أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جيلاني الهمامي - مستشفى -الشفاء- وصمة عار على جبين الإنسانية وجبين العرب بالدرجة الاولى














المزيد.....

مستشفى -الشفاء- وصمة عار على جبين الإنسانية وجبين العرب بالدرجة الاولى


جيلاني الهمامي
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 7801 - 2023 / 11 / 20 - 01:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في زمن الحرب يصبح القتل من هذا الجانب أو ذاك عملا بطوليا ويقع التفنن والمبالغة فيه بالقدر الذي يشفي غليل كل طرف. ومهما جرى من أجل "أخلقة" الحرب وضبط المواجهات التي تحصل فيها بما يكفل "حماية المدنيين" وما الى ذلك فإن الحرب هي الحرب.
وتعد حرب الكيان الصهيوني على غزة منذ أكثر من شهر من "أوسخ" الحروب. لا شك وأن حروبا جرت في التاريخ كانت على درجة عالية من الفظاعة والشناعة والدموية ولكن الحرب الحالية التي استخدمت أعتى ما أنتجته مصانع السلاح ومختبرات أدوات القتل والابادة قد تكون هي الافظع والاشنع والأكثر قساوة ودموية.
مئات وربما الآلاف من المجازر المرتكبة في حق المدنيين الفلسطينيين في كل أرجاء قطاع غزة تمثل كل مجزرة منها نموذجا من نماذج الاجرام اللامحدود في حق مواطنين عزل لا ذنب لهم سوى أنهم فلسطينيون من أهل غزة. غير أن ما حصل في مستشفى الشفاء مثال آخر لا يضاهيه في فضاعته وشناعته ما حصل في كل المجازر الأخرى.
هذا المستشفى حوصر لمدة تقارب الأسبوع وتم قصف كل محيطه برا وبحرا وجوا حتى كادت القوات الصهيونية تسوي المنطقة بالتراب. وبعد كل الدمار الذي خلفه ذلك الحصار اقتحمته الدبابات والمزنجرات والمدرعات وكل أنواع الاليات العسكرية وفتكت به وبمكوناته. لقد قصفوا العديد من اقسامه بما في ذلك مستودع الادوية وعطبوا تجهيزاته وأطلقوا النار عشوائيا على كل ما يتحرك ومنعوا الحركة داخله وسدوا المنافذ والممرات على الجميع مرضى وأهالي وطواقم طبية واعتقلوا الشبان ونزعوا عنهم ملابسهم هذا طبعا بعد ان كانوا قطعوا الكهرباء والماء والوقود والانترنت وكل وسائل الاتصال وبعد ان عزلوا المستشفى عن باقي المدينة وكامل محيطه.
لقد عاثوا فيه فسادا بأتم معنى الكلمة.
دمروا غرفة العناية المركزة ومركز تصفية الدم وقطعوا الوقود والاكسجين عن غرفة الإنعاش للرضع. ذلك ما اودى بحياة الكثير من المرضى والمصابين الذين لم يتسن لهم تلقي العلاج مثل الذين يخضعون لحصص تصفية الدم وامراض الكلى والقلب وكذلك الأطفال الصغار بما في ذلك الأطفال الخدج.
أكثر من ذلك نبشوا القبور المقبرة الجماعية التي اضطرت إدارة المستشفى على دفن العشرات من الشهداء فيها وعلى عين المكان وحملوا الجثث الى حيث لا يعلم أحد بغاية تحليل الحمض النووي والتثبت منه على الارجح.
بعد كل هذا وتفاصيل أخرى كثيرة ومروعة أطرد عساكر الكيان الصهيوني الذين استولوا على المستشفى كل من فيه من طواقم طبية ومرضى وعاملين وأجبروهم على مغادرته والنزوح راجلين الى الجنوب.
كل من كان بمقدوره المغادرة غادر لأنه اجبر على ذلك ولم يبق بالمستشفى الا الذين لا يقوون لا على المشي ولا على الحركة أصلا.
أخلي المستشفى من حوالي أربع مائة شخص وبقي فيه ما يزيد عن المائة من العاجزين عن الحركة ولا أحد يعلم ماذا سيكون مصيرهم بين ايدي الوحوش.
وتحول المستشفى حيث تمارس أنبل مهنة على الاطلاق، مهنة انقاذ الروح البشرية من الموت، ليصبح محتشدا عسكريا لواحد من أبشع إن لم يكن أبشع عسكر عرفته البشرية، العسكر الصهيوني الذي يمارس ابشع عمل يأتيه البشر وهو القتل والابادة.
إنها فضيحة ومعرة في وجه العالم "المتحضر".
إنها وصمة عار في وجه هذا العالم الاخرس والجبان كما يقول الشيخ امام في إحدى اغنياته الرائعة على ارنستو تشي قيفارا.



#جيلاني_الهمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حبيبتي تونس ... عزيزي قيس سعيد
- الخيانة العظمى ... والكذبة العظمى
- تقرير البنك العالمي لفصل الخريف حول الأوضاع الاقتصادية في تو ...
- الزيادة في أسعار القهوة والمشروبات إشاعة أم مقدمة لتمرير الز ...
- حتى لا تنزعج سفارة فرنسا بتونس العاصمة
- البرلمان الليبي يقطع خطوة شجاعة في تجريم التطبيع
- تقرير البنك العالمي حول الاوضاع الاقتصادية في تونس
- خبزنا من عند -العكري-
- عندما يسقط بعض من النخبة في -العبودية الطوعية-
- المقاومة المسلحة عنوان معركة التحرير الوطني فلا للخلط ولا لل ...
- الغطرسة - ترجمة
- حول ميزانية 2024 - تعليق أول
- السيادة الوطنية في سوق المزايدة والعمالة
- في دولة الكاراكوز
- تونس على خطى لبنان إلى الإفلاس تسير حثيثا
- جدلية السياسي والنقابي في تجربة الحركة النقابية التونسية
- احذروا فالمستعد للشيء تكفيه أضعف أسبابه
- سيناريوهات العنف المحتملة في صراع اقطاب الحكم الحالي
- ردا على ما جاء في -توضيح- يمينة الزغلامي من مغالطات
- سيناريوهات العنف المحتملة في صراع أقطاب الحكم الحالي


المزيد.....




- تابعة لإسبانيا..نظرة على وجهة استثنائية تقع وسط شمال إفريقيا ...
- خبير مصري يعلق على قبول -حماس- وقف إطلاق النار ورد الفعل الإ ...
- نحل الخلافات -خلف الأبواب المغلقة-.. الجيش الإسرائيلي يتحدث ...
- هجوم روسي واسع على منشآت الطاقة في أوكرانيا
- رسمياً.. جزر البهاما تعترف بدولة فلسطين
- بيستوريوس من نيويورك: لا ينبغي لبوتين أن يفلت بحربه العدواني ...
- قصة غامضة.. -آية- من البحر الأحمر تنقل جاك كوستو من أعماق ال ...
- رئيس الصين يهنئ فلاديمير بوتين بتوليه منصب رئيس روسيا
- مسبار Chang-e 6 الصيني يصل مدار القمر
- زيلينسكي يكشف عن محاور القتال -الأكثر سخونة-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جيلاني الهمامي - مستشفى -الشفاء- وصمة عار على جبين الإنسانية وجبين العرب بالدرجة الاولى