ما معنى المشاركة في الانتخابات؟

صوت الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 7799 - 2023 / 11 / 18 - 18:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لا تعرف ما تقول إزاء لهاث البعض خلف عملية "انتخابية" محسومة النتائج، فالنظام السياسي في هذا البلد يقوم على أساس محاصصاتي، أي ان كل كتلة او قوة سياسية مشاركة في العملية السياسية لها أسهمها المعروفة، قد تزيد تارة او تنقص تارة أخرى، الا انها معروفة للجميع، وهذا هو المسار المحدد من قبل رعاتهم، لم ينحرف هذا المسار منذ عشرين عاما.

كنا في انتفاضة تشرين-أكتوبر 2019 نشاهد الكثير من المتظاهرين الذين كانوا يطالبون بحل "مجالس المحافظات"، وقد "ناضلوا بحماس" على هذا المطلب، وجروا خلفهم الكثير من المنتفضين، لكن مثلما يقال إذا لم تنتصر الثورات فأنها تنقلب الى ضدها، أي تصبح قواها قوى ثورة مضادة، وها نحن نلمس بشكل واقعي ذلك التنظير السياسي، فتشرين انساقت مع السلطة بشكل كامل، بل ان البعض منهم اخذ بخطاب قوى الإسلام السياسي.

بغض النظر من أن "مجالس المحافظات" هي بؤر للنهب والفساد، فتشكيلها من قبل السلطة لم يأت لتقديم الخدمات، بل فتح باب قانوني لعمليات النهب والسرقة، وهذه حقيقة معروفة منذ ان تم تأسيس هذه المجالس، نقول لنغض النظر عن هذه الحقائق، ولنمضي مع طروحات القوى "المدنية" التي تقنع جماهيرها بأن الانتخابات "أداة تغيير"، مع ان جوهر هذا الطرح شيء آخر، لكن لنمضي معهم، فما الذي سيحققونه يا ترى امام غول مثل قوى الإسلام السياسي؟

الانتخابات هي محطة من محطات البؤس للجماهير، فهي تعيد انتاج سلطة الإسلاميين، الانتخابات هي جنة الإسلاميين وجحيم الجماهير، الانتخابات ماخور دعارة سياسية فلماذا الهرولة اليها؟

العملية السياسية هي "بالوعة مجاري" مليئة بالقذارات، يكذب من يدعي تنظيفها عبر الانتخابات، انها مثل اسطبلات وحظائر الملك اوجياس في الأسطورة الاغريقية، المليئة بالأوساخ والازبال والنفايات، لا يمكن تنظيفها ابدا عبر انتخابات سخيفة وشكلية ومضحكة، المشكلة ان اغلب الذين يريدون المشاركة من "القوى المدنية" لديهم تجربة "امتداد" ومن لف لفها، وهنا يتأكد ان ادعاء ان الانتخابات "أداة تغيير" هو كذبة ومحض هٌراء.

طارق فتحي

#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل