الفرد الرقمي وإستحالة الفردية!

محمد طه حسين
أكاديمي وكاتب
(Mohammad Taha Hussein)

الحوار المتمدن-العدد: 7804 - 2023 / 11 / 23 - 10:35
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

عالمٌ إفتراضيّ، تتبدل مشاهده من خلال وضع الأصابع على الأزرار والنقر عليها، أصبح هو الواقع دون العقلاني، متجاوزاً المكان العيني الحقيقي الملموس، ومنتهكاً قوانين الزمان البييونفسي والفيزيكي، حيث تداخلت الزمكانات وذابت الألوان في لوحات سرياليّي ميادين ومراكز السلطات صوب عمى الثيران، والتائه هو من يخاطب ظلّه ظنّاً منه تسدل عليه الستائر التي طالت نظراتنا تتعقب ما أخفيت ماوراء غياهبها. همهمات لا ينطقها غير الخبل والمجانين، أصوات لا تدخل آذانِ كائناتٍ ذات الأرواح الحارة. هؤلاء هم نحن الذي نسير دون أن نتحرك، ونهرب دون أن نخطو، ونغيب دون أن نبتعد، وننفصل دون أن نستقل.
تغيرتِ المشاهدُ والفردُ واحدُ، تبدّلتِ الشروطُ والسلوك واحدُ، تسارعتِ الحركةُ والشكل واحدُ، تعقّدتِ المفاهيمُ والعقل واحدُ، تلوّنتِ المعارفُ والخيالُ واحدُ. هذا هو ظِلّي لا يفارقني ولا يَدَعُني أن أشكو من هذا المصير الغارق في ماضٍ لا مستقبل له، التائه في حاضر لا حاضر له.

#محمد_طه_حسين (هاشتاغ)       Mohammad_Taha_Hussein#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل