أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جيلاني الهمامي - المقاومة المسلحة عنوان معركة التحرير الوطني فلا للخلط ولا للتشويش عليها















المزيد.....

المقاومة المسلحة عنوان معركة التحرير الوطني فلا للخلط ولا للتشويش عليها


جيلاني الهمامي
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 7785 - 2023 / 11 / 4 - 00:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المقاومة المسلحة عنوان معركة التحرير الوطني
فلا للخلط ولا للتشويش عليها

لفت انتباهي هذه الأيام بيان لحزب يساري معروف بمواقفه الثورية والمبدئية صادر يوم 8 أكتوبر الجاري جاء فيه، بعد التعبير عن التنديد بالعدوان الغاشم الذي ما انفك يقوم به الكيان الصهيوني وبعد التعبير عن مساندة الشعب الفلسطيني ونضاله المشروع من أجل حقه في وطن مستقل، " ان مقاومة ونضال الشعب الفلسطيني منذ الانتفاضة أمر مشروع. ومع ذلك، فإن حماس ليست بالتأكيد القوة التي تمثل تراكم نضال الفلسطينيين، الذين يقاتلون من أجل بلدهم على حساب حياتهم منذ الماضي. لا يمكن التسامح مع الهجمات على السكان المدنيين من قبل حماس، التي خانت القضية الفلسطينية، وأفسدت نضال الأمة الفلسطينية من أجل المساواة في الحقوق، وهي في أقل الاحوال معقل لا يقل عن الصهيونية الإسرائيلية رجعية دينية...". وكما هو ملاحظ وقع البيان على الأقل في خطأين اثنين الأول القول بـ"لا يمكن التسامح مع الهجمات على السكان المدنيين من قبل حماس" ويتمثل الثاني في اعتبار حركة حماس "في أقل الأحوال معقل لا يقل عن الصهيونية الإسرائيلية رجعية دينية". ففي الجانب الأول انجر أصحاب البيان وراء الدعاية الصهيونية المضللة فاعتبروا عملية "طوفان الأقصى" "هجمة على السكان المدنيين" وهو في رأيهم امر غير مسموح به. وهم بهذا يشوهون هذه العملية النضالية المسلحة للمقاومة الفلسطينية التي طالت المستوطنات الصهيونية وأساسا قاعدة "رعيم" العسكرية، التي كانت مقر القيادة الإسرائيلية لفرقة غزة. وواضح ان أصحاب البيان يتغاضون عما يمثله المستوطنون كواحدة من أدوات الاحتلال الصهيوني في السطو على الأراضي الفلسطينية وتهجير أصحابها الأصليين وتهويد المناطق التي يضمونها علاوة عن الأساليب القمعية التي يعتمدونها بحماية البوليس والعسكر الصهيوني. فالمفروض هو الإشادة بهذه العملية التي تكاد تكون هي الأولى – على الأقل منذ أكثر من ثلاثة عقود – التي أعادت الاعتبار للمقاومة الفلسطينية ورسمت خط سير القضية الفلسطينية خارج منطق التسوية التفريطية وأعطت إشارة صريحة لبدء مسار في تعديل موازين القوى بين المعسكرين، معسكر النضال الوطني الفلسطيني من أجل تقرير مصيره ومعسكر الاستعمار الاستيطاني الصهيوني كقاعدة متقدمة لقوى الاستعمار والهيمنة في المنطقة.
من جانب آخر اعتبر أصحاب البيان ان عملية "طوفان الأقصى" "وفرت فرصة ليقع النظر إلى هجمات حماس على أنها هدية ذهبية للنظام الامبريالي العالمي" بمنطق أن المقاومة الوطنية الفلسطينية لا يمكنها القيام باي عمل ضد الغازي المحتل إلا بما لا يثير حفيظة "النظام الامبريالي العالمي". إن أسمى أهداف "النظام الامبريالي العالمي" هو تصفية القضية الفلسطينية نهائيا ودفن المقاومة مرة واحدة وتطبيع علاقات المحتل الصهيوني مع كامل محيطه الإقليمي والعربي خاصة وإدماجه بشكل كامل ضمن المنظومة الدولية الراهنة والمستقبلية. فإحجام المقاومة الفلسطينية عن النضال بما أوتيت من الإمكانيات هو في الحقيقة الذي يقدم خدمة ثمينة لمساعي "النظام الامبريالي العالمي" وليس العكس. إن تخلي الشعب الفلسطيني عن النضال من أجل تحرير وطنه السليب هو العامل الحاسم في تصفية قضيته والقضاء المبرم عليها ومنح العدو الصهيوني ومن ورائه "النظام الامبريالي العالمي" الفرصة الذهبية كي يجثم وإلى الابد على ارض فلسطين. فكيف يسمح أصحاب البيان لأنفسهم الدفاع عن مثل هذه الذريعة التي لا نجد لها في الحقيقة أي وجه من وجوه المنطق. ولا اخال أن حزبا ثوريا يقبل مثلا ان يعيب عليه أي كان حقه في النضال من أجل حقوقه من أي مستوى كان بحجة عدم تقديم "فرصة ذهبية للنظام الامبريالي العالمي".
أما الخطأ الثاني، وهو أكثر جسامة من الأول، هو الحكم على حركة حماس من زاوية أيديولوجية ضيقة وبشكل منفصل، تمام الانفصال، عن رهانات نضال الشعب الفلسطيني الجوهرية من ناحية والذهاب الى اعتبارها لا تقل "رجعية دينية عن الصهيونية الإسرائيلية". إن موقفا من هذا القبيل ينم عن جهل بطبيعة المرحلة التاريخية التي تمر بها القضية الفلسطينية وطبيعة المعركة الجارية الان على ارضها وطبيعة المعسكرين المتقابلين في مواجهة عسكرية سافرة.
لقد عرفت العقود الأخيرة تراجعا واضحا للكفاح المسلح الفلسطيني لصالح منطق التسويات كرسته اتفاقيات أوسلو التي افضت في النهاية الى تعزيز نفوذ الكيان الصهيوني ومنحته لا فقط فرصة للتمدد أكثر فأكثر على الأراضي الفلسطينية في شكل مستوطنات وعمليات ضم وإنما أيضا عبر صفقات تطبيع مع عدد من البلدان العربية بعد مصر والأردن (الامارات والبحرين والمغرب ...). وبعد انقضاء حوالي 30 سنة عن اتفاقيات أوسلو التفريطية بات واضحا ان هذا النهج سائر بالقضية الفلسطينية الى التصفية النهائية. وهي القناعة التي أثمرت ظهور حركات مقاومة مسلحة جديدة (الاجنحة العسكرية لحماس والجهاد الإسلامي) وعودة بعضها الاخر بعد أن كاد يضمحل (الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية الخ...).
إن قضية الشعب الفلسطيني قضية تحرر وطني من مستعمر غاشم استيطاني فاشستي ليس ككل اشكال الاستعمار الأخرى. ويواجه في هذه المعركة الضارية بكل فعالياته عدوا مشتركا هو العدو الصهيوني، ويحتاج للنصر فيها لوحدة صفوفه كشعب ومجتمع وكفعاليات نضال بكل ابعاده السياسية والعسكرية والديبلوماسية الخ... ويتم الفرز ضمن هذه الفعاليات النضالية على أساس من مع النضال بكل اشكاله من أجل تحرير الوطني والاستقلال ومن ضده او هو متخاذل في أدائه على الوجه الاتم. ففي هذه المعركة لا مكان لاعتبارات أخرى، وإن بشكل ثانوي وغير ذي معنى، للحكم على أي طرف سياسي الا على هذا الأساس، أي على أساس الموقف الوطني الملتزم. والمقصود بالموقف الوطني الصميم في ظل ما عرفته القضية الفلسطينية من خيانات من قبل القادة الإصلاحيين والرجعيين الذين تواطؤوا مع العدو باسم الاتزان والمعقولية والبراغماتية ومن منطلق القبول بالشرعية الدولية هو العودة الى خط المقاومة الوطنية والى خط البندقية والتحرير الثوري للوطن. لقد بينت التجربة أن لا بديل عن الكفاح المسلح من أجل إجراء تغيير ولو طفيف في موازين القوى الراهنة. فالكفاح المسلح هو الأداة الارقى كشكل من أشكال النضال وأكثرها فعالية دفاعا عن القضية الوطنية من كل محاولات التصفية. وبطبيعة الحال فإن كل من يحمل البندقية من أجل تحرير الوطن بصرف النظر عن منطلقاته الأيديولوجية أو طبيعة المجتمع الذي يروم بناءه بعد نيل الاستقلال هو طرف وطني وجب وضع اليد في اليد معه من اجل تمتين عود المقاومة وتوفير أسباب نجاحها في دحر العدو. كنا نود أن تكون كل قوات المقاومة المسلحة موحدة في جسم واحد ولكن ظروف النضال وإكراهاتها تفرز بشكل موضوعي مقاربات وبالتالي قوى متنوعة تختلف في المنطلقات الأيديولوجية والمشاريع المجتمعية. فمنها من يتخذ من الدين أيديولوجية تحرير ومن المجتمع المحكوم بالشريعة الدينية نموذجا للحكم الذي يروم تطبيقه. ومنها من يتخذ من الفكر الليبرالي أو القومي منطلقا ومشروع نظام ومجتمع. ومنها من يتخذ من الفكر الاشتراكي كذلك منطلقا ومشروعا. لكن في المرحلة التاريخية الراهنة تبقى كل هذه الاعتبارات ثانوية – بمعنى من المعاني – أمام الاعتبار الأول والاهم وهو من مع النضال المستميت والمبدئي من أجل تحرير فلسطين ومن هو مستعد للتنازل عن ذلك أو مستعد للتفاهم مع عدو لا يقبل الا السيطرة على كامل فلسطين وفلسطين الكبرى.
لذلك وجب تصويب الرماية وعدم التشويش على حركة نضال شعب فلسطين ومقاومته المسلحة الباسلة.



#جيلاني_الهمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغطرسة - ترجمة
- حول ميزانية 2024 - تعليق أول
- السيادة الوطنية في سوق المزايدة والعمالة
- في دولة الكاراكوز
- تونس على خطى لبنان إلى الإفلاس تسير حثيثا
- جدلية السياسي والنقابي في تجربة الحركة النقابية التونسية
- احذروا فالمستعد للشيء تكفيه أضعف أسبابه
- سيناريوهات العنف المحتملة في صراع اقطاب الحكم الحالي
- ردا على ما جاء في -توضيح- يمينة الزغلامي من مغالطات
- سيناريوهات العنف المحتملة في صراع أقطاب الحكم الحالي
- حتى لا تضيع الفرصة القادمة
- النزاع الأذري الأرمني ودور أردوغان حفيد عبد الحميد الثاني
- الثورة : في تدقيق بعض المفاهيم
- شيء من التاريخ : إلى روح المناضل النقابي نجيب الزغلامي
- المحكمة الدستورية من جديد
- حول خارطة الفقر في تونس
- الاقتصاد الاجتماعي أو التضامني، هل يشكل بديلا؟
- حول آخر مستجدات الوضع السياسي في تونس
- منطلقات لنقاش التكتيك السياسي في تونس
- مرة أخرى حول مسألة الرأسمال الوطني


المزيد.....




- الصليب الأحمر الدولي يؤكد استمرار وجوده في الميدان رغم رغم ا ...
- حذر وتوعد.. تركي الدخيل يقر بارتكابه مخالفات في -السوق المال ...
- إذا هوجمت رفح، لن يكون لدى نتنياهو ما يقدمه في إدارته للحرب ...
- لقطات -لم تُشاهد سابقا- لجسم غامض ظهر في سماء ولايات أمريكية ...
- هنغاريا تحذر دول الناتو وبريطانيا من الغرق في وهم هزيمة روسي ...
- إستونيا تستدعي القائم بالأعمال الروسي بسبب حالات تشويش على ن ...
- القوات الجوفضائية الروسية تتسلم دفعة جديدة من مقاتلات -سو- 3 ...
- تونس.. طعن محام أثناء خروجه من قاعة الجلسة
- كشف وثائق سرية وزواج غير قانوني.. نقل زوجة رئيس الوزراء البا ...
- أزمة أوكرانيا.. ضرب رأس النازية الجديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جيلاني الهمامي - المقاومة المسلحة عنوان معركة التحرير الوطني فلا للخلط ولا للتشويش عليها