(تمييز المدنيين)

صوت الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 7783 - 2023 / 11 / 2 - 00:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أكثر سخافة تسمعها في الحروب الحديثة هي التوصيات والمطالبات التي تخرج سواء من قادة الجيوش او المنظمات العالمية والتي تطالب ب "التمييز ما بين المدنيين وغيرهم"، وهذا هٌراء تام، فالحروب الحديثة فيها إمكانيات تدميرية هائلة، من طائرات الى مسيرات الى مدفعية الى صواريخ، وجميعها أسلحة فتاكة.

في حرب إسرائيل على قطاع غزة تكثر مثل هذه السخافات، فكل سفاحي الناتو طالبوا الجيش الإسرائيلي بتوخي الحذر اثناء القصف "خوفا على المدنيين"، هم لا يطالبون بإيقاف الحرب الهمجية هذه، بل "توخي الحذر"! رغم ان هذا المطلب من وجهة نظر ليبرالية هو "انساني"، الا أنه في حقيقته استفزازي جدا، فهو يسخر من مأساة الناس ومعاناتهم.

يحلق سرب من طائرات اف 16 الإسرائيلية على قطاع غزة، يقصف بناية سكنية، يحيلها الى ركام ويطمر ساكنيها تحت الأرض، يقتل ثلاث عناصر من حماس و200 من المدنيين، اغلبهم من الأطفال، ثم يخرج الاحمق الخرف بايدن بصحبة ذيوله من صعاليك الناتو ويطالبوا إسرائيل "بتوخي الحذر"، اليس هذا استفزاز وفعل اجرامي.

الى الان وصل عدد قتلى حرب إسرائيل على غزة الى أكثر من ثمانية الاف ضحية، منهم 3342 طفلا، وستزداد هذه الأرقام، فأمريكا والناتو الليبرالي مصممون الى نشر الديموقراطية في غزة، وإسرائيل بحكومة نتنياهو وبن غفير مستعدة لحرب الإبادة هذه، ففي غزة لا يوجد بشر، كما يقول وزير الدفاع الإسرائيلي بل "حيوانات بشرية".

من السخافة ان يتصور المرء ان ما يجري في غزة هو للقضاء على حماس، هذا منطق اعوج ودعائي يقنعوا به "ليبرالييهم" المتواجدين على هذه الرقعة الجغرافية، الواقعين في حيرة من امرهم، فلا يجدوا أي مبرر لهذا الدعم الغربي الواسع لإسرائيل، وقد صمتوا صمت القبور، ينتظرون تصريحا من البيت الأبيض او الإليزيه او قصر باكنغهام، عسى ان يجدوا لهم حجة او ذريعة مقنعة، يريحوا بها ضمائرهم.

كل الصور تعبر عن جملة "تمييز المدنيين".
طارق فتحي

#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات