أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جيلاني الهمامي - من يدفع ثمن سياسة -التعويل على الذات-؟














المزيد.....

من يدفع ثمن سياسة -التعويل على الذات-؟


جيلاني الهمامي
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 7818 - 2023 / 12 / 7 - 00:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رفع قيس سعيد في المدة الأخيرة شعار "التعويل على أنفسنا" في ردة فعل انفعالية على سلوك الاتحاد الأوروبي حيال تونس رغم الهدايا التي قدمتها له بلادنا وآخرها اتفاق الشراكة الاستراتيجي والشامل (اتفاق 16 جويلية الماضي). فبعد أكثر من شهرين من الانتظار لم يمنّ علينا الاتحاد الأوروبي الا بمبالغ زهيدة لا تغني ولا تسمن من جوع. لذلك ثارت ثائرة الرئيس قيس سعيد فرفض قبول مبلغ ستين ألف يورو لأنه كان يعول على الاتفاقية المذكورة في ان تغدق عليه مبالغ كافية لمعالجة الفجوة المالية الكبيرة التي تعاني منها الميزانية.
ولا اظنه قد "حسب" حسابه جيدا عندئذ. لكن الأكيد انه كان منقادا بحساباته الانتخابية التي بناها على استعمال بعض المفاهيم وتوظيف بعض الشعارات ذات الحساسية لدى عموم الجماهير الشعبية وبعض أوساط النخبة لكسب تعاطفهم والحفاظ عليهم كمؤيدين له اليوم وغدا وفي المناسبات الانتخابية وعلى وجه اخص في الانتخابات الرئاسية القادمة.
في هذا الباب بالذات اشتغل على شعار "السيادة الوطنية" هذا الشعار العزيز على الكثير من التونسيين الذين ظلوا يرفعونه لعقود طويلة في ظل نظام الحكم العميل للغرب.
ولا أظنه كان يدرك ان التعاطي مع المسألة حصرا من الزاوية السياسية على الطريقة الشعبوية تعرضه لمصاعب مالية أكثر تعقيد. فكما قال الخبير الاقتصادي عبد الجليل البدوي فإن تونس بقيادة قيس سعيد تعيش اليوم حصارا ماليا عالميا بقيادة صندوق النقد الدولي.
لا شك ان قيس سعيد ومؤسسات منظومته السياسية والاستخباراتية تعرف هذه الحقيقة تماما كما يعرف جيد المعرفة أن رفع شعار "التعويل على الذات" ستكون له كلفة. لكن من سيدفع ثمن هذا الشعار؟ بالتأكيد ليس قيس سعيد لأن ميزانية رئاسة الجمهورية لن تتأثر بذلك بل بالعكس ستحضى بتأييد النواب ومصادقة البرلمان رغم انه تم الترفيع في اعتماداتها.
الشعب الكريم هو من سيدفع ثمن ميزانية التقشف التي وضعتها حكومة قيس سعيد في الوقت الذي يرفع فيه شعار "التعويل على الذات". كيف ذلك؟
عبر العديد من التوجهات والإجراءات منها أساسا:
- تخصيص نسبة ضعيفة جديدة للاستثمارات ما يعني عدم خلق الثورة وعدم خلق مواطن شغل لاستيعاب العاطلين القدامى عن العمل (أكثر من 800 ألف) والوافدين الجدد على سوق الشغل (أكثر من 80 ألف شاب طالب شغل جديد).
- التخفيض في كتلة الأجور ما يعني التخلص من جزء من الموظفين باي طريقة كانت علاوة على الضغط على مكتسبات تاريخية مثل الغاء ثمن الساعات الزائدة وبعض المنح الأخرى والتضييق على حق التدرج في السلم المهني والترقيات والحق في الخطط الوظيفية وبالتالي دهورة نسبة التأطير في المؤسسات والإدارات وبالتالي تدهور نوعية الخدمات والمنتوجات
- غلق باب الانتداب (دون تعليق).
- التكثيف في الضغط الجبائي على الافراد وعلى المؤسسات الصغرى والمتوسطة والشركات علما وان بلادنا تحتل موقعا متقدما في مصاف البلدان التي تعاني من ضغط جبائي وهي الأولى في حوض البحر الأبيض المتوسط
- الاستمرار في نفس السياسة النقدية القائمة على مجابهة التضخم المالي بالترفيع في نسبة الفائدة ما ينجر عنه ارتفاع كلفة الإنتاج وبالتالي ارتفاع الأسعار الامر الذي ينعكس سلبا على المقدرة الشرائية للمواطنين
- وفي ظل غيابات الاستثمارات وعدم بعض مشاريع يشهد نسق تطور الناتج الداخلي الخام تباطؤا كبيرا وهو ما يعكس التفكك التدريجي للنسيج الإنتاجي في البلاد وبالتالي تراجع انتاج الخيرات والخدمات الامر الذي يجعل البلاد تعيش على التوريد من الخارج في كل المواد الاستهلاكية والتصنيعية (الحبوب والمحرقات والمواد الأولية والمصنعة ونصف المصنعة الخ...) وهذا له أثر سيء جدا على حياة المواطنين باعتبار ان كل زيادة في عجز ميزان الدفوعات ينجم عنها ارتفاع في نسبة التضخم أي في الأسعار
هذه بعض التداعيات لسياسة التقشف المعتمدة في ميزانية سنة 2024 التي ستكون ميزانية تكريس شعار "التعويل على الذات" الذي يرفعه الرئيس قيس سعيد من منطلق وطني وسيادي.
نسيت ان اشير الى ان هذه الميزانية، ميزانية 2024، ميزانية "التعويل على الذات" ستكون في حاجة الى 26 مليار دينار في باب المداخيل منهم 16 مليار كقروض من الخارج وهي أعلى نسبة اقتراض في التاريخ تبرمج في ميزانية الدولة ولم يسبق ان بلغت حاجات الميزانية الى هذا الرقم المهول.
بلغة أخرى فإن ميزانية 2024، ميزانية "التعويل على الذات" هي أكبر ميزانية تسول تعول على دوائر التسليف الخارجي لا على الذات. ما ابعد الخطاب عن الحقيقة.
وعاش "التعويل على الذات".



#جيلاني_الهمامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل انطلق قطار الهجوم على الاتحاد العام التونسي للشغل؟
- الاسيرة شروق دويات وفلسطين تشتركان في 7 أكتوبر
- قيس سعيّد واتّفاق الشّراكة مع الاتّحاد الأوروبي: ابتزاز وخضو ...
- الهيئة الإدارية الوطنية للاتحاد لماذا انعقدت وبماذا خرجت ؟؟
- وعادت الشعبوية الى أمريكا الجنوبية من بوابة الارجنتين
- سؤال الامس ... سؤال اليوم هل انطلق قطار الهجوم على الاتحاد؟
- مستشفى -الشفاء- وصمة عار على جبين الإنسانية وجبين العرب بالد ...
- حبيبتي تونس ... عزيزي قيس سعيد
- الخيانة العظمى ... والكذبة العظمى
- تقرير البنك العالمي لفصل الخريف حول الأوضاع الاقتصادية في تو ...
- الزيادة في أسعار القهوة والمشروبات إشاعة أم مقدمة لتمرير الز ...
- حتى لا تنزعج سفارة فرنسا بتونس العاصمة
- البرلمان الليبي يقطع خطوة شجاعة في تجريم التطبيع
- تقرير البنك العالمي حول الاوضاع الاقتصادية في تونس
- خبزنا من عند -العكري-
- عندما يسقط بعض من النخبة في -العبودية الطوعية-
- المقاومة المسلحة عنوان معركة التحرير الوطني فلا للخلط ولا لل ...
- الغطرسة - ترجمة
- حول ميزانية 2024 - تعليق أول
- السيادة الوطنية في سوق المزايدة والعمالة


المزيد.....




- حذره من -مصير- صدام حسين.. وزير دفاع إسرائيل يهدد خامنئي
- العاهل الأردني: العالم يتجه نحو -انحدار أخلاقي- أوضح أشكاله ...
- العاهل الأردني: هجمات إسرائيل على إيران -تهديد للناس في كل م ...
- الجبهة الداخلية الإسرائيلية تحذر: إيران غيرت طريقة هجومها وم ...
- -أكثر من مجرد مدينة-.. ما أهمية الضربات الإيرانية على هرتسيل ...
- خيارات إيران أمام هجمات إسرائيل.. ردّ استراتيجي نعم لكنه أيض ...
- الإسرائيليون في مواجهة الصواريخ الإيرانية.. مغادرة للخارج ...
- بين نشوة المفاجأة وشبح الحسابات الخاطئة.. ما مآل رهان نتنيا ...
- لقطات لمجزرة ضد منتظري المساعدات الإنسانية في خان يونس
- شاهد.. رد فعل ميلوني على همسة ماكرون في قمة السبع يثير تفاعل ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جيلاني الهمامي - من يدفع ثمن سياسة -التعويل على الذات-؟