(الاستخبارات تطيح بأبو الستوتة المحرض على مقاطعة الانتخابات)

صوت الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 7804 - 2023 / 11 / 23 - 16:18
المحور: كتابات ساخرة
    

هكذا صيغ الخبر، وكأن "الاستخبارات" قد حققت نصرا كبيرا؛ مع ان قضية المقاطعة تعد مشروعة ومكفولة "دستوريا"، حالها حال المشاركة، فمثلما هنالك دعاية للمشاركة يجب ان تكون هناك دعاية للمقاطعة، فلا توجد نسبة مطلقة لكلا الجانبين، أي لا توجد مشاركة تامة ولا توجد مقاطعة تامة.

الطريف بالامر ان العنوان "فخم" و"ملفت"، خصوصا والناس هنا لديها ذاكرة عميقة مع كلمة "الاستخبارات" ومهامها السرية؛ لكن لنترجم الخبر بلغة اسهل:

قوى الإسلام السياسي الحاكمة تريد من الناس المشاركة القوية في الانتخابات، فهي تدرك جيدا انها تستمد ديمومتها وبقاؤها من خلال هذه الانتخابات السخيفة، لهذا جندت كل قواها وسخرت كل وسائلها وادواتها لردع ومعاقبة وإدانة دعوات المقاطعة.

والان لنروي الخبر من جانب ثاني:

شخص كادح "أبوستوتة" من مدينة الناصرية، يرى ان أوضاعه مأساوية، فلا عمل يحفظ كرامته ولا خدمات جيدة مقدمة له، فأطفاله بمدارس طين، ومنطقته لا توجد فيها سبل العيش الكريم، يرى مجالس المحافظات على مر تاريخها ومنذ تأسيسها لم ولن تقدم شيئا، سوى انها مؤسسة للنهب والسرقة والرشوة، فما الذي امامه ليفعله؟ يريد ان ينفس عن غضبه، يريد ان يقول للعالم انه رافض لهذه المهزلة "الانتخابات"، يدور بستوتته ليمزق صور المرشحين-ات؛ سلوك طبيعي وسلمي جدا، لكن-وهذا هو المضحك في الامر- ان "الاستخبارات" وبمهمة بالغة السرية، وبعد مراقبة دقيقة، وجمع معلومات عبر الأقمار الصناعية، وتعاون وثيق مع استخبارات بعض الدول، وبعد عمل مضني لأسابيع، استطاعت تحديد سائق الستوتة والقاء القبض عليه، وتم تكريم "الاستخبارات" على هذا الإنجاز، الذي يضاف الى انجازاتهم الأخيرة، خصوصا القاء القبض على سائق "الباجيرو" الذي دهس شرطي المرور.... والى انجاز اخر لدوائر الاستخبارات والمخابرات والامن الوطني، والتي حتما ستزف لنا خبر القاء القبض على سارق الاسلاك الكهربائية للمواطنين.
طارق فتحي

#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل