أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جيلاني الهمامي - لماذا أجل وفد صندوق النقد الدولي زيارته الى تونس؟















المزيد.....

لماذا أجل وفد صندوق النقد الدولي زيارته الى تونس؟


جيلاني الهمامي
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 7817 - 2023 / 12 / 6 - 11:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان من المنتظر أن يؤدي وفد عن صندوق النقد الدولي زيارة الى بلادنا ما بين 5 و17 ديسمبر الجاري للقيام بمراجعة لأداء الاقتصاد التونسي والنظر في أخر التطورات الاقتصادية والمالية في تونس وإعداد تقرير في ذلك في إطار المادة الرابعة من قانون الأساسي للصندوق. وعادة ما يسمى هذا التقرير بـ"تقرير المهمة الاستشارية في إطار المادة الرابعة من القانون الأساسي للصندوق".
وقد كان مسؤول الصندوق في شمال افريقيا والشرق الأوسط واسيا الوسطى والقوقاز جهاد أزعور صرح في ندوة صحفية على هامش الاجتماعات السنوية للصندوق والبنك العالمي في مراكش من 9 الى 15 أكتوبر الماضي أن "التعاون بين تونس والصندوق متواصل" مضيفا ان برنامج الإصلاحات المقدم من طرف الحكومة التونسية والذي كان تونسيا بحتا هو فخر لها" لكنه أشار في نفس الوقت الى "تونس لا تزال في حاجة الى مزيد تشديد سياساتها النقدية لاحتواء التضخم" وختم حديثة بالقول إن "وفدا للصندوق سيزور تونس قبل نهاية العام".
في نفس الاتجاه وبذات المناسبة "زف" محافظ البنك المركزي التونسي هذه البشرى الى تونس وكل التونسيين معتبرا أن هذه الزيارة تمثل علامة إيجابية في العلاقة بين تونس والصندوق بما معناه أن هذا الأخير، أي الصندوق، راض على تونس ومازال هناك امل في تجسيم الاتفاق التقني بخصوص القرض الممدد بقيمة 1،9 مليار دولار على أربع سنوات وفي أن يجد طريقه الى التنفيذ.
الجديد هو أن الوفد المنتظر حلوله بيننا هذه الأيام قرر تأجيل الزيارة الى أجل غير مسمى دون أن يفصح عن الأسباب الكامنة وراء هذا القرار. وقد ذهب البعض الى تفسير ذلك بأن تونس بصدد النظر في الميزانية الجديدة وقد يكون الوفد خير تأجيل المجيء الى ما بعد المصادقة على الميزانية أي عسى أن تتضح له الرؤية من ناحية التوجهات الاقتصادية والمالية التي ستسير فيها البلاد وخصوصا ما يتعلق بـ"الإصلاحات الكبرى" وبعض الإجراءات الجبائية التي أوصى بها الصندوق من قبل. وتجدر الإشارة هنا الى ما صرح به محافظ البنك المركزي لوكالة تونس افريقيا للأنباء على هامش اجتماعات مراكش المشار اليها حيث قال "الإصلاحات التي تمت مناقشتها مع الصندوق وقع تجسيدها وتطبيقها ضمن قانون المالية لسنة 2023 على غرار الترفيع في الأداء على القيمة المضافة للمهن الحرة".
غير أن مثل هذا التفسير لا يبدو وجيها بما انه سبق لوفود الصندوق ان زارت تونس في مثل هذه المدة من العام في فترات سابقة ولم تشكل نقاشات الميزانية عائقا للزيارة لذلك يتجه الشك الى ان في الامر أسباب أخرى. فالعلاقة بين تونس والصندوق رغم ما يقال من ان "الاتصالات مستمرة" ليست على أحسن ما يرام لا بسبب خلاف حول ما ينص عليه القانون الأساسي للصندوق أو التزامات تونس بها او بخصوص الإصلاحات وإنما بسبب تصريحات قيس سعيد ورفضه التوقيع على اتفاق القرض الممد المذكور. وللتذكير فإن الحكومات التونسية والبنك المركزي كانوا قدموا للصندوق كل التعهدات بتنفيذ التوصيات التي اشترط تطبيقها في سبيل الحصول على المبلغ موضوع التفاوض. ولكن الصندوق كان اشترط الى جانب ذلك توقيع الرئيس التونسي بنفسه على نص اتفاقية القرض بالنظر لتصريحاته التي تداولتها وسائل الاعلام وأخرها التصريح الذي أعلنه في محضر رئيسة الحكومة الإيطالية اليمينية المتطرفة الصائفة الماضية في تونس.
لقد قال "إن الذين يقدمون الوصفات الجاهزة أشبه بالطبيب الذي يكتب وصفة دواء قبل أن يشخص المرض، فالمرض في الطبيب الذي يقدم أدوية لا ترجى منها عافية ولا يتحقق بواسطتها شفاء بل على العكس تماما ستتفجر الأوضاع التي لن تمس بالسلم الاهلية في تونس فحسب بل ستطال آثارها المنطقة كلها دون استثناء".
لذلك يبدو ان تأجيل الزيارة ناجم عن تعطل العلاقة بين الرئيس قيس سعيد والصندوق ليس بسبب خلاف في التوجهات والخيارات كما سبق قوله وإنما بسبب مثل هذه التصريحات التي ربما رأى فيها الصندوق تطاولا. ويبدو أن التطبيق الذليل للتوصيات والاملاءات المسماة إصلاحات كما جاءت في ميزانية سنة 2023 وكما تجسمت أكثر فأكثر في ميزانية 2024 (التخفيض في نسبة كتلة الأجور من الناتج الداخلي الخام، سد باب الانتداب، التقليص من حجم الدعم، مزيد تشديد بعض الإجراءات الجبائية، "إصلاح" المؤسسات العمومية تحت عنوان إعادة هيكلة رأسمالها الخ...) لم تجد نفعا ولم تغير في موقف الساهرين على الصندوق من قيس سعيد.
في غضون ذلك تستمر مصاعب المالية العمومية في تونس والازمة العامة التي تعصف بالاقتصاد التونسي على أكثر من صعيد وتستمر الحكومة ومنظومة قيس سعيد ككل تخبط خبط عشواء للخروج من هذه الازمة فيما تغرق كل يوم أكثر ومن جراء ذلك تتجه البلاد الى أفاق تنبئ بالإفلاس والانهيار.
بالعودة الى موضوع زيارة وفد صندوق النقد الدولي في إطار المادة الرابعة من قانونه الأساسي يجدر التوقف عند ما ينص عليه هذا الفصل الرابع (أو المادة الرابعة كما جرى عليه الاصطلاح). فمن جملة ما ينص عليه التزامات البلدان الأعضاء وهي أربعة هذا نصها حرفيا:
"1 - السعي لتوجيه سياساته الاقتصادية والمالية المحلية نحو تعزيز النمو الاقتصادي المنظم بقدر معقول من الاستقرار السعري، مع مراعاة ظروفه الخاصة؛
2 - العمل على دعم الاستقرار بإرساء أوضاع اقتصادية ومالية أساسية منظمة وإقامة نظام اقتصادي لا تترتب عليه اضطرابات عشوائية؛
3 - تجنب التلاعب بأسعار الصرف أو النظام النقدي الدولي لمنع إجراء تعديل فعال في ميزان المدفوعات أو لكسب ميزة تنافسية غير عادلة تميزه عن الأعضاء الآخرين؛
4 - انتهاج سياسات الصرف الأجنبي التي تتوافق مسنوية ع التعهدات الواردة ضمن أحكام هذا القسم".

الى جانب ذلك ينص هذا الفصل في الفقرة قبل الأخيرة منه على ما يلي، وهو الإطار القانوني الذي تأتي فيه هذه الزيارة في صورة وقوعها:
" القسم 3 : الرقابة على ترتيبات الصرف الأجنبي:
أ – يشرف الصندوق على النظام النقدي الدولي لضمان كفاءة عمله، كما يشرف على امتثال كل بلد عضو التزاماته الواردة في القسم 1 من هذه المادة
ب – حتى يتسنى للصندوق أداء وظائفه بموجب الفقرة (أ) أعلاه، فإنه يمارس رقابة صارمة على سياسات أسعار الصرف في البلدان الأعضاء، ويعتمد مبادئ محددة يسترشد بها جميع البلدان الأعضاء فيما يتعلق بهذه السياسات. ويقوم كل عضو بتزويد الصندوق بالمعلومات اللازمة لتلك الرقابة، ويتشاور معه، بناء على طلب الصندوق، بشأن سياسات أسعار الصرف التي ينتهجها. وتتفق المبادئ التي يعتمدها الصندوق مع الترتيبات التعاونية التي تحتفظ بموجبها البلدان الأعضاء بقيمة معينة لعمالتها مقابل عملة أو عملات بلدان أعضاء أخرى، وغيرها من ترتيبات الصرف الأجنبي التي يختارها البلد العضو وتتوافق مع أهداف الصندوق وأحكام القسم 1 من هذه المادة. ويراعى في هذه المبادئ احترام السياسات الاجتماعية والسياسية الداخلية للبلدان الأعضاء، ويحرص الصندوق عند تطبيقها على مراعاة الظروف الخاصة لكل بلد عضو".



#جيلاني_الهمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وظلم ذوي القربى اشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند
- وشهد شاهد من أهلها
- من يدفع ثمن سياسة -التعويل على الذات-؟
- هل انطلق قطار الهجوم على الاتحاد العام التونسي للشغل؟
- الاسيرة شروق دويات وفلسطين تشتركان في 7 أكتوبر
- قيس سعيّد واتّفاق الشّراكة مع الاتّحاد الأوروبي: ابتزاز وخضو ...
- الهيئة الإدارية الوطنية للاتحاد لماذا انعقدت وبماذا خرجت ؟؟
- وعادت الشعبوية الى أمريكا الجنوبية من بوابة الارجنتين
- سؤال الامس ... سؤال اليوم هل انطلق قطار الهجوم على الاتحاد؟
- مستشفى -الشفاء- وصمة عار على جبين الإنسانية وجبين العرب بالد ...
- حبيبتي تونس ... عزيزي قيس سعيد
- الخيانة العظمى ... والكذبة العظمى
- تقرير البنك العالمي لفصل الخريف حول الأوضاع الاقتصادية في تو ...
- الزيادة في أسعار القهوة والمشروبات إشاعة أم مقدمة لتمرير الز ...
- حتى لا تنزعج سفارة فرنسا بتونس العاصمة
- البرلمان الليبي يقطع خطوة شجاعة في تجريم التطبيع
- تقرير البنك العالمي حول الاوضاع الاقتصادية في تونس
- خبزنا من عند -العكري-
- عندما يسقط بعض من النخبة في -العبودية الطوعية-
- المقاومة المسلحة عنوان معركة التحرير الوطني فلا للخلط ولا لل ...


المزيد.....




- ردا على بايدن.. نتنياهو: مستعدون لوقوف بمفردنا.. وغانتس: شرا ...
- بوتين يحذر الغرب ويؤكد أن بلاده في حالة تأهب نووي دائم
- أول جامعة أوروبية تستجيب للحراك الطلابي وتعلق شراكتها مع مؤ ...
- إعلام عبري يكشف: إسرائيل أنهت بناء 4 قواعد عسكرية تتيح إقامة ...
- رئيس مؤتمر حاخامات أوروبا يتسلم جائزة شارلمان لعام 2024
- -أعمارهم تزيد عن 40 عاما-..الجيش الإسرائيلي ينشئ كتيبة احتيا ...
- دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية تكشف عن عدد السكان
- مغنيات عربيات.. لماذا اخترن الراب؟
- خبير عسكري: توغل الاحتلال برفح هدفه الحصول على موطئ قدم للتو ...
- صحيفة روسية: هل حقا تشتبه إيران في تواطؤ الأسد مع الغرب؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جيلاني الهمامي - لماذا أجل وفد صندوق النقد الدولي زيارته الى تونس؟