من المماثلة الى الإختيار

محمد طه حسين
أكاديمي وكاتب
(Mohammad Taha Hussein)

الحوار المتمدن-العدد: 7360 - 2022 / 9 / 3 - 23:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

الانتخاب العقلاني في مقابل الانتخاب الطبيعي والترفع عليه، هو احد اهداف النهضة العلمية المتأسسة على الوعي بالعقل في مواجهة الاستمرار في مسايرة قوانين الطبيعة والتكيف الانفعالي مع تلك القوانين.
انتخبت لنا الطبيعة الحياة البيولوجية وسط كائنات اخرى نتشارك معها جسدياً في كثير من البنى الفيزيقية والبيولوجية، وانتخبت لنا استراتيجية الذاكرة البعيدة المدى التي تتحول في كثير من الاحيان الى خزين معلوماتي لاشعوري قد تترجم الى سلوكات ذات دلالات في نفوس الافراد.
تراكمات البيانات والخبرات سواءً اكانت واعية او غير واعية اصبحت ارثاً نفسياً يتوارثها الافراد والجماعات، ويخطو من خلالها الفرد إما نحو نماذجه الاولية لهذه الخبرات، او صوب انتاج نماذج جديدة لها استقلاليتها. تلك هي الفاصل القطعي بين عالم الحيوان وعالم الانسان.
هذا الميراث المؤسس على بواطن الامور يحتاج الى تفكير اركيولوجي بغية اكتشاف اللامكتشف ولاجل التحرر من السلوك المختار من قبل الطبيعة المنطبع على الخرائط النمطية للاجراء.
تحرر التفكير يهدف الى وضع البديل العقلي مكان البديل الطبيعي للسلوك، فالتفكير هو من عهدة العقل وهو بدوره يملك حق الاختيار، اما الانفعال هو ملك الطبيعة وهي التي تختاره، ولهذا على العقل ان يعقلن الطبيعة لاجل عقلنة الاختيار.
الكائن الانساني العاقل هو الكائن المتحول من نمطية الطبيعة الى جدلية العقل،فان ثبت خطى الموجود البشري على خطى الطبيعة فانه لم يزل الحيوان الطوطمي اللامؤنب الضمير.

#محمد_طه_حسين (هاشتاغ)       Mohammad_Taha_Hussein#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات