أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جيلاني الهمامي - سؤال الامس ... سؤال اليوم هل انطلق قطار الهجوم على الاتحاد؟














المزيد.....

سؤال الامس ... سؤال اليوم هل انطلق قطار الهجوم على الاتحاد؟


جيلاني الهمامي
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 7805 - 2023 / 11 / 24 - 00:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سؤال كنا طرحناه منذ مدة وفي أكثر من مرة كلما جد ما يؤشر على انتقال الصراع الخفي بين نظام الحكم والاتحاد العام التونسي للشغل وبالتحديد قيادته. وسبق ان طرحناه أيضا يوم تم استدعاء الكاتب العام للاتحاد الجهوي بصفاقس للتحقيق معه في الإدارة العامة للحرس الوطني. ولكن إبقاء يوسف العوادني في حالة سرا ح وإقامة حفل استقبال بهيج له في دار الاتحاد بما كان يفهم منه "انتصارا نقابيا" جعلنا نتشكك في ما ذهبنا اليه من استنتاجات جوهرها ان "الحاكم" الذي قضى مدة من الزمن يتحرش بالاتحاد قد قرر بدء الهجوم "البري" انطلاقا من جهة صفاقس.
اليوم وقد استدعي نفس المسؤول النقابي ومعه ثلة من نقابيي الجهة للتحقيق ثم الإبقاء عليه ومعه ثلاثة من النقابيين رهن الاعتقال بتهم جديدة ومتجددة (بما انه فتح له ملفا آخر جديد ومباغت) فقد بات من الواضح بنسبة كبيرة من اليقين أن الهجوم قد بدأ فعلا.
ولكن السؤال الكبير لماذا الكاتب العام للاتحاد الجهوي بصفاقس بالذات؟ هل فعلا لنه النقابي الوحيد او على الأقل الذي ينبغي احالته على العدالة لأنه فعلا مخالف؟ أم لأن المخالفة التي اقترفها تكتسي طابعا خطيرا بدرجة تستوجب احالته فورا على العدالة؟ أم لان في الامر "حسبة" أخرى؟
يبدو أن الاختيار لم يكن اعتباطيا. ومن كان وراء هذا القرار اخضع الامر لدراسة معمقة ومتأنية وغاص عميقا في تاريخ الاتحاد وبالتحديد في تاريخ الصراع بين نظام الحكم والمنظمة الشغيلة واستخلص من ذلك أن أي هجوم ظافر على قيادة الاتحاد وإجراء التغيير على الأوضاع داخل الاتحاد ينبغي ان يبدأ من هناك، أي من صفاقس.
صفاقس هي بمثابة مدينة التأسيس وكبار زعماء المنظمة ينحدون منها وهي التي قدمت قافلة كبيرة من الشهداء والضحايا في احداث 5 أوت 1947. وكانت جهة محددة في الكثير من المعارك السياسية الكبرى بما في ذلك المعارك التي نشبت داخل الحزب الحاكم او الذي سيصبح حاكما بعد حين وأعني الدو الحاسم الذي لعبه الاتحاد في مؤتمر الحزب الدستوري سنة 1955 بصفاقس. وعلى غرار ذلك كل المعارك التي خاضها الاتحاد ضد هذا الحزب بالذات ونظام حكمه في فترات لاحقة. من اهم هذه المعارك 26 جانفي 1978 ومن لا يذكر الخطب النارية التي كان يلقيها الكاتب العام للاتحاد الجهوي بصفاقس آنذاك عبد الرزاق غربال الذي أصبح فيما بعد عضوا بالقيادة الوطنية. ومن لا يذكر أيضا المسيرة الحاشدة والقوية التي عرفتها جهة صفاقس يوم 12 جانفي 2011 أي والتي أعطت لحركة الانتفاضة مسارا أخر أذن بدخول الطبقة العاملة التونسية حلبة "العركة" ضد بن علي.
كل ذلك، وهو غيض من فيض، أضفى على جهة صفاقس نوعا من الشرعية التاريخية ووضعها في مكانة الجهة القايدة التي تعطي الإشارة لانتقال تاريخ الحركة النقابية في تونس من طور الى طور ومن مرحلة الى أخرى.
اليوم يراد إذن أن تكون صفاقس كالعادة هي المنطلق ولكن في الاتجاه المعاكس ليس لنيل انتصار على النظام الحاكم او لفرض تغيير لفائدة الطبقة العاملة والشعب وإنما هذه المرة – وللأسف – خدمة "للحاكم" بأمره.
فإذا ركعت صفاقس خرّت لها كل المنظمة النقابية. وإذا انتصرت صفاقس انهارت كل الحسابات وخارت كل القوى المهاجمة.
اليوم يراد أن اقتحام القلعة من بابها الجنوبي الذي في الأصل بابها الرئيسي.
وريثما يحسم الامر لا يبدو أن صاحب القرار بالهجوم على صفاقس، ومن ورائها الاتحاد ككل ولكن بالتحديد بعض رموز بعينها، سيتوقف لوقت طويل في هجومه ذلك ان حساباته تقتضي التعجيل بالأمر لأسباب عديدة لعل أهمها:
- الاستفادة ما أمكن من الظرف والاعناق كلها مشرئبة والانظار مشدودة الى غزة العزة
- استغلال حالة الوهن البادية على الحركة الجماهيرية وبالأخص على الحركة العمالية والنقابية
- استكمال عملية "مسح" كل الخصوم من الخريطة لتنفيذ مقولة إزاحة الاجسام الوسيطة من اللعبة السياسية
- التعجيل التعجيل فالانتخابات قد قربت.
أما إذا اتضح ان كل هذه الحسابات مغلوطة وينطبق عليها مثل "اللي يحسب وحده يفضلو" فسيكون حديث أخر.
وفي كل الحالات لنا عودة لهذا الموضوع الذي سيسيل كثيرا من الحبر في المدة القادمة.



#جيلاني_الهمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستشفى -الشفاء- وصمة عار على جبين الإنسانية وجبين العرب بالد ...
- حبيبتي تونس ... عزيزي قيس سعيد
- الخيانة العظمى ... والكذبة العظمى
- تقرير البنك العالمي لفصل الخريف حول الأوضاع الاقتصادية في تو ...
- الزيادة في أسعار القهوة والمشروبات إشاعة أم مقدمة لتمرير الز ...
- حتى لا تنزعج سفارة فرنسا بتونس العاصمة
- البرلمان الليبي يقطع خطوة شجاعة في تجريم التطبيع
- تقرير البنك العالمي حول الاوضاع الاقتصادية في تونس
- خبزنا من عند -العكري-
- عندما يسقط بعض من النخبة في -العبودية الطوعية-
- المقاومة المسلحة عنوان معركة التحرير الوطني فلا للخلط ولا لل ...
- الغطرسة - ترجمة
- حول ميزانية 2024 - تعليق أول
- السيادة الوطنية في سوق المزايدة والعمالة
- في دولة الكاراكوز
- تونس على خطى لبنان إلى الإفلاس تسير حثيثا
- جدلية السياسي والنقابي في تجربة الحركة النقابية التونسية
- احذروا فالمستعد للشيء تكفيه أضعف أسبابه
- سيناريوهات العنف المحتملة في صراع اقطاب الحكم الحالي
- ردا على ما جاء في -توضيح- يمينة الزغلامي من مغالطات


المزيد.....




- هل العودة لياسمين عبد العزيز ممكنة بعد الانفصال؟ أحمد العوضي ...
- شاهد ما يراه الطيارون أثناء مشاركة طائراتهم في العرض العسكري ...
- نتنياهو منتقدا بايدن: سنقف لوحدنا ونقاتل بأظافرنا إن اضطررنا ...
- البيت الأبيض: نساعد إسرائيل على ملاحقة يحيى السنوار
- أبرز ردود الفعل الإسرائيلية على تصريحات بايدن حول تعليق شحنا ...
- الخارجية الروسية تعلق على اعتراف رئيس الوزراء البولندي بوجود ...
- زيلينسكي: جيشنا يواجه -موقفا صعبا حقا- في المناطق الشرقية
- -حزب الله- يعرض مشاهد من عمليات عدة نفذها ضد الجيش الإسرائيل ...
- هل من داع للقلق في الدول العربية بعد سحب لقاح أسترازينيكا؟
- بنوك مودي في الهند تنفق 400 مليار دولار ليفوز بدورة ثالثة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جيلاني الهمامي - سؤال الامس ... سؤال اليوم هل انطلق قطار الهجوم على الاتحاد؟