينتظرُ اللحظةَ
كي يُشعلَ ما في باحةِ الدارِ قناديلَ
وأقداحاً منَ الشهدِ،
التماعاتٍ منَ اللؤلؤِ
منظوماً معَ العِقدِ الفريدْ.

أيُّها السادرُ في غيِّ المواعيدِ،
فما منْ ساعةٍ تقتربُ اليومَ
منَ الوعدِ الشريدْ.

قلْتُ: مازلْتُ على العهدِ مُقيماً،
إنَّ سُمّاريْ شهيدُ الحرفِ، والريحُ،
نواقيسُ الأناشيدِ التي
غابَ علي إيقاعها قلبي الغريدْ.

قالتِ الشمسُ:
انهضْ الليلةَ منْ غفوةِ هذا الصمتِ،
نادمْني، أنا العاشقةُ المعشوقةُ
التاقَتْ إلى ريحكَ
في زاويةِ البيتِ التليدْ.

قلْتُ: معمودٌ بمحرابِ التي
شقّتْ ستارَ الليلِ، ضاءَتْ
في فراشِ القلبِ،
ألقتْ رحلَها،
ثمَّ استدارتْ
نحوَ أسوارِ المغيبْ.

أترَيني قادراً أنْ أحملَ الظلمةَ
فوق الصدرِ صخراً مُثقَلَ الأنّاتِ
منْ غيرِ الحبيبْ؟

فارفعي الأستارَ عنْ نافذتي،
واقتحمي!
إنّي سجينُ الحزنِ
والأسوارِ والأسرارِ
في ركنٍ منَ الكونِ الرحيبْ.
(الأربعاء 04.02.2015 )







"والنهارِ إذا جلّاها"

أقطفُ الضوءَ شراراً،
ترتوي عيني،
ويخضرُّ لساني.

أفتحُ المكتوبَ استقرئُ فيهِ
لغةَ النهرِ،
فيغويني حنيني.

أُبصِرُ الأفْقَ مليئاً
بأزاهيرَ مِنَ الألوانِ
والقيثارِ أنغاماً،
فيهتزُّ كيانُ الكونِ
في كونِ كياني.

هوذا العشقُ،
نهارٌ منْ شموسٍ،
وينابيعُ منَ الضوعِ،
دنانٌ منْ خمورِ الغرقِ الساحرِ
في أوتارِ عودٍ وأغانِ.

جارياتٌ بعطور الحبِّ يسبحْنَ،
ويحملْنَ صحونَ الشوقِ
لهفاتٍ إليكْ،

جارياتٌ فوق سطحِ النهرِ يجريْنَ
بحسناءَ تجلَّتْ
في حروفِ الشمسِ
والأشجارِ والزهرِ
وأطيافِ الأماني.

يا نهارَ العشقِ،
سعيُ العاشقِ الهيمانِ
هل سوفَ يُرى
في رحلةِ الأشعارِ
ما بينَ ارتعاشاتِ الثواني؟

حُلُمٌ أنْ يستفيقَ الهائمُ الشاحبُ
والساكنُ في مَجْمَرةِ الوجدِ
على وخزِ بريقِ النورِ
في نومِ الزمانِ.

يا نهارَ العشقِ،
إنّي وجهُ ذاكَ النهرِ،
يجري بينَ بستانكَ منساباً،
رقيقَ الشجوِ.
خذْني مُترَفَ الأعطافِ،
أطفئْ ظمأي،
مازلْتُ هذا الغِرَّ في مملكةِ العشّاقِ،
علّمْني منَ الألواحِ نورَ الشمسِ
في رابعةِ الكونِ،
وأنفاسِ المكانِ.
(الجمعة 13 مارس 2015)












"...يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُون..."

أوَ جهزّْتَ عصاكْ؟!
ظهرُ العبدِ سبارتاكوسٍ
أجْزلُ مِنْ جزلِكَ ياهذا!
فالعبدُ حبيبٌ مجزولٌ
عندَ اللهْ.

أنتَ الرابضُ
في عُمْقِ الصحراءِ المجنونةِ،
في قعرِ البئرِ الملعونةِ أبدَ الأحياءْ!

أوَ جهزّْتَ الخيلْ،
في غفلةِ ذاكَ الليلْ؟!
البيداءُ العمياءُ تنادمُكَ
بخيلِ سرابٍ وهواءْ!

القفراءُ اللاهبةُ على ظهرِ الخيمةِ
تعرفُ أنَّ ابنَ الشدّادِ
قاتلَ حتى آخرِ نفسٍ في الحُلْمِ،
فنالَ خلودَ بهاءْ.

الشِعبُ مغانيهِ أحلى
مِنْ شوكِ الصحراءِ العطشى
بينَ مخالبِ عسسِ الليلِ
ومصّاصِ دماءْ....

افتحْ بواباتِ الشمسِ، وناولْ
قلمَ الربِّ العلاّمِ إلى الأعمى،
ليرى
في ظلماتِ الطوقِ الأعمى!

اعزِفْ مزمارَ الحبِّ، وغنِّ
للناسِ أناشيدَ الناسْ،
يأتيكَ الصُمُّ زرافاتٍ
ترقصُ بينَ رفيفِ الناسْ

هلْ جهّزْتَ رداءَ الكلمةْ؟
إنْ كانتْ تُغمَسُ في عطرٍ
تورقْ آلافُ القُبُلاتْ

نجَسٌ قلبُ السادرِ
في غيِّ الكلماتْ،
نَجَسٌ.
فاخلعْ نعليكَ،
وخُضْ غمَراتِ النهرِ،
وطهِّرْ أقلامَكْ،
يهطلْ في صوِتكَ مطرُ النجماتْ!

نَكَدٌ مَنْ باعَ بدينارٍ،
في سوقِ مبيعاتِ الصوتْ،
نكَدٌ مَنْ قامَ ومَنْ صلّى
يتراقصُ في قاعِ الموتْ!

قبِّلْ ظَهْـرَ العبدِ النازفِ،
واشكرْ نِعَمَ اللهِ الكبرى!
فالعبدُ الضامرُ قنديلُ
في دربِ مسراتِ اللهْ

حِبَّ أخاكَ العبدَ الزاهِدَ
تتفتحْ أشجارُ البيدِ،
لتعانقَ فردوسَ اللهْ!

لا تُغلِقْ عينَكَ، لا تغفلْ
عنْ آياتِ جمالِ اللهْ!
خُلِقَ الانسانُ على الأرضِ
في أحسنِ تقويمِ اللهْ.

ارفعْ أغصانَ الزيتونِ
وحمامَ مدينتنا الفُضلى
فحمامةُ نوحٍ أطلقَها،
عادتْ بالغصنِ وبالبُشرى.

أبشِرْ!
الأبيضُ سيّدُنا لوناً
فاسمعْ ما قالَ الأخيارْ:
القلبُ الأبيضُ كالثلجِ
في قائظةِ لهيبِ النارْ
انزَعْ عن قلبكَ ما يَغلي
وامسحْ عنهُ لونَ القارْ!
(الأربعاء 19.8.2015)




أخرِجِ السيفَ...!

أخرِجِ السيفَ منَ الغِمدِ،
ولا تُطلِقْ حماماً!
فولاةُ الأمرِ جمعٌ
منْ جرادٍ، وذئابْ....

أنتَ لا ترفعُ للذئبِ كلاماً،
وشِعاراً، وسلاماً،
بلْ نِصالاً
مِنْ مناشيرٍ غِضابْ؟!

هوَ دلاّسٌ، وعلاّسٌ،
وغدّارٌ على أنيابِهِ
حُلْمُ شبابي والصِحابْ...

وحصادُ الأرضِ مِنْ أقدامِهِ
كومُ خرابٍ....
في خرابٍ....
في خرابْ....

ودليلُ الحرفِ في قاموسِهِ
فيضُ سرابٍ...
في سرابٍ...
في سرابْ.....

بينَ عينيهِ شرارٌ،
وانتظارٌ،
وعلى مِخلبِهِ غَدْرُ الوِثابْ....

ارْفعِ الحدَّ على أعناقِهمْ،
سدِّدْ يديكْ!
فارتخاءُ الكفِّ في الميدانِ
لا يُوفي الحسابْ.

إنّهُ العاجزُ:
مَنْ رامَ منَ الناسِ شهوداً!
لكَ بالسيفِ الذي في حدِّهِ
فصلُ الخطابْ.
(الأحد 16.8.2015)











المنافي

يا سادةَ الكلماتِ،
مَنْ لي بالمُعلِّمِ غائبِ الكلماتِ
عنْ قَرنٍ يدورُ على قرونٍ ناطحاتٍ
بينَ أنفاسِ الرقابِ، تَجُزُّ أحداقَ المدينةْ؟

يا سادةَ الكلماتِ،
أصواتُ الرصاصِ اليومَ أقوى
مِنْ كلامِ قداسةِ المطرانِ
عنْ سِلمٍ يدورُ على الملاجئ عارياً،
قد أُغلِقَتْ في وجههِ كلُّ الحدودِ،
فعادَ مِنْ غيرِ الحمامةِ
مُستباحَ الوجهِ والعينينِ
والحرفِ الجليلْ!

يا سادةَ الكلماتِ،
صارَ السادةَ الخِرْفانُ والخَرْفانُ،
والذُؤبانُ والذِبّـانُ،
والعُميانُ والعُورانُ والعُرجانُ،
والطُرشانُ والخُرسانُ،
والبائعُ في سوقِ المواسمِ نفسَهُ بَخْساً،
ألا فلْتحملوا راياتِكمْ، أفواهَكمْ،
أقلامَكمْ، وامضوا!
فأسواقُ المنائرِ نالها العدوى،
وماتَ مُعلِّمُ التاريخِ
بينَ صريرِ أغلالِ الفتاوى،
والمدارسُ أغلقَتْ أبوابَها،
والشِعرُ صارَ بضاعةً بُـوراً،
فما عادتْ مسامعُ أرجوانِ الحقلِ ترقصُ،
صابَها الصمَمُ الطويلُ
أمامَ تجّارِ المصارفِ والمنافي.
(الجمعة 8/1/2016)

بلغَ السيلُ الزُبى!

سارقَ اللقمةِ
مِنْ أفواهِ أطفالِ العراقِ،
ما بعرشٍ مستبيحِ الدمِ
والأوطانِ والمالِ
على الأرضِ بباقِ.

كلَّما اشتدَّ صروفُ الجَورِ بالخَلْقِ
استفاقَ العرشُ
والحبلُ شديدٌ بالخِناقِ.

سارقَ اللقمةِ،
ضعْ في الأُذنِ قُرطاً!
بلغَ السيلُ الزُبى!
وأسودُ الدارِ ما عادوا
ألاعيبَ فِخاخٍ ونِفاقِ!

كُشِفَ المستورُ عنْ أرديةٍ
تُلبَسُ في سوقِ السياساتِ
على مقياسِ نخّاسِ كلامٍ
وحروبٍ وشِقاقِ.

قُطِعَتْ أيديكُمُ،
امتدَّتْ إلى أرغفةِ الفقرِ؟!
فيا ويلَكمُ يومَ التلاقِي!

ورؤوسٌ أينعَتْ، حانَ قِطافٌ.
فمتى يُفرجُها الثوارُ؟
فالوادي احتراقٌ في احتراقِ....
(الأربعاء 7.10.2015 )



قصيدة تائهة...؟!

"يُولجُ الليلَ في النهارِ
ويُولجُ النهارَ في الليلِ"
(فاطر 13 )

الناسُ في الليلِ غَرْقى،
وفي النهارِ غَرْثى،

جيراني يمتشقونَ لُعَبَ عقائرِهمْ!
الكلبُ الأبلقُ سكرانٌ،
حشرَ أنفَهُ في جدارِ برلينَ،
فضاعَ الخيطُ والعصفور!

يتدحرجُ لبُّ الشاطرِ
في بئرِ الذئبِ،
فيقومُ مأسورَ الجناحْ....

أقبلَ الليلُ والبحرُ هائجٌ....
موجةٌ تضربُ أخرى....
الزورقُ الفضيُّ يترنحُ...
الربّانُ فقدَ المِقودَ....
فهلْ عيناهُ تُضيئانِ
في عمقِ المُثقَلاتِ؟

أقبلَ الليلُ يتقلَّبُ
على فراشٍ منَ الصافناتِ،
أقبلَ النهارُ مرتاحاً
على هدير العواصفِ،
الترابُ يملأ الأشجارَ،
وعيونُ العصافيرِ ظمأى
لزرقةِ البحرِ،
بانتظارِ السفينةِ غيرِ المرئيةِ....

هل السفينةُ استقرّتْ على الجودي؟
وهل الحمامةُ حلَّقتْ؟
سؤالٌ غريبٌ!

أقبلَ... أقبلَ...
أقبلَ الكلبُ الأبلقُ بسرعةِ البرقِ،
واللهاثُ لهيبٌ من اللُعابِ
في لعبةِ الأقدامِ.

نامَ على سريرِ المغامراتِ
السائحُ في الصحفِ اليوميةِ.
أقبلَ... أقبلَ...
أقبلَ الحرفُ محمولاً في التابوتِ
على أكتافِ الذارياتِ
منْ أيامِ الصُحُفِ الأولى....؟

سماءٌ تتفجّرُ بالبراكينِ،
أرضٌ تتصدّعُ بالرعودِ،
شجرٌ تائهٌ في الظلالِ،
ظلالٌ عائمةٌ في الخريفِ،
وجهُهُ ممتلئٌ بحشرجاتِ الرواياتِ.

كلبٌ يموءُ.... قطةٌ تنبحُ....
ذئبٌ يُمأمئُ.... خروفٌ يعوي....
ثعلبٌ يصيحُ.... ديكٌ يضبحُ....

الدجاجةُ تعودُ القهقرى.
ديكُ الجنِّ بغيرِ عُرفٍ،
ولا ريشٍ،
ولا همْ يحزنون...!

قمرٌ يغيبُ.
شمسٌ تأفلُ.
نجمةٌ تتلاشى.
سحابةٌ تنتشرُ.
الظلامُ دامسٌ.
الهواءُ خانقٌ...

بيوتٌ تتداعى.
أطفالٌ يصرخون.
نساءٌ يبكيْنَ.
رجالٌ يتناهبون.

الطريقُ مُقفِرٌـــــ
النهرُ جافٌّ.
الأشجارُ واقفةً تبكي....
السمكُ يلبطُ
متعثراً بالصخور...

كاترينا امرأةٌ طروبٌ.
طروبٌ مغنيةٌ ولّتِ الأدبارَ.
المغني أضاعَ صوتَهُ
في سوقِ الهرجِ.
الأوتارُ جفّتْ ضروعُها.
الموسيقيُّ ضيّعَ لحيتَهُ.
المهرجانُ متواصلٌ
في احترافِ اختلاسِ النظرِ......
(الثلاثاء 01.09.2015)










اهجمْ هجومَ السهمِ...!

أنا ثائرٌ منْ عهدِ راياتِ الحسينِ،
وذاكَ جيفارا عيوني في دروب الشمسِ،
أنشرُ نورَها بينَ المسالكِ، أقتفي
أثرَ الفصولِ مسيرةً كبرى،
أقاومُ بالفؤادِ، وباللسانِ، وبالأظافرِ،
بالكلام السيفِ،
كلُّ الثائرينَ على قيودِ الرقِّ سُمّاري،
وفي الوجدانِ حالِمْ.

الساكنُ الساكتُ عنْ حقٍّ شهيدٍ،
عن لصوص خزينةِ الأموالِ،
والوطنِ الخرابِ،
هو اللسانُ الأخرسُ الشيطانُ
في دَرَكِ العوالمْ.

والرافعُ الرايةَ بيضاءَ
على جُنحِ الحمامِ مُحاوراً
يدعو إلى سِلمِ الطريقِ
لَغافلٌ، في الوهمِ نائمْ!

اللصُّ إنْ أمِنَ العقابَ
فلا الرغيفُ، ولا الحلالُ بمَأْمَنٍ،
والسيلُ قادمْ؟

انهَلْ لظى الثوّارِ،
واحملْ فأسَكَ المشحوذَ،
واهدِمْ قلعةَ السفّاحِ
والموبوءِ والسرّاقِ،
واخلعْ كلَّ ظالمْ!

لا فرقَ بينَ السارقِ القوتَ
وبينَ مُزوِّرٍ حرفاً،
وبينَ القاتلِ النفسَ البريئةَ،
كلُّهُمْ في الوحلِ قائِمْ....

وخواتِمُ الفضّاتِ بينَ أصابعِ النصّابِ
والنهّازِ والهذّارِ
لا تُعلي المنازلَ والعمائمْ!

شبَّ الحريقُ بدارةِ النهرينِ،
والفوضى سيادةُ مَشْيَخاتِ النهبِ
والسلبِ، وتحليلِ المحارِمْ.

البيتُ محروقٌ،
زرافاتٍ ووحداناً تنادى السارقونَ،
وكلُّهمْ لهِفٌ على بحرِ الكنوزِ،
لعلّهُ يحظى بصيدٍ،
أو فُتاتٍ منْ بقايا ذيلِ حاكمْ...

هذا الذي اعتمرَ العمامةَ ناهزٌ
فُرَ صَ السباحةِ وسطَ تيّارِ: اغترِفْ!
ذاكَ الذي امتهنَ السياسةَ
مثلَ أغنامِ الرعاةِ،
فنالَ حصّتَهُ بكرسيِّ المغانِمْ!

ماعادَ في قوسِ المسيرة ثائراً
مِنْ مَنْزَعٍ.
إنَّ الذي يجري على أرضِ السوادِ
سوادةٌ هوجاءُ مِنْ سُودِ الخواتِمْ.

فانشرْ جناحَ العزمِ فوقَ رؤوسِهمْ،
واهجِمْ هجومَ السهمِ مسدوداً
إلى قلبِ المظالمْ!
(الجمعة 04.09.2015)


لافين وصفي اسكندر

قالتِ الغيمةُ:
مَنْ هذا الذي حطَّ
على حضني سراجاً،
فأنارَ الكونَ مِنْ حولي،
فأمطرْتُ نجوماً، وبدورا؟

قُلْتُ: لافينُ حبيبُ الشمسِ،
في صدرِهِ عشقُ النورِ،
ضمَّ الناسَ في قلبِهِ مصباحاً
يُضيءُ الدربَ للعابرِ
في أقطارِ هذا العالمِ الوحشيِّ
منذوراً، غريرا

قالتِ الغيمةُ:
إنّي قد شممْتُ العطرَ
في حضني، وأحسسْت بدفءٍ
مثلَ دفءِ الشمسِ أهدتني
شُعاعاً، وحبورا.

قالتِ البستانُ:
مَنْ هذا النسيمُ المارَّ
كيْ ترقصَ أشجاري وأزهاري لهُ،
تحملُهُ فوقَ كفوفِ الحبِّ
صوبَ النجمِ محبوباً أثيرا؟

قالتِ العصفورةُ: اشتقْتُ إليهِ،
فرأيْتُ القبسَ الطائرَ،
مَنْ هذا؟
أجابَ الغصنُ: لا تدرينَ!
هذا الغِّرُ لافينُ،
استحالَ النجمةَ الطارقةَ الآفاقَ
بالعشقِ صغيراً، وكبيرا!
إيهِ، يا حُلْمَ الرسالاتِ،
اختفتْ مِنْ لغةِ النورِ المسرّاتُ،
استفاقَ الوحشُ في الظلمةِ
أنياباً، وحقداً،
وسعيرا!

قالَتِ الأمُ: أما مِنْ طارقٍ
يطرقُ بابَ الروحِ،
يسقيني عيونَ القلبِ
مَنْ راحَ إلى بارئِهِ العلويِّ
نجماً باهرَ الطلعةِ
كالوردِ جميلاً ونضيرا؟!

قالَتِ الغيمةُ:
أسقيكِ رحيقَ القَطْرِ
برداً وسلاماً،
فالذي ماتَ شهيداً
دونَ موتِ الآخرينْ،
عاشَ في الفردوسِ والقلبِ
خلوداً ساطعاً
بدراً مُنيرا.
(الجمعة 23.10.2015)

* لافين وصفي اسكندر: ابنُ العشرين ربيعاً، استشهد أمس في حادثة مدرسة كرونا في مدينة ترولهتان بالسويد. حيث هاجم المدرسةَ شابٌ سويديٌّ عنصريّ في العشرين من عمره بسيف وطعن الشهيد الذي حاول منعه عن تلامذته. كما طعن طالباً آخر في السابعة عشرة. وقد أطلقت الشرطة عليه رصاصتين فمات على أثرها.







الحُـلّة

أنا مِنْ بلادِ الشمسِ ألبسُ حُلّةً
ليسَتْ قشـيبةَ جاهِهمْ أو مـالِ

هيَ مِنْ نسيجِ ترابِها ونخيلِها
وخليلِها ، وثقافـةٍ في العالي

الحـرفُ منها حُلّتي ومـواردي
والحرفُ مُبتدئي، نهايةُ حالي

قاسمْتُه وجعَ الطريقِ، ورفقتي
شـمسٌ ، وبـدرٌ ، وارتقـاءُ جبالِ

لا تحسبوا قولي انتفاخاً أو هوىً
أو سـيرةً ، مـرّتْ "بأفـقِ خيالي"

على باب الماء...

وقفتُ ببابِ ماءِ الليلِ،
جاءَ الماءُ يجري،
فاحتواني،
ذبْتُ في قطراتهِ
ذوبانَ نورِ الشمسِ
عشقاً.

طواني الزورقُ الفضيُّ
منساباً على الماءِ،
تفضَّيتُّ،
تعمّدتُ،
توضّيْتُ،
وصلّيتُ
صلاةَ الفجر،
حتى هزّني الإعصارُ،
يا اللهُ!
تلكَ النجمةُ الدريّةُ الظمأى
تناجيني:
سلاماً في نهارِ العشقِ.
ماذا تكنزُ الأهدابُ؟
خذْني،
يا بهاءَ الصبحِ في الفردوسِ،
إنّي مِنْ سِليلِ الماءِ
وردٌ عابقٌ،
كأسٌ.
ألا فاشربْ نبيذي
عامراً بالسُكرِ..

جاءَ الماءُ ثانيةً ليوقظَني:
أفقْ،
يا أيُّها الساريْ،
أنا أدريكَ لا تدري،
أفقْ منْ سكرةِ الجريانِ
بينَ حدودِ هذا المهجعِ المنفيِّ
خلفَ خزائن الراياتِ
في محرابكِ المنسيِّ،
واهدأْ!
ضُمَّ سِفرَ الماءِ
في عينيكَ.
قالَ الماءُ هدّاراً.
سقاني،
فارتويْتْ.

الجمعة 29 مايس 2020




"وجعلنا منَ الماءِ..."

لذلك سألَ نفسَه..
وهو على قارعةِ الماءْ:
لماذا استدرْتَ عنِ السؤالْ،
وعبرْتَ النهرَ؟
أما آنَ الأوانُ
أنْ تترجّلَ عنِ الماءْ؟

خشيةَ أنْ ألقاكَ غداً
في مواقيتِ المساءْ
شربْتُ كأساً
منْ ماءِ النزَقْ،
فأمسيْتُ ثملاً
"منْ غيرْ ليهْ"....

مُشرئباً....
بأعناقِ الفضولْ
منْ شرفةِ الماءْ
تنفسْتُ الصُعَداءْ،
لأنّي لم أقعْ
على أمِّ عيني.

شارداً مثلَ ظبيٍّ رؤومْ
منْ فوَّهةِ صيّادٍ متلصِّصْ،
فتحَ البحرُ أمواجَهُ
وابتلعَ قلبي.

صُمٌّ، بُكْمٌ، عُمْيٌ..
رفاقُ دربي،
مِنْ هولِ ما سمِعوا....
ورأوا.... وقالوا....
فهم لا يفقهونَ
علاماتِ الماءْ.

سألُتْ العرّافَ الواقفَ
ببابِ الماءْ:
لماذا تقفُ هكذا
عاريَ الوجهِ واليدين واللسان؟
اجابَ:
لأسبحَ في ماءِ الهواءْ.

يقولون: الماءُ..
بلا طعمٍ، ولا لونٍ، ولا رائحةٍ.
فلماذا إذنْ
تشربُهُ الزهورْ،
وفمي، والطيورْ؟

الجمعة 11/10/2019


أسوار وأخاديد

إلى الكبيرة (الزهرة رميج):

للأسوار وأخداديها حكايةٌ:
الفتى المغربيُّ الذي امتطى صهوةَ الشمسِ..
والنارِ في الأخاديدِ،
ألقى عصاهُ ينابيعَ حبٍّ، وماءَ عينٍ،
وضوعَ زهرةْ.

أنا المشرقيُّ الذي امتطى صهوةَ الريحِ، هبَّتْ
في ليالي الشرقِ/ ألفَ ليلةٍ وليلةْ....
والليالي التي عانقَتْ قمرَ المغربِ..
مُشرِقاً
في ليالي الأندلسِ،
ونامَ على صوتِ (بهيجةَ بنتِ إدريسَ) صادحاً:
"حبيبي تعالَ تجدْ منزلاً...."
فجئتُ....
وجدْتُ منزلي على (جبلِ طارقٍ)
يومَ نشرَتِ السفنُ قِلاعَها،
فأمسى البحرُ ورائي زورقاً
منْ دخانْ.

أنا المشرقيُّ
أداوي جروحي بإكسيرِ (سَبتةَ)..
و(مَليلةُ) جواري،
سفني أبحرَتْ،
وأناخَتْ بحِمْلِها في الأخاديدِ..
ذاتِ الفضاءِ الرغيدِ..
ينابيعَ منْ أحرفٍ..
خطّتِ السورَ أبواباً مُشرَعةً
دخلْتُها باباً.... فباباً...،
وخلفي خيولٌ منَ الكواكبِ مُثقَلَةً..
بالأحاديثِ:
"هذه ليلتي وحلمُ زماني"..
و(عزوزةُ) حملَتْ أثقالها..
صخرةً ... صخرةً....
ثمَّ أنبتَتْ شجرَ التينِ والزيتونِ..
وأخاديدَ منْ عشقِها،
أثمرَتْ دوانيَ القطوفِ،
قطفْتُ....
فكنْتُ الذي مثلَ نهرٍ جرى..
بين وديانِ قلبها،
انتشيتُ كروماً..
خمرةً منْ حكايةٍ أرعشتْني.

هي (الزهرةُ) أطلقَتْ..
أوراقَها خضراءَ وحمراءَ..
فارتمتْ..
روايةً منْ حصادِ الحقولِ..
وشمعةً تحترقْ،
تطردُ الظلامَ عن السهولِ،
عنِ العيونِ،
فتولّي الأسوارُ أدبارَها..
كتابَ هزيمةٍ..
حينَ فكّتْ (الزهرةُ) اللغزَ..
في الأخاديدِ..
ذاتِ النارِ والوَقودِ....

* (أخاديد النار) و(عزوزة) روايتان للروائية المغربية الكبيرة (الزهرة رميج)
السبت 21 سبتمبر 2019







المساء

المساءُ الناحلُ الأهدابِ غافٍ
بينَ عينيَّ،
أنا في حومةِ الشوقِ أناجي
صاحبَ الدربِ: ألا خُذْ بيدي
عبرَ سهامِ الحرفِ، نادمْني
بكأسٍ مِنْ شرابِ الفجرِ،صلِّ
في رحابِ الكهفِ، أنجِدْ بصري
حتى قيامِ النائمِ الموجوعِ
في قاموسِهِ الشوكيِّ
بينَ الريحِ والبحرِ
وأمواجِ الرحيلْ....

إنَّهُ الحوتُ،..
استفِقْ
منْ نزوةِ الأعماقِ،
ما انفكّتْ نِصالُ الضلعِ
تدمي قدميكْ.

إنّهُ البحرُ، استدِرْ
صوبَ شواطي خافقيكْ!

سفنُ السارينَ تاهتْ
بينَ إعصارِ طريقِ الأسطرِ العجماءِ،
هدّتْ ساعديكْ.








دارُ الغربة

ولولا غربةُ الوادي
لما رحلتْ بنا الحُرَقُ

فإنّ ظلامةَ الأهلِ..
اغترابٌ..
سيفُهُ الرَهَقُ

ودارُ أبيهُمُ سفيانَ..
لا أمنٌ، ولا صدقوا

ودارُ غريبةِ الأوطانِ..
مأمونٌ ومُنعَـتَق

فلا خوفٌ، ولا قلق

أَمْسِكْ بالغصنِ!

أَمْسِكْ بالغصنِ،
فالشجرةُ حبلى بالراياتِ،
وأورِقْ،
فالغابةُ تحتكمُ اليكَ
حين النذرُ يُباحُ
مثلَ العُشْبِ وتحتَ الأٌقدام.
أَمْسِكْ بالغصنِ؛
فخلودُ الشجرةِ في الأغصانِ
خُضراً تتراقصُ بينَ يدي ريحٍ صرصرْ.
أمسِكْ بالغصنِ،
مِنْ قبلِ مجيء الثعبان.
نمْ فوق كنوزِ القلبِ وصُنْها ؛
فدهاقنةُ القرصانِ الأسودِ مثلُ النملِ
فوق الحلوى.
أَفْرِدْ في ميدانِ الحرفِ جناحيكَ، وحلِّقْ
بينَ يديها،
وداوِمْ تقبيلَ شفاهِ الوردةِ
حيثُ الغصنُ يشِبُّ عنِ الطوقِ.
الأيامُ دُوَلٌ،
والراقصةُ تُحيلُ العينينِ ضبابينِ
في تلك الحانةِ عند الطرفِ الأسفلِ.
شُقَّ طريقَ الآلامِ وصوبَ الحضنِ الدافئ،
ونمْ فوق سرير الأمنِ،
فبعينيها دربُ الرحلةِ يَستأنسُ.
وأنكيدو...
يُقفلُ بابَ القفصِ الصدريِّ عليها،
ويمشي....
إنَّ النفسَ الأمّارةَ بالعُشبِ
تخضرُّ
في عينيها.
أمسِكْ بالوثقى؛
فالرحلةُ طالتْ...
والريحُ صفيرٌ وصحارى وسرابْ.
عادٌ وثمودٌ قد عادتْ
لعادتِها،
والأيكةُ وزنٌ مفقودٌ،
والرّسُّ تساقطَ مدحوراً،
فبراري الأرضِ خرابٌ.
انكيدو يحملُ أثقالاً....
آهٍ لو عاد الى البرِّيَّةِ،
ماماتَ الراعي ولا الشاةُ.
أمسِكْ بالغصنِ،
تعالَ افتحْ أبوابَ الصدرِ،
فالغابةُ ما زالتْ تعوي
في وادينا.....




يا سيدي...

دامتْ مكارمُكَ السَّنيّةُ،
سيدي،
يا شيخَ مملكةِ الفقيرِ،..
أنا الفقيرُ إلى ضيائكَ، ضُمّني
في حضنكَ المنسوجِ..
مِنْ طيبِ المغانمْ.

يا سيدي،
أنا في رحابِكَ غائبٌ،
مُتبتِّلٌ،
مُتنعِّمٌ،
أرجو الرِضى،
ومكانةً
بينَ المَنارةِ في العوالِمْ.

أبهرْتَني،
أشغلْتَني،
وأعدْتَني
طفلاً رضيعاً..
فوقَ حِجْرٍ مِنْ حمائمْ.

فاجعلْ غيابي فيكَ..
فيضَ تميمةٍ
طيَّ التمائمْ.

أنا فيكَ هائمْ....

تشرين الأول 2023




وفي صمتٍ...

وفي صمتٍ
نسجْتُ لسانَي الذلّاقَ ملحمةً
من الصمتِ،

وأقفلتُ الدواةَ،
فعدْتُ منشوراً منَ الصمتِ.

إذا ما الصرخةُ المكتومةُ الصوتِ
توارتْ خلفَ بابِ الريحِ
ما سكنَتْ منَ الصوتِ.

أدِرْ مفتاحَكَ المصنوعَ
من أوردةِ الصوتِ،

فما زالتْ مغاليقُ المنافذِ
في حراساتٍ
منَ الصوتِ.

أنا ابنُ أزقةِ الهَيمانِ
في ميراثِ سيدوري،
وانكيدو
يزقُّ شرابَهُ زَقّاً
على مائدةِ الصمتِ...










وحدكَ...

وحدكَ تمتلكُ الشفاعةَ
كي تفكَّ أسرارَ صبري
الذي طالَ
كما ليلِ امرىء القيس

وحدكَ حاملُ أختامَ المحبةِ
فاعذرْني
وأنا أحلمُ
أنْ أفكَّ طلاسمَ حبّي
بختمِكَ

وحدكَ العاشقُ المُنتَظَرُ
في المدينةِ الفاضلةِ
فتفضَّلْ عليَّ
وافتحِ البابِ
فإنّي أشتعلُ
بنيرانِ الانتظارِ

وحدكَ الطريقُ
إلى كُوَّةِ النورِ
أزِلِ الأسلاكَ الشائكةَ
عنْ طريقي

وحدكَ الفضاءُ الفسيحُ
اجعلْني طائراً
أحلِّقُ فيكَ
فأستريحُ

وحدكَ الليلُ والنهارُ
ضعِ الشمسَ في يميني
والقمرَ في شمالي
كي أُضيءَ






حتى الثمالة...

سلاماً، أباريقَ الهوى،
أخمرٌ في كؤوسي
أم وهمٌ..
منْ أضغاثِ أحلامْ؟

شربْتُ حتى الثمالةَ،
فاشتدَّ عُودي،
وقلَّ الكلامْ.

أوما علمْتِ
بأنَّ الذي صارَ يهذي
شديدُ الهيامْ!

قفي،
نبكي،
منْ ذكرىً توالَتْ
تُديرُ المُدامْ.

سلاماً، مقبرةَ السلام،
أكلُّ هؤلاء نظراؤنا..
منَ الأنامْ؟

سلاماً، حمامةَ السلام،
هل أُكِلْتِ يومَ أُكِلَ..
دعاةُ الضِرامْ؟

* وادي السلام: مقبرة في مدينة النجف/العراق تضمّ ملايين المقابر، وهي أكبر مقبرةٍ في العالم


(انتهى)



#عبد_الستار_نورعلي (هاشتاغ)       Abdulsattar_Noorali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءات نقدية في شعر عبد الستار نورعلي (كتاب)
- التناص ووظائف العنوان في قصائد عبد الستار نورعلي (كتاب)
- صمت للشاعر السويدي توماس ترانسترومر
- حرب المسافات
- عندما يُحبُّ الشاعرُ...
- الشاعر المستهام
- ماذا فعلتِ بشاعرٍ يهواكِ؟
- مسرحية (جلجامش) للشاعر السويدي أبه لينده
- شعراء سويديون - دراسات ونصوص
- ديوان ثلاث روايات
- سعدي عبد الكريم و-الملائكة تهبط في بغداد-
- لا أنام...
- الخارطة...
- خَبوْنا، أيُّها النائي...
- ديوان (ثلاث روايات)
- ديوان (مزامير آل الملا نزار)
- (موتُ رفيقةٍ) للشاعر السويدي أبَهْ ليندَهْ
- الشاعر أ. د. عادل الحنظل بين الغربة والجراح
- شذرات من الأرشيف 1
- قلْ لِمَنْ يبكي...


المزيد.....




- أحزان أكبر مدينة عربية.. سردية تحولات -القاهرة المتنازع عليه ...
- سلطنة عمان تستضيف الدورة الـ15 لمهرجان المسرح العربي
- “لولو بتعيط الحرامي سرقها” .. تردد قناة وناسة الجديد لمشاهدة ...
- معرض -بث حي-.. لوحات فنية تجسد -كل أنواع الموت- في حرب إسرائ ...
- فرقة بريطانية تجعل المسرح منبرا للاجئين يتيح لهم التعبير عن ...
- أول حكم على ترامب في قضية -الممثلة الإباحية-
- الموت يفجع بطل الفنون القتالية المختلطة فرانسيس نغانو
- وينك يا لولو! تردد قناة وناسة أطفال الجديد 2024 لمشاهدة لولو ...
- فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن ...
- مغن كندي يتبرع بـ18 مليون رغيف لسكان غزة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - ديوان (قالت الشمس) للشاعر عبد الستار نورعلي/ مخطوطة