أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جيلاني الهمامي - ردا على ما جاء في -توضيح- يمينة الزغلامي من مغالطات















المزيد.....

ردا على ما جاء في -توضيح- يمينة الزغلامي من مغالطات


جيلاني الهمامي
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 6907 - 2021 / 5 / 23 - 18:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ردا على ما جاء في "توضيح"
يمينة الزغلامي من مغالطات

نشرت النائبة عن "حركة النهضة"، يمينة الزغلامي، تدوينة أرادتها "توضيحا" لموقف هذه الحركة من مسألة تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني، كما طرحت في المجلس التأسيسي عند مناقشة الدستور الجديد ثم لاحقا في البرلمان. وقد لاحظت أن ما أسمته الزغلامي "توضيحا" تضمن الكثير من المغالطات ومحاولات تكييف العديد من المعطيات بغاية "تبييض" موقف "حركة النهضة" التي تنتمي إليها وتنوبها في البرلمان من مسألة التطبيع. من هذا المنطلق أردت تقديم الملاحظات التالية لتوضيح المسألة توضيحا حقيقيا استنادا إلى الوقائع دون تحريف أو تزوير.

أولا: طرح هذا الموضوع زمن المداولات حول المسودات المتعاقبة لنص الدستور المعروضة على المجلس التأسيسي. ويذكر الجميع ماذا كان موقف حركة النهضة آنذاك. وهو ما تهربت النائبة الزغلامي من التذكير به خشية ان يثير السخط ضد حركتها في ظروف الغضب الحالية مما يجري في أرض فلسطين المغتصبة. أما إذا كانت النائبة يمينة الزغلامي قد نسيت فسأذكرها بما يلي:
- اعترضت حركة النهضة على اقتراح تخصيص فصل في الدستور أيام كان موضوع تداول داخل المجلس التأسيسي ينص صراحة على تجريم التطبيع مع العدو الصهيوني رغم أن هذا الاقتراح كان صادر عن حليفها في الترويكا آنذاك (حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الذي يرأسه منصف المرزوقي) وتعللت حركة النهضة آنذاك أنه لا يمكن إدراج المسألة في فصل لعدم تلاءمه مع بنية الدستور ووظيفته كنص قانون وادعت آنذاك انها لئن كانت "تتبنى" تجريم التطبيع فإنها لا ترى له مكانا في الدستور وتمسكت بترحيله إلى فترة لاحقة في شكل نص قانوني خاص وليس كقاعدة دستورية. وهكذا اسقطت ذاك المشروع بالنظر إلى هيمنتها العددية على تركيبة المجلس ولمحدودية عدد النواب المتمسكين بإدراج التجريم ضمن النص الدستوري. ونتيجة لموازين القوى داخل المجلس من جهة وتحت ضغط الشارع السياسي والشعبي تم الالتفاف على المسألة وأدرجت كمبادئ عامة في توطئة الدستور الجديد في الصيغة التي ذكرتها النائبة النهضوية الزغلامي.
- أذكّر هذه الأخيرة أن عماد الحمامي كان صرح على قناة "تونسنا" أن حركة النهضة كما جاء على لسانه حرفيا " كنا ضد تمرير (تجريم التطبيع) في الدستور" بتعلة أنه "عندما نكون في حاجة لقانون لتجريم التطبيع نكون وقتها قد طبعنا وانتهى" (حاول تفهم؟؟). وأضاف أن حركة النهضة لا تعتبر التطبيع خيانة عظمى وأن موقفها من التطبيع هو نفس الموقف الذي تتخذه الجامعة العربية الخ... (انظر مقطع الفيديو الرائج على الشبكة).
في هذا المستوى ينبغي أن تعترف حركة النهضة ونائبتها يمينة الزغلامي أن لا مجال للعب على الكلمات ومحاولة استغلال ضعف الذاكرة لدى البعض لتنكر حقيقة موقفهم من هذه المسألة.
لقد كان واضحا أن حركة النهضة التي مسكت بأجهزة الحكم (البرلمان والحكومة) قد تحولت إلى حزب حاكم يتعاطى ككل الأحزاب الرجعية في المنطقة العربية مع الضغوط الدولية وخاصة الضغوط الامريكية والأوروبية وحتى الخليجية من أجل عدم السماح للمجلس التأسيسي ثم البرلمان في ظل سيطرتها عليهما بـ"اقتراف" هذه السابقة/الخطيئة خشية أن تتشجع برلمانات وحكومات أخرى على السير عليها. ومثلما قال صلاح الدين الجورشي العارف بخفايا حركة النهضة إن الحركة سبّقت سنوات حكم الترويكا مصلحتها الحزبية على مصلحة فلسطين وعلى حساب المبادئ. إن حركة النهضة المنشغلة ببلائها في الحكم في ظل الضغوط الداخلية والتقلبات الدولية وخاصة في المنطقة العربية وفي علاقة بحركات "الإسلام السياسي" تحرص كل الحرص على "تجنب إثارة مخاوف القوى الغربية منها، وهو ما جعلها حريصة على تقديم نفسها كطرف سياسي معتدل، من خلال التزامها الصريح أو الضمني بعدم تجاوز «الخطوط الحمراء»، وفي مقدمتها رفع درجات العداء لإسرائيل". (أنظر صلاح الدين الجورشي - جريدة الأمان - العدد 1461 /12-5-2021 مقال بعنوان : تونس تتجه نحو تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني الرابط : تونس تتّجه نحو تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني | الأمان الدولي | مجلة الأمان (al-aman.com)).
وفضلا عن كل ذلك فإن اللقاءات التي جمعت قادة حركة النهضة بعدد من كبار الساسة الغربيين، أمريكان وأوروبيين، مثل أولبرايت وجون ماكين والانخراط في مخططات تفجير المنطقة مثل مؤتمر "أصدقاء سوريا" كانت كلها من المقدمات التي "ورطت" حركة النهضة وألزمتها بالانسياق في نهج الخضوع للقوى العظمى وعدم معاداة الكيان الصهيوني.
هذه حقائق ليس بوسع النائبة الزغلامي نكرانها.
ثانيا: صحيح أن البرلمان لم يعقد جلسة للتصويت على مشروع قانون تجريم التطبيع. ولكن لسائل ان يسأل النائبة الزغلامي لماذا؟
المعروف أن الكتلة النيابية للجبهة الشعبية كانت قدمت في ديسمبر 2015 مبادرة تشريعية اقترحت مشروع قانون لتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني. وهي اول مبادرة تشريعية تقدمها الكتلة. وقد جاء في الفصل الأول من مشروع القانون ما يلي " يعد مرتكبا لجريمة التطبيع مع الكيان الصهيوني كل من قام أو شارك أو حاول ارتكاب عمليات الاتجار والتعاقد والتعاون والمبادلات والتحويلات بكل أنواعها التجارية والصناعية والحرفية والمهنية والمالية والخدمية والثقافية والعلمية بمقابل أو بدونه بصفة عرضية أو متواترة وبشكل أو عبر وساطة من قبل الأشخاص الطبيعيين أو المعنويين من ذوي الجنسية التونسية مهما كان مكان إقامتهم والأشخاص الطبيعيين والأشخاص المعنويين المقيمين بالجمهورية التونسية سواء كانت إقامتهم مؤقتة أو دائمة مع كل الأشخاص الطبيعيين والمعنويين الذين لهم علاقة مهما كانت طبيعتها مع مؤسسات دولة إسرائيل الحكومية وغير الحكومية العمومية والخاصة. بالإضافة إلى المشاركة بأي شكل من الأشكال في الأنشطة والفعاليات والتظاهرات والملتقيات والمعارض والمسابقات بأنواعها السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية والفنية والرياضية التي تقام على الإقليم الذي تحتله وتتحكم فيه سلطات دولة إسرائيل الحكومية وغير الحكومية سواء كانت عمومية أو خاصة من الذوات الطبيعيين أو المعنويين خارج إقليم دولة إسرائيل"
هذا المشروع ظل سجين رفوف مكتب المجلس الذي يسيطر عليه، على صورة البرلمان ككل، ائتلاف النهضة ونداء تونس. فقد رفض مكتب المجلس في أكثر من مرة إحالة مضروع القانون على اللجنة المعنية بالنظر فيه. وكان ينبغي انتظار اتخاذ الرئيس الأمريكي قرار نقل سفارة بلاده لدى دولة الكيان الصهيوني لتثار المسألة من جديد وليقع تحت ضغط الراي العام والقوى التقدمية المنتصرة للقضية الفلسطينية داخل البرلمان نفسه إحالة مشروع القانون على نقاش النواب ليس في إطار اللجنة المختصة وإنما في شكل نقاش للتنسيق بين مشروعين في نفس الموضوع (تجريم التطبيع) أي مشروع الجبهة الشعبية ومشروع نداء تونس. وهو مشروع تم اختلاقه لتبرير عملية النقاش والتنسيق بين المشروعين كعملية تمويهية للالتفاف على الموضوع وتمييعه ثم التخلي عنه تماما. وهو حصل فعلا. لهذه الأسباب لم يقع النظر في مشروع قانون تجريم التطبيع الوحيد الذي تقدمت به كتلة الجبهة الشعبية آنذاك.
وفي كل هذا ماذا كان موقف حركة النهضة؟ هل ساندت فكرة المصادقة على قانون لتجريم التطبيع؟ أم عملت قصارى جهدها من اجل ان لا يمر مثل هذا المشروع على أنظار اللجنة المختصة والجلسة العامة؟ ألم يعترض ممثلو النهضة في مكتب المجلس على طلب إحالة المشروع على اللجنة؟ ألم تدبر كتلة النهضة مع نداء تونس "قصة التنسيق" بين "مشروعين"، أحدهما وهمي، للحيلولة دون أن يقع النظر جديا في المشروع والمصادقة فعلا على قانون لتجريم التطبيع.
كانت حركة النهضة منذ 2011 الطرف الأساسي في الحكومات المتعاقبة. وكانت في أكثر من حكومة هي الماسكة بوزارة الداخلية. وحتى عندما تولى هذه الحقيبة وزراء "مستقلون" فقد زرعت النهضة عيونها في مصالحها الأكثر حساسية (الفنية والامن العام الخ...). لذلك هي أدرى الناس في تونس بالوضع الأمني وبالخصوص بما حصل في البلاد من اختراقات امنية خطيرة. فالبلاد أصبحت مرتعا للمخابرات الأجنبية بما في ذلك المخابرات الصهيونية. وتأكد ذلك بما لا يدع مجالا للشك إثر اغتيال الشهيد محمد الزواري موفى سنة 2016.
لهذا السبب وحده كان يفترض أن تكون حركة النهضة بحكم ما لديها من معطيات حول مخاطر التغلغل المخابراتي الصهيوني في بلادنا ان تبادر وفي اقل الأحوال ان تكون من ضمن القوى الحريصة فعلا على سن قانون تجريم التطبيع واتخاذ كل مل يلزم من الإجراءات لمعاقبة كل من يتعامل مع الكيان الصهيوني باي شكل من الاشكال وفي أي مجال من المجالات. لكن الحقيقة غير ذلك تماما.
وأظن ان تصريحات الناطق الرسمي للحركة عماد الخميري اليوم الاثنين 17 ماي توضح بدقة موقف حركة النهضة الرافض لتجريم التطبيع ذلك أنه تهرب من الإجابة عن سؤال واضح ودقيق (هل ستصوت النهضة لقانون يجرم التطبيع؟) متمسكا بالقول ان حركته ستصوت لكل قانون يدعم القضية الفلسطينية وهو يعلم جيد العلم ان الامر لا يتعلق بـ"الدعم" كمفهوم عام ومجرد وإنما يتعلق بموقف دقيق الا وهو التصويت على قانون يجرم التطبيع. ومن جهة أخرى اشترط الخميري أن يكن ذلك " في خيار فيه كل الأطراف وخاصة الحكومة ورئاسة الجمهورية والأطراف التي تمثل الجانب المالي التي يجب ان تعطي رأيها في مثل هذه القوانين أي قانون التجريم لأننا لا نملك نموذجا لهذه القوانين ...". وهو ما يعني أن حركة النهضة ستمتنع عن التصويت على قانون ترى فيه "الأطراف التي تمثل الجانب المالي " خطرا على الميزانية وعلى إمكانية الحصول على قروض من مؤسسات التسليف العالمية والتي هي منحازة انحيازا مطلقا للكيان الصهيوني.
بعد كل هذا هل مازال بمقدور النائبة النهضوية يمينة الزغلامي أن تنسب إلى حركتها تلك المواقف التي ذكرتها في علاقة بالقضية الفلسطينية.



#جيلاني_الهمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيناريوهات العنف المحتملة في صراع أقطاب الحكم الحالي
- حتى لا تضيع الفرصة القادمة
- النزاع الأذري الأرمني ودور أردوغان حفيد عبد الحميد الثاني
- الثورة : في تدقيق بعض المفاهيم
- شيء من التاريخ : إلى روح المناضل النقابي نجيب الزغلامي
- المحكمة الدستورية من جديد
- حول خارطة الفقر في تونس
- الاقتصاد الاجتماعي أو التضامني، هل يشكل بديلا؟
- حول آخر مستجدات الوضع السياسي في تونس
- منطلقات لنقاش التكتيك السياسي في تونس
- مرة أخرى حول مسألة الرأسمال الوطني
- حتى لا تصطدم البشرية بأسوأ سيناريو
- إلى راشد الغنوشي: إن مع اليوم غدا يا مسعدة
- الحكومة الجديدة: التركيبة والبرنامج
- الإصلاح الزراعي مهمة ثورية عاجلة
- الاستثمار الخارجي في تونس أكذوبة لتبرير التبعية والاستغلال و ...
- بعد تأجيل ديون 25 بلدا هل تقتنع الحكومة؟؟
- حكومة الفخفاخ والمضي قدما في التداين
- إلى الرئيس قيس سعيد : «عليك أن توضح خفايا زيارة أردوغان الفج ...
- إلى أين تسير البلاد؟؟


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جيلاني الهمامي - ردا على ما جاء في -توضيح- يمينة الزغلامي من مغالطات