صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 7792 - 2023 / 11 / 11 - 16:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في مثل هذا اليوم التاسع من تشرين الثاني عام 1989 انهار جدار برلين، بعد ان شكل تحديا كبيرا للسياسة الامريكية والأوروبية على مدى عقود منذ انشاؤه عام 1961، كانت لحظة انهياره تاريخية، فقد بدأ يرتسم ويتشكل عالم جديد، عالم القطب الواحد، هيمنة أمريكية تامة على كل العالم، انه البزوغ والفجر الدموي الأمريكي.
كانت 1989 فاصلة، ففيها بدأ التصدع والتفكك على الاتحاد السوفيتي، فقد كان غورباتشوف يمارس سياسات " البيروستروكيا والغلاسنوسنت"، تجديد ومكاشفة وشفافية، سياسات انهت المنظومة السوفيتية، القطب المعادل للقطب الأمريكي.
انهار جدار برلين، والذي صورته الالة الإعلامية الغربية على انه "جدار العار"، لكن هذا الاعلام لا يتحدث عن "الجدران التي تلف الضفة وقطاع غزة"، لا يهم، انتهت اسطورة جدار برلين ومعها انتهت فعليا او قام نظام عالمي جديد، فقد بدأت حاملات الطائرات الامريكية والمارينز بنشر القيم الليبرالية والديموقراطية، والعالم اليوم يعيش هذه القيم.
تتحدث اسطورة اغريقية عن بداية المأساة للبشرية، فزيوس كبير الالهة الاغريقية، كان قد غضب على البشرية فمنع عنهم النار، الا ان بروميثيوس حزن على البشرية فقام بسرقة قبسا من اللهب، وارسله الى البشر، ولما علم زيوس بذلك ثارت ثائرته، وقرر الانتقام من بروميثيوس، فأستدعى باندورا ابنة الاله القميء والاعرج هيفايستوس، وجمع الالهة وطلب منهم جعلها أجمل امرأة، وأرسلها لبروميثيوس ومعها جرة كبيرة، مملوءة بالأمراض والشرور، وقد فتحت هذه الجرة ونشرت كل الشرور بالعالم.
انهار جدار برلين، وكأنه أراد لنا ان نبصر العالم الجديد، الذي صوره الغرب انه عالم الرفاه والسعادة والحرية، وبعد ان انهار الجدار، ظهر وجه العالم الغربي الحقيقي، عالم من الشر والقبح، عالم الموت جوعا وتدميرا، عالم فقد تماما انسانيته ولم يتبق لديه اية قيم أخلاقية، فمن يا ترى يعيد هذا الشر الليبرالي ويغلق الجرة.
طارق فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟